
صدر للباحث والاكاديمي زهير مبارك كتاب بعنوان " أصول الاستبداد العربي" وهو من اصدار مؤسسة الانتشار العربي ، بيروت _ لبنان ، 2010 حيث تنطلق هذه الدراسة من فرضية أن مجرد تغيير حاكم مستبد لا يلغي الاستبداد، وهذا يعود إلى وجود جذور للاستبداد تصعب خلخلتها. وهنا، لا يكمن الخلل في الحاكم المستبد وحسب، بل في المحيط العام الذي خرج منه. لذا، ثمة حاجة إلى معرفة أصول الاستبداد العربي بصورته التراكمية، لأننا إذا ركزنا على معالجة أصل دون آخر، فإن المعالجة سوف تكون منقوصة. إذ عند قراءة الكتابات التي تتحدث عن الاستبداد نجد أنها تخلو من التواصل، بل إن ميزتها التقطع والتحدد ضمن اتجاه مع إهمال آخر.
والحالة هنا تمثلت في عدم وجود إطار فكري شامل يستطيع رصد الأصول الاستبدادية عبر التاريخ. كما أن التجربة التاريخية العربية تبين أن الشعب وجد من أجل خدمة الحاكم، في حين يقتضي المنطق الأخلاقي وضرورات التعاقد السياسي والاجتماعي أنه يجب أن يكون الحاكم في خدمة الشعب، وإلا خرج الأمر عن أساس التعاقد، وعندها ينتفي مبرر وجود "الأمير" كما يؤسس أصحاب نظرية العقد الاجتماعي والتعاقد السياسي. ولذا، فإن حالة تقديس الحاكم التي يظن الكثيرون أنها الوضع الطبيعي في العلاقة بين الحاكم والمحكوم على نمط السيد والتابع ليست إلا تجليا لظاهرة الاستبداد.
وتحقيقا لغرض الدراسة القائمة على كشف أصول الاستبداد العربي فإن هذه الدراسة تقوم على ستة فصول وخاتمة نقدية حيث جاء الفصل الأول، كإطار نظري للاستبداد، وتضمن عرضا لجوانب من أوجه ذاك النظام السياسي القائم على احتكار السلطات والانفراد بالرأي والتعسف، وجوانب من مظاهره وآثاره السلبية على المجتمعات التي تبلى به. وقد أتى ذلك في ثلاثة أقسام. وفي الفصل الثاني أركيولوجيا الاستبداد العربي، تم فيه وعبر أربعة أقسام معالجة أرضية الاستبداد تاريخيا. أما الفصل الثالث، نظرية الحكم: بين المثالية والسياسة، فقد جاء ليبين جينولوجيا المنطلقات التي قامت بعد وفاة محمد النبي، وبروز مفاهيم جديدة كأداة من أدوات الصراع السلطوي . وتضمن الفصل الرابع، نظرية الإمامة _ تقديس بلا قداسة، الأصول التي بنيت عليها نظرية الخلافة السنية بعد وصول الأمويين للحكم، ونظرية الإمامة كمفهوم التصق بالشيعة. وفي الفصل الخامس، النص بين المثالية والفقه والتأويل، خاض في الصراع الفكري الذي ظهر لحسم الصراع على السلطة، وهو ما تم من خلال ثلاثة أقسام. أما الفصل السادس، بطانة الحاكم ودورها في تعزيز الاستبداد، فقد عمل على دراسة الاسس النظرية التي شكلت بطانة، أو حاشية الحاكم، وطبيعة دورها كما تم التطرق إلى أحد أطراف هذه البطانة المتمثلة في مثقف السلطة. هذا، وقد ختمت الدراسة بمجموعة من الملاحظات النقدية على ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، حيث تم الحديث عن العقبات التي تعترض زوال الاستبداد العربي حتى اليوم.
والحالة هنا تمثلت في عدم وجود إطار فكري شامل يستطيع رصد الأصول الاستبدادية عبر التاريخ. كما أن التجربة التاريخية العربية تبين أن الشعب وجد من أجل خدمة الحاكم، في حين يقتضي المنطق الأخلاقي وضرورات التعاقد السياسي والاجتماعي أنه يجب أن يكون الحاكم في خدمة الشعب، وإلا خرج الأمر عن أساس التعاقد، وعندها ينتفي مبرر وجود "الأمير" كما يؤسس أصحاب نظرية العقد الاجتماعي والتعاقد السياسي. ولذا، فإن حالة تقديس الحاكم التي يظن الكثيرون أنها الوضع الطبيعي في العلاقة بين الحاكم والمحكوم على نمط السيد والتابع ليست إلا تجليا لظاهرة الاستبداد.
وتحقيقا لغرض الدراسة القائمة على كشف أصول الاستبداد العربي فإن هذه الدراسة تقوم على ستة فصول وخاتمة نقدية حيث جاء الفصل الأول، كإطار نظري للاستبداد، وتضمن عرضا لجوانب من أوجه ذاك النظام السياسي القائم على احتكار السلطات والانفراد بالرأي والتعسف، وجوانب من مظاهره وآثاره السلبية على المجتمعات التي تبلى به. وقد أتى ذلك في ثلاثة أقسام. وفي الفصل الثاني أركيولوجيا الاستبداد العربي، تم فيه وعبر أربعة أقسام معالجة أرضية الاستبداد تاريخيا. أما الفصل الثالث، نظرية الحكم: بين المثالية والسياسة، فقد جاء ليبين جينولوجيا المنطلقات التي قامت بعد وفاة محمد النبي، وبروز مفاهيم جديدة كأداة من أدوات الصراع السلطوي . وتضمن الفصل الرابع، نظرية الإمامة _ تقديس بلا قداسة، الأصول التي بنيت عليها نظرية الخلافة السنية بعد وصول الأمويين للحكم، ونظرية الإمامة كمفهوم التصق بالشيعة. وفي الفصل الخامس، النص بين المثالية والفقه والتأويل، خاض في الصراع الفكري الذي ظهر لحسم الصراع على السلطة، وهو ما تم من خلال ثلاثة أقسام. أما الفصل السادس، بطانة الحاكم ودورها في تعزيز الاستبداد، فقد عمل على دراسة الاسس النظرية التي شكلت بطانة، أو حاشية الحاكم، وطبيعة دورها كما تم التطرق إلى أحد أطراف هذه البطانة المتمثلة في مثقف السلطة. هذا، وقد ختمت الدراسة بمجموعة من الملاحظات النقدية على ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، حيث تم الحديث عن العقبات التي تعترض زوال الاستبداد العربي حتى اليوم.