الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوميات زبال بقلم:عماد يونس

تاريخ النشر : 2011-06-16
بين قرارات الحكومة ونبض الشارع خرج الزبال واعلن تقاعده وحزم امتعته سيسافر لبلد غربي ينظم قدراته العقلية .....جال في شوارع المدينة يسترجع ذكرياته الحزينة مع الخباز الأعور ورغيف الخبز التنوري وحلاق الشارع الأطرم وحكاياته بالزيجات المزعومة ...تصيح من اعلى الشرفة أم علي المتساقطة الأسنان أين انت أيها المتخاذل لم تأتي اليوم؟!! ...يرمقها ب...نظرته المتهكمة وبصوته الأجش سأهاجر ....انتهت مدة الخدمة ...لن تكون هناك ذكريات جديدة في هذا المكان ...ولن اقرع الأجراس بعد اليوم ....ولن تكون هناك قمامة خارج الباب فالشارع كله سيملأ بالقمامة ..والشاعر سيرمى شتات أفكاره على أوراقه المتناثرة ..والسكير ذاك المتكرش سيعزف على عوده ويبقى مسكورا على سريره ولن يسمع خبرا يفجعه فتذهب سكرته ...وتلك العاهرة التي تنتظر كل ليل لن تقف طويلا على قارعة الطريق تنتظر سيارة أبن المسؤول المتعالي بسيجاره المستورد والذي يعادل راتبه شهري فالولد المذكور فاز بالإنتخابات ....حتى الساعة في مقهى الحي توقفت عقاربها ولن تجد من يحركها من جديد أو يجدد فيها عداد الطلبات ....تلك القهوة التي اجتمع فيها متقاعدي الحي يلعبون طاولة الزهر وترفع هناك رائحة المعسل المغشوش..وكأس الشاي المطبوخ لسنوات وفنجان القهوة الذي لم يعد يحمل من طعمه إلا الإسم ...دائرة المكان توقفت فالزبال سيتقاعد وستتوقف حركة السير ....لأن الشرطي أهمل ملابسه وثقب بنطاله فلن يستطيع ان يتفاخر بعد اليوم بجماله قيافته رغم كرشه المتدلي من أمامه وأسنانه التي تعلوها الصفرة ....كل تلك الذكريات والصور والزبال يسير بحذائه المهترء في شوارع مدينته يودع فيها روائح مختلطة وأصوات تحكي حكايتها ...حتى القطط في الشارع كانت تعرفه وتشعر به ...فقيمته عند القطط كمخبر متخصص في رصد حالة الكلاب وتحركها في الأزقة كانت مدعاة للقطط أن تقف صفا واحد معلنة حالة من الحزن لرحيله ....فاليوم لن يحمل لها قطعة اللحم التي اعتادت أن تقدم من بقايا تلك الحاويات التي تملأ هذه المدينة..نظرت إليه القطط بنظرتها الحزينة وعلا عويل خالط ضوضاء الشارع فالقطط تبكي سيدها على الرحيل ..نظر إليها وهو يعلم ما تحمله من مشاعر وابتسم ابتسامته واخرج من كيسه قطعة اللحم وانحنى يقدمها لمن اخلصت له دائما ...فهي من كانت تطارده من شارع لشارع ...وتقفز بين قدميه معلنة ولاءا وطاعة له فهو حامي الحمى من كلاب الحي ...قال بكل هدوء : هذه آخر قطعة من لحم طازج جلبته من عند الجزار ..غدا لن أكون هنا لن تكون هناك خراف بعد اليوم ولن حتى تيوس او ابقار ...قد تم تصديرها لأحد الدول النفطية ..والشعب يعاني من تخمة ولن ومن اليوم صدر المرسوم على الشعب أن يكون نباتيا ...فكر ثم قال : ستموتين من الجوع في هذه المدينة ....مارأيك ان ترحلي معي والحديث للقطط ....لم تجب القطط وانهمكت تأكل بكل شهية وتنظره مدركة روح التغيير في الشوارع العربية وبأن غدا سيكون مرسوما يمنع الوجبات اليومية ومطاعم الوجبات الشعبية ...نظر الزبال من حوله والصمت مخيم على الشارع قد حضر ابن المسؤول وتلك الشقراء بفستانها الوردي خرج وعطرها يملأ فضاءات المكان ...كل الوجوه فاغرة .فكل تضاريس الوطن العربي بارزة للعيان والكل يصفر تأييدا لصاحبة الجمال ....حتى القطط لفظت وجبتها وتغنت بتلك الحسناء ...ابن المسؤول هذا يحسن لفظ الكلمات ونجح آخيرا في حملته في مجلس النواب ولجنة مكافحة العاهرات ...وكان يحفظه الله من المتربعين على شركات الأسهم ومن عطاياه أن وزع على المدينة لبس النظارات السوداء ..فما عاد أهل المدينة ينظرون أهناك شعارات أم وفرت كل الخدمات ....نظر الزبال من حوله والكل ينظر الباب المفتوح منتظرا لحظة صعود جميلة الجميلات ..فاللحم وصف نعرفه لكنه مختلف الطعم في قصور المؤتمرات وعند أصحاب الحملات ...نظرت من حولها الجميلة ووخالط شعرها نسمة ريح أججت الشهوات....والزبال ينظر من حوله حتى وفاء القطط سلبته جميلة الجميلات...( للقصة ....بقية )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف