الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رحلة إلى الأعماق8 -رواية من الخيال العلمي بقلم: نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-08-01
رحلة إلى الأعماق8 -رواية من الخيال العلمي بقلم: نزار ب. الزين
رحلة إلى الأعماق
رواية من الخيال العلمي
نزار ب. الزين*
*****
الفصل الثامن
يعلق الدكتور عبد الله و قد تملكه الحزن :
- نفس المدينة يتم غزوها بنفس الأسلوب الوحشي بفارق زمني قدره حوالي ثمانية قرون ، و هذا ما يؤكد النظرية التي تقول " أن التاريخ يعيد نفسه " .
ثم يوجه سؤاله لجِمنا :
- ما هي ابشع الحروب البشرية برأيك ، و ما هي أفظع المجازر ؟
يجيبه جِمنا على الفور :
= إنها الحرب العالمية الثانية و التي كانت حصيلتها ست ملايين قتيل و أضعاف ذلك من الجرحى و المعوقين عدا الدمار الذي لحق بعشرات المدن و البلدات و القرى عبر العالم ، أما أبشع مجزرة فهي مجزرة هيروشيما التي احترق فيها خلال عشر دقائق أكثر من سبعين ألف نسمة قتلوا في الحال بينما أصيب أضعافهم بالحروق و المضاعفات الإشعاعية .
ثم أضاف بصوت أعلى و بتوكيد على كل كلمة :
= و الأدهى و الذي لم ينتبه إليه أحد من علمائكم أن الكرة الأرضية تزحزحت قليلا عن مدارها مقتربة حوالي مائة ألف كيلومتر من الشمس بتأثير رد فعل قوة تفجير قنبلتي اليابان النوويتين و ما تبعهما من تجارب نووية ، تصادف أكثرها في النصف الآسيوي من الكرة الأرضية ؛ و على الرغم بأن هذه النقلة لا تشكل إلا نسبة بسيطة من المسافة بين الأرض و الشمس ، إلا أنها مقترنة بظاهرة الدفيئة ، كافية لما نشاهده من تغيرات مناخية خطيرة .
و لعلمكم فقد كان فوق السطح في اليابان حوالي أربعة آلاف فرد من شعبنا ، فقدوا قدرتهم على الإستنساخ بتأثير الإشعاع النووي !
يتساءل الدكتور رياض :
- و لكنك يا أخ جِمنا ، لم تذكر حتى الآن سوى الجانب السيء من مسيرة البشرية التاريخية ، فهل من المعقول أن للإنسانية وجها واحدا ، هو هذا الوجه القبيح ؟
إن للإنسانية جانبها الإيجابي أيضا ، فهناك الأنبياء و الأولياء الصالحين و القديسون ، الذين نذروا أنفسهم من أجل تقدم البشر و نقل أخلاقياتهم نحو الأفضل ؛ و هناك المخترعون و المكتشفون الذين لهم الفضل الأكبر في تطور الإنسانية و تقدمها ، و على المستوى الفردي ، هناك أمهات يتفانين من أجل رعاية أولادهن و توفير حياة كريمة لهم ، و هناك أغنياء كرماء بذلوا و يبذلون من أموالهم لمساعدة الفقراء و هناك جمعيات إنسانية يديرها أشخاص نذروا أنفسهم للتخفيف من آلام البشر .
فليست الإنسانية كلها حروبا و توحشا ، ألا ترى ذلك معي يا سيدي ؟
يبتسم جِمنا و هو يجيبه :
= نعم هناك إيجابيات قليلة تضيعها السلبيات الكثيرة ...
و سأعرض لكم لقطة عن مجتمع كان و لا زال مثاليا ينعم بالسلام الدائم منذ آلاف السنين ، و لكنه نأى بنفسه عن الآخرين ، بسبب نزعتهم العدوانية ، و آثر أن تبقى حضارته الرائعة طي الكتمان و أحاط وجوده بالسرية التامة تحسبا ؛ ذلك هو مجتمع " أتلنتيا " الذي تعرفونه جيدا .
و تنتصب الشاشة المائية و يبدأ العرض :
نساء و رجال ، في غاية الجمال ؛ طول فارع يعادل 150% من الطول المتوسط للبشر ، شعر يميل إلى الحمرة ، عيون واسعة عسلية اللون ، ، الرجال منهم يرتدون ثيابا بيضاء مكونة من قطعتين ، سروال قصير و قميص ( نصف كم ) مزين بزخارف هندسية يتوسط بينهما حزام جلدي مزخرف ، و في أقدامهم نعالا خفيفة ترتفع إلى ما فوق الكاحل مزينة بزخارف شبيهة بزخارف الحزام ، أما النساء فقد ارتدين ملابس زاهية الألوان بلا أكمام ، و طويلة تكاد تلامس الأرض ، و قد زينوا صدورهن بعقود اللؤلؤ و المرجان.
يصيح الدكتور عبد الله على حين غرة :
- ألم اقل لكم أنني لم أكن أحلم ؟!!!
يجيبه الدكتور حمود بصوت متلجلج انبهارا و دهشة :
- لك الحق .. لك الحق .. لك الحق و الله ... لقد بدأت أتذكر ، نعم لقد كنا هناك !!...
و لا يلبث أعضاء المجموعة أن تعود إليهم جميعا ذاكرة ساعتي "الزمن المفقود" ...
ثم يؤكد لهم جِمنا :
= نعم كنتم هناك ، و قد استخدموا معكم أشعة محو الذاكرة ، لكي لا تشوا بوجودهم لعالم سطح الأرض المضطرب ، و أنا بدوري ، أرجوكم ألا تفعلوا ، بل إني على ثقة أنكم لن تفعلوا ، خشية دمار هذه الحضارة الإنسانية المثلى ، أما عنا فتحدثوا ما شئتم ، فلن يصدقكم سوى الجهلة و أنصاف المتعلمين..
ثم يفاجؤون بظهورهم على الشاشة و هم يسيرون الهوينى بين أفراد شعب أتلنتيا ، الذين أخذوا يلوحون لهم مرحبين ...
ثم بظهورهم في قاعة فسيحة توسطتها طاولة رخامية بيضاوية الشكل ، التف حولها أربعة رجال و ست نساء هم أعضاء مجلس وزراء أتلنتيا .
و مع وضوح كامل للصورة و الصوت ، تنهض إحدى الوزيرات لتلقي كلمتها ، فتقول : " في الحقيقة ، بلدنا ينقصه الذكور ، و عدد سكاننا في تناقص ، فنحن نرحب بكل ذكر يحضر لزيارتنا ، لقد بلغت نسبة الإناث 76% من مجموع السكان ، و هذا يهدد شعبنا العظيم بالانقراض . فعلامَ عودتكم إلى السطح ؟ و شعوبه لم تتمكن حتى الآن من التغلب على نزعتها الحيوانية ، شعوب لا زالت متناحرة متحاربة يفترس قويها ضعيفها ، شعوب تملك من وسائل التدمير أكثر من تملكهم لوسائل التعمير! "
فيتصدى لها الدكتور هشام قائلا : " لهذا السبب اتحدنا نحن الخمسة ، و هدفنا الإسهام في تطوير العلوم و المعارف البشرية ، لكي يصبح للناس جميعا مصادر رخيصة للطاقة ، مصادر جديدة للمياه العذبة ، مصادر جديدة للمعادن ، لنحقق في النهاية ما يكفي كل البشر من الغذاء و الكساء و البيوت المريحة و المواصلات السهلة ، و نعتقد جازمين ، أنه إذا تحقق كل ذلك فإن الصراعات سوف تنتهي و أن العدالة سوف تسود ؛ أما إن بقينا في ضيافتكم - كما تطلبون – فإن كل جهودنا ستذهب أدراج الرياح " .
يعلق جٍِمنا قائلا و موجها كلامه للدكتور رياض : " هذا بالضبط ما يجعلني متحمسا لمساعدتكم بكل ما أملك من إمكانيات - بصفتي رئيسا لفريق العلماء الذي أقوده - فأهدافكم نبيلة و تستحق الإحترام " .
يسأله الدكتور حمود بعد أن رفع إليه آيات الشكر الجزيل لهذه الثقة الغالية ، يسأله :
- لقد لفت نظري أن علماء جمهورية أتلنتيا الفاضلة ، تمكنوا من اقتحام الفضاء الخارجي و أن لديهم الكثير من مختلف أنواع المركبات التي نسميها أطباقا طائرة ، و لاحظت شبها بينها و بين الأطباق الطائرة التي أحضرت المنفيين من أعماق المجرة إلى الأرض ، فما سر هذا التشابه برايك ؟
يجيبه جِمنا :
= لقد تمكنوا من الإتصال بمخلوقات الكواكب الأخرى ، و لما تأكد هؤلاء من نزعتهم السلمية و رقي حضارتهم و تقدمها ، نقلوا إليهم تقنية مقاومة الجاذبية ، و أرشدوهم إلى ممرات الجاذبية الكونية التي تخترق المجرة ، و تمكن المركبات بالتنقل بين كواكبها بسرعة تتجاوز أضعاف سرعة الضوء !....
*****
التفت الدكتور مجدي إلى أصدقائه مذكرا :
- لا تنسوا أننا على موعد مع أهلنا عن طريق الإتصال المرئي ، فما رأيكم أن نتوجه حالا إلى المركبة لهذا الغرض ، لابد أنهم في غاية الشوق لسماع أخبارنا من أفواهنا كما شوقنا إليهم .
يقاطعه جِمنا قائلا :
= بإمكاني أن أن أساعدكم بهذا الإتصال عن طريق شاشتنا المائية ، و لكن لن يروكم لأنكم محاطين بفقاعات المادة المعتمة .
فيعتذر الدكتور حمود بأنه يفضل تبادل الرؤية و الصوت مع الأهل ، فذلك أكثر حميمية بالنسبة للجميع .
*****
عندما عادوا إلى قاعة المختبر في مملكة المادة المعتمة ، كانوا متأثرين ، مطرقين برؤوسهم فقد كان اللقاء مشحونا بالعواطف الجياشة .
تقدم منهم مخلوق مشع آخر عرف بنفسه قائلا : " إسمي نمرود ، كلفني الأمير جِمنا أن أكون في خدمتكم في كل ما تسألون أو ترغبون ، فقد اضطر للمغادرة في مهمة طارئة " أجابه الدكتور حمود :
- عاجزون عن الشكر يا أخي ، في الواقع لدينا رغبة في المغادرة على متن مركبتنا ، لنكمل الهدف من رحلتنا الإستكشافية التي لم نحقق منها إلا القليل مما نصبو إليه حتى الآن ..
يجيبه نمرود مؤكدا على كل كلمة تصدر من فمه الذي لا يكاد يرى ، و بصوته الرفيع الشبيه بزقزقة عصفور :
= ماهي أهدافكم بالضبط ؟ نحن جميعا هنا طوع بنانكم ؛ و لأكون أكثر تركيزا ، ما هو اختصاص كل منكم لنساعده في مجال اختصاصه ، فقد أكد لنا رئيس فريق العلماء الأمير جِمنا قبل مغادرته ، أن أهدافكم نبيلة ، و ذات أبعاد إنسانية ، و تستحق الإحترام .
يعرِّف كل منهم باختصاصه و أهدافه ، فيجيبهم نمرود :
= مارأيكم أن تنقسموا إلى فريقين : الفريق الأول يتألف من الدكاترة : هشام ، و مجدي ، و حمود ؛ لتقارب إختصاصاتهم من حيث دراسة موارد أعماق الكرة الأرضية ، و سوف أكون شخصيا مرافقكم و مرشدكم .
أما الفريق الآخر فمن الدكتورين عبد الله و رياض ، اللذين سينحصر عملهما في المختبرات ، و سيكون في خدمتهما زميلي العالم كرزون .
و قبل أن يتم لفظ اسمه ، ظهر كرزون أمامهم مرحبا ، و معرفا بنفسه ، و واضعا نفسه رهن الإشارة .
=================
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع:
www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف