
رواية
(دمي..دمك)
للمؤلف والكاتب
مهندس/محمد سلطان
الحلقة الثالثة
انتظمت الحلقة فى غرفة نبيل ليلا , ومجموعة من الشباب الاعربي منهم اثنان من مصر , وثلاثة من لبنان , واثنين من سوريا . وواحد مغربي , وواحد جزائري عدا نبيل الذي جلس فرحا بهذه الصحبة الذي هونت عليه نصف الغربة , اما النصف الثانتي فسيزول بإذن الله مع وجود عمل .
ايه كل العناوين الي اديتك اياها ما فيها شغل .
كلها .
مش مهم , هاطيك عناوين تانية بكير , فدخل ابو كريم السوري فى الحديث قائلا .ا
انا عندي مكان . الولد الذي يعسل القنينات خلص اليوم وانتقل لمكان تاني يلا من بكرة تيجي معايا .
( صمت نبيل )
ابو كريم , ايش قلت .
نبيل : معلش بلاش الشغلانة دي , النفس هيبقا فيها شيئ اي حاجة متعلقة بالنبيذ احب ابقا بعيد عنها .
خلاص : يبقا مكانك معايا , فى الفندق الي بعمل فيه , الشيف محتاج لمساعد , ايه رأيك ؟ .
وانا عندي فكرة مش بطالة فى الطهي .
لالا : انسي الطهي بتاعكوم ,دا طهي مختلف , هذا ما قاله الجميع للسائق .
خلاص يا خيي .
الساعة بالعمل بدلار , قال ابو كريم , الساعةعندي بدولار وربع .
نبيل : معلش الدولار وقلبي مطمئن احسن من الدولار وربع وابقا قلقان .
بكيفك يا عمني .
يتاهب الجميع للرحيل،وانهاء سهر الليلة،لياخذوا قسطا من الراحة،علي وعد من حسين الجزائري بالمرور علي نبيل في السادسة صباحا لياخذه معه الي العمل.
ودعهم جميعا وعاد الي مكان الجلسة،اخذ يجمع بقايا من ورق وطعام واعقاب سجائر في ورقة كبيرة،وقف حائرا اين يرميها،الا انه تذكر فجاة السلة ذات الكيس الاسود،ذهب اليها مسرورا بهذا الاختراع،قذف بالورقة فيها،الا انه وقف ينظر اليها طويلا وهو يحادث نفسه،ثم بعد ان تملا؟أأخذ الكيس والقي به في الشارع،الا انه يستنتكر هذه الفكرة،لا ،لا الشارع انظف بكثير من حجرتي الا انه سريعا ما وجد لهذه المشكلة حلا،وهو ان يرجئ حل هذه المشكلة للصباح يسال فيها لاحسين او الاسطي نجيب
رتب السرير ،مسحه كما تعود وهو يتعوذ من شره وشر ما له مرددا ،بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم،
تمدد علي سريره تاركا نور الحجرة كما هو لم يطفأه،اخذ يستعيد بعض كلماتت الشباب،الكفاح هنا يحتاج صبر،لا يوجد في المدينة كلها سوي مسجدين،والثالث شقة في عمارة،لا يسمع هنا اذان،يقدر الوقت بين الفرض والفرض بالقاس بالمساجد الموجودة بالمدينةوالبعيدة جدا عن هذا الحي وعليها نقيس اتجاه القبلة،اذا اردت ان تصلي الجنمعة فعليك ان تركب لمدة نصف ساعة حتي تصل الي اقرب مسجد من هذا الحي
غجاة هتف بصوت عال،يااااااااااااه عمار يا مصر
قام بحركة الية ،واطفا نور الحجرة معتمدا علي الاضاءة المتسللة من النافذة ،امنسك بمصحفه الذي احضره معهمن القاهرة،اخر بركة اعطتها له امه ليحفظه من الشيطان الرجيم،اضاء الاباجحورة بجوار السرير،فتح المصحف وقرا بعض الايات ،اغلق المصحف والاباجورة ،مدد طوله علي السرير،يده غوق جبهته،وما هي الا لخظات حتي راح في سبات عميق
علي اثر دقات يفتح نبيل الباب فيجد امامه الحاج سلطان،فيدهش دهشة بشهقة كبيرة
معقول يا با ،اتفضل ،يعانقه بحرارة،خير يا بابا؟
جاي اطمنن عليك يا ولد
وليه التعب ده يا بابا
انت مبعتش جوابات
اتفضل يا بابا،يجلسه علي احد المقاعد بالغرفة ،انا كنت هبعت جواب بكرة لما استلم الشغل،هجيبلك حاجة ساقعة
اوعي تكون من الحاجات اللي بنسمع عنها
لا يا بابا استغفر الله العظيم
ايوة يا ابني ربنا يحفظك،خلي بالك يا نبيل،ربنا سبحانه وتعالي شايفك ومطلع عليك وسامع اللي في صدرك،اوعي يا نبيل وحاسب
متخافش يا بابا،دا انا تربية الحاج سلطان
ربنا يحميك يا ابني
يقدم اليه زجاجة المشروب،يتجه الي المطبخ لتجهيز بعض الطعام لابيه،يعود لياخذ بعض الحاجات من الثلاجة،يتجولالحاج سلطان في الحجرة،ينظر من خلف الشباك الي اتلحدائق التي تحيط بالمكان والي نظافته،والي الحجرة وما فيها من اثاث وهو يحدث نفسه بصوت يسمعه نبيل،
طيب الحجرة كبيرة اهي وشرحة،تيجي مراته وابنه يقعدوا معاه،بس المشكلة في ام نبيل،لا يمكن هتسيب الولد ييجي مع امه
ليه يا بابا؟المكان كويس اوي،وهي تعد ترعاه بس مش اكتر،يضع الطعام امامه
ام نبيل دجي مشكلة
حاول تقنعها يا بابا
بس انا مبسوط منك اوي
خير يا بابا
علشان رفضت شغلانة النبيذ دي رعم ان اجرها اعلي
تربيتك يا بابا
ربنا يبارك فيك
يللا يا بابا بسم الله حاجة علي اد ما قسم
عيش وملح بركة
يااااااااه ،رغم انه مفتش كتير لاكن والله وحشتوني وخاصة اخواتي البنات،ياااااه،يااااااه،جدا الغربة صعبة
****************************
يقوم نبيل مفزوعا علي دقات الباب
مين،مين
مين،مين
انا حسين
ياااااااه،اللهم اجعله خير
يااااه(دق علي الباب)،حاضر،حاضر،دا اكيد بابا قلقانت عليا اوي،يقوم متكاسلا علي الدقة الثالثة،يفتح الباب
مالك؟
انت جيت دلوقت مشيت ابويا
باستغراب:مين ابوك،راح فين
كان معايا في الحلم يا اخي
انا عامل حسابي اني هتعطل معاك 6 دقايق،علشان كده نزلت 6 جقايق بدري،يللا
ثواني هتوضي واصلي،ادامك 6 دقايق
يسرع نبيل الي الحمامما هي الا ثواني صلي وارتدي ملابسه وانطلق خلف حسين الجزائري الذي سبقه الي الباب
******************************
في مطبخ الفندق يقف الشيف وخلفه المساعدون الاوائل حول اواني الطهي ،ونبيل تحت يد الطباخ يشير اليه باحضار الاشياء،الشيف دائما عابس،اوامره صارمه،فيها شئ من القبح والتطاول بالالفاظ
امر لم يالفه نبيل،الا وكانه قد اخذ علي نفسه عهدا بالخصمت والعمل،يطيع،ينفذ الامر بدقة،كما يشرحه له الشيف،حركة سريعة وعنيفة احيانا،لا يكل ولا يمل،
الا انع يمتعض قليلا بوجههدون التعبير باتلكلمة عن بعض الكلمات التي يلقي بها السبف بمناسبة وغير مناسبة
بعد 8 ساعات،اعلن الشيف نهاية الوقت،وبعد تمام كل شئ علي اكمل وجه،دون ان يصدر منه بكلمة شكر او حتي ابتسامة،جلس بعدها علي مائدة اعدت له خصيصا،وعلي مائدة اخري بالقرب منه جلس المساعدون له،هناك علي مائدة ثالثة جلس نبيل ومن هم علي شاكلته يتناولون وجبتهم واتي قد اعدةوها من قبل علي تلم الموائد،ما ان انتهي الشيق من طعامه وقف الجميع بنظام عسكري حتي من لم يكمل طعامهباشارة معروفة من الشيفاشار احد المساعدين الاول بما يفهم منه تسليم وتسلم الوجبة للشيف القادم ومساعدوه للتوزيع،وباشارة اخري يفهم مكنها النصراف
والي اللقاء في الصباح
*******************
خرج الجميع بعضهم ركب سيارته وعلى راسهم الشيبف , وأخرون ركبوا سيارات اجرة لم يتبقي إلا هو وقف يحدث نفسه قائلا .
الله داحسين وصلني ومعرفنيش اروح ازاي وانا معرفش مكانه فين فى الفندق ده , طب هعمل ايه ؟.
يقف حائرا زائغ البصر ينظر فى جميع الإتجاهات الى اين , كيف ,ماهو اسم الحي , رقم البيت , اسم الشارع , ايه الحوسة دي .
فجأة يسمع صوت حسين الجزائري .
ايه محتار ليه ؟.
فقد وجد نفسه التي تاهت منه فى خضم التفكير .
ياه انتا فين يا راجل و دا لاانا عارف اسم الشارع ولا اسم الحي ولا رقم الابيت , كنت هعمل ايه , لا منا عامل حسابي إن معادي مع معادك .
( بابتسامة , انتا فين فى العذبة دي ؟. )
اي عزبة؟.
هما بيسشموها ايه عندكوا , اه , الضايعة دي ؟.
انا فى الحسابات . فى نفس المكان الى انتا فيه , بس انا فى الحجرة ةالزجاج الى فوقك على طول , انا اشوفك وانتا لا . يلا نركب تاكسي .
يقفزان داخل تاكسي ينطلق فى شوارع جميلة نظيفة وعمارات جميلة متناسقة متناغمة , فانعطف التاكسي الى شارع جانبي , امام البيت , اخرج حساب التاكسي , نبيل يقسم عليه ان الحساب عليه .
يضحك حسين وهو يقول : يا حبيبي الحساب هنا مش على حد . الحساب بالنص , انا هفضل احاسب لغاية ما تاخد اول راتب اخر الأسبوع , ساعنها اخد منك اي دين ليا عندك , وبعد كده , انا احاسب انتا تحاسب , كله بالنص .
( يهز نبيل راسه )وهو يقول : تمام .
سيبك من الفوضي بتاع العرب دي , هنا بزنس يا نبيل , بزنس , عمل , حقي وحقك .
افهم من كدا انه مفيش زكا ؟.
( اتي التعبير على لسانه دون ان يكون قد فكر فبه قبل نطقه )
لا يا حبيبي : فيه ضرائب تتخصم منك مباشرة قبل ما تقبض , بزنس يا نبيل , لو جبت لك سندوتش , تجيبلي سندوتش مقابلة او تحاسبني عليه .
اه : عمار يا مصر , ولو عييت ؟.
اصرف عليك وبدين نتحاسب .
وهو يضحك . المهم ضمنت انكم مش حاتسبيوني لغاية لما اموت
********************
خطر ببالي تلك الحادثة .
يوم ان شرب الواد بن ام محمود ةالكلور علة انه لبن , وصرخ وصرخة ةالحارة كلها بصرخته , وصرخت امه وابوه , وجري الجميع , من يحضر اللبن والليمون , وجري الشباب حتي مقر سيارة الإسعاف واحضروها وهم يعدون خلفها . ومنهم من يعلوا امامها ليدلها على الطريق والبيت ,
اجتمعت الحارة كلها حول بن ام محمود والكل يحملاه مسرعا الى سيارة الإسعاف , والأطفال يبكون زميلهم محمود .
فوصلت السيارة الى المسشفي , والحارة والشارع كلهم امام الباب والمسؤوول يعلن , واحد فقط يدخل معاه .
الجميع تمنوا الفوز بهذا الشرف ،رجال الحارة ونساءها والشباب حتي الفتيات كثيرات منهن من تطوعن للبقاء مع محمود،دخل معه ابوه وبالالحاح جدته لامه ،بقيت امه بالخارج تندب حظها،النساء يحيطون بها من كل جانب الكل يطمئن ،واكف الضراعة ترتفع بالدعاء الي الله الواد هيروح يأم على .
ماتخافيش ياختي , ربنا يبعت سلامته انشاء الله . اتأخروا يا استاذ نبيل .
اطمني يا ام محمود خير انشاء الله معقول حينجي من الموت ؟
انشاء الله يا ام محمود اطمني ياختي و اجابتها ام على
بعد وقت طويل مر عليهم خرج ابو محمود يطمئن الجميع بانه اصبح بخير وانه تكلم معه زغردت النساء وضحكت القلوب , وفرح الجميع كفرح يوم العيد لنجاة محمود , وتنمنوا لو ظلوا امام المستشفي حتي يعودوا بمحمود إلا ان ابوه شكرهم بشده وان البقاء تعب فقط لا فائدة منه وان جدته معاه كفاية .
سار اما الجميع كزعيم يقود شعبه المنتصر .
وعمار يا مصر
والى اللقاء فى الحلقة القادمة
(دمي..دمك)
للمؤلف والكاتب
مهندس/محمد سلطان
الحلقة الثالثة
انتظمت الحلقة فى غرفة نبيل ليلا , ومجموعة من الشباب الاعربي منهم اثنان من مصر , وثلاثة من لبنان , واثنين من سوريا . وواحد مغربي , وواحد جزائري عدا نبيل الذي جلس فرحا بهذه الصحبة الذي هونت عليه نصف الغربة , اما النصف الثانتي فسيزول بإذن الله مع وجود عمل .
ايه كل العناوين الي اديتك اياها ما فيها شغل .
كلها .
مش مهم , هاطيك عناوين تانية بكير , فدخل ابو كريم السوري فى الحديث قائلا .ا
انا عندي مكان . الولد الذي يعسل القنينات خلص اليوم وانتقل لمكان تاني يلا من بكرة تيجي معايا .
( صمت نبيل )
ابو كريم , ايش قلت .
نبيل : معلش بلاش الشغلانة دي , النفس هيبقا فيها شيئ اي حاجة متعلقة بالنبيذ احب ابقا بعيد عنها .
خلاص : يبقا مكانك معايا , فى الفندق الي بعمل فيه , الشيف محتاج لمساعد , ايه رأيك ؟ .
وانا عندي فكرة مش بطالة فى الطهي .
لالا : انسي الطهي بتاعكوم ,دا طهي مختلف , هذا ما قاله الجميع للسائق .
خلاص يا خيي .
الساعة بالعمل بدلار , قال ابو كريم , الساعةعندي بدولار وربع .
نبيل : معلش الدولار وقلبي مطمئن احسن من الدولار وربع وابقا قلقان .
بكيفك يا عمني .
يتاهب الجميع للرحيل،وانهاء سهر الليلة،لياخذوا قسطا من الراحة،علي وعد من حسين الجزائري بالمرور علي نبيل في السادسة صباحا لياخذه معه الي العمل.
ودعهم جميعا وعاد الي مكان الجلسة،اخذ يجمع بقايا من ورق وطعام واعقاب سجائر في ورقة كبيرة،وقف حائرا اين يرميها،الا انه تذكر فجاة السلة ذات الكيس الاسود،ذهب اليها مسرورا بهذا الاختراع،قذف بالورقة فيها،الا انه وقف ينظر اليها طويلا وهو يحادث نفسه،ثم بعد ان تملا؟أأخذ الكيس والقي به في الشارع،الا انه يستنتكر هذه الفكرة،لا ،لا الشارع انظف بكثير من حجرتي الا انه سريعا ما وجد لهذه المشكلة حلا،وهو ان يرجئ حل هذه المشكلة للصباح يسال فيها لاحسين او الاسطي نجيب
رتب السرير ،مسحه كما تعود وهو يتعوذ من شره وشر ما له مرددا ،بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم،
تمدد علي سريره تاركا نور الحجرة كما هو لم يطفأه،اخذ يستعيد بعض كلماتت الشباب،الكفاح هنا يحتاج صبر،لا يوجد في المدينة كلها سوي مسجدين،والثالث شقة في عمارة،لا يسمع هنا اذان،يقدر الوقت بين الفرض والفرض بالقاس بالمساجد الموجودة بالمدينةوالبعيدة جدا عن هذا الحي وعليها نقيس اتجاه القبلة،اذا اردت ان تصلي الجنمعة فعليك ان تركب لمدة نصف ساعة حتي تصل الي اقرب مسجد من هذا الحي
غجاة هتف بصوت عال،يااااااااااااه عمار يا مصر
قام بحركة الية ،واطفا نور الحجرة معتمدا علي الاضاءة المتسللة من النافذة ،امنسك بمصحفه الذي احضره معهمن القاهرة،اخر بركة اعطتها له امه ليحفظه من الشيطان الرجيم،اضاء الاباجحورة بجوار السرير،فتح المصحف وقرا بعض الايات ،اغلق المصحف والاباجورة ،مدد طوله علي السرير،يده غوق جبهته،وما هي الا لخظات حتي راح في سبات عميق
علي اثر دقات يفتح نبيل الباب فيجد امامه الحاج سلطان،فيدهش دهشة بشهقة كبيرة
معقول يا با ،اتفضل ،يعانقه بحرارة،خير يا بابا؟
جاي اطمنن عليك يا ولد
وليه التعب ده يا بابا
انت مبعتش جوابات
اتفضل يا بابا،يجلسه علي احد المقاعد بالغرفة ،انا كنت هبعت جواب بكرة لما استلم الشغل،هجيبلك حاجة ساقعة
اوعي تكون من الحاجات اللي بنسمع عنها
لا يا بابا استغفر الله العظيم
ايوة يا ابني ربنا يحفظك،خلي بالك يا نبيل،ربنا سبحانه وتعالي شايفك ومطلع عليك وسامع اللي في صدرك،اوعي يا نبيل وحاسب
متخافش يا بابا،دا انا تربية الحاج سلطان
ربنا يحميك يا ابني
يقدم اليه زجاجة المشروب،يتجه الي المطبخ لتجهيز بعض الطعام لابيه،يعود لياخذ بعض الحاجات من الثلاجة،يتجولالحاج سلطان في الحجرة،ينظر من خلف الشباك الي اتلحدائق التي تحيط بالمكان والي نظافته،والي الحجرة وما فيها من اثاث وهو يحدث نفسه بصوت يسمعه نبيل،
طيب الحجرة كبيرة اهي وشرحة،تيجي مراته وابنه يقعدوا معاه،بس المشكلة في ام نبيل،لا يمكن هتسيب الولد ييجي مع امه
ليه يا بابا؟المكان كويس اوي،وهي تعد ترعاه بس مش اكتر،يضع الطعام امامه
ام نبيل دجي مشكلة
حاول تقنعها يا بابا
بس انا مبسوط منك اوي
خير يا بابا
علشان رفضت شغلانة النبيذ دي رعم ان اجرها اعلي
تربيتك يا بابا
ربنا يبارك فيك
يللا يا بابا بسم الله حاجة علي اد ما قسم
عيش وملح بركة
يااااااااه ،رغم انه مفتش كتير لاكن والله وحشتوني وخاصة اخواتي البنات،ياااااه،يااااااه،جدا الغربة صعبة
****************************
يقوم نبيل مفزوعا علي دقات الباب
مين،مين
مين،مين
انا حسين
ياااااااه،اللهم اجعله خير
يااااه(دق علي الباب)،حاضر،حاضر،دا اكيد بابا قلقانت عليا اوي،يقوم متكاسلا علي الدقة الثالثة،يفتح الباب
مالك؟
انت جيت دلوقت مشيت ابويا
باستغراب:مين ابوك،راح فين
كان معايا في الحلم يا اخي
انا عامل حسابي اني هتعطل معاك 6 دقايق،علشان كده نزلت 6 جقايق بدري،يللا
ثواني هتوضي واصلي،ادامك 6 دقايق
يسرع نبيل الي الحمامما هي الا ثواني صلي وارتدي ملابسه وانطلق خلف حسين الجزائري الذي سبقه الي الباب
******************************
في مطبخ الفندق يقف الشيف وخلفه المساعدون الاوائل حول اواني الطهي ،ونبيل تحت يد الطباخ يشير اليه باحضار الاشياء،الشيف دائما عابس،اوامره صارمه،فيها شئ من القبح والتطاول بالالفاظ
امر لم يالفه نبيل،الا وكانه قد اخذ علي نفسه عهدا بالخصمت والعمل،يطيع،ينفذ الامر بدقة،كما يشرحه له الشيف،حركة سريعة وعنيفة احيانا،لا يكل ولا يمل،
الا انع يمتعض قليلا بوجههدون التعبير باتلكلمة عن بعض الكلمات التي يلقي بها السبف بمناسبة وغير مناسبة
بعد 8 ساعات،اعلن الشيف نهاية الوقت،وبعد تمام كل شئ علي اكمل وجه،دون ان يصدر منه بكلمة شكر او حتي ابتسامة،جلس بعدها علي مائدة اعدت له خصيصا،وعلي مائدة اخري بالقرب منه جلس المساعدون له،هناك علي مائدة ثالثة جلس نبيل ومن هم علي شاكلته يتناولون وجبتهم واتي قد اعدةوها من قبل علي تلم الموائد،ما ان انتهي الشيق من طعامه وقف الجميع بنظام عسكري حتي من لم يكمل طعامهباشارة معروفة من الشيفاشار احد المساعدين الاول بما يفهم منه تسليم وتسلم الوجبة للشيف القادم ومساعدوه للتوزيع،وباشارة اخري يفهم مكنها النصراف
والي اللقاء في الصباح
*******************
خرج الجميع بعضهم ركب سيارته وعلى راسهم الشيبف , وأخرون ركبوا سيارات اجرة لم يتبقي إلا هو وقف يحدث نفسه قائلا .
الله داحسين وصلني ومعرفنيش اروح ازاي وانا معرفش مكانه فين فى الفندق ده , طب هعمل ايه ؟.
يقف حائرا زائغ البصر ينظر فى جميع الإتجاهات الى اين , كيف ,ماهو اسم الحي , رقم البيت , اسم الشارع , ايه الحوسة دي .
فجأة يسمع صوت حسين الجزائري .
ايه محتار ليه ؟.
فقد وجد نفسه التي تاهت منه فى خضم التفكير .
ياه انتا فين يا راجل و دا لاانا عارف اسم الشارع ولا اسم الحي ولا رقم الابيت , كنت هعمل ايه , لا منا عامل حسابي إن معادي مع معادك .
( بابتسامة , انتا فين فى العذبة دي ؟. )
اي عزبة؟.
هما بيسشموها ايه عندكوا , اه , الضايعة دي ؟.
انا فى الحسابات . فى نفس المكان الى انتا فيه , بس انا فى الحجرة ةالزجاج الى فوقك على طول , انا اشوفك وانتا لا . يلا نركب تاكسي .
يقفزان داخل تاكسي ينطلق فى شوارع جميلة نظيفة وعمارات جميلة متناسقة متناغمة , فانعطف التاكسي الى شارع جانبي , امام البيت , اخرج حساب التاكسي , نبيل يقسم عليه ان الحساب عليه .
يضحك حسين وهو يقول : يا حبيبي الحساب هنا مش على حد . الحساب بالنص , انا هفضل احاسب لغاية ما تاخد اول راتب اخر الأسبوع , ساعنها اخد منك اي دين ليا عندك , وبعد كده , انا احاسب انتا تحاسب , كله بالنص .
( يهز نبيل راسه )وهو يقول : تمام .
سيبك من الفوضي بتاع العرب دي , هنا بزنس يا نبيل , بزنس , عمل , حقي وحقك .
افهم من كدا انه مفيش زكا ؟.
( اتي التعبير على لسانه دون ان يكون قد فكر فبه قبل نطقه )
لا يا حبيبي : فيه ضرائب تتخصم منك مباشرة قبل ما تقبض , بزنس يا نبيل , لو جبت لك سندوتش , تجيبلي سندوتش مقابلة او تحاسبني عليه .
اه : عمار يا مصر , ولو عييت ؟.
اصرف عليك وبدين نتحاسب .
وهو يضحك . المهم ضمنت انكم مش حاتسبيوني لغاية لما اموت
********************
خطر ببالي تلك الحادثة .
يوم ان شرب الواد بن ام محمود ةالكلور علة انه لبن , وصرخ وصرخة ةالحارة كلها بصرخته , وصرخت امه وابوه , وجري الجميع , من يحضر اللبن والليمون , وجري الشباب حتي مقر سيارة الإسعاف واحضروها وهم يعدون خلفها . ومنهم من يعلوا امامها ليدلها على الطريق والبيت ,
اجتمعت الحارة كلها حول بن ام محمود والكل يحملاه مسرعا الى سيارة الإسعاف , والأطفال يبكون زميلهم محمود .
فوصلت السيارة الى المسشفي , والحارة والشارع كلهم امام الباب والمسؤوول يعلن , واحد فقط يدخل معاه .
الجميع تمنوا الفوز بهذا الشرف ،رجال الحارة ونساءها والشباب حتي الفتيات كثيرات منهن من تطوعن للبقاء مع محمود،دخل معه ابوه وبالالحاح جدته لامه ،بقيت امه بالخارج تندب حظها،النساء يحيطون بها من كل جانب الكل يطمئن ،واكف الضراعة ترتفع بالدعاء الي الله الواد هيروح يأم على .
ماتخافيش ياختي , ربنا يبعت سلامته انشاء الله . اتأخروا يا استاذ نبيل .
اطمني يا ام محمود خير انشاء الله معقول حينجي من الموت ؟
انشاء الله يا ام محمود اطمني ياختي و اجابتها ام على
بعد وقت طويل مر عليهم خرج ابو محمود يطمئن الجميع بانه اصبح بخير وانه تكلم معه زغردت النساء وضحكت القلوب , وفرح الجميع كفرح يوم العيد لنجاة محمود , وتنمنوا لو ظلوا امام المستشفي حتي يعودوا بمحمود إلا ان ابوه شكرهم بشده وان البقاء تعب فقط لا فائدة منه وان جدته معاه كفاية .
سار اما الجميع كزعيم يقود شعبه المنتصر .
وعمار يا مصر
والى اللقاء فى الحلقة القادمة