الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الزواج المبكر بقلم: كاتيا علي سمعان

تاريخ النشر : 2011-06-06
الزواج المبكر

بقلم: كاتيا علي سمعان

تمنين التحتا - بقاع لبنان - جنوب غرب بعلبك

الزواج المبكر ظاهرة اجتماعية كانت تجتاح الحقبة الماضية اعتنقتها الشعوب العربية لاسباب مختلفة .وقد سن الله في احكامه الشرعية استحباب تطبيق هذه الحالة تجنبا لاغراض كثيرة تهدف لديمومة الاصلاح الاجتماعي ابدا و السلوك الاخلاقي .سابقا كانت العادات و الاعراف الاجتماغية تنسب بعض الصفات و الحالات للرجال و النساء و تتربص عقائديا و سلوكيا و اجتماعيا في ذهونهم الى يومنا هذا تقريبا,فقد الصقت بهم مفهوم الرجولة القاسية و الفروسية و الشجاعة والعنف الجسدي و تحجر القلب و قد نسب للنساء الانوثة التامة و المبالغ بها كما نسب اليهم الطاعة الزوجية و الانصياع للذكر.وكانوا يعيشون حياة صلبة وقاسية مع ترافق الحروب الدائمة فيما بينهم قبائل و عشائر فلم تكن لديهم اهتمامات فكرية يسيرهم العنف و التشبص لذا لم يكن لديهم الحسية الذهنية لتدبير حياتهم يعملون على كثرة الانجاب غرضا للاستفادة منهم في الاعمال الزراعية والحروب لذا كانوا ياهلون الذكور باكرا في محطة الرجولة في الوقت الذي يكونوا الوالدين هم المسؤلين عن المصروف العائلي ينتج عن ذلك ما يسمى الزواج المبكر.اما اليوم فقد تقلصت هذه العقائد نظرا لانفتاح الدول فثما بينها و تبادل الحضارات و التداخل ما بين الغرب و الشرق فاختزلت بذلك عدة اعراف خصوصا الشراسة والمتربصة كيدا و ظلما وزال مفهوم الفروسية و سارعت المجتمعات الى ترويض العقل مع اهمال بسيط لحركة الجسد كل هذا و ما زالت بعض المجتمعات تعتنق حالة الزواج المبكر انتماءا للعادات السابقة تخوفا لوقوع ابناءهم في المحرمات و السلوكيات اللاخلاقية ولتحملهم المسؤلية باكرا وابعادهم عن الدروب المهمشة و معهم لتطبيق شرعة الله تخفيفا لعبئ المجتمع بالشوائب و الاضرار مع عدم التنبه لسيئات و اضرار هذا الزواج انعكاسا على الازواج و الاولاد و المجتمع.فالى اي مدى ساهمت هذة الظاهرة في خدمة المجتمعات العربية و ابقاءها قيد الاصول النبيلة ؟وما هي المخلفات الناتجة عنه في الميادين الفكرية و الثقافية للانسان ؟وما الحلول البديلة التي تقضي في مصلحة الفرد و المجتمع ككل ؟
ان مفهوم الزواج في عصرنا هذا له تعريفات و متطلبات و افاق و اسعة تغيب عن اذهان و انظار الشخص العادي فيعتنق الزواج عشوائيا ويغوص في بحره فيراه احيانا قفص ذهبي و تارة زنزانة وتارة عبْْاْثقيلا يريد التخلص منه بشتى الوسائل و لا يستطيع .فالزواج لا يعني فقط جمع رجل و امراءة تحت ثقف واحد ولله الحمد وبدؤا بانجاب الاولاد لا بل مفهومه ابعد بكثير من ذلك فهو يتطلب ارقى و اعلى مستويات الوعي الثقافي الذهني عند الطرفين اي يتطلب الفكر و الخلق الشاسع للترابط و المشاركة و الكد و التعب في سبيل الاخر والعمل على ابقاء الحب و الود و السكينة و الرحمة فيما بينهم ,كما انه مؤسسة تحمل في طياتها مسؤلية انجاب الارواح و تربيتها في السبل الصحيحة وتكوين اسرة مثالية فليس كل من تزوج تزوج وليس كل من انجب فكم من زواجات تسودها شريعة الغاب؟ وكم من الاولاد المشردة فكريا و جسديا عن المجتمع؟ كم من الاولاد التي تتعرض للانفصام الشخصي للتهميش عن المجتمع ؟اذا الزواج ثقافة واسعة تتسعب منه عدة ثقافات ,ثقافة الحوار والنقاشات والاقناع و التفاهم ,ثقافة الحب والود ,ثقافة تربوية صحيحة,ثقافة جنسية ولكي تكون في محور الصحيح تتطلب اشخاصا و افرادا واعين ناضجين مثقفين .فهل سيتفهم كل هذه الثقافات اولاد نؤهلهم جرما للزواج؟نعم ان الزواج المبكر له مضامين صحية على الزوج والزوجة معروفة قد اثبتتها الدراسات العلمية لكنه امر تجهله الشعوب الماضية و حتى البعض في عصرنا هذا ,ان هذه الحالة التي سنت في شرعة الله و التي طبقت على مر الاجيال هل حافظت على المجتمع نظيفا؟هل ان مجتمعنا براق و معطر لا تشوبه شائبة او انه يخلو من العهر و الشذوذ....؟كم من العائلات على اختلاف متواصل ؟كم من العائلات تشكو من فقدان العاطفة و الامان؟كم من العائلات وصلت لحدود الانفصال ؟وانفصلت,كم من العائلات التي تنتمي لطوائف مع احترامنا لها جميعا يحرم و يحظر الانفصال فيها و يهجرون بعضهم و هم يغيشون في البيت نفسه و لا يتواصلون؟ كم من حالات الخيانة الروحية و الجسدية نسمع بها يوميا؟ما الذي حصده المجتمع من الزواج المبكر؟كم من العلاقات الودية المحفورة على الصخور اسماءهم و على جذوع الاشجار ورمال البحر و طاولات الدراسة وكله يتبخر بعد الزواج لعدم توفر القدرة و الوعي على التفاهم و المحافظة على هذا الزواج .فقط لان الزواج محطة لتنفيس عن الرغبات الجنسية بطريقة شرعية ينكب عليه الشباب و الاهل كي لا يغوصوا في ما لا نرجوه و لكن ما النتيجة التي نحصدها في هكذا زواجات ؟التي كثيرا نهايتها الطلاق او الريعة الدائمة لان الرجل عندما يصل الى مناله و يحقق رغباته و بعدها يمل و هو ما زال في العشرينات لانه ما وجد نصفه الروحي مع الزوجة حتى احيانا لا يحقق رغباته الجنسية تامة نظرا لفقدان الثقافة الجنسية فيما بينهم و كلاهما دون ان يعرف الامر .ان اكثرية الزواجات العربية الفاشلة سببها الحياة الجنسية نظرا لمنهج التربية والمحافظة التامة و التي تصب احيانا بالكبت و الحبس عن الخارج نولد شباب و شابات جاهلة و هي متعلمة مريضة نفسيا وهي من احسن طلاب المدارس فكيف للذين لا يقنتون المدارس و التعليم و الجامعات ؟ان الثقافة الجنسية محرم او محظر علينا ان نتجادل بها خوفا ذريعا هم ينتابهم اذا ما سمعوا اولادهم يتحاورون او يفتشون عنها و يتعلمون و يزيدون معرفة مهمة يخافون من العلم و يرتاحون للجهل لا يعرفون ان العلاقة الزوجية لا تتطلب الحب فقط يجهلون اهمية المعرفة الجنسية و ثقافتها و اهميتها دورا في انجاح الزواج كم من النساء تزوجت و هي تجهل ان هناك حياة جنسية فتنصدم و احيانا يدخال و يتصور لها الحياة الجنسية امر مرعب بشع مقرف غير مرغوب به فما امر الرجل و عمله وقتها لماذا تزوج ؟كيف يقنعها و يفسر لها امر شديدي الحساسية كهذا؟من هنا و غير ذلك امثال في الواقع و الحسبان تولد الخلافات و الازمات الزوجية نتيجة التسرع في الزواج .الان كثيرا سيسالون كيف السبيل لتحقيق رغبات جنسية دون زواج والوقوع في مطباته و ضمن شروط مضمونة شرعيا؟نعم هناك حل يخول الرجل في ممارسة اهوائه الجنسية دون توريط نفسه باكرا في الزواج الدائم و ضمن شروط شرعية.ان الله عز و جل شرع لنا في اسلامنا احكاما كثيرة و مريحة وتقضي في خدمتنا لا بل الاسلام باكمله منفسا و حرية للمسلم و لكنه هو نفسه المسلم يكبت على حاله يحبس حاله يضع القيود الصارمة عليه نتيجة الانصياع و الانسجام الكامل المطلق للاعراف المعتقدات الاجتماعية.لقد سن في الاحكام الشرعية مفهوم زواج المتعة و الكل يسمع و يعرفه زواج شرغي يسمح للتنفيس عن الرغبات دون الارتباط كليا بالاخر كم من المصائب و الاهوال تختزل عن كاهل الشاب في ممارسته لهكذا زواج؟كم من الايجابيات و الحسنات التي يكتسبها اثناء هكذا زواج؟زواج المنعة مدرسة موسوعة ثقافية للشاب تكسبه ما يجهله و تعطيه ما لا يفكر به يوما انه من متطلباته دون وعيه مثلا اذا اقبل شخصا على شراء حاجة او شيئ اي شيئ من السوق ولاول مرة يتطرا لشرائه حتما يكون جاهلا ماهيته و نوعيته و كيفية استخدامه و التعامل معه اما تعجبه و اما لا تعجبه هذا امر محسوم منطقيا كما السيارة الجديدة و البيت و اي الة جديدة فان اعجبته و احسن تكيفه معها جيد ولكن ان لم يتوف بها و لم تعجبه ما السبيل بها ؟يعود ليشتري اخرى ولكن مع عودته لشراء اخرى الم يتعلم في هذه التجربة اشياء فيها كان يجهلها و رغبات فيها ايشا كان يجهلها اذا سيجمع نقاطه المكتسبة من اول تجربة و يضعها نصب عينيه و يذهب لشراء الاخرى مع المعلومات التي كا قد اكتسبها ولكن هذه الة او شيئ بسيط ان نغيره اذا امكن التغيير,اما المراة و الزجة ليس من السهل تبديلها رغم معرفته بالعوائق الاهواء التي يريدها في زواجه الثاني لذا اوكد على عدم التسرع و الاقبال باكرا على الزواج و اكتساب المعرفة و الاهواء من خلال التعاطي مع المراة ضمن الزواج المتعة.فالحياة الجنسية هي نصف او تكملة الحياة العادية الروحية و الزوجية,لقد نفخ الله الغريزة الجنسية غند كل من المراة و الرجل للشعور ببعضهم و الاقبال على بعضهم و الرغبة ببعضهم من اجل المسار في دنيته و مثابرتها بالانجاب الى حين امره فاذا لم يتفهمها كل من الرجل و المراة و مارسوها تنقطع الحياة و لم يعد يوجد التوالد والتكاثر و الاجيال.اذا فالزواج المتعة ظاهرة او حالة اجتماعية تخول انفتاخ المرء على اشياء يجهلها و تنفيس عن رغباته ضمن الشروط الشرعية فعندما ممارسة هكذا زواج تتحدد لديه الرؤى الجنسية و المطالب التي تسمخ له بتكيفها مع زوجته بارتياح مستقبلا كما انه يكتسب فن ومهارة التخاور للفهم و اقناع زوجته باهمية الجنس لكلاهما و كيفية المتعة و الشعور به . من منظار اخر لاستبعاد الزواج المبكر قيل انه للاصلاح الاجتماعي حسنا الم يعتبر العم والتعلم و التطور التقني و اكتساب المهارات ضمن تطور المجتمع و اصلاحه الا يفيدنا العلم و المهارات و العقول النابغة؟الم تفيدنا الامهات الواعية المثقفة لتنشئة اضفالنا و تربيتهم ؟الم يكن للمراة دور فعال و مجدي في المجتمع ؟الا يفيدنا ان تطورنا و اصبح بلدنا من الدول الصناعية بدل انتماءه للدول النامية؟كل هذا يقف في وجهه الزواج المبكر فانه يحط و يقضي و يدمر و يشل قوى و عقول و الانجازات و فعالية المراة و الرجل فكيف لنا تن نربي و نعلم ونثقف اجيال و نحن جاهلين ؟فليست المدارس وحدها المدارس فالبيت و التنشئة البيتية و المنزلية لها الاهمية اكثر من المدرسة في تربية و اتنشئة الاطفال. اذا فلنتفكر قليلا و ندرك موقع اولادنا و متطلباتهم بدل من كبهم على مسؤليات اكبر منهم و ندفنهم بالخياة ولنقلص قليلا لا بل كثيرا التربصات الفكرية المتوارثة عن الاجيال السابقة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف