الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تركيا والحكومة اللبنانية الجديدة بقلم:محمد زاهد جول

تاريخ النشر : 2011-07-13
تركيا والحكومة اللبنانية الجديدة

محمد زاهد جول

نال الرئيس نجيب ميقاتي الثقة في مجلس النواب اللبناني التي تؤهله تولي رئاسة حكومة لبنان جديدة، وبالرغم من تقدير هذه الخطوة الهامة في تشكيل الحكومة وتولي ميقاتي رئاسة الحكومة، بعد أشهر من الانتظار والصعاب، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من مزالق قادمة، ولا يملك المتابع لأحداث لبنان والمشهد السياسي فيه إلا أن يناشد كل القوى اللبنانية بالتنبه إلى خطورة الوضع محلياً وإقليمياً ودولياً، فلا يمكن القول حتى الآن بأن لبنان قد تعافى مما يعانيه من ضعف بمجرد تولي ميقاتي الحكومة، بل إن طريقة التصويت على الثقة كشفت عن شرخ كبير في كلا طرفي المعادلة السياسية الحاكمة والمعارضة في لبنان.

إن تركيا إذ تدرك هذه المخاوف، وإذ تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف اللبنانية ، إلا أنها تتطلع إلى التعاون مع الحكومة الجديدة، التي تربطها مع رئيسها نجيب ميقاتي علاقات ممتازة، وتسعى إلى استثمارها لمزيد من التعاون بين الحكوميتين الجديدتين في لبنان و تركيا، فتركيا تؤمن بالخيار الديمقراطي الذي أفرزه مجلس النواب اللبناني، لأن ما تم في التصويت على الثقة بالحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي يعبر عن شرعية ديمقراطية لبنانية حقيقية، لا تملك دول العالم كافة إلا الاعتراف بها واحترامها، خصوصًا مع تعهد رئيس الوزراء الجديد نجيب ميقاتي في بيانه الوزاري احترام حكومة لبنان للشرعية الدولية وقراراتها الدولية، بالتشاور مع كافة الأطراف اللبنانية.

إن لبنان أمام مستقبل صعب منذ سنوات ، وبالأخص بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبصورة أخص بعد محاولة أطراف داخلية وخارجية استثمار هذا الاغتيال في زيادة الشرخ الداخلي اللبناني، في إضعاف لبنان وتفتيته، وإننا نرى إن الحكمة تتطلب من كافة الأطراف اللبنانية أن تضع مستقبل لبنان نصب عينيها.

أن أطراف المعادلة اللبنانية، وبغض النظر عمن يملك الأغلبية اليوم ومن سيملكها غداً، جميعاً مطالبون أن يفكروا بمستقبل لبنان وهو جزء من محيطه العربي أولاً، والإسلامي ثانياً، والدولي ثالثاً، ودون أن يكون ذلك بالتناقض ولا على حساب دائرة على أخرى، وإنما بترتيب الأولويات الوطنية والقومية والإسلامية والدولية، فالمجتمع الدولي وهيئاته القانونية والدولية في الأمم المتحدة أو غيرها، لن تكون حريصة على مستقبل لبنان أكثر اللبنانيين، ولن تكون حريصة على إقامة العدالة من أجل إحقاق العدالة فقط، لأن العالم يشهد مواطن كثيرة في العالم لا تعرف العدالة، وفيها من المشاكل الداخلية وجرائم الاغتيال الدولي أكثر مما شهده لبنان، ولكن دون ان تحرك الأمم المتحدة ولا محكمة العدل الدولية ساكناً.

إن حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان ، التي لها كامل الثقة في حكمة و استقامة الرئيس نجيب ميقاتي، تتطلع إلى أن تكون وسيط خير وتقارب بين الأطراف اللبنانية دائماً، من أجل لبنان أولاً، ومن أجل اللبنانيين جميعاً ثانياً، ومن أجل استقرار المنطقة وتقدمها وعدم تعثرها في مشاكل ومناكفات ثالثاً، وهي إذ ترحب بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة فإنها تتطلع إلى أن تسودها في الأيام القادمة روحاً جديدة من التعاون والتفاهم.

لقد أثبت اللبنانيون في الشهر الأخير بأنهم عباقرة في فن السياسة والحوار واللعبة الديمقراطية، ابتداءً من دور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي حضن البيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي وتوافق معه عليه قبل عرضه للنقاش في مجلس النواب، إلى الرئيس نجيب ميقاتي في مقاربته تشكيل الحكومة وجهوده الواضحة في قيادة معركة البيان الوزاري حتى منح حكومته الثقة، وهي جهود حكيمة أيضاً، تلاقت مع جهود قادها الرئيس نبيه بري داخل مجلس النواب سواء في إدارة الصراع الصاخب في مجلس النواب، وما تخلله من مشادات كلامية، أو في التصويت على الثقة بالرغم مما تخلله من انسحاب لنواب المعارضة من تيار المستقبل وحلفائه، كل ذلك كان مؤشراً على أنه في لبنان قوى سياسية حكيمة، قادرة على تجاوز الصعاب والتغلب عليها بجدية، لأن المخاطر المحدقة لا تتهدد طرفاً واحداً بعينه، ولا طائفة واحدة دون غيرها، وإنما المستهدف هو لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته ومؤسساته المدنية والعسكرية، وبكلام أوضح: إن المستهدف ليس مستقبل لبنان واستقلاله فقط، بل المنطقة بمجملها هي في دائرة الاستهداف بحكم ما فيها من صراعات دولية وإقليمية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف