الأخبار
تنديد عربي واسع بتصريحات إسرائيلية تدعو لفرض السيادة على الضفة الغربيةبريطانيا تحظر منظمة "بالستاين أكشن" المناصرة لفلسطينوزارة الأوقاف بغزة توضّح بشأن نفاد القبور في معظم مناطق القطاعأميركا تدرس تسليح إسرائيل بقاذفات الشبح "B-2" في خطوة غير مسبوقةمفاوضات غزة.. واشنطن ستدعم التمديد بعد هدنة 60 يومًا في هذه الحالةوزير إسرائيلي: مؤشرات إيجابية على اختراق قريب في مفاوضات غزةسوريا: مقتل وإصابة مدنيين بانفجار صهريج وقود في حماةالحكومة الفلسطينية: جهود مستمرة لوقف العدوان والإفراج عن أموالنا المحتجزةتقنيات أمان البيتكوين: كيف تحافظ على أموالك؟تفاصيل مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين بكمائن في حي الشجاعيةمن جديد.. نتنياهو يتعهّد بـ"القضاء" على حماس واستعادة الأسرىسويسرا تبدأ إجراءات لإغلاق مكتب "مؤسسة غزة الإنسانية" في جنيف(حماس): نجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار بغزةارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال إلى 22غزة: 142 شهيداً و487 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عراق أمريكي ..عراق هندي بقلم:عبد الجبار الجبوري

تاريخ النشر : 2010-08-23
عراق أمريكي ..عراق هندي بقلم:عبد الجبار الجبوري
عراق أمريكي ...عراق هندي
عبد الجبار الجبوري
كاتب وصحفي عراقي
ليس غريبا أن يكون العراق بعد الغزو الأمريكي له،عراقا أمريكيا،بمعنى إن الأصابع الأمريكية هي التي توجه بوصلة
السياسة فتشكل الحكومات،وتصدر النفط ، وتقتل من يناوئ وجودها ،وتنهب ثرواته ،وتغرس روح الطائفية والحقد
والثأر والانتقام في نفوس أبنائه ومن مختلف الطوائف القومية والمذهبية والاثنية،وتغذي وتدعم وتحمي فرق الموت والمجاميع الإرهابية والميليشيات والأحزاب الطائفية لإحداث فوضى خلاقة لم يشهدها تاريخ العراق،تمارس فيها القتل
على الهوية والاغتيالات لرموز البلد الوطنية والتفجيرات الدموية والتهجيرات الاثنية الطائفية والعرقية(المسيحيون والايزيديون والصابئة والشبك نموذجا) لإفراغ البلاد من طوائفه وأعراقه المتآلفة والمتحابة عبر العصور ،وسلخ
العراق من هويته العروبية والوطنية ،والهيمنة على أحزاب طائفية تنفذ الأجندة الأمريكية،تقود العراق إلى دويلات طوائف
وفدراليات حقيرة وأقاليم شاذة عنصرية تهدد بالانفصال والتمرد وفرض شروط الأمر الواقع،،باختصار أمريكا تريد عراقا
أمريكيا تابعا ذليلا لها تضمن مصالحها الاستيراتجية في منطقة الشرق الأوسط،لان العراق يمثل العمق الإستراتيجي للأمة العربية ،والقطب المؤثر فيها سياسيا واقتصاديا ونفطيا وجيو بوليتيكيا،لذلك تريده عراقا ضعيفا مقسما وهزيلا وتابعا أيضا... أما العراق الهندي فله قصة شيقة وطريفة يتداولها العراقيون منذ زمن طويل تتكرر على ألسنتهم يوميا بالجملة التالية(قابل آني هندي) أو(سويتة فلم هندي)،ويفسرون هذا أن الفلم الهندي مليء بالتراجيديا والمأساة دائما ما ينتهي بكارثة موت البطل أو البطلة أو نهايات جميع الأفلام الهندية واحدة ساذجة على طول الخط ،وهناك نكتة عراقية تقول أن رئيس عراقي(بس مو جلال طالباني ها)قام بزيارة رسمية إلى الهند وفي أثناء المحادثات مع الرئيس الهندي طلب منه الرئيس
طلبا (قال أتمنى أن تمنعوا في العراق كلمة (قابل آني هندي) لأنها تسيء للشعب الهندي وتجرح مشاعره)فرد عليه (رئيسنا الهمام)وبحزم ووعده بتنفيذ هذا الطلب حال عودته للعراق، وبعد انتهاء الزيارة وعند باب الطائرة قال له الرئيس الهندي مودعا أرجو أن لاتنسى طلبي للشعب العراقي فرد عليه رئيسنا(يمعود ابد ما أنسى طلبك قابل آني هندي)؟ أسوق هذه النكتة السمجة وأنا أرى العملية السياسية عبارة عن (فلم هندي) فانتازي،حيث تدخل فيها الصراعات والشتائم والتخوين والعمالة داخل الكتلة الواحدة، والمؤامرات والتصريحات المتناقضة والتحالفات الوهمية الكاذبة التي تحمل( التقية )للآخر،ائتلافات طائفية بامتياز ،وتدخلات إيرانية علنية مباشرة بأوجه كثيرة منها المجاميع الخاصة وفرق الموت والعبوات والصواريخ والمخدرات والاغتيالات والسيطرة على الأجهزة الأمنية من خلال فيلق القدس الإيراني والحرس الثوري وكلها يشرف عليها (الخامنئي شخصيا) كما صرح به تلفزيون طهران نفسه،دون أن نرى تصريحا عراقيا من الحكومة والأحزاب المتنفذة في الحكم ،بل الأدهى من هذا تنكرها وتدافع عنها هذه الأحزاب والحكومة ،ونحن نرى يوميا التدخلات على الارض ومن فم الحكومة ،أو تصريحات المسؤولين الإيرانيين وآخرها تصريح السفير الإيراني الجديد (دانائي) وتدخله السافر بشؤون العراق،ناهيك عن التصريحات اليومية لأعضاء الكتل الطائفية واغلبها خلبية يفوح منها رائحة العفونة الطائفية ،لإعاقة وتأخير تشكيل الحكومة وإبقاء مشروعها الطائفي الذي دمر البلاد والعباد ويسير به إلى هاوية الحرب الأهلية الحتمية،تصريحات يغلب عليها نفس ثأري إقصائي انتقامي وطائفي بامتياز، كما في تصريح احدهم الذي قال(إن رئاسة الوزراء خط احمر أمام القائمة العراقية) وتصريح رئيس الوزراء المنصرف(إن القائمة العراقية قائمة سنية)ويقول طائفي أخر(إننا لانسمح بتحالف علاوي والصدر مطلقا)..إذا كيف تكون الطائفية والحزبية الضيقة والاستئثار بالسلطة الطائفية،وإقصاء الآخرين حتى من أبناء مذهبهم..الم يقل نوري المالكي(ماننطيها)...بهذه العقلية الاقصائية الطائفية يريدون أن يحكموا البلاد،ويبذروا فيه بذرة الطائفية إلى الأبد،بذرة الحقد والكراهية والثار والانتقام،ولكن شعب العراق العظيم قد داس على هذه الطائفية المقيتة والعنصرية البغيضة يوم السابع من آذار الماضي وقال لهم كلمته الفصل واسقط مشروعهم الطائفي إلى الأبد ،ثم جاءت ثورة الكهرباء في البصرة وذي قار لتهز عروش الطائفيين وتعلمهم معنى الولاء للعراق والوطنية العراقية الحقة،وان ما جلبوه من حقد وثار وانتقام وإقصاء ظل حبيس المنطقة الخضراء تلوكه ألسنتهم وحدهم فقط،...أليس هذا عراقا هنديا بالله عليكم ،إذا كان حكامه وسياسيوه بهذا التطرف الطائفي الذي يمضي بالعراق إلى هاوية الحرب الأهلية على أيديهم، هذا هو العراق الأمريكي بعد الانسحاب الكاذب،فلا وجود تشكيل حكومة عراقية ولا انسحاب أمريكي حقيقي، ولا أمل في استقرار البلاد وتحسن الخدمات والأمن المنفلت
لا أمل بكل شيء في العراق سوى المزيد من الدمار والخراب والتفجيرات والصراعات على المناصب والكراسي والاستعداد لحرب أهلية طويلة الأمد ،تتفرج عليها أمريكا وإيران ويدفع ثمنها شعبنا العراقي الجريح الصابر،انه العراق الأمريكي، انه العراق الهندي ....ولله في خلقه شؤون.....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف