الأخبار
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

متى نكف عن اخصاء اطفال فلسطين بقلم:خالد عبد القادر احمد

تاريخ النشر : 2010-11-22
متى نكف عن اخصاء اطفال فلسطين بقلم:خالد عبد القادر احمد
متى نكف عن اخصاء اطفال فلسطين:

خالد عبد القادر احمد
[email protected]


لا يبدوا ان القضية, باتت قضية الشعب الفلسطيني, او, ربما منذ البدء, لم تكن كذلك. فلا يبدوا أن للموقف السياسي الشعبي الفلسطيني, اي تأثير, على مجريات الصراع. لقد باتت هذه قضية زلم الفصائل والسلطتين الفلسطينيتين, في الضفة والقطاع, ومنظمة التحرير الفلسطينية, انها قضية من يملك المال والسلاح. وهؤلاء هم المالكين لهما.
إن القول اكثر في الموقف السياسي الفلسطيني, لم يعد تعبيرا ديموقراطيا, بل جهالة سياسية وانضواء في اطار موقف وحركة طبقية فلسطينية غير شعبية. لها اجهزة امنها الخاصة وميليشياتها المسلحة, القادرة على تزييف الخيار الشعبي الفلسطيني ولجمه, وابقاءه تحت السيطرة الطبقية البيروقراطية.
ان المثير للشفقة في صورة الوضع العام والداخلي الفلسطيني, هي صورة اطفالنا, ليس لكونهم يتحملون نتائج الصراع مع العدو, فقد اثبتت الاجيال الفلسطينية المتعاقبة, انها قادرة على الانتفاض ضد الظلم, لكن المحزن في مستقبلهم اننا نعلمهم منذ الان قبول الاخصاء, وقبول ان يكونوا ليسوا اصحاب قرار في املاكهم وحقوقهم. اي اننا نتصهين عليهم, في مقابل ان الصهاينة يعلمون اطفالهم كيف يكونوا ملاك واصحاب قرار فيما لا يملكون؟
كل عتاولة الصهيونية, وجيش اسرائيل, بل وجيوش المنطقة, ترتجف امام طفل مستوطنة, وكل اطفالنا يرتجفون اما فصائل ومنظمات ( الثورة ) الفلسطينية العلمانية والاسلامية, واسرائيل وجيشها واطفال مستوطانتها, وجيوش المنطقة, وكل دول العالم تعصر اطفالنا خمرا لنشوة اطفال المستوطنات.
هذا ما تقدمه زلم الثورة الوطنية الفلسطينية لجيلها القادم هذا مايقدمه المكتب السياسي الديني واليساري الفلسطيني لاطفالنا وهذا ما يقدمه التوجيه السياسي لاجهزة الامن كونوا حرفيين ومهنيين ضد اطفال فلسطين وكونوا اباءا حنونين لاطفال المستوطنات.
من ضمن ما عرضه مسلسل (zollo ), الذي عرض في سنوات ماضية, يصور المسلسل, صورة حروب القبائل الافريقية, التي لم تكن تحتوي على اشتباك جسدي, ولا تنتهي بقتيل او جريح واحد, كان يتواجه رجال القبيلتين المتحاربتين, وكانوا يتبادلون توجيه الشتائم باعلى ما يمكن من الاصوات, ويلوحون برماحهم الطويلة, وكان يتحدد النصر في النهاية للقبيلة الاكثر تلويحا والاعلى صوتا والاكثر شتما, الى ان جاء ملك الزوللو فقصر الرماح الطويلة والغى هذا النمط من الحروب, وجعل الاشتباك الجسدي المظهر والطابع الرئيسي للحرب وتحديد من المنتصر.
الصهيونية في الصراع الفلسطيني الصهيوني هي ملك الزوللو. فهي لم تعد تخشى الاشباح الفلسطينية المقاتلة. وكسرت جنازير قيودها, التي ربطتهم بها في دبابات معركة الكرامة عام 1968م, وخرج الجنود الصهاينة ليشتبكوا جسديا معنا في الشارع الفلسطيني وليتحولوا الى قوى مستعربة تختلط بنا بلا خوف وتغتال من تريد, اما الفلسطينيون فقد تخلوا عن سلاح المقاومة وتحلوا بثقافة السلام واللاعنف واستعطاء الحقوق من الراي العام العالمي والسياسات الدولية, وباتوا في مسيراتهم الاسبوعية ملوك الشتم واللعن والتلويح. مملكة الزوللو تتسع, واطفال فلسطين تخصى,
كيف يستطيع تحرير وطن من لا يستطيع قول لا؟
كيف يمكن لاطفال فلسطين المخصيين ان يحرروا وطنا؟
اصل الاخصاء الفلسطيني هو الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي, الذي لا يجرؤ على تحديد موقف مستقل عن الموقف الاقليمي, فتجربة حصار ابو عمار في المقاطعة لها عبرها, وتجربة فضيحة روحي فتوح لها عبرها, وتجربة الاقامة الجبرية في دمشق لها عبرها ايضا. اما تجربة تحرير جورج حبش من السجن السوري فليس لها عبرها, فنحن نأخذ من العبر ما يخصي فحسب,
ان يتم اعلان الرفض الفلسطيني للعودة للمفاوضات بالصورة التي عرضها الاعلام الاسرائيلي, من القاهرة, فيه اخصاء لرام الله كعاصمة فلسطينية وإن مؤقتة, وان يتم الاعلان وكانه بعد الموافقة المصرية, فيه اخصاء لرمزية العزة القومية الفلسطينية التي من المفترض ان تتحلى بها القيادة السياسية الفلسطينية, حيث كان يجب تحديد الموقف الاساس المبدئي اولا من رام الله ومن ثم الذهاب للتشاور مع العواصم الاخرى, فهذه اصول البروتوكول السياسي والدبلوماسي المعبر عن استقلالية القرار السياسي القومي وعزته, والذي يرفع عنه شبهة الضعف والتبعية.
انا لست ضد التشاور والتنسيق لكنني ضد ان يتقيد القرار الفلسطيني باحتياجات اتفاقيات كامب ديفد ووادي عربة, كما يحدث الان حيث بات قرارنا رهنا لحصيلة تناقضات القرارات الرسمية الاقليمية, انا ضد هذا النوع من الاخصاء
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف