الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوجه المظلم بقلم:نورس محمد قدور

تاريخ النشر : 2010-07-25
الوجه المظلم

نهضت من سريرها باكية لبست ثيابها ومشت مسرعة،كانت تريد أن تثبت أنها إنسانة ولها شعورها ومن حقها أن تغضب أيضا وتعبر عن غضبها فأخذت عود ثقاب وأشعلته بعد أن سكبت الكاز في الموقد وأطفأت عود الثقاب بنفخة صغيرة بشفتيها كالأطفال وصنعت فنجان قهوة علها تهدأ قليلاً من توترها وجلست في الشرفة وأخذت مرآتها الصغيرة التي طالما رأت بها وجهها باسماً تارة وباكياً تاراتٍ أخرى. فالمرآة صديقة المرأة وقلما نرى رجل ينظر بالمرأة وإذا نظر بها فسرعان ما يرى فيها محاسنه فيرميها مغروراً قبل أن تُريه عيوبه، أما المرأة فترى فيها خطوط الزمان التي رُسمت على وجهها وتحت عينيها كحدود دول متحدة فرقتها يد الاستيطان والصهاينة ومن المعجزات أن تُزال، وترى فيها أيضاً سواد تلك الأيام طُبعت على شكل هالات ٍيصعب أن تختفي، وترى تساقط شعرها أمام عينيها كتساقط الثلوج على قمم الجبال، وهل يعود الثلج الى السماء؟؟؟ وبالمقابل ترى فيها محاسنها ان أحبت أن تتمتع بجمالها وتشكر الخالق على ما أعطاها من جمال لتلك العينين اللوزيتين الواسعتين كسعة صدرها والفم الأنيق كقرنفلة لم تُزهر بعد وبياض بشرةٍ قلما تتمتع بها فتيات قريتها، أغلقت المرآة برفق ووضعتها جانبا بحذر وتأني. وأخذت رشفة قهوة وأذابت فيها قطعة سكر علها تحلي أيامها قليلا رغم انها تعود أن تشربها سادة، وذابت هي الآخرى بالنظر الى القمر فتذكرت تلك المقولة "حتى القمر له وجه مظلم"نظرت ملياً بالقمر أرادت أن ترى الوجه الآخر للقمر الجانب المظلم وتلك الشوائب التي يحكيها كثير من الناس عن القمر رغم انه يُضرب به المثل في الجمال، هذا اليوم وكثيراً ما ترى الوجه المظلم لزوجها فحاولت أن تتذكر الوجه المشرق له فكرت فكرت حتى تعبت إلا أنها وجدت قاسماً مشتركاً بينها وبينه أنه ليس لهما من اسمهما نصيب فلا هي غالية عنده ولاهو سعيدٌ بحياته معها مع أنها أحتوته كثيراً وما تزال تحتويه بحبٍ وحنان وتُقدم له تضحيات فوق طاقتها، فأردت الهروب من تلك الأفكار فذهبت إلى الحمام تريد أن تنسى ما حصل اليوم وتغسل فيه هموها وتعود منتعشة وكأن شيئاً لم يكن، فسكبت الماء البارد على جسمها وسرعان ما خرجت مرتجفة وقد ارتعشت كل أطرافها وأعضائها إلا قلبها مازال يغلي كالمرجل من شدة ألمها وغضبها، كيف له أن يتجرأ عليها ويرمي عليها ابريق الماء الساخن عندما كانا يتحاوران عصرا بخصوص تلك الأيام الصعبة القادمة وانتهى بهما الحوار الى قرارٍ خطير جداً، فغضب وسرعان ما يغضب لأتفه الاسباب وقليلاً ما يرضيه شيء، فالظروف القاسية جعلت منه إنساناً آخر، غير الذي كانت تعرفه من قبل، لا مانع أن يبيع أي شيء ليجد ثمن ذلك الشراب الذي اعتاد على تناوله،وليس غريباً هذه المرة أن قال سأضطر لبيعك يا حبيبي!!! رغم أني واللهِ أحبك يا ولدي لكن لم يبقى لدي حيلة. فاضطرت أن تتكلم تلك الساعة وتوقفه عند حده فعلا صوتهما لذلك غضب كيف تُهين رجولته ويعلو صوتها على صوته وتخالفه الرأي وتعارض مشروعه الصغير ببيع فلذة كبدها، المرأة المطيعة يجب أن ترمي نفسها من النافذة إن علِمت زوجها يرغب بذلك على رأيه.فسمعت جارتهما العجوز صوتهما ودخلت فعلمت بالمشكلة فقالت له أنا أشتريه منك كم تريد قال سعر زجاجتين فقالت لاتستطيع رؤيته أبداً وسأرى ماذا ستبيع بعد ذلك؟ وهمست بأذن تلك الأم المسكينة أن الطفل سيظل عندي فترة وجود أبيه في البيت وتستطيعن أن تأتي لتريه وقتما تريدين وتأخذيه لعندك عندما يكون أبيه خارجاً، فشكرتها الأم بصوتٍ لا يكاد يُسمع، وقالت بصوت مرتفع انتبهي عليه جيداً وتمالكت عينيها وأمسكت بدموعها ، فأخذت العجوز تلك الطفل وهو يبكي فبكيت الأم وبكيت العجوز وبكي الأب إلا أنه لم يتراجع واستمر بعرضه، فالآن أصبح لديه فائض. حقاً انها صفقة رابحة....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف