الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسرحية "كلهم أبنائي" محاولة تستحق التقدير بقلم:رمزي أبوشريعه

تاريخ النشر : 2011-03-24
شلل خيم على مدينة غزة ، إلا في الميادين العامة وذلك بدعوى التجمهر لإنهاء الانقسام ، والثانية على مسرح عسقلان في مركز سعيد المسحال ، لقد كان عدد الحضور مرتفعا في وقت مصحوب بالحذر ، ففي غزة يخشى المنتجون للعروض والمستأجرين لقاعات العرض من خسارة التكاليف التي يدفعوها ، لأنهم ربطوا بين فعاليتهم و حدث عام ، وفي تصوري الشخصي أن "فرقة مسرح بسمه " قد حالفها الحظ على الأرجح ، ولا أتصور أن دعوتهم الفقيرة والتي لا تشجع أصلا على الحضور ، خصوصا أن هناك أصول لجذب الناس لمتابعة العروض ومن أهمها بطاقة الدعوة ، كما لا أجد تفسيرا مقنعا لهذا التقشف بالرغم من أن شعار القنصلية الأمريكية في القدس مرشوق على صدر الدعوة .
وأما الأمر الغريب الثاني فهو ما حدث بعد انتهاء العرض و الأمر الذي لم أكن أتوقعه هو ما أثاره البعض من انتقادات تدفعني للغثيان ، خصوصا في المقهى التابع للمركز الثقافي إذ أستظرف المخرج (........) من أن الضيافة ( الكمبليه ) لم تقدم ، كما وأن مخرج روائع الأفلام (.........) الذكي ربط موضوع العرض بالتحريض خصوصا مع تزامنه مع ما يدور من أحداث على المفسدين في الوطن العربي ، عدا عن من بدأ في طرح الأسئلة عن كبار المثقفين والفنانين ، الذين لم يحضروا طبعا حسب الحضور لأنهم كانوا في الميادين مع الشباب ، لذلك لم يتثنى لهم أن يحضروا لضيق الوقت أو ربما أنهم كانوا يقشرون البطاطا التي رماها جو الجبار للمدام ، ولم ينسوا "أشجار الحور دائما سميكة " وتناسوا مقولة النص أو مثلا بعض العبارات التي تألق بعض الممثلين في إبرازها ، والأمر ليس بغريب فالجميع واضح في غزه ، الجميع يعكس ما بداخله على النحو الذي يحب فيه أن يظهر نفسه منظرا لكيمياء عقله ... على النقيض من وجهة نظر جموع الشباب الذين تابعوا العرض ، والذين أثنوا على الفكرة وعلى الممثلين .
أمر غريب حقا ...
أما بخصوص النص والذي أعده الكاتب والمؤلف الغني عن التعريف ، الأستاذ / خالد جمعه ، والذي أنغمس في النص ووقع في فخه خصوصا أنني لم أستطيع أن أجد تفسيرا واحدا لوجود بعض الشخصيات بالرغم من الأداء الجيد الذي لعبه الممثل عوضا عن بعض الحوارات التي حذفها فأخرجها عن السرب فكان المسكين يغرد في الحديقة كطير غريب ، وكذلك الحال أيضا بالنسبة لباقي الشخصيات والتي تأخر تعثر على الحضور فهمها ، لكنها وصلت على أي حال ، وأعول على المخرج حقيقة خصوصا عندما نعرف أنه لعب أدوار وأخرج أعمالا تسجل له في أعمال من المسرح العالمي الأمر الذي جعلني أيقن بأن النص الأصلي لم يقرأه أحد إلا من أعد النص ، وإلا ما تفسيره لوجود بعض الشخصيات الغير مبرر ، ولن أعرج هنا على شخصيات راحت في حال سبيلها وسأخبر نفسي أن هذا من حق الكاتب ، ربما لم تكن مناسبة وهذا يكفيني .
كما وأن من المؤسف أن أشعر أيضا بخلل كبير لا أستطيع أن أتجاهله ، ألا وهو إحساسي بأن هناك مساحة كبيرة أو فجوه بين المذهب الفكري الذي يتبنياه خالد وناهض ، فخالد الذي تعرفه نصوصه وكتاباته التي تتبنى أفكارا فلسفية تأثر فيها وتحكمه ، على النقيض من تفكير ناهض الواضح من أعماله المسرحية السابقة والتي تبين استناده على قواعد إخراجية تتمثل بالوضوح ولا تتأثر بالفلسفة ، وهذا إذا ما اعتبرناه فإن على جمعية بسمه أن تأخذ هذا على عاتقها في الاختيار القادم ، وهذا ليس إنقاصا من قيمة الكاتب أو المخرج ولكن في تصوري أن مصلحة العمل عادة ما تتقدم على الأسماء والشخوص لا سيما أنه عملا عالميا وله من القيمة ماله .
أما ما يخص المقطوعات الموسيقية المستخدمة ، فدعوني أختلف مع المخرج ومع من أعدها فالموسيقى المستخدمة للجمهور بدأت بموسيقى شرقية ، لا تتناسب مع نوع العمل ولا مع باقي المقطوعات الموسيقية ، الأمر الذي لا يمهد لمن حضر من الجمهور و خلق انطباعا بأنها مقحمة على العمل ، كما وقد ولدت عندي إحساسا بأن العرض ليس من الأدب العالمي ، ولا أخفي عنكم أنه عند سماعي لباقي المقطوعات تملكني شعور أني أتناول العشاء في أحد المطاعم الكبيرة في مدينة غزة والتي اعتدنا أن ننصت لها منهم جميعا .
الإضاءة : كانت تعزف وحدها فلم تفلح الإضاءة في أن تبين لي قدرة التقني القائم عليها في إظهار الوقت الزمني لكل حركة، ولا أعرف ما إذا كان يقصد باللون الأحمر الذي غير فيه من ملامح مشهد عاطفي ليضعني في حيرة وكأن هناك ما سيعكر صفو هذا الحب بحدث مروع أو خطير أو فاجعة ..
الملابس والديكور : لم تكن الملابس تتناسب مع الحقبة الزمنية للقصة ولا ربطات العنق ولا حتى الأحذية ، ولا القبعات ، نحن نريد عملا متكاملا يا جمعية بسمة ، كما أنني كنت أشعر بأن هناك حاجة إلى تخفيف الملابس الشتوية ( البدل ) التي كانوا يلبسونها في الحديقة طوال الوقت والتي قيدتهم بعض الشيء ، وحتى ملابس الممثلات وعلاقتها بالفصول والشخصيات.
الديكور : حديقة ، ولكن ماذا عن الفصول الأربعة في الأشجار ، شجرة خضراء من فصل الربيع وليس بعيد عنها بقليل شجرة من فصل الخريف وأخرى جرداء من فصل الصيف ملقاة على الأرض ، أرجوكم أن تنتبهوا للتفاصيل .
الإخراج : يحسب لحنونة عملا كهذا العمل ، وبعيدا عن الازدراء أعرف جيدا أن " كلهم أبنائي " من الأعمال المسرحية الصعبة ، وأقول إن إقدام أي مخرج على إخراج عمل كهذا فيه شجاعة متناهية ، لكنها كانت تحتاج إلى القليل من الصبر لينضج فيها العمل ويصبح أكثر قوة ووضوح لماذا استعجلتم في تقديم الافتتاح شاهدنا بعض الممثلين الذين شعرنا بأنهم يتعاملون بصراخ مع العبارات وبنمط واحد لم يتبدل طوال فترة العرض عوضا عن السرعة التي كانت تحرمنا من اللحظات الممتعة والتي تحتاج إلى تريث ، الأمر الذي قد يحدث عادة في العرض الأول .
كنتم تحتاجون إلى التدقيق والعمل على بعض التفاصيل مثل الموسيقى والإكسسوارات والديكور واللغة والقفشات ، لقد وفقت في ترتيب واختيار أسماء قوية وإبراز ممثلات نشاهدهم لأول مرة ، ووفقت في محاكاة القصة الحقيقية ، كان واضحا الجهد الذي بذلته ، ولكن هذا لا يكفي و تبقى المسؤولية ملقاة على عاتقك خصوصا وأنك تبنيت عملا من الأدب العالمي ، كما وأدعوك أن تستمر في اجتهادك والتعاطي مع مثل هذا النوع من المسرحيات خصوصا مع حجم الأعمال المسرحية التي تبعث على الاستعارة والملل والاستهلاك السريع في غزه .
الممثلين :
الممثل محمد أبو ياسين ، والذي أشاهده لأول مرة ولا أعرف إذا كان له أعمال سابقة ، ولكن كنت سعيد جدا من تمكنه من اللغة ، ولبس الشخصية له ، لكني شعرت بارتباكه بعض الشيء ، وربما يرجع الأمر لحجم الدور الكبير ، الذي كان يلعبه وهذا لا يلغي تمكنه من الدور وحاجته إلى بذل المزيد من الجهد .

الممثلة إيناس السقا ، أكون سعيدا عندما أشاهدها على خشبة المسرح ، أو في أي عمل مسرحي ، كانت رائعة ، استطاعت أن تنقل لنا بملامحها في هذا العمل معاناة الأم وآلامها .

الممثل محمد أبو كويك ، فنان جيد يستحق الإعجاب ، ولكن كنت أتمنى أن أرى مشهد للحب ، كنت أشعر أنك تستخف في حب الفتاه " أن " بالإضافة للضوء الأحمر الذي قتل كل هذه المشاعر ، كما أن الصراخ يجعل في صوتك نوعا من الهجرشه .

الممثلة نفوذ سرور ، جميل أن تمثلي دور جريء كهذا في بدايتك ، ولكن أتمنى أن لا يكون أول عمل و لا أخر عمل ، كان صوتك غير واضح أحيانا كثيرة ، ولكن لا بأس.

الممثل محمد شعشاعه ( القنبلة ) كنت أتتمنى أن تخرج في مشهد ثان ، كان حضورك واضحا وقويا و يحسب لك .

الممثل يوسف أبو الخير ، شكرا على الأداء ، ولكن لم أفهم من تكون في هذا العمل .

الممثلة لبنى زين الدين ، أتمنى أن أراك في أدوار كوميدية في أقرب وقت ممكن .

الممثل إسلام الخطيب : الكوميديا كوميديا ، لكن أرجو أن لا تضيف ملح على السكر.
وفي النهاية أستطيع أن أقول إلا أننا استمتعنا بالمسرحية كثيرا ، وأقول أننا بحاجة إلى فريق قوي كفريق العمل في هذه المسرحية ، والأخذ بأيديهم ، وتدريبهم وإعطائهم فرص جديدة لكي يستطيعوا الاستمرار ولكي نضمن عروض جديدة في مدينة غزه .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف