الأخبار
سيناتور أمريكي آخر يرفض الاستماع لخطاب نتنياهو المرتقب بالكونغرسالاحتلال يغتال ثلاثة من قادة القسام والأقصى في مخيم طولكرمطبيب أميركي عائد من غزة: الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال عمداالتراث العالمي تعتمد 3 قرارات بشأن المواقع الفلسطينية على قائمة اليونسكوالصحة بغزة: 39 ألف شهيد و90 ألف إصابة منذ أكتوبر الماضيإسرائيل عن اتفاق المصالحة الفلسطينية: "أمر لن يحدث"نتنياهو يزعم: شروط إعادة الأسرى من غزة "بدأت تنضج"إعلام إسرائيلي: قادة الأجهزة الأمنية يؤيدون الانسحاب الكامل من غزة ضمن الصفقةمقتل ضابط إسرائيلي بانفجار قنبلة يدوية في غزةالفصائل الفلسطينية تتوافق على وحدة وطنية شاملةسموتريتش يُهاجم الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بسبب صفقة التبادل المطروحةمجازر لا تتوقف ونزوح مستمر.. الاحتلال يشن عملية عسكرية جديدة شرق خانيونسكنيست الإسرائيلي يصادق بالقراءة الأولى على تصنيف أونروا "منظمة إرهابية"تفاصيل لقاء الرئيس عباس ومبعوث وزير الخارجية الروسي للشرق الأوسطارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 39006 شهداء
2024/7/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحرية لكلمة الحرية : (( طل الملوحي ))بقلم : محمد يوسف جبارين

تاريخ النشر : 2010-09-17
الحرية لكلمة الحرية :  (( طل الملوحي  ))بقلم : محمد يوسف جبارين
الحرية لكلمة الحرية : (( طل الملوحي ))

بقلم : محمد يوسف جبارين ( أبوسامح ) ..ام الفحم ..فلسطين

لم أكن أعرف هذا الاسم ، " طل الملوحي " ، حتى قرأت قصائدها .. كلماتها التي خطتها ، بوقد الشوق الى الحرية . بأصداء أمجاد التاريخ العربي في وعيها ، بروحها ودمها ، بفكرها ، بحسها ، بطلاقة هذا الحس في التعبير عن نفسها ، فمن هنا عرفت عمق حسها بعروبتها ، بهويتها ، بالمعنى العميق لانتمائها ، الهادر بها بكل رسم لها للصلات بين حروفها ، فتبيان صراحة التعبير عن نفسها ، وعرفت جملة فكرتها عن فلسطين وعن الوطن العربي ، وعن الواقع المرير ، وعن الحرية المنشودة التي هي بعينها جملة الخلاص لأمة العرب من هذا المر .. العلقم الذي تشربه ليلها ونهارها ، وهي كما كل من عانقتها الحرية ، وأسقتها وأروتها ، واستسقتها من املاءاتها في وعيها ، واستدعتها الى استجابات في كلمات حرة ، نهضوية تعبوية ، كفاحية ، تلامس غايات انسانية هي بذاتها حلم يراود الانسانية في خلاصها من ربقة الظلم والقهر ، ومن قيد الاستغلال والهوان ، وهكذا عناق ( طل ) للحرية وعناق الحرية لها ، أرسى لها منطق تناول للواقع ، فتشكل لها القياس بالحرية وعلى الحرية ومن أجل الحرية ، فعرفت سبيلها منذ شبت تعانق فجر النهار ، ومن هنا استحالت تجري بفكره الحرية بكل صلة لها بالواقع وتغييره ، فلا للركود والتخلف ونعم للنمو والتقدم ، فهي تنموية تقدمية ، تريد لعجلات التطور أن تتدافع الى الأمام ، فهكذا انعتاق من واقع يرين على النفس بكل مر وعلقم ، الى ظروف أكثر جدلية في افرازاتها للنمو والتطور ، فالصيرورة ، أن تصير هذه الأمة الى ما تريد أن تصير اليه ، بارادتها ، فلا بد اذن من أن تمتلك الأمة ارادة الحرية وحرية الارادة ، فاذن سقوط القيود ضرورة تقدم وضرورة انعتاق ، وبعمق الحس بالظلم وبالحاجة الى التغيير يكون حسها أكثر رفضا للواقع المرير ، فليس عجبا أن ينزل سخطها على الواقع من لحن كلامها صريحا وبكل ما يدل على كونها عربية أصيلة تواقة الى تقريب فجر عربي يحلم به كل عربي أصيل ، فكأني بها تحيا بكل كيانها العقلي والنفسي نص الحلم العربي بكل معانيه ، وهو حلم العروبة الذي لم تزل تتغنى به سوريا وتبرر به كل موقف لها من حركة الحوادث في عالمنا ، فهي اذن نشيد الحلم العربي ، وعروبته التي تبحث في الواقع عن مواطىء أقدامها ، انها تريد أن تخطو ، وترى الخطو ماجدا يعلو مجدا متجددا في جدية زحف نحو تحطيم العوائق ، من أجل ارساء القواعد لغد مشرق عزيز ، فتلك معاني الكلمات التي جرت بقلم هذه الوردة الحمصية الباسقة اليانعة التي فيما سعت اليه هو أن يعبق شذاها ، شذى الحرية ، في كل ركن من أركان الأمة العربية ، الجديرة بحكم ما هي ، بأن تتجدد بنهضة تمسح من أمامها كل عارض يحد من انبعاثها نحو المستقبل ، فبعطرها أرادت أن تنتعش النفوس الحرة ، وبزحف كلماتها أرادت أن تفضح النفوس الصدئة التي علق بها النكوص فارتكست فاستراحت للصدأ واستروحته فصدأت ، وبأثر وقع معانيها رغبت بأن تستنهض قوى دفينة ، كامنة تتحفز ، فلعلها تتواثب على أوكار الرجعية ، وتقيلها من دورها في تحنيط الوعي العربي ، بكل ما يقيله من دوره في اعلاء شأن الأمة ورفعتها ، فعلى ذلك فان فتاة الحرية من حمص ، لجديرة بأن تظل تأخذ دورها في التحريض من أجل الحرية ، وما اعتقالها الا اعتقالا للحرية ، وحجبا للأمل ، ورسالة بؤس يقدمها النظام السوري الى الأجيال الصاعدة ، وهذا بعينه متناقض مع كل جملة النظام عن الحرية ، فمثل ( طل ) والأحرار كلهم هم السند الحقيقي للحرية ، وليس مقبولا أن يقال بأن ( طل ) بصوتها المنادي بالحرية تشكل خطرا على الحرية ، بل العكس هو الصحيح ، فالحرية تحتاج الأحرار ولا سير لها في الدنيا بلاهم ، فالحرية ل( طل ) ، اختنا في الكفاح من أجل الحرية ، واني كما قلت لم أكن أعرف ( طل ) من قبل ، وانما خبر عن اعتقالها جرني الى تساؤل عنها ، ورحت أفتش عن الاسم وصاحبته ، فاذا هي كلماتها أمامي في أكثر من موقع ، ومن هذه الكلمات عرفت أن أصوغ فكرة تدلني عليها ، فاذا هي منا ، بل هي بروح قولها ، بمعاني كلماتها ، بوهج السخط الحارق لكل تخلف في سردها ، انما هي أنا وأنت ، وكل ثائر في مطالع الوعي الهادر ، زحفا زحفا نحو طرد الاستعمار من ديار العرب ، صفا صفا من أجل نظام الحرية في بلاد العرب ، مقتا مقتا للرجعية التي تشرب من الاستبداد سر وجودها ، سخطا سخطا على الرجعية المتحالفة مع الاستعمار ، طردا طردا للتحلف ، اقالة اقالة للجهل من الكيان العربي برمته ، فهذا هو اللهب الذي اسمه ثائر ، ثائرة ، ثائرون ، ثائرات ، ثوار ثوار ، فهو الحرية تتدفق من فتاة حمص ، طل الملوحي ، أواه يا حمص يا تاريخا ، يأبي الا أن يشدنا الى تفاصيله ، انها طل الحمصية ، وليصخ التاريخ السمع لكلمات طل ، اللهب الآتي من عمق التاريخ ، والصادح بكل اصرار على نوال الحرية برغم كل العقبات ، انها طل اشراقة حرية من جنبات حكايات لم تزل تروينا كرامة وشهامة ، انها طل فتاة في مطلع الشباب ، وتطاول أبلغ الآمال في الحرية ، وتغذيها من روحها ، فهي وهج ثورة شبابية تعيد لنا أيامنا الخوالي ، وتذكرنا بأننا من حيث هي انبعثنا وأخذنا دورنا ، ولو لم نفعل ما فعلته هي من تعبير عن حسنا بالحرية بكل قوة وبكل ايمان ، وبكل جرأة وصدق مع النفس ، لما كانت لنا البداية التي أوصلتنا الى ما نحن فيه ، من وعي بالقضية القومية برمتها ، فبدايات الأحرار كما الحرية ، وليس مقبولا أن يقال بأن ثمة بداية لمطالع الحرية غير الحرية نفسها ، وحتى سيرة حافظ الأسد ، وسيرة ابنه بشار الأسد ، فبالاقتراب منها ، نجدها بنفس بدايات ( طل الملوحي ) ، ونجد أكثر من ذلك بأن ثمة مفاخرة من جانب بشار ووالده من قبل ببداية كهذه ، فلماذا المقارنة لا توجب احتراما لطل الملوحي ، واعلاء لشأنها ودورها ، لماذا يكون الاعتقال هو ما يقيدها ، فكيف يستوي لعقل أن يتعقل عقلية بهكذا لون ، فكل حر مطالب بأن يتساءل عن طل وأن يطالب بالحرية لها ، وانني كفلسطيني أشهد بأن ما قرأته ل ( طل ) يكفيني دليلا على حبها لنا ، وعلى حبها لأمة العرب ، وعلى حبها لفجر تتألق فيه هذه الأمة الجديرة بأن تستأنف دورها في قيادة التاريخ ، فالحرية ل ( طل ) انما هي دعوة من داخل حس بالانتماء الى أخت تنتمي الى الحرية ، فلا أقل من المناداة بالحرية لأختنا طل .

.........................................15/9/2010
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف