الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بغل البرويطة- صفائح من حوافر الخبر(2) بقلم محمّد خريّف

تاريخ النشر : 2011-05-18
من النّافذة قيل إنّها المشنقة تنتظر من لا يحفظ درسه والسّلك الحديديّ المتدلّي فهمت بعد فوات الفوات أنّه يستعمل حسب عادة الفرنسيس الّذين دشّنوا هذه المدرسة العصرية عام 1949 ذات القاعتين لفتح النّوافذ العلويّة وغلقها للتّهوئة وحفظ صحة التلاميذ وهي لاتعوّض فلقة المدّب حسين في قبّة بن محمد المغلوقة من جميع النّواحي إلاّ من مدخل ضيّق لا يسمح لمن كان طويل القامة بالدّخول إلاّ منحنيا وهي لا تعوّض مسعودة مسطرة مدير المدرسة "سي" حميدة التّميمي وريث المسيو ماشان الفرنسيّ. كانت مسعودة بقدر ما ترهب الأولاد أمثالي المطالبين بحفظ الكرناي وهو عبارة عن كنش يسجّل فيه التّلاميذ كلمات فرنسيّة كل يوم ليعيدوا كتابتها على الألواح من الغد كانت على ما يبدو تفرح الصّبايا السّتّ اللاّتي كنّ مزهوات بما تلقاه أكفّ الاولاد وأطراف أصابعهم من ألام الجلد بمسعودة كل صباح بارد. كنا لنعوّد راحاتنا على تحمّل أذى مسعودة وتجنّب شماتة البنات نلتقي أزواجا وجماعات نحن الذّكور في حلق تجمعنا تحت جدران المنازل مفرشنا نبات الحريق لنستعيد كلمات الأمس فيعاقب المخطئ منّا بما يلقاه من جلد

باالشّلايك المسمّرة وأحذية الكواطشو هذا الجلد يساوي أو يفوق ما نلقاه من مسعودة بنت سي حميدة نكتسب بقسوتها القدرة على رسم الكلمات الفرنسيّة المتجانسة دون فهم معناها. ولا ينسينا في مسعودة إلاّ ما نحفظه ونردّده من قصائد جون جاك روسو وأمثال دي لافونتان إلى غير ذلك من قصائد جبران وميخائيل نعيمة والشّابيّ في أغاني الرّعاة وإيليا أبي ماضي وأبي البقاء الرّندي في رثاء الأندلس ستّ سنوات تمرّ في هذه المدرسة ولا نرغم إلاّ على الكرناي وحفظ النّشيد الوطني والتّهيؤ لاستقبال الزّعيم وبعض المسؤولين في مفترق"سيقور" وقد نقضي يوما كاملا في الانتظار ولاياتي المسئول فنعود إلى بيوتنا نكركر شلايك المرقة ولا يخفّف من خيبتنا سوى سرورنا الساذج بمشاهدة سي الحبيب في كبّوسه الإسطنبولي يدعو النّساء المتلحّفات بكلتا يديه إلى السّفور وهو في طريقة إلى قرية أطفال بورقيبة في الوديان

كنت هكذا كسائر أطفال القرية أتطلّع إلى الآتي من ناحية سندي الغربيّة

لاأعرف م الفائدة من كتابة هذه المذكّرات وقد سبقني إليها طه حسين في الأيّام وميخائيل نعيمة في كتابه سبعون وشاتوبريان في مذكّرات ماوراء القبر أليست كتابة المذكّرات في حبكتها وأحداثها تعيد ما قيل ألست شبيها فيها ببغل الجاروشة أو الكريطة بل البرويطة في الدّوران في نفس الزّمان والمكان نعم أنا بغل البرويطة ولد بغلة بابا وجدّي منديلة أستحيل ليلة نجاحي في الشّهادة الابتدائيّة حيوانا يدز البرويطة بترمته بدءا من نهج بن عبد الله مرورا بالصّبّاعين والمدرسة السّليمانة وتربة الباي وصولا إلى الحي الزيتوني وحبس 9 أفريل يشبه حبس كلّية الآداب والعلوم لاأعرف إن كانت إنسانيّة أو حيوانيّة أو حتّى جمادة .

بغل البروبطة هذا أراه الآن بعيدا مني قريبا أحمق ذكيا يسير معي سير ظلي تحجبه عني أحيانا سكرات الطيش واقتفاء اثر السراب آنا الآن هنا بغل برويطة لا احمل سوى أسمال اوهامي لااكاد آن اكتب سطرا حتى أتقهقر نحو مستقبلي لااعده بالايام والليالي من آنا لأكتب نهيق بغل تمله حسان سرت إليهن عاطي الظهر مغمض العينين يرن في خاطري ناقوس بغلة الافراح وجدي عاصب البطن مرمل ببيداء هي الآن تشتعل نفطا يحرق به الصبية والنساء ولاتبقى غير نياشين الكونونال تعلم أبناء العجوز سلسول بني انف الناقة . آنا البغل لا احصو عددي والمرمل يغدو مذهّبا أعود إلى بركة الياي علني أتسلى بأسماك تغني في إجهاشي حماة الحمى و آلا خلدي ويصير بهيم جارنا زعيما ينتشي بهزيمة المحور يبلع سكينة بلا دم اصلي له وبوق الأذان يشرقع بلا فم أحب آن ابتعد عن فسح المجاز آلا آن عجلة البرويطة تجرّني من الخلف فلا اقدر آن أرى من سقط من رفاقي في مرمة البورتمان وحكاية خدامة المرمة لاتزال تقلقني آنا أخيّك بغل البرويطة والبطرونة تلم فلوس القحاب وكان شيء ماثمة والمقاول بطرون والدنيا لمة بلمة وانا البغل اسمي حمّة حمّتين يقولها بابا وقتلّي يتذكر أمّ الزّين عشيقها يملك باب سويقة والحلفاوين وبعض من المنازه من قرطاج إلى الحمّامات قل لي أنت فين يا بغل البرويطة يا معصّب العينين. لا اعرف لم اكتب الآن عن هذه الأمور. اسأم من ذكر أسماء هذه الأماكن أحبّ أماكن أخرى لم ترها عيني قط وهل البغل يعرف انه يرى بغل البرويطة يشم رائحة الفلفالة يرفع قادمية للريح يحب يحشيه في ترمة عرفو الفلفال ينسى انه المخصي بالانتماء إلى فصيلة البغال فتخونه صفائح من فلفل السواني ويكتب عليها بحوافرة ما يذكّّّر بالرّهزات في بورديل المونيقات سكس التقوى وأنا البغل أجيء بلا أب احمل على برويطتي سفري من ارق الصبايا كيف أولد بلا أب وآمي بغلة جدي منديلة العذراء يحميها من العين بقرطاس التوت والسينوج وشويا من ملح الطعام ادع هذه المذكرة لا ألقى منها غير ما يؤلهني سا كذب واكذب واثقا في انك تصدقني بلا منيّ أتحول من بغل أحمق إلى نبي ذكيّ وافبرك نبوّتي بأوراق الفلفل تخضر عناقيدة وتصفر وأروح غاديا فاغرف من دلو السفر رجفات الملل وأحب إن أنسى تجاويف السنين والصبي يطمح إن ينكح من ابيه ويطيل بشالته الصغيرة بنعومة اظفارة لتلحق فتنيك شفرات ترمته مشوهة بخراء الهريسة حارة شهية بتوابل الكانون وتدور عجلة البرويطة في الاتجاه المعاكس متعثرة بخيبات الفشل يوم النجاح في شهادة البكالوريا عام 1974 وأنسى أني بغل اويقات تمر برجلي فاسكب على مداملي عطر التهور فأبيع عجيزتي للبرويطة ولا اقبض من نهيقي سوى أوراق من لون الفلفل انثرها للريح وافرح مع أبي وجدّي وعمّي بفشل التعاضد ولا اغنم من طحيني هذا سوى طحن القوادة يختلف عمي مع أبي فيقتسمان الأرض بالهمة ويتزوج جدي في الأثناء فيطالب باسترجاع مافرط فيه ساعة صفاء اللمّة

والخوف من فكان الأرض والزّمة ويفوز خويا ولد أمي وليست بغلة ها المرة بالتركتور والفيرمة وشرع في مرمة تشتيت اللمة واحسب أني اكتب لك عن أمور شخصية والبغل ماعندو مايخبي فحتى كررازو منفوخة من شدة ألخصي مايو قفش وبنت نمّو لايثة مذ دخل إسطبل العرفان قرب ثكنة الملاسين المحاذية لبرج سيدي علي الرايس علي هذا قحبتو تبرقشلو صلعتو بزيت الحاكم مايد في بورديلنا نحن بغال البراوط في الرديف والقصرين والدخلة خارجة يحميها سيدي معاوية بزطلاتو والخدام يسقط من فوق بنية المقاول الجديد كالعصفور المحروق بلذة التريسيتي اسكر فمي طواعية هالموضوع مافيش حل ماهو قلنانلك خذ جراية التقاعد وارقد في تبنك وإلا قلنالك وأنت راجل كبير بلع فمك وألا تو ا نبلعو في ربك أنا ولدك ندبرها من غير باك ونحكم فيك وأمثالك وبابا الآن باباك يقصلك لسانك ونحيلك بوحشيشة بالقانون وبيانو الموسيقى المدنية يقصف المناقير من المحيط إلى الخليج ولامحيط ولاخليج والمسافة نقرة انترنات يراقبها بوليس هذاك ذاك هات نرجع إلى خزانة الأوراق وصداق أمي ضائع منذ عهد البايات هي أمي ليست بغلة منديلة لاتعرف لاسي المنصف ولا سي الحبيب تعرف أمها السمينة جدها حسين منقذ اسمه حياتي من الممات وأنا حسين البغل تخصيني عانس بمتاعها تحت كوم التبن التوا مازلت نتذوق بمتاعي اللايث كعل زبورها المشعر على قاعدة اشبيك انسيت أصحابك موش قالولك اكتب رواية من غير قباحة ونيك سأفعل وقلت أنا المنيّك في عقلي لوح علي لن أكون معلما ولن اكون رسولا وقد يصدق من يقول قف للمعلم ووفه التقديس كاد المعلم أن يكون إبليسا يستفزني الشغف بالنهود والدراسة في الثانوي فاسرق الدروس في المعهد المختلط بنابل وأعود بخفي حسين أجرهما إلى لسور فاسمع ما لا اسمعه في ابن شرف الرب في الحي الزيتوني معبود والرب في نهج لينين منقود إنها الطامة الكبرى فشتان بين العبادة والنقد وافهم أن بين المعهدين مدينة قديمة وأسوار آيلة إلى السقوط ولاتشوقني إلا غانية من غانيات باب البحر اقتفي أثرها قد تجعلني اغفل عن خطيبتي المأمولة تتزوج وتنجب أطفالا ولا ازال أراها في منامي خطيبة انتظرها سرعان ما تختفي صورتها عن خيالي تابعة أخرى لا تزال تلاحقني ولما أجد لها تفسيرا غريب امرهذه المرأة فكيف أراها في اليقظة امرأة عادية تزورني وأزورها كان لااحد منا يعرف الآخر من قيل لكن تبدو لي في الحلم فتاة اللحظة المسروقة المفقودة اتثبت في عينيها الشهلاوين في فمها الصغير في وجنتيها في قامتها النحيفة أهي التي بها تعلقت امن اجل هذا الجسد الأيل إلى الانطفاء والذبول أنا لاازال أحبها يالبغل الوهم أنا لكن الوهم أعيشه فعلا في حلمي اعد نفسي بملاقاتها في اليقظة لأسالها هل تحبني هي بدورها لكن كيف التقي بها والعيون ترصدنا من كل النواحي علي أني احترم المقام واكتفي بتحيتها وانصرف إلى الجلوس مع الرجال كما تقتضي العادة والأصول مرة أخرى أنا بغل برويطة يهتم باسترجاع قصة حب قديم وينسى أجره اليومي كما ينسى أجرة العامل اليومي في الفلاحة والمرمة وهل تكفي للمسكن والملبس فما قيمة التعلق بقصة حب فاشل أمام نسيان قضايا لها علاقة بحرية الإنسان وكرامته وحقه في مقاومة الاستغلال والظلم الاجتماعي كنت اعي كل ذلك لكن أجدني غير قادر على مطاردة أشباح هذه المرأة بالذات أستطيع أن ادرس حالتي النفسية اعتمادا على ما افد من دروس التحليل النفسي عند فرويد وغيره أليس الأفضل إن اهتم بموضوع آخر لكن هذا ممكن في اليقظة فكيف مع الحلم وارجع غالى اللهو ببرويطة أسوقها في طفولتي وكانني ولد العطار يشتري بفلوس بابا سكوتير باش يركب عليها بنت كلاشة وبقبل للبحر صحه ليه ولد العطار متاعنا باباه ينيك عشيقة الدوعاجي وهو ينيكلي أحلامي ويشرب عرقي أقولها صراحة هو شايخ بفلوس بابا وعمي جدي والكريدي مسموح وجدي خايف من بيع السانية يعاود بابا يبيعها لأولاد جدي من زوجته يسميها بطاح بير السواني بتخ تف وبابا خايف بدوره من تهمة عقوق الوالد هاهو يركّبله فمًا جديدًا و يزيديعرّسْله وما رضاء الله إلا برضاء الشيخ علي وبقية أولاد البلاد ويضرب جدي الزبور حتى يبص في أول الليل وسرعان ما يهرب من بيت مرته يخلّيها شايحة ويمشي إلى بيت بابا باش يقر ويهر و يشعل سيقارو شعره ويشرب كاس تاي طرابلسي أفكر في حرق هذه الأوراق التافهة تذكرني بأوراق سقاطة الفلفل الفاسد تهز ها الريح في اتجاه صقلية لعله تحرق كي أولاد الحومة ذات غروب فتلذ أنياب سمك القرش بما تجود به أيادي السمسارة فتوح رائحته بملح الأمواج ولا تجني الحرائر في قريتي الساحلية إلا الصبر على كتمان أنفاس رهبة التصريح بالمصيبة تحسبا لما ينجر عن ذلك من بحث وتفتيش قد يتعب العائلات ويحرم الأولاد إن كانوا على قيد الحياة من فرصة العمل في ايطاليا والانفلات من شبح العودة إلى الميز يريا والبطالة في البلاد أنا نفسي ولست بطالا أجد نفسي مسكونا بالرهبة خائفا من الرافل ارتعش من قحرة الشاف اش خص لوكان نحرق ونكمل عمري في ايطاليا والا فرنسا وحتى سويسرا هاهي ولات خايفة في عقر دارها برافو لجمل المرسى ولى يرهب التوريست ويقعقع حتى يصل صوته إلى كرطاج بنت الجمل هذا حفيدة عليسة تحكم البلاد بأمر قبلي يمتد نفوذه من بنزرت إلى راس جدير ونشرب روزاطا البترول على نخب الكاس ا لطرابلسي ونحنا أحرار في خيمتنا ولادخل لقاوري في راسنا معه الحق

يتبع)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف