
وجدت نفسي داخل تراب في سواد، وخارج حجرتي المظلمة تأتيني أصوات صراخهم و بكائهم، سرقني النوم ثم صحوت فاقدا للصبر، وحين هرعت خارج الحجرة ارتطم رأسي بالحجارة التي يجب علي حملها لوقت غير معلوم.
حين كنت أسعى للتخلص من الحصى المتسلل إلى أصابع رجلي،اقتحم حجرتي شخص أصلع الرأس وكله ملفوف بثوب أبيض وتلك اللحية الطويلة البيضاء التي لا أكاد أن أميزها من الثوب،يحمل عصا غليظا في يده اليمنى،صعقني بنظرة من قبيل تلك التي تتضمنها الأفلام التاريخية قائلا:
-"لقد اجتزت الامتحان العملي بشكل جيد ،فحسناتك تفوق سيئاتك"
ابتهجت في البداية ابتهاجا لم يدم طويلا فسرعان ما استدرك كلامه:
-"لكن هذا ليس كل شيء،ما زال أمامك امتحان شفوي معي"
بدهشة قلت:
-"امتحان شفوي؟"
هز رأسه في وقار:
-"نعم"
ثم تابع كلامه:
-"لماذا كنت تصلي وتصوم؟"
ارتبكت في البداية ثم قلت:
-"لأن الله أمرني بذلك"
قال:
-"و لماذا تطيع الله؟"
قلت:
-"لأنهم كانوا يقولون لي بأن الله أعد جحيما أبديا به نار حارقة يخلدون فيها الذين يخالفون أوامره و الذين لا يؤدون الصلاة والصيام"
تحسس لحيته قليلا ثم قال:
"تصور معي لو أن الله لم يعد ذلك الجحيم الأبدي للذين لا يطيعونه، هل كنت ستطيعه؟"
فكرت قليلا ثم قلت:
-"ممممم..لا أعتقد،لأن تخيل مشهد جهنم هو كان محفزي على الصلاة..هذا ما تعلمته من أحد الفقهاء حيث كان يقول: إذا تكاسلت يوما عن الصلاة فتخيل نفسك تحترق في جهنم"
ضرب بالعصا على الأرض و قد بدا في شدة الغضب و قال:
-"لعنة الله عليك يا عدو الله..تطيع الله خوفا منه لا حبا فيه"
ثم هدأ وأخذ يفكر قليلا و قال:
-"هل كنت تطعم المساكين؟"
بسرعة قلت:
-"أجل أقوم بذلك في كل رمضان"
قال مستغربا:
-"في كل رمضان؟لماذا؟ ألا يجوع المساكين إلا في شهر رمضان؟"
قلت:
-"كلا،بل لأن الحسنات تكون كثيرة في شهر رمضان و لهذا أنفق الكثير حتى أحصل على الكثير من الحسنات"
ضرب بالعصا على الأرض مرة أخرى وقد بدا أكثر غضبا من السابق و قال:
-"يا لك من جشع وقح..ماذا تحسب الزكاة؟تجارة موسمية أم صفقة تجارية؟ تهمك الحسنات ولا تهمك حال المساكين"
شعرت بالارتباك و لم أعرف ماذا أقول ،فهدأ وأخذ يستعد للمغادرة فاستدركته قائلا:
-"إلى أين أنت ذاهب؟ألن أعرف مصيري؟"
قال:
-"لدي الكثير من العباد كي أقابلهم هذا المساء، أما عن مصيرك فانه ليس بيدي، إن مهمتي هي اختبارك فقط"
حين تلاشى عن بصري بدأ كل شيء حولي في الاهتزاز و الانهيار ورائحة الحريق تمر من أمام أنفي وصوت صديقي (نجيب) يعبر إلى أذني:
-"لقد جلبتني إليك رائحة الحريق المنبعثة من مطبخك، لقد خدعك النعاس، دمت جائعا ".
حين كنت أسعى للتخلص من الحصى المتسلل إلى أصابع رجلي،اقتحم حجرتي شخص أصلع الرأس وكله ملفوف بثوب أبيض وتلك اللحية الطويلة البيضاء التي لا أكاد أن أميزها من الثوب،يحمل عصا غليظا في يده اليمنى،صعقني بنظرة من قبيل تلك التي تتضمنها الأفلام التاريخية قائلا:
-"لقد اجتزت الامتحان العملي بشكل جيد ،فحسناتك تفوق سيئاتك"
ابتهجت في البداية ابتهاجا لم يدم طويلا فسرعان ما استدرك كلامه:
-"لكن هذا ليس كل شيء،ما زال أمامك امتحان شفوي معي"
بدهشة قلت:
-"امتحان شفوي؟"
هز رأسه في وقار:
-"نعم"
ثم تابع كلامه:
-"لماذا كنت تصلي وتصوم؟"
ارتبكت في البداية ثم قلت:
-"لأن الله أمرني بذلك"
قال:
-"و لماذا تطيع الله؟"
قلت:
-"لأنهم كانوا يقولون لي بأن الله أعد جحيما أبديا به نار حارقة يخلدون فيها الذين يخالفون أوامره و الذين لا يؤدون الصلاة والصيام"
تحسس لحيته قليلا ثم قال:
"تصور معي لو أن الله لم يعد ذلك الجحيم الأبدي للذين لا يطيعونه، هل كنت ستطيعه؟"
فكرت قليلا ثم قلت:
-"ممممم..لا أعتقد،لأن تخيل مشهد جهنم هو كان محفزي على الصلاة..هذا ما تعلمته من أحد الفقهاء حيث كان يقول: إذا تكاسلت يوما عن الصلاة فتخيل نفسك تحترق في جهنم"
ضرب بالعصا على الأرض و قد بدا في شدة الغضب و قال:
-"لعنة الله عليك يا عدو الله..تطيع الله خوفا منه لا حبا فيه"
ثم هدأ وأخذ يفكر قليلا و قال:
-"هل كنت تطعم المساكين؟"
بسرعة قلت:
-"أجل أقوم بذلك في كل رمضان"
قال مستغربا:
-"في كل رمضان؟لماذا؟ ألا يجوع المساكين إلا في شهر رمضان؟"
قلت:
-"كلا،بل لأن الحسنات تكون كثيرة في شهر رمضان و لهذا أنفق الكثير حتى أحصل على الكثير من الحسنات"
ضرب بالعصا على الأرض مرة أخرى وقد بدا أكثر غضبا من السابق و قال:
-"يا لك من جشع وقح..ماذا تحسب الزكاة؟تجارة موسمية أم صفقة تجارية؟ تهمك الحسنات ولا تهمك حال المساكين"
شعرت بالارتباك و لم أعرف ماذا أقول ،فهدأ وأخذ يستعد للمغادرة فاستدركته قائلا:
-"إلى أين أنت ذاهب؟ألن أعرف مصيري؟"
قال:
-"لدي الكثير من العباد كي أقابلهم هذا المساء، أما عن مصيرك فانه ليس بيدي، إن مهمتي هي اختبارك فقط"
حين تلاشى عن بصري بدأ كل شيء حولي في الاهتزاز و الانهيار ورائحة الحريق تمر من أمام أنفي وصوت صديقي (نجيب) يعبر إلى أذني:
-"لقد جلبتني إليك رائحة الحريق المنبعثة من مطبخك، لقد خدعك النعاس، دمت جائعا ".