
رسالةً من شهيدٍ حيّ
(إلى الشاعر محمد مجيد حسين*)
************************
كالعادةِ يتجولُ
بحثاً عن العملِ
بحثاً عن الماءِ
بحثاً عن قصيدةٍ
يتقبلُ هذا الحضور
آهِ كم يتوقَ حنينَ البعادِ في الوجودِ
ومن حسراتٍ
من صوتِ قلمٍ
ثلاثين سنة صار تسعة عقود
آهِ أيتها الأم
أنجبتِ محمد حسين ورحلتي
وحيداً تركتيه يسهرُ في وحشةِ الليلِ
يجمعُ أحشاءه المحشمة
في ساحات المعركة مع ذئاب القدرِ
يجمعُ رفات رسائلهِ.....
رسالةً إلى أنثى تدعى آخين.....
رسالةً إلى ناطقٍ ملَّ من الصمتِ.....
رسالةً إلى قبرٍ ملَّ من الموتى.....
رسالةً إلى شارعٍ مكتظةٍ بوجوهٍ شاحبةٍ....
رسالةً إلى أخٍ يبتسمُ قسراً كيلا يقول : أخْ.....
رسالةً إلى اليدين الطاهرتين في صنع خبز التنور....
رسالةً إلى قريةٍ تضاريسها الخيانة
مناخها وسهولها خائنة..........
رسالةً إلى .....
رسالةً...........
رسالة.....
بداخله
وهمٌّ وذعر
وفوضى الأحساس
أُحِسُ بملكوت الكتابة
يحوم ويبلغه بالرسالةِ....!
أُحِسُ
في الوقتِ نفسهِ
بأنه الأله المحسوس
يخالجهُ قشعريرة الهمومَ
كلَّ ما مرَّ على جسرِ القامشلي
وصافح دوكر*
آهٍ أيتها الحاضرة رغم البعادِ
كم يحدثني عنكِ
عن طريقتكِ في صنع القهوةِ
عن حقيقةٍ أصبحَ حلماً
عن حلماً أصبحَ حقيقة
عن فاقةً في صلوات دوكر
عن أنصهار أواصر الرحمِ
عن......
آهٍ كم يحدثني
عن أشقائنا
الكادحون في الفقرِ
العازمون في الجبلِ
عن.....
وحينما الحديث
مبتسماً أراه
يتربص أنزياح الأنحطاط
على الرّمقِ
*************
حسين كري بري
_______
*محمد مجيد حسين : شاعر سوري.
*القامشلي : مدينة في شمالي شرقي سورية
*دوكر: قرية الشاعر.
(إلى الشاعر محمد مجيد حسين*)
************************
كالعادةِ يتجولُ
بحثاً عن العملِ
بحثاً عن الماءِ
بحثاً عن قصيدةٍ
يتقبلُ هذا الحضور
آهِ كم يتوقَ حنينَ البعادِ في الوجودِ
ومن حسراتٍ
من صوتِ قلمٍ
ثلاثين سنة صار تسعة عقود
آهِ أيتها الأم
أنجبتِ محمد حسين ورحلتي
وحيداً تركتيه يسهرُ في وحشةِ الليلِ
يجمعُ أحشاءه المحشمة
في ساحات المعركة مع ذئاب القدرِ
يجمعُ رفات رسائلهِ.....
رسالةً إلى أنثى تدعى آخين.....
رسالةً إلى ناطقٍ ملَّ من الصمتِ.....
رسالةً إلى قبرٍ ملَّ من الموتى.....
رسالةً إلى شارعٍ مكتظةٍ بوجوهٍ شاحبةٍ....
رسالةً إلى أخٍ يبتسمُ قسراً كيلا يقول : أخْ.....
رسالةً إلى اليدين الطاهرتين في صنع خبز التنور....
رسالةً إلى قريةٍ تضاريسها الخيانة
مناخها وسهولها خائنة..........
رسالةً إلى .....
رسالةً...........
رسالة.....
بداخله
وهمٌّ وذعر
وفوضى الأحساس
أُحِسُ بملكوت الكتابة
يحوم ويبلغه بالرسالةِ....!
أُحِسُ
في الوقتِ نفسهِ
بأنه الأله المحسوس
يخالجهُ قشعريرة الهمومَ
كلَّ ما مرَّ على جسرِ القامشلي
وصافح دوكر*
آهٍ أيتها الحاضرة رغم البعادِ
كم يحدثني عنكِ
عن طريقتكِ في صنع القهوةِ
عن حقيقةٍ أصبحَ حلماً
عن حلماً أصبحَ حقيقة
عن فاقةً في صلوات دوكر
عن أنصهار أواصر الرحمِ
عن......
آهٍ كم يحدثني
عن أشقائنا
الكادحون في الفقرِ
العازمون في الجبلِ
عن.....
وحينما الحديث
مبتسماً أراه
يتربص أنزياح الأنحطاط
على الرّمقِ
*************
حسين كري بري
_______
*محمد مجيد حسين : شاعر سوري.
*القامشلي : مدينة في شمالي شرقي سورية
*دوكر: قرية الشاعر.