كوب حُب بطعم المسنجر
- تتم الآن الكتابة بواسطة ....
في لحظات مُراقبة تتابع النقاط يفورُ اشتياقه .. غليان الانتظار .. ورغوةُ القهوة تتصاعد من قاعِ الدلّة لتُطفئ النار .. يترقبُ كلماتها التي ستظهر على الجهة اليسرى من الشاشة .. إنها جهة القلب .. كلماتها باللون الخمري .. لونُ تَعتّق الكلمة .. سُلافة الحب .. تتبعثر في لحظات الشوق " المسنجري " جميع وظائف الجسم الانساني .. فالعين هي التي تقرأ الكلمات .. هي اليد التي تلامس يدَ المحبوب .. وهي الأذن التي تَسمع موسيقا الروح عبر إيقاع العبارة الراقصة بحركاتِها وسكناتِها ..
كلاهما يتنفسان بالحروف .. إطارٌ باللون الأحمر يُحيط صورتيهما .. مُربّعان أحمران صغيران .. كلاهما مشغول بالآخر .. وليمتْ أصحاب المربّعات الخُضْر في غيظِهم .
هو ليس " قيس " وهي ليست " ليلى " .. إنهما عاشقان في زمن الافتراض والعبث والفوضى .. أعلنا حُبّهما الذي يحيا بنبضِ الأبجدية .. أعلنا حربهما التي يدعوها الأشخاص الداخلون بشكلٍ غير مرئي أنها مُجرد أبجدية .. إنهما مجنونان .. ولكن من المضحك أن يُطلقَ عليهما مثل هذه الصفة في عالمٍ باتَ بأكمله مجنوناً .
لقد تركا ساحات الماضي بمُفرداته ومنطقه وزيفه .. تركا سيوف الحرب الملتوية القديمة التي صدأتْ وما عادتْ تصلح لمعركة صغيرة من معارك هذا الزمن .. تركا كل الشعارات والعبارات والمصطلحات المُعدَّة للعاشقين منذ أيام الجاهلية .. إنها ثورة جديدة تضجُّ في ساحاتها خيول العشق المخملية .. حروف العشق المخملية .. فرُبَّ كلمةٍ كان لها طعم قُبلة .. ورُبَّ صمتٍ قصيرٍ كان لهُ دفءُ عِناق .
هو ليس " ابن زيدون " وهي ليست " ولادة " .. إنهما طفلان في روضة الحب البسيط .. أعطيا للمحادثة بُعداً آخر .. في الدقيقة الأولى بعد الساعة الثانية عشر ليلاً سيكون موعدهما .. إنها الدقيقة الأولى من يومٍ جديد .. تدخلُ فيها النفس ميلادَ صُبح قادم ويذهب ليلٌ تراكمتْ فيه الأسماء المُستعارة والأقنعة المُزيفة لأصحاب العُقد النفسية .
هو ليس " القلب الدامع " وهي ليست " الأمورة الدلوعة " .. كل منهما له دراسته وعمله ولهما القدرة على التواصل الانساني المُباشر والحب .. ولكن حُمّى الكلمات أصابتهما بهذيانٍ قلبيٍ حاد ..
بعيدان ؟ .. نعم .. لن يُفسد البعد للود قضيّة .. مادامت الروح في هذا الكون تستطيع السفر وعبور الحدود دون تأشيرة .
ثواني الزمن تُوحّدُهما في مكان واحد .. وفصل واحد .. من منا يشعرُ بهذه الأشياء الصغيرة ؟ .. يستمعان إلى أغنية معينة في اللحظة ذاتها .. تستطيع أغنية قصيرة أن تجمعهما في حين تُفرقهما المسافات الطويلة .. يسقيان زهرة في الوقت ذاته .. يشربان كوباً من الشاي .. يستنشقان عطراً واحداً .. والكاميرا ذات العين الواحدة المذهولة تبثُّ ما يفعلانه ..
هو الآن في المقهى ...
هي الآن في الوظيفة ...
هو اليوم بقميصٍ زيتيّ اللون ...
خطر لها أن تُلوّن كلماتها بلونِ قميصه ...
هو يشاركها برسالة قصيرة تحملُ اسم فيلم مُفضل لديه ..
هي تستخدم دائماً إشارات الاستفهام والتعجّب ورسوم حالات الوجوه المُتاحة ..
هو مازال بطيئاً بعض الشيء في الكتابة على لوحة المفاتيح ..
هي تستخدم حرف الهاء للتعبير عن الضحك وتكرره تبعاً لمدى وقوة فرحتها ..
حياتهما مليئة بالهاءات ..
هو لديه عقدة في البحث عن حرف الذال الهارب إلى يسار لوحة المفاتيح .. حرفٌ منعزلٌ وغريب .. مثل حُبهما .. حُبّهما الذي يُشبه النور .. من يستطيع مسكَ ذرّات النور ؟ .. لا أحد .. النور نشعر به .. نحسُّ به .. إنه يضفي على أرواحنا أنفاساً وضياءً .. يُلوّن الحياة لنا .. ولكن لا نستطيع لمسه ..
يقولون الكثير عنهما ..
لعلّهُ حبٌ سخيف .. لعلّهُ حبٌ تافه .. لا أحد يستطيع أن يَجزم .
لعلّه حبٌ صادق .. لعلّه حبٌ قوي .. هما يدركان ذلك جيداً .. هما يشعران بذلك جيداً .. ولينتظر أصحابُ المربّعاتِ الخُضْر حتى تتغيرَ ألوانُ مربعاتِهم .. لعلّهم يُدركون .. لعلّهم يَشعرون .
عمرو حاج محمد
[email protected]
- تتم الآن الكتابة بواسطة ....
في لحظات مُراقبة تتابع النقاط يفورُ اشتياقه .. غليان الانتظار .. ورغوةُ القهوة تتصاعد من قاعِ الدلّة لتُطفئ النار .. يترقبُ كلماتها التي ستظهر على الجهة اليسرى من الشاشة .. إنها جهة القلب .. كلماتها باللون الخمري .. لونُ تَعتّق الكلمة .. سُلافة الحب .. تتبعثر في لحظات الشوق " المسنجري " جميع وظائف الجسم الانساني .. فالعين هي التي تقرأ الكلمات .. هي اليد التي تلامس يدَ المحبوب .. وهي الأذن التي تَسمع موسيقا الروح عبر إيقاع العبارة الراقصة بحركاتِها وسكناتِها ..
كلاهما يتنفسان بالحروف .. إطارٌ باللون الأحمر يُحيط صورتيهما .. مُربّعان أحمران صغيران .. كلاهما مشغول بالآخر .. وليمتْ أصحاب المربّعات الخُضْر في غيظِهم .
هو ليس " قيس " وهي ليست " ليلى " .. إنهما عاشقان في زمن الافتراض والعبث والفوضى .. أعلنا حُبّهما الذي يحيا بنبضِ الأبجدية .. أعلنا حربهما التي يدعوها الأشخاص الداخلون بشكلٍ غير مرئي أنها مُجرد أبجدية .. إنهما مجنونان .. ولكن من المضحك أن يُطلقَ عليهما مثل هذه الصفة في عالمٍ باتَ بأكمله مجنوناً .
لقد تركا ساحات الماضي بمُفرداته ومنطقه وزيفه .. تركا سيوف الحرب الملتوية القديمة التي صدأتْ وما عادتْ تصلح لمعركة صغيرة من معارك هذا الزمن .. تركا كل الشعارات والعبارات والمصطلحات المُعدَّة للعاشقين منذ أيام الجاهلية .. إنها ثورة جديدة تضجُّ في ساحاتها خيول العشق المخملية .. حروف العشق المخملية .. فرُبَّ كلمةٍ كان لها طعم قُبلة .. ورُبَّ صمتٍ قصيرٍ كان لهُ دفءُ عِناق .
هو ليس " ابن زيدون " وهي ليست " ولادة " .. إنهما طفلان في روضة الحب البسيط .. أعطيا للمحادثة بُعداً آخر .. في الدقيقة الأولى بعد الساعة الثانية عشر ليلاً سيكون موعدهما .. إنها الدقيقة الأولى من يومٍ جديد .. تدخلُ فيها النفس ميلادَ صُبح قادم ويذهب ليلٌ تراكمتْ فيه الأسماء المُستعارة والأقنعة المُزيفة لأصحاب العُقد النفسية .
هو ليس " القلب الدامع " وهي ليست " الأمورة الدلوعة " .. كل منهما له دراسته وعمله ولهما القدرة على التواصل الانساني المُباشر والحب .. ولكن حُمّى الكلمات أصابتهما بهذيانٍ قلبيٍ حاد ..
بعيدان ؟ .. نعم .. لن يُفسد البعد للود قضيّة .. مادامت الروح في هذا الكون تستطيع السفر وعبور الحدود دون تأشيرة .
ثواني الزمن تُوحّدُهما في مكان واحد .. وفصل واحد .. من منا يشعرُ بهذه الأشياء الصغيرة ؟ .. يستمعان إلى أغنية معينة في اللحظة ذاتها .. تستطيع أغنية قصيرة أن تجمعهما في حين تُفرقهما المسافات الطويلة .. يسقيان زهرة في الوقت ذاته .. يشربان كوباً من الشاي .. يستنشقان عطراً واحداً .. والكاميرا ذات العين الواحدة المذهولة تبثُّ ما يفعلانه ..
هو الآن في المقهى ...
هي الآن في الوظيفة ...
هو اليوم بقميصٍ زيتيّ اللون ...
خطر لها أن تُلوّن كلماتها بلونِ قميصه ...
هو يشاركها برسالة قصيرة تحملُ اسم فيلم مُفضل لديه ..
هي تستخدم دائماً إشارات الاستفهام والتعجّب ورسوم حالات الوجوه المُتاحة ..
هو مازال بطيئاً بعض الشيء في الكتابة على لوحة المفاتيح ..
هي تستخدم حرف الهاء للتعبير عن الضحك وتكرره تبعاً لمدى وقوة فرحتها ..
حياتهما مليئة بالهاءات ..
هو لديه عقدة في البحث عن حرف الذال الهارب إلى يسار لوحة المفاتيح .. حرفٌ منعزلٌ وغريب .. مثل حُبهما .. حُبّهما الذي يُشبه النور .. من يستطيع مسكَ ذرّات النور ؟ .. لا أحد .. النور نشعر به .. نحسُّ به .. إنه يضفي على أرواحنا أنفاساً وضياءً .. يُلوّن الحياة لنا .. ولكن لا نستطيع لمسه ..
يقولون الكثير عنهما ..
لعلّهُ حبٌ سخيف .. لعلّهُ حبٌ تافه .. لا أحد يستطيع أن يَجزم .
لعلّه حبٌ صادق .. لعلّه حبٌ قوي .. هما يدركان ذلك جيداً .. هما يشعران بذلك جيداً .. ولينتظر أصحابُ المربّعاتِ الخُضْر حتى تتغيرَ ألوانُ مربعاتِهم .. لعلّهم يُدركون .. لعلّهم يَشعرون .
عمرو حاج محمد
[email protected]