
صمت أطبق على المكان، وهمسات من بعيد تقترب من أسطح عقلها تتأرجح كطفلة بريئة تلهو بكبرياء، تنعم بذكرى قديمة، حتى تكاد تشتم رائحتها فيتوقف قلبها عن الخفقان، ذلك العطر ما زال يحوم حول المكان ليربكها ويعود بها لصمت السنون، ويدب بجسدها روح الحنين والشوق لمن ؟!
همس بخفة : هل أنت....!؟
ردت همساته برقة : وهل أنت....؟!
تعانقت كلماتهما وتقاطعت في اللامكان، ليعود الصمت كجواب، هناك قصتهما كبرت قبل عشر سنوات، وهناك انتهت دون سبب ودون سؤال.
تقلص وجهها ينتابها إحساس بالفقد وكأنها حرمت من السعادة بلا سبب دون فهم ، التفتت عنه وهي تفر من هذا اللقاء الغريب.
وصلت همساته إليها محملة برحيق جميل لطالما زارها سابقا وسكن مخيلتها: لماذا؟
أما زال يحتفظ بأسئلته المبتورة وكأنهما لم يبتعدا و يفترقا بعد، فمن تخدع سوى نفسها ! فهي ما زالت كزهرة لم ترتوي منذ دهر! تعشق جمله القاطعة لتصير جملته وسؤاله لماذا تلومه على غياب فاق قدرتهما وفاق الحد، فما زالت كعهدها به شامخا قويا لا يأبه برفضها، مجنون يطيح بعقلها ورشدها، فما زالت تعشق ذلك الجنون على هدوء هذا الكون.
رفعت رأسها صوبه تسأل: ألم تتغير بعد؟!
ابتسم بخفة أفقدتها تعقلها مقتربا أكثر حتى كادت أنفاسه تلمس وجنتيها برقة كما كان يفعل دائما، ابتعدت عنه, جسدها يرتجف وجلا وصوت من بعيد يخبرها: مجنونة .......مجنونة....أجل مجنونة!
همس بصوت رخيم: ولماذا وأنت ما زلت كما عهدتك، يكفيني أن تصبحي جملتي التي أخفيها عن الجميع، وأكتمها داخل صدري.
- يا لغرور الرجال!
ابتعدت عنه غاضبة من إحساسها القوي بوجوده فما زال يملك نفس السحر،والسلطة نفسها عليها، وكأنه لم يبتعد ألف سنة وأكثر، وتتوازى طرقهما....
- أنني غاضبة! غاضبة!
تسارعت خطواته لتتماشى مع خطواتها: ماذا قلت؟!
- إنني ذاهبة
لم يتفوه بكلمة وكأن لقاءهما يكفي كل الكلمات، راقبته وراقبها، وهي تفكر ماذا تخاطبه؟! وكأن العالم اتفق كله ضدها، لماذا هذا اللقاء الغريب ولماذا نظرات الحب في عينيه مازالت توقظ فيها حب دفين، ما هذا الجنون، ما بالي كالخرقاء؟! وهل ما يحدث حقيقة لا ريب فيها!
كم ودت لو تٌطلِق العالم بأسره ، وتعود لحظة بصحبة هذا الرجل الحقيقي الوحيد، تمنت لو خلق لها وحدها لا غير، ولكن الأحلام مصيرها الموت، فلتمت الآن قبل أن تكبر وتزهر حيث يصعب قتلها، فهل تقتل الأم طفل نمى في أحشائها! فكلماته ما زالت تتسابق في غفوتها و صحوها: ستكونين سعادتي دائما!
توقفت أمامه بكبرياء ،صامتا منتظرا جواب .
- سعدت بلقائك مجددا، لكنني متزوجة وأم لعدة أطفال!
راقبته بدموع لم تزرفها سابقا وها جاء اليوم لتنساب على وجنتيها لتبرد ألم لطالما سكنها فيما مضى حين قالا وداعا دون قصد، وها هي تراه يرحل مبتعدا عنها وهي تقف مشدوهة متسائلة: هل خنتك حين تزوجت؟! أو خنت نفسي!
2010
مدونتي
http://www.nismaalaklouk.com/
همس بخفة : هل أنت....!؟
ردت همساته برقة : وهل أنت....؟!
تعانقت كلماتهما وتقاطعت في اللامكان، ليعود الصمت كجواب، هناك قصتهما كبرت قبل عشر سنوات، وهناك انتهت دون سبب ودون سؤال.
تقلص وجهها ينتابها إحساس بالفقد وكأنها حرمت من السعادة بلا سبب دون فهم ، التفتت عنه وهي تفر من هذا اللقاء الغريب.
وصلت همساته إليها محملة برحيق جميل لطالما زارها سابقا وسكن مخيلتها: لماذا؟
أما زال يحتفظ بأسئلته المبتورة وكأنهما لم يبتعدا و يفترقا بعد، فمن تخدع سوى نفسها ! فهي ما زالت كزهرة لم ترتوي منذ دهر! تعشق جمله القاطعة لتصير جملته وسؤاله لماذا تلومه على غياب فاق قدرتهما وفاق الحد، فما زالت كعهدها به شامخا قويا لا يأبه برفضها، مجنون يطيح بعقلها ورشدها، فما زالت تعشق ذلك الجنون على هدوء هذا الكون.
رفعت رأسها صوبه تسأل: ألم تتغير بعد؟!
ابتسم بخفة أفقدتها تعقلها مقتربا أكثر حتى كادت أنفاسه تلمس وجنتيها برقة كما كان يفعل دائما، ابتعدت عنه, جسدها يرتجف وجلا وصوت من بعيد يخبرها: مجنونة .......مجنونة....أجل مجنونة!
همس بصوت رخيم: ولماذا وأنت ما زلت كما عهدتك، يكفيني أن تصبحي جملتي التي أخفيها عن الجميع، وأكتمها داخل صدري.
- يا لغرور الرجال!
ابتعدت عنه غاضبة من إحساسها القوي بوجوده فما زال يملك نفس السحر،والسلطة نفسها عليها، وكأنه لم يبتعد ألف سنة وأكثر، وتتوازى طرقهما....
- أنني غاضبة! غاضبة!
تسارعت خطواته لتتماشى مع خطواتها: ماذا قلت؟!
- إنني ذاهبة
لم يتفوه بكلمة وكأن لقاءهما يكفي كل الكلمات، راقبته وراقبها، وهي تفكر ماذا تخاطبه؟! وكأن العالم اتفق كله ضدها، لماذا هذا اللقاء الغريب ولماذا نظرات الحب في عينيه مازالت توقظ فيها حب دفين، ما هذا الجنون، ما بالي كالخرقاء؟! وهل ما يحدث حقيقة لا ريب فيها!
كم ودت لو تٌطلِق العالم بأسره ، وتعود لحظة بصحبة هذا الرجل الحقيقي الوحيد، تمنت لو خلق لها وحدها لا غير، ولكن الأحلام مصيرها الموت، فلتمت الآن قبل أن تكبر وتزهر حيث يصعب قتلها، فهل تقتل الأم طفل نمى في أحشائها! فكلماته ما زالت تتسابق في غفوتها و صحوها: ستكونين سعادتي دائما!
توقفت أمامه بكبرياء ،صامتا منتظرا جواب .
- سعدت بلقائك مجددا، لكنني متزوجة وأم لعدة أطفال!
راقبته بدموع لم تزرفها سابقا وها جاء اليوم لتنساب على وجنتيها لتبرد ألم لطالما سكنها فيما مضى حين قالا وداعا دون قصد، وها هي تراه يرحل مبتعدا عنها وهي تقف مشدوهة متسائلة: هل خنتك حين تزوجت؟! أو خنت نفسي!
2010
مدونتي
http://www.nismaalaklouk.com/