
أيام العرب
بقلم:أسعد العزوني
اتسمت أيام العرب منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 بميزة كسر الخاطر ، فمن يوم النكبة في 15 آيار الى يوم النكسة في 5 حزيران وما تلاهما من ايام المجازر الوحشية التى ارتكبتها اسرائيل في بلاد العرب من فلسطين الى الأردن فمصر وسوريا ولبنان والعراق والسودان وتونس والجزائر ، وما اكثر هذه الأيام .
أما أيام العرب في هذه الحقبة فانها تتخذ صفات ردة الفعل الثورية مثل يوم الغضب ويوم الفصل ، وكل هذه الأيام مرتبطة بعلاقة ونظرة الشعوب العربية مع انظمتها والتى تبين انها تدار من قبل يهود وآخر من ظهر على القائمة هو معمر ( القذافي ) ابن رزالا اليهودية بحسب شهادة اختها راشيلا التى تعيش في اسرائيل بعد هجرتها من ليبيا .
صحيح أن الشعوب العربية قامت بعسكرة أيامها ، رغم انتفاضاتها السلمية ، ومطالبها واضحة ، لكن اللافت للنظر هو أن الأنظمة العربية المستهدفة لم تتحمل انتفاضات شعوبها السلمية ، علما أن كافة الدساتير العربية تؤكد على حق وحرية التعبير والمعتقد الا أن الوضع على ما يبدو مقبول على الورق فقط ، بينما يحرم ذلك على أرض الواقع ، وهذا ما يفسر قيام الأنظمة المنهارة وهي على التوالي مصر وتونس وليبيا باستخدام أقصى درجات القوة الغاشمة غير المشروعة ضد شعوبها ووصل الأمر بالثلاثة المنهارين الى التحالف مع اسرائيل ضد شعوبهم ، وهذا الملف بحد ذاته بحاجة الى دراسة مستفيضة من قبل خبراء مختصين وعلماء ورجال دين يخافون الله .
مر على قائمة أيام العرب مسميات أخرى لكنها كانت وعلى ما يبدو للاستهلاك المحلي مثل يوم الشهيد ويوم الأسير ويوم القدس ويوم الأقصى ويوم الأرض ، وحقيقة فان أيام العرب الحالية هي التى فازت في المسابقة ونجحت في الامتحان وأثبتت ان الشعب اذا تحرك فانه سيحقق المراد ، وهذا ما جعل بن علي يهرب من تونس ومبارك يتخلى عن الحكم وهذه أيام معمر ( القذافي ) معدودة فهو بحكم المنتهي .
الشعوب العربية كانت هي الخاسرة دوما ، ففي المسميات الأولى كانت الحسرة تطحن الجميع لأن هذه المسيمات كانت كالسم فهي نكبة ونكسة ومجزرة وعدوان وصمت رسمي عربي عن كل جرائم اسرائيل ، مع أن وسائل الاعلام كانت ليل نهار تشحذ الهمم بصد العدوان و " ويلك ياللي تعادينا " ، مع ان مجريات الأمور على أرض الواقع كانت عبارة عن " تسليم " للأرض العربية المحتلة هنا وهناك .
أسد علي وفي الحروب نعامة ، هذا هو لسان حال الأنظمة العربية ابان قيام اسرائيل بشن عدوان على الدول العربية ، اذ أنها استكملت السيطرة على فلسطين في حزيران 1967 وسمي ذلك بيوم النكسة ، بعد ان سيطرت على الساحل الفلسطيني في 15 آيار 1948 وسمي ذلك بيوم النكبة ، وتبع ذلك قصف المفاعل الذري العراقي "تموز" مع ان الروئيس الفلسطيني الراحل بالسم قد بعث بملف العدوان كاملبا قبل وقوعه الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع السفير الفلسطيني السابق في العراق عزام الأحمد لكنه تبين لاحقا أن التقرير سجل في ملف الوارد لكنه لم يسجل في ملف الصادر بمعنى أنه لم يرسل من قبل الجهات المختصة العراقية الى الرئيس الراحل صدام حسين واحتلال بيروت وقصف منطقة حمام الشط بتونس وما تزال المفكرة تعج بمناسبات الذل والقهر .
من أيام العرب المشرفة التى يبدو انهم ندموا عليها هي انطلاق الثورة الفلسطينية في الأول من شهر كانون ثاني ويوم الكرامة 28 آذار ويوم الأرض 31 آذار ، لأن الأيام الأخرى وهي يوم كامب ديفيد ويوم وادي عربة ويوم أوسلو قد شطبت كل جميل في المفكرة العربية .
عند التقليب في مفكرة أيام العرب نجد حزمة أيام مختلفة وهي أيام الزعيم التى تعج بالأفراح والليالي الملاح والرقص والأشعار والأهازيج الوطنية التى تمجد الزعيم حد التأليه وهي يوم مولده ويوم ثورته ويوم انجابه ويوم سرقته أول مليار دولار ، والأغرب من كل هذا وذاك وجود يوم في المفكرة العربية يطلق عليه يوم الاستقلال !!
ولعمري أنني أقهقه كثيرا عندما اتذكر هذا اليوم ، لأن المستقل من وجهة نظري هو القوي المكتفي لا الخانع الذليل الذي يتصدق عليه الغرب بالقمح المفأرر ، وبحفنة من الدولارات نظير قيامه بدور وظيفي قمعي ، كما هو الحال بالنسبة للدول العربية.
ولدينا أيضا يوم بلفور ويوم سايكس بيكو وسان ريمو ويوم العقيق ويوم فصل سوريا عن مصر وكل هذه الأيام مدعاة حسرة تبعث على القهر واحتقار الذات مع أن بامكاننا كعرب لو نبذنا فرقتنا أن نصبح القوة العظمى في العالم لأن لدينا الموقع الاستراتيجي والثروة والعقول النيرة غير المستخدمة والقيم التى يفتقدها الآخر ، لكننا آثرنا نظام المزارع والتبعية ورهن الامكانيات للآخر كي يحمينا.
ما لا يمكن تجاوزه هنا هو أن العدوانات الاسرائيلية على الشعوب العربية كانت تحسم وبسرعة لصالح اسرائيل ولم يسمح للشعوب بأن تدافع عن نفسها ، اذ لم يسمح لها أصلا باقتناء السلاح أسوة بالاسرائيليين الذين يو صفون بحق أنهم المجتمع المسلح الوحيد في العالم ، الا أن حروب الأنظمة على شعوبها تطول وقد شهدنا حرب النظام في تونس والنظام في مصر وليبيا قد أقتربت من الشهر واستخدمت فيها سياسة الأرض المحروقة من قبل النظام ومرتزقته.
وقد ظهر معمر " القذافي " محرضا شريرا ضد شعبه الثائر ، ودعا الموالين له الى الزحف لقتل المعارضين بالملايين والوصول اليهم مدينة مدينة ودارا دارا وزنجا زنجا ، ولا شك أنه سيطلق على هذه الأيام اسم أيام الزحف ، لكنه ليس الزحف المقدس باتجاه فلسطين لتحريرها من اسرائيل ، لكنه لذبح الشعب لصالح اسرائيل ؟!!ألم يقل معمر أن انهيار نظامه سيلحق الضرر ويهدد أمن المنطقة وأوروبا واسرائيل؟
"ليس كل ما يعرف يقال ،لكن الحقيقة تطل برأسها"
بقلم:أسعد العزوني
اتسمت أيام العرب منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 بميزة كسر الخاطر ، فمن يوم النكبة في 15 آيار الى يوم النكسة في 5 حزيران وما تلاهما من ايام المجازر الوحشية التى ارتكبتها اسرائيل في بلاد العرب من فلسطين الى الأردن فمصر وسوريا ولبنان والعراق والسودان وتونس والجزائر ، وما اكثر هذه الأيام .
أما أيام العرب في هذه الحقبة فانها تتخذ صفات ردة الفعل الثورية مثل يوم الغضب ويوم الفصل ، وكل هذه الأيام مرتبطة بعلاقة ونظرة الشعوب العربية مع انظمتها والتى تبين انها تدار من قبل يهود وآخر من ظهر على القائمة هو معمر ( القذافي ) ابن رزالا اليهودية بحسب شهادة اختها راشيلا التى تعيش في اسرائيل بعد هجرتها من ليبيا .
صحيح أن الشعوب العربية قامت بعسكرة أيامها ، رغم انتفاضاتها السلمية ، ومطالبها واضحة ، لكن اللافت للنظر هو أن الأنظمة العربية المستهدفة لم تتحمل انتفاضات شعوبها السلمية ، علما أن كافة الدساتير العربية تؤكد على حق وحرية التعبير والمعتقد الا أن الوضع على ما يبدو مقبول على الورق فقط ، بينما يحرم ذلك على أرض الواقع ، وهذا ما يفسر قيام الأنظمة المنهارة وهي على التوالي مصر وتونس وليبيا باستخدام أقصى درجات القوة الغاشمة غير المشروعة ضد شعوبها ووصل الأمر بالثلاثة المنهارين الى التحالف مع اسرائيل ضد شعوبهم ، وهذا الملف بحد ذاته بحاجة الى دراسة مستفيضة من قبل خبراء مختصين وعلماء ورجال دين يخافون الله .
مر على قائمة أيام العرب مسميات أخرى لكنها كانت وعلى ما يبدو للاستهلاك المحلي مثل يوم الشهيد ويوم الأسير ويوم القدس ويوم الأقصى ويوم الأرض ، وحقيقة فان أيام العرب الحالية هي التى فازت في المسابقة ونجحت في الامتحان وأثبتت ان الشعب اذا تحرك فانه سيحقق المراد ، وهذا ما جعل بن علي يهرب من تونس ومبارك يتخلى عن الحكم وهذه أيام معمر ( القذافي ) معدودة فهو بحكم المنتهي .
الشعوب العربية كانت هي الخاسرة دوما ، ففي المسميات الأولى كانت الحسرة تطحن الجميع لأن هذه المسيمات كانت كالسم فهي نكبة ونكسة ومجزرة وعدوان وصمت رسمي عربي عن كل جرائم اسرائيل ، مع أن وسائل الاعلام كانت ليل نهار تشحذ الهمم بصد العدوان و " ويلك ياللي تعادينا " ، مع ان مجريات الأمور على أرض الواقع كانت عبارة عن " تسليم " للأرض العربية المحتلة هنا وهناك .
أسد علي وفي الحروب نعامة ، هذا هو لسان حال الأنظمة العربية ابان قيام اسرائيل بشن عدوان على الدول العربية ، اذ أنها استكملت السيطرة على فلسطين في حزيران 1967 وسمي ذلك بيوم النكسة ، بعد ان سيطرت على الساحل الفلسطيني في 15 آيار 1948 وسمي ذلك بيوم النكبة ، وتبع ذلك قصف المفاعل الذري العراقي "تموز" مع ان الروئيس الفلسطيني الراحل بالسم قد بعث بملف العدوان كاملبا قبل وقوعه الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع السفير الفلسطيني السابق في العراق عزام الأحمد لكنه تبين لاحقا أن التقرير سجل في ملف الوارد لكنه لم يسجل في ملف الصادر بمعنى أنه لم يرسل من قبل الجهات المختصة العراقية الى الرئيس الراحل صدام حسين واحتلال بيروت وقصف منطقة حمام الشط بتونس وما تزال المفكرة تعج بمناسبات الذل والقهر .
من أيام العرب المشرفة التى يبدو انهم ندموا عليها هي انطلاق الثورة الفلسطينية في الأول من شهر كانون ثاني ويوم الكرامة 28 آذار ويوم الأرض 31 آذار ، لأن الأيام الأخرى وهي يوم كامب ديفيد ويوم وادي عربة ويوم أوسلو قد شطبت كل جميل في المفكرة العربية .
عند التقليب في مفكرة أيام العرب نجد حزمة أيام مختلفة وهي أيام الزعيم التى تعج بالأفراح والليالي الملاح والرقص والأشعار والأهازيج الوطنية التى تمجد الزعيم حد التأليه وهي يوم مولده ويوم ثورته ويوم انجابه ويوم سرقته أول مليار دولار ، والأغرب من كل هذا وذاك وجود يوم في المفكرة العربية يطلق عليه يوم الاستقلال !!
ولعمري أنني أقهقه كثيرا عندما اتذكر هذا اليوم ، لأن المستقل من وجهة نظري هو القوي المكتفي لا الخانع الذليل الذي يتصدق عليه الغرب بالقمح المفأرر ، وبحفنة من الدولارات نظير قيامه بدور وظيفي قمعي ، كما هو الحال بالنسبة للدول العربية.
ولدينا أيضا يوم بلفور ويوم سايكس بيكو وسان ريمو ويوم العقيق ويوم فصل سوريا عن مصر وكل هذه الأيام مدعاة حسرة تبعث على القهر واحتقار الذات مع أن بامكاننا كعرب لو نبذنا فرقتنا أن نصبح القوة العظمى في العالم لأن لدينا الموقع الاستراتيجي والثروة والعقول النيرة غير المستخدمة والقيم التى يفتقدها الآخر ، لكننا آثرنا نظام المزارع والتبعية ورهن الامكانيات للآخر كي يحمينا.
ما لا يمكن تجاوزه هنا هو أن العدوانات الاسرائيلية على الشعوب العربية كانت تحسم وبسرعة لصالح اسرائيل ولم يسمح للشعوب بأن تدافع عن نفسها ، اذ لم يسمح لها أصلا باقتناء السلاح أسوة بالاسرائيليين الذين يو صفون بحق أنهم المجتمع المسلح الوحيد في العالم ، الا أن حروب الأنظمة على شعوبها تطول وقد شهدنا حرب النظام في تونس والنظام في مصر وليبيا قد أقتربت من الشهر واستخدمت فيها سياسة الأرض المحروقة من قبل النظام ومرتزقته.
وقد ظهر معمر " القذافي " محرضا شريرا ضد شعبه الثائر ، ودعا الموالين له الى الزحف لقتل المعارضين بالملايين والوصول اليهم مدينة مدينة ودارا دارا وزنجا زنجا ، ولا شك أنه سيطلق على هذه الأيام اسم أيام الزحف ، لكنه ليس الزحف المقدس باتجاه فلسطين لتحريرها من اسرائيل ، لكنه لذبح الشعب لصالح اسرائيل ؟!!ألم يقل معمر أن انهيار نظامه سيلحق الضرر ويهدد أمن المنطقة وأوروبا واسرائيل؟
"ليس كل ما يعرف يقال ،لكن الحقيقة تطل برأسها"