الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغد القادم بقلم : عدنان أبو شومر

تاريخ النشر : 2010-07-27
انتظر غروب قرص الشمس... لعلي أستطيع أن أخلد إلى نوم ساعات .. بعد عناء متواصل من الهم والحزن
بدأت أشعر بضيق يسرى بين جوانحي... من شدة طعنات الليالي بعد أن تترنم على نزف جرح جديد ... أو نكأ جرح قديم ... يا للهول ..!!
وأنا أرى آثار كدمات الليالي السابقة وهي تحتل أركانا كثيرة , وزاويا باتت قصصا وحكايات سجلها التاريخ بمداده الأسود... انتظرت .. لعل النعاس يعاود العين لتنعم بقليل من النوم , ولكن الذاكرة أعادت شريطها المحفوظ , وأصرت على أن لا تترك ندبة , ولا طعنة حتى الخفيفة منها إلا وسجلتها على الشريط .. و هاهي الذاكرة قد استدعت الشريط ليمر أمامي بالكامل ...
نظرت إلى ساعة الحائط المعلقة أمامي , فوجدت أن الوقت غادر نصفه الأول إلى نصفه الثاني ليكشف الغطاء عن ما تبقى من ليلة ثقيلة دامية ... !!
تظاهرت بالنوم , وأخذت أدندن لعلي أحاول نسيان بعض جزيئات التاريخ ... ولكن التاريخ تسمر أمام عينين ترهلت جفونهما , وأعادت رسم سواد جديد تحتهما ... ظللت أرتب ما تبقى من ساعات لعلي أخلد إلى نوم ساعة واحدة , ولكن الهم والألم مازال يتربع بين الجفون , ويعتلى القلب والعقل معا ...
نهضت فزعا من مكاني ... وقلت : أسير في طريق زقاقي القديم .. أحاول أن أشغل العين ببعض المعالم القديمة ... تقدمت إلى مكان حديقة قديمة .. وقلت أجلس على أحد الكراسي القديمة التي كانت تروي تاريخا قديما مليئا بكل ألوان الحب ...!!!
اقترب مني أحد الحراس ...
وأنا مازلت أغرق في بحيرات الوجع ... وكأني أبصر غمامة سوداء تقف لتسد مابين عينيي وهذا القادم الثقيل ... بعد أن مكث فترة ينظر في وجهي ويتأمل قسماته ... فوجهي غير مألوف له ... فالوجوه المألوفة في عالمه لابد أن تحمل قسمات مرسومة فوق الجبين , وبهيئة يألفها هذا القادم ... أدرت وجهي بعيدا وكأني لا أعرفه ...
أقترب مني أكثر , ثم أخذ بكتفي وقال: من أنت ... !؟ قلت بعد أن تأملت ملامحه : ومن تكون أنت ...!!؟
قال : ألا ترى !!؟
فأنا حارس ليلكم , و مؤمّن استقراركم ..
أنا القريب البعيد , الدائر في ظلمات الليل , أبحث عن أمثالك العابثين بأمن البلاد , واستقرارها ... قلت : أي أمن هذا الذي تتحدث عنه ..؟!
فالأمن عندما تكون في بيتك تعيش بين جدران الليالي والأيام تسافر.. تحلم ... تقاوم ...
تترجل في كل وقت وفي كل ساعة بدون أن تضع قناع القتل والطعن .. وعندما تشعر بصدق الأخوة والانتماء للأسرة الواحدة لتعيش لحظات سعادة كانت تحلق فوق سماءات الفضاء...
أقول : واسمع جيدا لقولي : السعادة مفقودة من وطأة قيودكم ومن طعنات خناجركم ومن أنات حقدكم الدفين.. فالحاكم آمن يعيش أحلاما وردية يعيش بنبض الضياع التائه في أحضان الزيف التنظيمي الذي بات ثقيلا , وبات كابوسا...!! قتل فينا بواقي لحظات سعادة.. كانت ممتدة بين الليالي المقمرة ..التي كان القمر يتراقص فيها على تآلف ولقاءات متعددة الألوان والمشارب ...
دع عنك هذا الكذب والدجل ... وقلب الحقائق.
أنت تسهر لحماية سلطانك ,بعد أن جعلك سوطه القاتل , يلقي به يمنة ويسرة ...
هل أمنكم مرهون بقسماتي التي تخالف قسماتكم..!!؟
وبهيئتي التي باتت تثير حفيظتكم ..!!؟
أنا الليل في عتمة عيونك ..! أما الشمس فأعلم أنها اليوم أصبحت ليلا في نظركم ! وشمسكم هي ليلنا الدامي ..!!
بعد هذا الحوار جرجرني.. ليلقي بي أرضا محاولا أن يطأ بقدميه موطن شموخي ... فأثار بذلك من حفيظتي, مما دفعني للهجوم عليه بيدي كلتيهما ..
حاول أن يستدرجني لأعبث ببزته , ولكنني توقفت قليلا.. وقلت : إليك عني...! ابتعد...! ودعك من هذا العنف القاتل..
صوب بندقيتك إلى عدوي ...!!!!
فأنا لست لك عدوا .. برغم قهرك .. وحقدك ... وجورك ... وضعفي ...!!!!
فقد كان لي أخوة كنت أسميهم شقائق زهري .. الممتد في حدائقي ..الجميلة ..!
لن أتعرض لشارة العلا.. التي تحملها فوق جبينك ... فأنا ما زلت أحترم شارة كانت تعتلي رؤوس الشرفاء..!! وأصبحت اليوم رمزا مزيفا ....!! يمثل حقد الدخلاء ..!!
سأبقى أنتظر صولة جدية ... أو لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..!!
توقف قليلا ... ثم قال : دعني أجلس إلى جوارك....أستمع ... لما تقول ... فإن أقنعتني فسوف أعدك بان أخلع بزتي وأعود معك إلى بيتي..
نظرت إليه..... فوجدت أول علامات البشر بدأت تعتلي قسماته ...!! قلت نعيش معا ونتربع فوق تراب وطن واحد ... مازال سماؤه يظلنا ...!
فلم الاختلاف..! ولم هذا الضياع القاتل ..!!
عد إلي لتكون مني بمثابة هارون من موسى
فنحن جميعا في كنف الله نعيش..
الظلم لن يدوم والدفاع عن الكرامة لابد أن نعيد فيه تصويب .. السلاح ...إلى وجه عدونا ..!!
أما ما نحن فيه فهو من بقايا رواسب أوجدتها الظروف , بعد أن امتدت تلك الأيدي المجرمة لتحرك بواطن مخفية كانت قشات ليس لها الوزن والثقل ...
أيدينا لوثناها بدمائنا البريئة , بعد أن وسوس الشيطان بيني , وبين آخي ... ليلنا أصبح بلون القتامة الدامية...!!
والمصيبة الكبرى أننا نحمد الله على نقمة التعدي والقتل .. فقد فتحنا بابا كان جدارا ..أسميناه باب القتل الدامي
أخي .. اسمع ما أقول : أنا أنت , وأنت أنا .... لن تتغير الموازين ولن نعيش في بوتقة آمنة ... ما دام السلطان .. ينظر بين قدميه , ويقول: أنا وكيل الله على الأرض..
نحن جميعا موكلين من الله كي نسعى لأن نكون أهلا للاستخلاف والبقاء..
نظر إلي ثم قال بعد أن رأيت الدموع تنساب من أحداقه .. أنت أخي وستظل كذلك .. فهذه بزتي سأخلعها..ولن ألبسها مرة أخرى إلا بعد أن نعود لبيت واحد يرفرف عليه علمنا الجميل بألوانه الشارحة للصدر, ثم نعلقه شارة فوق رؤوسنا..
أخي كنت قد أوشكت أن أسدد لك ضربة قاتلة... بعد أن فقدت السيطرة...
لأني كنت أرى بعيون السلطان الحمراء ..
تهللت أسارير وجهي ثم عمدت إليه أحتضنه , وقلت هيا نعود إلى بيتنا فهناك والدنا ينتظر قدومنا في محفل نصر .... أعده على مقربة من بقايا أشجار زيتون وبقايا وردات أوشكت على الذبول...!!
ثم أدرت وجهي لأري عينيه بعد أن امتزجت دموع فرح عودة الأشقاء لأقول : الآن أدركت بأن المستقبل مازال ينتظرنا وأصبحت تفكر ببعد ثالث .. أراه قد أخذ يقترب مني ..!!!

غزة ـ فلسطين
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف