الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المخيمات الفلسطينية في لبنان.. بين الاعتدال والتطرف بقلم:ميرنا سخنيني

تاريخ النشر : 2010-11-05
المخيمات الفلسطينية في لبنان.. بين الاعتدال والتطرف بقلم:ميرنا سخنيني
أحد مسؤولي فتح الانتفاضة محجوز في السجون السورية

شخصيات لبنانية وخليجية تدعم عصبة الأنصار

كيف استطاع عناصر جند الشام مغادرة لبنان بطريقة غامضة؟ وهل كانت الدولة اللبنانية على علم بذلك؟

التغييرات في قيادات حركة فتح لعبت دوراً مهماً في تهدئة الوضع داخل مخيم عين الحلوة

يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على اثني عشر مخيماً؛ من الجنوب إلى بيروت وصولا إلى الجبل والشمال والبقاع، فضلاً عن تواجد فلسطيني لا بأس به داخل المدن والمناطق اللبنانية.

منذ النكبة والمخيمات الفلسطينية في لبنان مجرد تجمعات سكانية لنازحين ينتظرون حلم العودة إلى الوطنِ السليب، إلا انه ومنذ العام 1969 لم تعد المخيمات الفلسطينية في لبنان لمجرد لاجئين يحلمون بالعودة، بعد أن بدأت التنظيمات الفلسطينية بوضع حجر الأساس لانطلاقتها المسلحة، فتحولت المخيمات إلى مراكز للتدريب العسكري، وساحة تجمع كل تلك الفصائل والتنظيمات التي بمعظمها تتلقى تمويلاً وتسليحاً من دول عربية.

منذ زمن والسلاح الفلسطيني في لبنان موضع خلاف بين الأفرقاء اللبنانيين، بحجة أنه عامل لزعزعة واستقرار الأمن اللبناني، وازداد الحديث عن خطورة هذا السلاح مع بروز منظمات أصولية ليست فلسطينية في المخيمات الفلسطينية، ولا تمت للاجئين الفلسطينيين بصلة، ضمت بين صفوفها عناصر مختلفة من شتى الجنسيات، وكانت مسؤولة عن تفجيرات طالت شخصيات ومؤسسات لبنانية كبيرة، وهاهي (عاصمة الشتات الفلسطيني) تحتضن داخل أزقتها كافة الأطياف الفكرية والسياسية، فمن اليساري والعلماني، إلى الأصولي المعتدل والمتطرف الرديكالي. فمخيم عين الحلوة يعكس معاناة مكبوتة منذ سنين، ربما يفجرها سكانه من خلال الحديث السياسي أو من خلال الفعل العسكري، حيث تكثر المراكز المسلحة داخل أزقته، بحيث أصبحت مشاهدة المسلحين القابعين على زواريب المخيم مدججين بأسلحتهم أمراً طبيعياً. هاهو مخيم عين الحلوة يحتضن داخله كل الأطياف والأفكار، فجوّ مخيم عين الحلوة، وبسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يعاني منها،ا أرض خصبة لنشوء تيارات وأحزاب متطرفة تتستر بعباءة الإسلام والدين، وتتقاتل وتقتل وتفجر باسم القضية الفلسطينية.

بنى الأصوليون "إمارتهم" داخل عين الحلوة، وبات لهم مساجدهم ومعاهدهم الدينية ومؤسساتهم الخاصة، وشوارع لتلقي تدريباتهم المسلحة التي تجري وبحسب التأكيدات في منطقة النفق في المخيم وحي الطوارئ والصفصاف. وقد أكدت بعض المصادر لـ(الثبات) عن تحويلات مالية يتلقاها هؤلاء من مشايخ وشخصيات أصولية من بعض دول الخليج العربي، ومن بعض الشخصيات المتطرفة التي تقيم في لندن وألمانيا والدانمارك، عبر أرقام حسابات مصرفية سرية.

(الثبات) قامت بجولة داخل أزقة عين الحلوة لمعرفة من هي أبرز التنظيمات الأصولية الموجودة على الأرض، وما مدى مقدرتها على التحرك، وما هو حجمها الفعلي، وما هي تحالفاتها في الداخل والخارج، ومع من يتوافقون دينياً وسياسياً.



الحركة الإسلامية المجاهدة

ليست بالحركة السلفية المتشددة، إنما تُعتبر حركة دينية عقائدية وسطية، يرئسها الشيخ جمال خطاب، وينتمي إليها حوالي 200 فرد، لا يملكون الحرية الكافية للحركة داخل أزقة المخيم، فهم محصورون بمحيط جامع النور التابع لهم، لكنهم يملكون الجسم العسكري الذي يؤهلهم للظهور بشكل قوي عند حدوث أي إشكال، وهم الأقرب إلى حركة حماس، ويتلقون الدعم من بعض الشخصيات والدول العربية مثل السعودية.

قاموا بالعديد من المشاريع داخل المخيم، مثل بناء جامع النور، ولجنة الزكاة والصدقات، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومعاهد للتقوية المدرسية.





عصبة الأنصار

وجدت من مخيم عين الحلوة أرضاً خصبة لنشأتها، وقد أسسها في العام 1985 الفلسطيني هشام الشريدي؛ الملقب بأبي عبد الله، وهو أحد كوادر حركة فتح سابقاً، واغتيل في العام 1991، واتُّهمت حركة فتح باغتياله، فتولى من بعده أحمد عبد الكريم السعدي (الملقب بأبي محجن) مسؤولية التنظيم، وصار يُلقَّب بالأمير، لكنه سرعان ما توارى عن الأنظار بعد اتهامه باغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) الشيخ نزار الحلبي، كما اتُّهم أبو محجن وعصبته باستهداف الأمن اللبناني وقتْل ثلاثة جنود لبنانين واغتيال القضاة الأربعة.

تتألف عصبة الأنصار من مجلس شورى، ومن أبرز قياداته: أبو عبيده مصطفى وأبو طارق السعدي وأبو شريف عقل وطه شريدي، وأغلب عناصرها من أحياء الصفصاف (وهو إمارة مصغرة للعصبة) وحطين وصفورية والطوارئ، وغيرها في مخيم عين الحلوة، وبالرغم من كل المحاولات لزعزعة العصبة، لكن ذلك لم يضعفها بل زاد من قوة هذا التنظيم، وتوسع نفوذه داخل مخيم عين الحلوة، فصارت له مساجده وزواريبه ومراكز تدريبه، وخضعت لهذا التنظيم أحياء بأكملها.

خاضت العصبة في فترة من الفترات صراعاً مسلحاً قوياً مع حركة فتح، أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى.

يعتبر هذا التنظيم نفسه جزءاً من التنظيم الإسلامي العالمي المسمى بـ(القاعدة)، وهم متأثرون بأدبيات السلفية، وأخذوا مبدأ (تعميم الفقه التكفيري) داخل عين الحلوة، وفي فترة من الفترات كانوا يعتبرون أنفسهم أقرب إلى حركة حماس، لكنهم أيضاً اختلفوا معها بعد دخولها السلطة.

لا يمكن تحديد حجم العصبة بعدد العناصر المنتمين إليها، والذين يبلغون حوالي 250 عنصراً، بل بما يمتازون به عن باقي القوى الأصولية الأخرى، من قوة ودقة في التدريب، وسرعة في الحركة، وبنوعية السلاح الذي يمتلكونه، ومدى تماسكهم وصلابتهم على الأرض، وظهر ذلك بشكل واضح حين نجحوا في التصدي لمقاتلي فتح في أكثر من معركة داخل المخيم.

يقال إن للعصبة ارتباطات خارجية مع بعض دول الخليج العربي التي تحمل نفس الفكر السلفي المتشدد، وأيضاً لهم ارتباطات في الداخل اللبناني مع شخصيات لبنانية بارزة ومعروفة.

يدعون أنهم ليسوا مع أي طرف في الداخل اللبناني، ويرفضون حتى الحديث عن التسوية في قضية فلسطين، لأنهم يعتبرون ما يقوم به الرئيس محمود عباس مهزلة كبرى، وإذا كانت العصبة قد بلغت مرحلة من النضوج والهدوء والبراغماتية، إلا أنها لم تغير من فكرها، إنما غيّرت من طريقة تعاطيها مع القوى والفصائل الفلسطينية والقوى الأمنية اللبنانية، حيث أصبحت تشارك في لجنة المتابعة التي تضم الفصائل الفلسطينية في المخيم، وتقوم باجتماعات دورية معهم، وكانت قد أعلنت العصبة مؤخراً في اجتماع عقد في جامع النور بحضور ممثلين عن حزب الله وحركة أمل والجيش اللبناني، أن سلاحها هو إلى جانب المقاومة، بالرغم من تعصبهم الواضح لأهل السُّنة في لبنان.



عصبة النور

نشأت عندما قام نجل مؤسس عصبة الأنصار (عبد الله هشام الشريدي) بانشقاق داخل العصبة، فأسس عصبة النور على طروحات وأفكار أكثر تطرفاً وتزمّتاً، وبقيت هذه المجموعة داخل عين الحلوة عنصراً من عناصر الصراع المسلح للسيطرة على الشارع، وقامت باغتيال عناصر وقادة من حركة فتح، ومن بينهم العميد أمين الكايد؛ المتهم باغتيال الشريدي الأب، لكن سرعان ما انطفأ هذا التنظيم وانصهر داخل التنظيمات الأصولية الأخرى.



فتح الإسلام

بعد متابعة تاريخ ظهور تنظيم فتح الإسلام، يتبيّن أن الانطلاقة كانت إثر صدور بيانها الأول في تشرين الثاني نوفمبر 2006، عقب اشتباك بين عناصر من الكفاح المسلح وحركة فتح الانتفاضة (أبو موسى)، وأدى إلى مقتل شخص يدعى محمد صالح سالم، والذي كان ينتمي في السابق إلى عصبة الأنصار، وتردد في حينها أن الاشتباك مع الكفاح المسلح جرى مع مجموعة تابعة لجند الشام، وأن انتقال المسلحين من البداوي إلى نهر البارد جرى بعد الاشتباك، ومن بينهم عناصر من جنسيات باكستانية ومصرية وعراقية وسورية وفلسطينية ولبنانية، وبعد هذا الاشتباك مباشرة أصدرت مجموعة فلسطينية من نهر البارد بياناً أكدت فيه انفصالها عن حركة فتح الانتفاضة، واتخذت من (فتح الإسلام) اسماً لها، وقُدِّر عدد عناصرها في ذلك الوقت بـ300 عنصر مسلح بأحدث الأسلحة، وقد سيطروا على مخيم نهر البارد، وعلى موقع (صامد) القريب من البحر، واتُّخذ هذا الموقع مستودعاً للسلاح والذخائر والصواريخ، ومقراً لقيادة فتح الإسلام.

بدأ الإعلام يتداول اسم قائد فتح الإسلام العقيد شاكر العبسي، وهو في الأصل فلسطيني أردني انشقّ عن حركة فتح عام 1983، وكان معتقلاً في سورية لانتمائه إلى تنظيم القاعدة، لكنه كان ينكر أنه سُجن في سورية بتهمة الانتماء للقاعدة، مدعياً حينها أنه سُجن بتهمة نقل السلاح إلى فلسطين. ويؤكد أحد المسؤولين الفلسطينيين أن العبسي انتقل في شهر أيلول 2006 إلى مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليشكل مجموعات عسكرية داخلها، لينتقل في العام نفسه إلى مخيم شاتيلا، وبعد فترة انتقل إلى مخيم البداوي في الشمال، ومنها إلى نهر البارد، وتردد لاحقاً أن المسؤول عن تشكيل تنظيم فتح الإسلام في الأساس هو أحد مسؤولي فتح الانتفاضة الذي كان قد استقال من فتح الانتفاضة، وتفيد معلومات غير مؤكدة بأنه محجوز في أحد السجون السورية.

كان التنظيم قد مارس عدة أعمال إرهابية في لبنان، من بينها جريمة (عين علق)، وكانت هذه أول عملية يقوم بها التنظيم.

وقد تلقى تنظيم فتح الإسلام ضربة قاسية في شمال لبنان على يد الجيش اللبناني، حيث قُتل عدد كبير من عناصر التنظيم، واعتُقل آخرون، ولجأ البعض الآخر من أعضاء التنظيم إلى مخيم عين الحلوة، والذين اتخذوا من منطقة الطوارئ (التابعة لعصبة الأنصار) ملاذاً لهم، أما مصير شاكر العبسي فبقي مجهولاً، حيث يقول البعض إنه مقتول، والبعض الآخر يقول إنه في بلاد الله الواسعة.

في العام 2008 أُعلن عن انتخاب عبد الرحمن عوض أميراً للتنظيم، لكنه قُتل على يد أجهزة المخابرات اللبنانية، ليستلم مكانه الأمير أسامه الشهابي، الذي تنفي عائلته بدورها تسلُّم الأمير الجديد أيضاً المتواري عن الأنظار منذ حوالي أكثر من سنة إمارة التنظيم، ذاك الأمير الشاب الفلسطيني من مخيم عين الحلوة في العقد الثالث من العمر، يقيم في حي الصفصاف، وعُيِّن أيضاً محمد طه نائباً له، بينما تم تعيين محمد الدوخي (الملقب بالخردق) مسؤولاً عسكرياً للتنظيم، لكن الأخير يظهر أحياناً في منطقة الطوارئ، خلافاً الشهابي وطه، وما تعيين أسامه الشهابي أميراً للتنظيم إلا رسالة أراد أن يوجهها التنظيم إلى الجميع بأن فتح الإسلام ما تزال موجودة وقويه على عكس ماتراه انت في داخل أزقة عين الحلوة من انحسار كبير لنفوذ هذا التنظيم، إذ إن أسم فتح الإسلام لم يعد مقبولاً داخل عين الحلوة، خصوصاً بعد أحداث نهر البارد، فضلاً عن أنه لا يحظى بالتأييد الذي تحظى به باقي القوى الإسلامية الأخرى.

وعند البحث عن اتجاهات تنظيم فتح الإسلام السياسية، يتبيّن أنهم لا يتوافقون مع أي من الأحزاب السياسية داخل أو خارج المخيم، حتى لو كانت هذه الحركات أو الأحزاب حركات مقاومة، لأنهم ذو عقيدة تكفيرية، فهم كانوا قد كفّروا حتى الإسلاميين في فترة من الفترات.

عددهم قليل جداً، ولا يتمتعون بقدرة كافية على التحرك بحرية، إنما يعملون في الخفاء، وهم يتلقون دعماً خارجي من دولة عربية، وهم من الرافضين للتسوية التي يقوم بها الرئيس محمود عباس، ولا يعنيهم الشأن اللبناني، حسب زعمهم.



جند الشام

هو تنظيم آخر من المجموعات المنشقة عن عصبة الأنصار، والتي كان أفرادها أساساً في عصبة النور التي انشقت عن عصبة الأنصار بعد مقتل عبد الله الشريدي، فقام على أنقاض عصبة النور تنظيم جند الشام الذي أعلن عن ولادته المدعو عماد ياسين، فربط اسم تنظيم جند الشام بأبي مصعب الزرقاوي، الذي منحهم هذا الاسم وأشرف على تدريب الذين قدموا من فلسطين ولبنان وسورية والأردن ثم وجّههم إلى مخيمات اللاجئين في شمال لبنان وجنوبه، محمّلاً إياهم مشروعه الجهادي.

بدأ هذا التنظيم ينشط في أحياء الصفصاف والصفوري والسكة والطوارئ في مخيم عين الحلوة، واتخذوا من منطقة التعمير التحتاني مقراً لهم بعد أحداث الضنية في الشمال، وقد برز اسم هذا التنظيم بشكل كبير بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

بعد البحث نجد أنه لا مرجعية ثابتة لهذا التنظيم، فهم مقسمون على ست أو سبع مجموعات، يتراوح عدد الواحدة منهم بين 12 و17 عنصراً، وكل مجموعة تعمل على حدة، لكنهم في النهاية قريبون من فلك القاعدة، ومن المعروف أن هذا التنظيم يتمتع بقدرات مادية ولوجستية كبيرة، وكان قد امتلك أسلحة متوسطة ومدافع هاون، ويحمل عناصر هذا التنظيم وثائق سفر مزورة يتجولون بواسطتها.

يعتبر تنظيم جند الشام من التنظيمات المتطرفة التي تكفر الشيعة، ولا تعترف بالديانة المسيحية، حيث يعتبرونهم كفاراً وأعداء لله، وحاولوا في فترة من الفترات محاربة حركة حماس وحزب الله وإيران، وأصدروا بيانات لاذعة بحقهم، لكن سرعان ما انكفأ التنظيم بعد أن سلّم قسم كبير نفسه للدولة اللبنانية، فمنهم من توقف لفترة قصيرة، ومنهم من يزال موقوفاً إلى الآن، والبعض الآخر كان قد غادر إلى خارج لبنان والتجأ إلى دول أوربا واليونان، ومن بقي منهم يجهد أن ينصهر في باقي القوى الإسلامية داخل المخيم، لكن الأسئلة الذي تدور في أذهان كل من يعرف تنظيم جند الشام هي: كيف استطاع هؤلاء مغادرة لبنان بهذه الطريقة الغامضة؟ ومن سهّل لهم ذلك؟ وهل الدولة اللبنانية كانت على علم بذلك؟

الآن لا يوجد لهم أي تواجد فعلي على الأرض، حيث إن عددهم قليل جداً ولا يتجاوز الـ40 فرداً، والسلاح الذي يملكونه يعتبر سلاحاً فردياً، حتى أن قياداتهم من أمثال عماد ياسين وغاندي السحمراني وهيثم السعدي متواجدون كأفراد عاديين داخل حي التعمير.

في فترة من الفترات كانوا قد تلقون دعماً من بعض القيادات الفلسطينية البارزة التي كانت في لبنان، ومن بعض الجهات السياسية الأخرى.



أنصار الله

لا يمكن القول إنه تنظيم سلفي متشدد، حيث يعتمد العقيدة الإسلامية برنامجاً له، ويتزعمه الشيخ جمال سليمان، الذي انشق بدوره عن حركة فتح، وقد كان مسؤولاً عن إحدى الكتائب العسكرية التابعة لفتح في عين الحلوة، وأعلن انشقاقه عن الحركة إثر خلاف نشبه بينه وبين الحركة، بعد اتهامه فتح له بالتعاون مع حزب الله وحركة أمل في معركة إقليم التفاح.

في الداخل اللبناني كان لهم تحالف مع حزب الله بشكل واضح، وعلى الصعيد الفلسطيني يتحالفون مع حركة حماس، ومع حركة الجهاد الإسلامي.

لهم قوة لا بأس بها على الأرض، إذ يبلغ عدد عناصر أنصار الله بين 300 و350 عنصراً، مقرهم الأساسي في مخيم عين الحلوة، وآخَر في المية ومية، حيث منزل الشيخ جمال سليمان.

يملكون من السلاح ما يكفي، ويتلقون تدريباتهم في معسكرات حزب الله.

هم ضد كل أشكال التسوية، وضد السلطة الفلسطينية ككل، حيث إن مشروعهم المقاوم يتعارض مع مشروع السلطة، ويشاركون الآن في القوة الفلسطينية لحفظ الأمن في المخيم.



جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية

من التنظيمات الأكثر اعتدالاً، والتي تبنت الفكر العقائدي، ويعتمدون على منهج الدعوة من خلال المساجد وحلقات التدريس الدينية، ومقرهم الأساسي هو في جامع صلاح الدين في جنوب المخيم، ويتمتعون بعلاقات مع كافة القوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية بقيادة الشيخ عرسان العيسى.



حزب التحرير

حزب عقائدي صغير، لا وجود مسلح له، ويدعو إلى إقامة الإمارة الإسلامية برئاسة علي أصلان.





وختاماً، كان من نتائج انتشار الجيش داخل منطقة التعمير والسكة إغلاق الباب على كافة القوى التي كانت تستغل هذه الفئات المأجورة، وساعد في تهدئة الوضع العام، وأيضاً لعبت التغيرات في قيادات حركة فتح دوراً مهماً في تهدئة الوضع داخل مخيم عين الحلوة، خصوصاً بعد تعيين فتحي أبو العردات (البعيد كل البعد عن اللعبة الأمنية والتجاذبات الداخلية) بدلاً عن اللواء سلطان أبو العينين، كأمين سر للجنة التنفيذية لحركة فتح في لبنان، فهذه الصورة السياسية المسلحة التي ذكرناها في عين الحلوة تخفي وراءها صوراً أخرى لواقع إنساني صعب يعيشه الفلسطينيون، حيث يصعب على أي شخص من خارج المخيم أن يتجول داخل أزقة عين الحلوة من دون مرافق من أهل الدار، وذلك للوضع المزري الذي تعاني منه المخيمات على مختلف الصعد، وما ساعد المخيمات أن تكون بهذا الوضع السيئ، وجعلها أرض خصبة لنمو وبروز تنظيمات متطرفة، إلا غياب القيادة الحكيمة للشعب الفلسطيني اللاجئ في مخيمات لبنان.



الكاتب: ميرنا سخنيني
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف