الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحليل قصيدة المتنبي (على قد أهل العزم تأتي العزائم) بقلم الباحث:نادر ظاهر

تاريخ النشر : 2010-12-04
النص :

1 عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ
وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

2 وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها
وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

3 يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ
وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

4 ويَطلـب عِنـدَ النـاسِ مـا عِنـدَ نَفسهِ
وذلِــكَ مــا لا تَدَّعِيــهِ الضَـراغِمُ

5 يُفــدّي أَتـمُّ الطَّـيرِ عُمـرًا سِـلاحَه
نُســورُ الفَــلا أَحداثُهــا والقَشـاعِمُ

6 وَمــا ضَرَّهـا خَـلْقٌ بِغَـيرِ مَخـالِب
وقــد خُــلِقَتْ أَســيافُهُ والقَــوائِمُ

7 هَـلِ الحَـدَثُ الحَـمراءُ تَعـرِفُ لَونَها
وتَعلَـــمُ أَي الســـاقِيَينِ الغَمــائِمُ

8 سَــقَتها الغَمــامُ الغُـرُّ قَبـلَ نُزولـهِ
فَلمــا دَنــا منهـا سـقتها الجَمـاجِمُ

9 بَناهــا فــأَعلَى والقَنـا يَقـرَعُ القَنـا
ومَــوجُ المَنايــا حَولَهــا مُتَلاطِـمُ

10 وَكـانَ بِهـا مِثـلُ الجُـنونِ فـأَصبَحَت
ومِــن جُـثَثِ القتَـلَى عَلَيهـا تَمـائِمُ

11 طَرِيــدةُ دَهــرٍ ســاقَها فرددْتهــا
عـلى الـدِينِ بـالخَطّيِّ والدَهـرُ راغِمُ

12 تُفِيــتُ الليـالِي كُـلَّ شـيءٍ أَخذتَـهُ
وهُــنَّ لِمــا يَـأخُذنَ مِنـكَ غَـوارِمُ

13 إذا كـانَ مـا تَنوِيـهِ فِعـلاً مُضارِعًـا
مَضَـى قَبـلَ أن تُلقَـى عَلَيـهِ الجَوازمُ

14 وَكـيفَ تُرَجِّـي الـرُومُ والروسُ هَدمَها
وَذا الطَعــنُ آسَــاسٌ لهــا ودَعـائِمُ

15 وقــد حاكَمُوهــا والمَنايــا حَـواكِمٌ
فمـا مـاتَ مَظلُـومٌ ولا عـاشَ ظـالِمُ

16 أَتَــوكَ يَجُــرُّونَ الحَــدِيدَ كأنّمــا
سَــرَوْا بِجِيــادٍ مــا لَهُـنَّ قَـوائِمُ

17 إِذا بَرَقُـوا لـم تُعـرَفِ البِيـضُ مِنهُـمُ
ثِيـــابُهُمُ مــن مِثلِهــا والعَمــائِمُ

18 خَـمِيسٌ بِشَـرقِ الأرضِ والغَربِ زَحفُهُ
وفــي أذُنِ الجَــوزاءِ منـهُ زمـازمُ

19 تَجَــمّع فيــهِ كُــل لِســنٍ وأَمُّـةٍ
فمــا يُفهِــمُ الحُــدَّاثُ إِلا التَراجِـمُ

20 فلِلّـــهِ وَقـــتٌ ذوَّبَ الغِشَّ نــارُهُ
فلــم يَبــقَ إِلا صـارمٌ أو ضُبـارِمُ

21 تَقَطــع مـا لا يَقطَـعُ الـدِرعَ والقَنـا
وفَـرَّ مـنَ الفُرسـان مَـن لا يُصـادِمُ

22 وَقَفـتَ وَمـا فـي المَـوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كـأَنكَ فـي جَـفنِ الـرَّدَى وَهْـوَ نـائِمُ

23 تَمُــرُّ بِـكَ الأَبطـالُ كَـلْمَى هَزِيمـةً
ووَجــهُكَ وَضَّــاحٌ وثَغْــرُكَ باسِـمُ

24 تجــاوَزتَ مِقـدارَ الشَـجاعةِ والنُهَـى
إلـى قـولِ قَـومٍ أَنـتَ بـالغَيب عـالِمُ

25 ضَمَمـتَ جَنـاحَيهم عـلى القَلـبِ ضَمّةً
تَمُــوتُ الخَــوافِي تحتَهـا والقَـوادِمُ

26 بِضَـربٍ أَتَـى الهامـاتِ والنَصرُ غائبٌ
وَصـارَ إلـى اللبَّـاتِ والنَصـرُ قـادِمُ

27 حَــقَرتَ الرُدَينيَّـاتِ حَـتَّى طَرَحتَهـا
وحَــتى كـأنَّ السـيف لِلـرُمحِ شـاتِمُ

28 ومَــن طَلَـبَ الفَتـحَ الجَـلِيلَ فإنَّمـا
مَفاتيحُـهُ البِيـض الخِفـافُ الصَـوارِمُ

29 نَــثَرتَهُمُ فَــوقَ الأُحَــيدِبِ كُلِّــهِ
كَمـا نُـثِرت فَـوقَ العَـرُوسِ الـدَراهِمُ

30 تَـدُوسُ بِـكَ الخـيلُ الوُكورَ على الذُّرَى
وقـد كَـثُرَت حَـولَ الوُكـورِ المَطاعِمُ

31 تَظُــنَّ فِــراخُ الفُتـخِ أَنـكَ زرتَهـا
بِأُمَّاتِهــا وَهْــيَ العِتــاقُ الصَّـلادِمُ

32 إِذا زَلِقَـــت مَشَـــيتَها بِبُطُونِهــا
كَمــا تَتَمشَّـى فـي الصَعيـد الأَراقـمُ

33 أَفِــي كُـلِّ يـومٍ ذا الدُّمسـتُق مُقـدِمٌ
قَفــاهُ عــلى الإِقـدامِ لِلوَجـهِ لائِـمُ

34 أَيُنكِــر ريــحَ اللّيـث حـتّى يَذُوقَـه
وقـد عَـرفَتْ رِيـحَ الليُـوث البهـائِمُ

35 وقــد فَجَعَتـهُ بِابنِـهِ وابـنِ صهـرِهِ
وبـالصِهرِ حَـملاتُ الأَمـيرِ الغَواشـمُ

36 مَضَـى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
لِمَــا شــغلتها هــامُهُم والمَعـاصِمُ

37 ويفهَــمُ صَــوتَ المَشــرفيَّةِ فيهِـمِ
عــلى أَنَّ أَصـواتَ السُـيُوفِ أَعـاجِمُ

38 يُسَــرُّ بمـا أَعطـاكَ لا عَـن جَهالـةٍ
ولكِــنَّ مَغنومــاً نجـا مِنـكَ غـانِمُ

39 وَلســتَ ملِيكًــا هازِمًــا لِنَظِــيرِه
ولكِــنكَ التَّوحِــيدُ لِلشِــرْكِ هـازمُ

40 تشَــرَّفُ عَدنــانٌ بِــهِ لا رَبيعــةٌ
وتَفتخِــرُ الدُّنيــا بِــهِ لا العَـواصِمُ

41 لَـكَ الحَـمدُ فـى الـدُرِّ الَّـذي لِيَ لَفظُهُ
فـــإِنَّكَ مُعطيــه وإنِّــيَ نــاظِمُ

42 وإِنِّـى لَتَعـدو بـي عَطايـاكَ في الوَغى
فَــلا أَنــا مَذمُـومٌ ولا أَنـتَ نـادِمُ

43 عــلى كُــلِّ طَيَّــارٍ إليهـا بِرِجلِـهِ
إِذا وَقَعَــتْ فــي مِسـمَعَيهِ الغَمـاغِمُ

44 أًلا أَيُّهــا السَّـيفُ الَّـذي لَيسَ مُغمَـداً
وَلا فيــهِ مُرتــابٌ ولا مِنـهُ عـاصِمُ

45 هَنِيئـا لِضَـربِ الهـامِ والمَجـدِ والعُلَى
وَراجِــيكَ والإِســلامِ أَنــكَ سـالِمُ

46 ولِـم لا يَقِـي الرَّحـمنُ حَـدّيكِ ما وَقَى
وتَفلِيقُــهُ هــامَ العِــدَى بِـكَ دائِـمُ


التحليل :

لقد كان الشاعر مفعم الإحساس مملوء بالحيوية والحركة في وصفه للمعركة التي خاضها سيف الدولة الحمداني ضد الروم في الحدث وإن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على أن المتنبي كان حاضرا للمعركة فذلك الوصف الدقيق الساحر لها لا يمكن أن يقوله المتنبي إلا إذا كان شاهد عيان علي أحداث تلك المعركة .
إن تعظيم المتنبي لسيف الدولة أمر تطرب إليه الآذان فهو يمجده ويمدحه بكامل الصفات ويدل ذلك على حب المتنبي لسيف الدولة فالمتنبي كان يرى نفسه في سيف الدولة ويرى بأن سيف الدولة هو القائد الوحيد الذي يمكنه دق حصون الروم الجبناء.
إذا القصيدة التي بين أيدينا هي في مدح سيف الدولة وعزيمته في القضاء على الروم ثم وصف المعركة الطاحنة التي انتهت بالنصر لسيف الدولة على أعدائه .
ومن خلال ذلك يتضح لنا أن القصيدة في مجملها من أول بيت إلي آخر بيت تحكمها ثلاث بنى رئيسية تجلت على طول القصيدة وهذه البنى الثلاث هي : (الإرادة – التردد – الانتصار) .

إرادة سيف الدولة التي لا تنقطع وعزيمته الصلبة في إطاحة أعداء الإسلام , هذه البنية الرئيسية تقابلها بنية رئيسية أخرى وهي تردد الروم وجبنهم عند مواجهة جيش سيف الدولة .
إن التناقض والصراع بين هاتين البنيتين ينتج لنا بنية ثالثة وهي انتصار الإرادة على التردد.
هذه هي البنى الأساسية التي تجلت على طول القصيدة ولكن بالغوص أعماق القصيدة نجد بأن الشاعر استطاع توظيف الأصوات والمفردات والتراكيب في إبراز الناتج الدلالي وذلك من خلال ظاهرة التقابل (عزيمة سيف الدولة من جهة وجبن الروم وخوفهم من جهة أخري) وسنتحدث عن ذلك بالتفصيل .

ومن خلال الأفكار الجزئية التي تحملها هذه القصيدة نستطيع تجزئتها حسب كل فكرة إلى ستة أقسام وهي:
(الأبيات من 1-2) العزيمة سلاح الانتصار
(الأبيات من 3-15) المعركة الطاحنة
(الأبيات من 16-21) عدة وعتاد ولكن بلا جدوى
(الأبيات من22-32) قوة المتنبي الخارقة
(الأبيات من 33-38) انقلاب الطاولة على رأس الروم
(الأبيات من39-46) سيف الدولة ذخر للإسلام .


ومن خلال هذا التقسيم الفكري للقصيدة سنلاحظ وجود ظاهرة التقابل بجميع اطيافها وذلك كالتالي :
(الأبيات من 1-2) في هذه المقطع والذي يمثلها بيتان من الحكمة يرسم الشاعر لنا صورة عامة عن العزيمة والشجاعة والتي يظهر فيها التقابل الذي يثري الجانب الدلالي , فالكلمات التالية (العزم العزائم الكرام المكارم تعظم العظيم العظائم ) تحمل جانبا من الإصرار والإرادة في تحقيق النصر على الأعداء والذي تجسد في سيف الدولة .
إذا سبع كلمات حملت في باطنها الإقدام والشجاعة في مقابل كلمتين (الصغير والصغائر) واللتان دلتا على التردد والجبن والذي يمثله الروم وجيشه .
ومن المعروف أن المقدم إلى الحرب يعوزه في ذلك العدة والعتاد ولكن الشاعر في هذين البيتين أكد أن النصر لا يأتي بالعدة والعتاد دون وجود جانب مهم وهو العزيمة والإرادة والتي توفرت في سيف الدولة وكأن الشاعر يريد أن يقول ان عزيمة سيف الدولة هي التي حققت الانتصار .
والتدقيق في الجانب الصوتي في البت الثاني نجد أن هناك حروف قوية (كالظاء والعين والغين)تكررت أحد عشر مرة في بيت واحد في مقابل بعض الأصوات التي تدل على الضعف والانكسار كصوت (الصاد) الذي تكرر ثلاث مرات فقط ومن المعرف أن صوت الصاد من الأصوات الصفيرية التي تحمل جانبا من الانكسار والتحسر .
وكذلك استخدام الشاعر لصيغة المفرد والجمع في كل شطرين من اشطر البيتين يفضي إلى نوع من الإيقاع المجلجل وذلك في :
العزم العزائم
الكرام المكارم
الصغير صغارها
العظم العظائم
كما يتضح التقابل جليا في البيت الثاني وذلك من خلال استخدام الشاعر للمقابلة , المقابلة بين عظمة منزلة سيف الدولة وصغر منزلة الروم وذلك في قوله :
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

( الأبيات من 3-15)بعد أن كان حديث الشاعر عن الشجاعة والعزيمة بشكل عام يبدأ بتخصيص تلك الصفات وتجسيدها في سيف الدولة وذلك عندما بدأ بقوله "يكلف سيف الدولة".
وفي الأبيات التالية يرسم الشاعر صورة تقابلية بين سيف الدولة وهممه من جهة وبين جيوش الأرض من جهة أخرى , فهمم سيف الدولة عالية تعجز عنها تلك الجيوش ويقصد الشاعر بذلك أن يضع سيف الدولة في كفة وجيوش الأرض في كفة أخرى ليرجح بذلك الكفة التي يتربع عليها سيف الدولة .
ثم يبدأ الشاعر برسم صورة محكمة لمعركة الحدث وما جرى بها ليكني في بدايتها بقوة سيف الدولة من خلال تصوير الطيور وهي تشكر سيوف سيف الدولة لانها ساعدتها في حصولها على طعامها .
ووصفه للحدث أيضا (الحمراء) كناية عن قوة سيف الدولة في مواجهة جيش الروم حيث أصبحت الحدث حمراء من لون دماء الروم وكرر الشاعر عملية السقيا بألفاظ وأشكال متعددة فالسقيا من الغمام تارة ومن جماجم الروم تارة أخرى وقد أتى الشاعر بصور شخص فيها الجماد ومزج بين ما هو حسي وبين ما هو معنوي ببراعة تدل مهارته فقد بنى صور كلية فيما يقرب خمسة أبيات استغرقها في الحديث عن القلعة .
وطالما أن الشاعر يصف المعركة وصفات دقيقا فقد جاء بألفاظ تحمل معني التهويل والتعظيم لتدل على شراسة تلك المعركة فمنها (الخضارم –لضراغم - سلاحه –ضرها - مخالب- اسيافه - قوائم - الجماجم - يقرع - المنايا - متلاطم - جثث - القتلى) .
ومن المعروف أن حركة المقاتلين في المعركة تتسم بالسرعة عند الهجوم وعند الانسحاب فقد أكثر الشاعر من استخدام الأفعال المضارعة التي تدل على الحركة المتجددة داخل المعركة وهي (يكلف – يطلب – تدعيه – يفدي – تعرف – يقرع – تفيت – يأخذن – تنويه – تلقي – ترجى ) ,اذا احد عشر فعلا مضارعا وردت في مقطع يصف الحرب التي انقضت وبالتالي فإن المعهود هو استخدام الأفعال الماضية في الحدث الذي قضى وانتهى ولكن الشاعر استخدم خذه الأفعال المضارعة لينقل القارئ إلى جو المعركة ويشاهد بنفسه ما يحدث فيها .

(الأبيات من 17 -21)
يصف الشاعر في هذا المقطع جيش الروم وقوته كثرة عدته وعتاده وفي ذلك مدح لسيف الدولة نفسه حيث انه استطاع القضاء على ذلك الجيش الجرار وقد استخدم الشاعر في وصف ذلك الجيش عدة وسائل وهي :
1- الكناية وقد توفرت في قوله :
أتوك يجرون الحديد
خميس بشرق الأرض والغرب
إذا برقوا لم تعف البيض منهم
تجمع فيه كل لسن وأمة
2- التشبيه وذلك في مثل قوله :
زحفه
إذا برقوا
إذن الجوزاء
3- عمد إلى استخدام المحسنات اللفظية في مثل (صارم ضبارم)
4- استخدامه لمفردات تدل على قوة جيش الروم وكثرة عتاده مثل : ( الحديد – صارم – ضبارم – سروا – جياد – خميس – يجرون – برقوا – زحفه)
5- كرر الشاعر في هذه الأبيات الخمس صوت (الجيم) خمس مرات أي ان عدده متساوي مع عدد الآبيات وصوت الجيم من الحروف القوية في اثراء المعنى وهذه الكلمات هي (يجرون – جياد – الجوزاء – تجمع – التراجم)

(الأبيات من22-32)
يعود الشاعر للحديث عن سيف الدولة وشجاعته في مواجهة الأعداء فسيف الدولة على رأس مقاتليه والشاعر حاضرا للمعركة يصور سيف الدولة في منتصفها ويحليه بكل صفات الشجاعة ويتخذ الشاعر في تصويره ذلك مجموعة من الكنايات التي تعبر عن تلك الشجاعة فالروم منثورين كالدراهم وجثثهم منشره حول الوكور وسيف الدولة بجيشه يدوس تلك الوكور وصور الفلول المنهزمة التي تسبح على بطونها كالأفاعي .
فصورة الجثث المتناثرة حول الجبل صورة بشعة ولكنها تنعكس على نفسية الشاعر ليراها صورة جميلة جدا وذلك لفرحته بالنصر فيصورها بمنظر مليء بألوان الفرح.
وفي قوله : (ضممت جناحيهم)
تصوير لبراعة سيف الدولة وإقدامه ما يشبه التورية حيث الجيش يتكون من الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة والقلب فهذا المعنى البعيد , أما المعنى القريب فهو أجزاء الطير وهي صورة كلية رائعة وذلك تشكيل جمالي متميز يتجاوز حدود التورية والظواهر البلاغية المألوفة .
ومن الملاحظ أن الشاعر في هذا المقطع يكثر من استخدام الحال والحال تمثل وتشخص اللحظة الراهنة وتبين هيئة حدوث الفعل في تساعد على بث الحياة والحركة .

(الأبيات من 33-46)
يستخدم الشاعر الاستفهام الإنكاري (أفي كل يوم – أينكر ريح الليث) وهذا الاستفهام يأتي موافقا للتقرير مقويا لتأثيره مثيرا لنفس المتلقي .
ويتعامل الشاعر مع الأشياء وكأنها أحياء فالرمح حقيرة والسيف يشتم الرمح وكأننا نستمع إلى حوار بين هذه الأشياء .
ويلاحظ أن الشاعر هنا قد لجأ إلى توكيد عباراته بمختلف أنواع التوكيد فمنها (قد عرفت –قد فجعته – الأفعال الماضية )ويركز على الصفات وتتابعها كما في قوله :
ومن طلب الفتح الجليل فإنما مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم



وفي نهاية القصيدة يذكر الشاعر رعاية الرحمن لسيف الدولة في هذه المعركة ومن الواضح انه لم يبدأ بذلك الحديث على في بداية القصيدة ولا في طول القصيدة وذلك لكي يحافظ على مدحه لشخصية سيف الدولة فقط لا غير حيث انه لو ذكر ذلك السبب الديني لكان من الممكن أن يقوم أي قائد إسلامي بما قام به سيف الدولة لذلك ذكر الشاعر ذلك السبب في نهاية القصيدة ليستدرج القارئ إليه بعد أن تأكد القارئ أن سيف الدولة منقطع النظير في الشجاعة والإقدام .
وفي نهاية تحليلي هذا أقول إن القافية لميمية الحادة جاءت مواتية للإيقاع مناسبة للموقف كما أن البحر الذي كتبت عليه تلك القصيدة – وهو بحر الطويل – يتسع لذلك النفس الملحمي ويستوعب التفاصيل والمشاهد فهو من البحور الشائعة في شعر الحروب .
وقد ضمن الشاعر قصيدته روحا إسلاميا وجاء الإيقاع متساويا مع الحالة النفسية المستقرة فجاء شعره خاليا من حدة التوتر متجها إلى الهدوء بعد طول توتر
وصخب .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف