الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ديكور البيت - ق ق - بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-11-08
ديكور البيت - ق ق - بقلم:نزار ب. الزين
ديكور البيت
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
*****
المشهد الأول
- ولدي لما يتجاوز العشرين يا بنيتي ،
أليس حراما أن يفني شبابه في السجون ؟
أجهت بالبكاء ،
ثم بذلت جدا كبيرا و هي تلملم نفسها قبل أن تضيف :
- و الله ثم و الله لم يرتكب إثما ، و لم يشتم أحدا من المسؤولين ، و لم يشاغب ضد الحكومة ، و أقسم لك أن المسألة كلها فرية ظالم من بدايتها إلى نهايتها .
فقد كان ابني رشدي – الله يخلي لك أولادك - متوجها بسيارته إلى عمله صباحا في الضاحية كعادته ، عندما صدمته سيارة كانت تمشي بعكس السير ، و كان سائقها يقودها بسرعة جنونية كادت تفقد ولدي و ذلك السائق الأرعن حياتيهما !
و بدلاً من أن يعتذر ، توجه نحو ولدي و أخذ يكيل له اللكمات ، فتجمع الناس و خلصوه من بين براثنه ، فاستشاط غضبا ، ثم هرع إلى درج سيارته فأخرج منه مسدسا ، ثم أطلق طلقة في الهواء لإبعادهم ، ثم دار حول سيارة ابني و أخذ يطلق الرصاص على عجلاتها ؛ و عندما قدمت الشرطة متأخرة ، قبضت على ولدي ، و تركت الآخر بعد أن أخبرهم أنه إبن أحد كبار المسؤولين .
تلك و الله كانت الواقعة ، التي يشهد بها كل من حضرها ...
أرجوك و أقبل يديكِ ... بل قدميك إن شئتِ !
أن تكوني واسطة خير مع زوجك سيادة العقيد جمال كي يفرج عنه أو يترأف به على الأقل .
كانت أم رشدي تتوسل لحرم العقيد جمال و قد ملأت الدموع وجهها ، و هذه تحاول بدورها أن تهدئها واعدة أن تبذل قصارى جهدها .
*****
المشهد الثاني
يقرع الباب
يتقدم شيخ في الخمسينيات ، محييا العقيد جمال محاولا تقبيل يده .
يتبعه آخرون ...
العم و الخال و الأشقاء ..
بعضهم ينجح بتقبيل يده !
يجلسون جميعا بعد أن أذن لهم العقيد ، في غرفة الضيوف ، و قد اصفرت وجوههم ، و استبدت بهم بعض مشاعر الرهبة !
- من منكم والد رشدي سليم ؟
يسأل العقيد جمال ، فيجيبه الوالد في الحال :
- أنا سيدي !
- أنت لم تعرف كيف تربي ابنك يا رجل ، ولدك تعدى على إبن سيادة الوزير( س ) ، قرأت التقرير ثانية صباح اليوم ، و سيحول إلى محكمة عسكرية لحيازته سلاحا !
رد العقيد جمال بصلف ، فأجابه أبو رشدي مدافعاً :
- لقد عكس كاتب التقرير الحقيقة يا سيدي العقيد و ......
و قبل أن يكمل نهره العقيد صائحاً :
- محققونا لا يكذبون ،
إبنك الكاذب ...
وجدوا المسدس في سيارته ،
القضية واضحة و لا لبس فيها ،
فرد عليه أبو رشدي منكسر الخاطر و بصوت خافت :
- أمرك سيدي ، إبني هو من خالف السير ، و هو من صدم إبن المسؤول ، و هو من أطلق الرصاص على عجلات سيارته ..
- أتتهكم جنابك ؟
سأله العقيد غاضبا ، فأجابه الرجل بفم مرتعش :
- حاشا لله سيدي العقيد !!
أجابه متأسفا ، ثم أضاف :
- لقد جئنا إليك جميعا راجين خاشعين خاضعين ....
لا نطلب منك سيدي إلا الرأفة بشاب لمّا يتجاوز العشرين ، على وشك أن يضيع مستقبله ...
إعتبره شقيقك ..
إعتبره خادمك ...
إعتبرنا كلنا هنا خدامك و تحت أمرك سيدي العقيد !
*****
المشهد الثالث

وزع أحد العناصر القهوة العربية المُرة على الحضور
رشفوا جميعا القهوة دفعة واحدة ، و عيونهم شاخصة نحو العقيد بقلوب واجفة متلهفة...
كان العقيد خلال ذلك صامتا مقطبا ، ثم أخذ يتأمل وجوههم فردا فردا ...
حتى إذا انتهى العنصر من جمع الفناجين الفارغة ، وجه العقيد سؤاله إلى ( أبو رشدي ) ، و قد انتفخت أوداجه و ازداد جبينه تقطيبا :
- ما هي طبيعة عملك ؟
فأجابه هذا على الفور :
- أنا يا سيدي نجار ، كلنا يا سيدي العقيد نجارون ( أفرنجي )
- يعني ؟
- يعني مفروشات أوربية ، أرضيات خشبية ،مطابخ ، ديكورات زينة...
هز العقيد رأسه علامة الرضا ، ثم أضاف :
- أريد أن أدخل بعض الديكورات الخشبية إلى بعض غرف المنزل ، و أريد منك أن تنهض الآن معي لتقدر التكاليف .
- تكاليف ؟!
أجابه ( أبو رشدي ) مستهجنا ، ثم أضاف :
- كلنا يا سيدي تحت أمرك ، و سنحول بيتك إلى قصر بعون الله ، حالما تأذن لنا بالبدء ! كلنا ..كلنا ..ننتظر منك إشارة البدء سيدي العقيد ، و لن نكلفك فلسا واحدا !

*****
المشهد الأخير

انتظروا مليا قبل أن ينطق العقيد جمال - و قد ازدادت أوداجه انتفاخا و زاد جبينه تقطيباً - فيمنَّ عليهم بما يلي :
أولا : سأسمح لكم بزيارته في السجن كل يوم جمعة .
ثانيا : نبهوه إلى ضرورة التوقف عن اتهام ابن سعادة الوزير ( س) .
ثالثا : سآمر بالكف عن تأديبه منذ اليوم .
رابعا : سأسعى للإفراج عنه حال انتهائكم لديكور البييت !!!
----------------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف