
الصحــــــــوة العـــــــربية ....... ولكــــــــــن
بقلم / أكرم أبو عمرو
ما من شك في أن أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، لديهم الرغبة الأكيدة بل والعارمة في التغيير، التغيير الذي ينتقل بهذه الأمة من عصر إلى عصر بعد سنوات القهر والظلم سنوات طويلة ، قهر خارجي من الطامعين والراغبين في استمرار نهبهم لثروات ومقدرات هذه الأمة، وقهر داخلي من أنظمة حكم باتت متكلسة لا تستجيب إلى أي تغيير واستمرأت السلطة والتسلط والجاه .
نعم منذ زمن والأمة تشهد ضربات على رأسها، وكأنه لا يراد لها ترفع رأسها أبدا ، اعتداءات إسرائيلية لم تنقطع ولم تهدأ ، وأطماع واعتداءات فارسية أطلت برأسها لم تهدأ يوما وأخذت في بث سمومها في جسدنا العربي ، واعتداءات أمريكية مغلفة بالخداع والكذب والتضليل رافعة شعار الديمقراطية تارة ، والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة تارة أخرى ، وحروب ومعارك داخلية تمزق النسيج الواحد وتفتت اللحمة .
بلاد مترامية الأطراف ، وكتل كبيرة من البشر فيهم كثير من التجانس والتآلف صقلته الجغرافيا والتاريخ ، لا يوجد له مثيل في مناطق العالم حتى التي تقل عنها مساحة وعددا ، موارد وثروات معنية وزراعية هائلة هي مطمع الدول والشعوب والقوى ،موقع استراتيجي متحكم في تجارة الدول ، تاريخ طويل وحضارة عريقة تتيح للإنسان العربي أن يكون رائدا في كل العصور ، ولكن الحالة التي يعيشها عالمنا العربي حالة الفقر والبطالة ، حالة التشرذم وسيطرة سياسة التفرد والانعزال والتقوقع ، أصبح الكثير من أبناء الأمة من شبابها وشاباتها يتطلعون إلى ما وراء حدود بلادهم بحثا عن فرصة للحياة وفرص الحياة وفيرة في بلادهم وتحت أرجلهم ، ولكن هيهات أن ينالوها جراء سياسات عقيمة لأسباب عقيمة يغرسها أعداء الأمة فيها ، ولم تستفد من تجارب من يجاورها من بلاد، فأوروبا التي أنهكتها الحروب قرون طويلة، سارعت بإغلاق صفحة الماضي لتتجه سريعا إلى المستقبل وآفاقه لتصبح في مدة قصيرة تاريخيا وكأنها قطعة واحدة ، أو دولة واحدة أما نحن فما زلنا نعتز بأشباه دولنا .
طوال الفترة الماضية عجزت البلاد العربية عن اتخاذ قرار واحد يشعر به المواطن العربي بأنه حر يعيش في دولة حرة ، فهي عاجزة حتى الآن عن اتخاذ قرار لتحرك رؤوس الأموال للاستثمار واستغلال الموارد العربية ، عجزت عن اتخاذ قرار لتنقل المواطنين العرب من بلد عربي إلى آخر ، عجزت عن اتخاذ قرار حرية التجارة بين الأقطار العربية ، ويبقى مستقبلنا مرهون برضي الحاكم عن أخيه الحاكم وفي حالة الرضى أو عدمة ينعكس ذلك فورا على الشعب المسكين.
نعم ونحن نتابع ثورة الشباب المصري هذه الأيام نشتم روائح الثورات التي ستعم البلاد العربية فقد آن الأوان للتعيير والانطلاق إلى بناء الأمة مرتكزة على تاريخها المجيد وحضارتها العريقة .
ولكن وفي نفس الوقت الذي ننظر في إلى ثورات الشباب المشتعلة الآن في مصر وتونس بكل إعجاب وتأييد وأمل في مستقبل مشرق لرفع شان هذه الأمة، فإننا نستغرب محاولة بعض القوى جعل نفسها وصيا أو حاميا لهذه الثورات ، وأخري عرفت بنومها العميق تصحوا على أصوات هدير الشباب لكي تلحق بالركب، وكأنها تعيش الظرف العربي لأول مرة علها لا يفوتها نصيب من النتائج الطيبة المحتملة، ولتنصب نفسها قائدة ورائدة للثورة بمعنى آخر سرقة الثورة على المكشوف ، وفي هذا السياق فإننا لا نستغرب الموقف الأمريكي المؤيد للثورة في مصر لأسباب قد نراها تتعلق بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية واستمرارها ، أو في محاولة قطع الطريق أما احد القوى السياسية الموجودة على الساحة المصري كالقوى الإسلامية ، أو خشيتها من صعود قوى راديكالية إلى سدة الحكم وما يصحبها من تغيير جذري للسياسة المصرية والعربية ، ولكن الذي يثير استغرابنا أكثر هو الإصرار الأمريكي المفاجئ على رحيل الرئيس المصري إذا علما أن الفترة المتبقية له بالكاد تسمح بانتقال السلطة دستوريا ، ترى ما الذي فعله مبارك لأمريكا ، أو هل هناك مواقف سياسية وقوية مصرية حيال بعض القضايا العربية لا تعجب أمريكا ، هل حقا أمريكا حريصة على مستقبل مصر والمصريين أسئلة كثير ربما ستجيب عنها الأيام ويأتي ويكيليكس أو آخر ليكشف لنا ما أخفته الأحداث .
أن الأحداث الأخيرة في مصر لم تزعج أمريكا وأوروبا وبالطبع إسرائيل فحسب ، بل أن بعض القوى الإقليمية وجدت فيها فرصة لتحقيق أحلامها في السيطرة وبسط النفوذ، وإعادة أمجادها القديمة بانتظار وتشجيع زوال قوة عربية لها مكانتها وتأثيرها وفي وجود هذه القوة لا تستطيع هذه القوى تحقيق أهدافها ، لذلك فحري بشباب العرب الثائرين الآن والذين سيثورون في المستقبل القريب أن ينتبهوا أولا من الأهداف الاستعمارية التي يسعى روادها إلى تحقيقها عبر أوهام التأييد والمناصرة ، وان ينتبهوا إلى لصوص الثورات وهم اليد والقوة المتقدمة للقوى الاستعمارية .
أكرم أبو عمرو
[email protected]
غزة-فلسطين
6/ 2/2011
بقلم / أكرم أبو عمرو
ما من شك في أن أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، لديهم الرغبة الأكيدة بل والعارمة في التغيير، التغيير الذي ينتقل بهذه الأمة من عصر إلى عصر بعد سنوات القهر والظلم سنوات طويلة ، قهر خارجي من الطامعين والراغبين في استمرار نهبهم لثروات ومقدرات هذه الأمة، وقهر داخلي من أنظمة حكم باتت متكلسة لا تستجيب إلى أي تغيير واستمرأت السلطة والتسلط والجاه .
نعم منذ زمن والأمة تشهد ضربات على رأسها، وكأنه لا يراد لها ترفع رأسها أبدا ، اعتداءات إسرائيلية لم تنقطع ولم تهدأ ، وأطماع واعتداءات فارسية أطلت برأسها لم تهدأ يوما وأخذت في بث سمومها في جسدنا العربي ، واعتداءات أمريكية مغلفة بالخداع والكذب والتضليل رافعة شعار الديمقراطية تارة ، والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة تارة أخرى ، وحروب ومعارك داخلية تمزق النسيج الواحد وتفتت اللحمة .
بلاد مترامية الأطراف ، وكتل كبيرة من البشر فيهم كثير من التجانس والتآلف صقلته الجغرافيا والتاريخ ، لا يوجد له مثيل في مناطق العالم حتى التي تقل عنها مساحة وعددا ، موارد وثروات معنية وزراعية هائلة هي مطمع الدول والشعوب والقوى ،موقع استراتيجي متحكم في تجارة الدول ، تاريخ طويل وحضارة عريقة تتيح للإنسان العربي أن يكون رائدا في كل العصور ، ولكن الحالة التي يعيشها عالمنا العربي حالة الفقر والبطالة ، حالة التشرذم وسيطرة سياسة التفرد والانعزال والتقوقع ، أصبح الكثير من أبناء الأمة من شبابها وشاباتها يتطلعون إلى ما وراء حدود بلادهم بحثا عن فرصة للحياة وفرص الحياة وفيرة في بلادهم وتحت أرجلهم ، ولكن هيهات أن ينالوها جراء سياسات عقيمة لأسباب عقيمة يغرسها أعداء الأمة فيها ، ولم تستفد من تجارب من يجاورها من بلاد، فأوروبا التي أنهكتها الحروب قرون طويلة، سارعت بإغلاق صفحة الماضي لتتجه سريعا إلى المستقبل وآفاقه لتصبح في مدة قصيرة تاريخيا وكأنها قطعة واحدة ، أو دولة واحدة أما نحن فما زلنا نعتز بأشباه دولنا .
طوال الفترة الماضية عجزت البلاد العربية عن اتخاذ قرار واحد يشعر به المواطن العربي بأنه حر يعيش في دولة حرة ، فهي عاجزة حتى الآن عن اتخاذ قرار لتحرك رؤوس الأموال للاستثمار واستغلال الموارد العربية ، عجزت عن اتخاذ قرار لتنقل المواطنين العرب من بلد عربي إلى آخر ، عجزت عن اتخاذ قرار حرية التجارة بين الأقطار العربية ، ويبقى مستقبلنا مرهون برضي الحاكم عن أخيه الحاكم وفي حالة الرضى أو عدمة ينعكس ذلك فورا على الشعب المسكين.
نعم ونحن نتابع ثورة الشباب المصري هذه الأيام نشتم روائح الثورات التي ستعم البلاد العربية فقد آن الأوان للتعيير والانطلاق إلى بناء الأمة مرتكزة على تاريخها المجيد وحضارتها العريقة .
ولكن وفي نفس الوقت الذي ننظر في إلى ثورات الشباب المشتعلة الآن في مصر وتونس بكل إعجاب وتأييد وأمل في مستقبل مشرق لرفع شان هذه الأمة، فإننا نستغرب محاولة بعض القوى جعل نفسها وصيا أو حاميا لهذه الثورات ، وأخري عرفت بنومها العميق تصحوا على أصوات هدير الشباب لكي تلحق بالركب، وكأنها تعيش الظرف العربي لأول مرة علها لا يفوتها نصيب من النتائج الطيبة المحتملة، ولتنصب نفسها قائدة ورائدة للثورة بمعنى آخر سرقة الثورة على المكشوف ، وفي هذا السياق فإننا لا نستغرب الموقف الأمريكي المؤيد للثورة في مصر لأسباب قد نراها تتعلق بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية واستمرارها ، أو في محاولة قطع الطريق أما احد القوى السياسية الموجودة على الساحة المصري كالقوى الإسلامية ، أو خشيتها من صعود قوى راديكالية إلى سدة الحكم وما يصحبها من تغيير جذري للسياسة المصرية والعربية ، ولكن الذي يثير استغرابنا أكثر هو الإصرار الأمريكي المفاجئ على رحيل الرئيس المصري إذا علما أن الفترة المتبقية له بالكاد تسمح بانتقال السلطة دستوريا ، ترى ما الذي فعله مبارك لأمريكا ، أو هل هناك مواقف سياسية وقوية مصرية حيال بعض القضايا العربية لا تعجب أمريكا ، هل حقا أمريكا حريصة على مستقبل مصر والمصريين أسئلة كثير ربما ستجيب عنها الأيام ويأتي ويكيليكس أو آخر ليكشف لنا ما أخفته الأحداث .
أن الأحداث الأخيرة في مصر لم تزعج أمريكا وأوروبا وبالطبع إسرائيل فحسب ، بل أن بعض القوى الإقليمية وجدت فيها فرصة لتحقيق أحلامها في السيطرة وبسط النفوذ، وإعادة أمجادها القديمة بانتظار وتشجيع زوال قوة عربية لها مكانتها وتأثيرها وفي وجود هذه القوة لا تستطيع هذه القوى تحقيق أهدافها ، لذلك فحري بشباب العرب الثائرين الآن والذين سيثورون في المستقبل القريب أن ينتبهوا أولا من الأهداف الاستعمارية التي يسعى روادها إلى تحقيقها عبر أوهام التأييد والمناصرة ، وان ينتبهوا إلى لصوص الثورات وهم اليد والقوة المتقدمة للقوى الاستعمارية .
أكرم أبو عمرو
[email protected]
غزة-فلسطين
6/ 2/2011