الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دكدوك الشاطر بقلم:نصير أحمد الريماوي

تاريخ النشر : 2010-07-25
دكدوك الشاطر بقلم:نصير أحمد الريماوي
قصة
دكدوك الشاطر
بقلم
الكاتب والصحفي
نصير أحمد الريماوي
14/6/2009م

في قَديم الزمان كان المواطنون في بلدتِنا يُربون الدواجن بكثرة، ويعتنون بِها، ويعتمدون عليها في جزء من معيشتهم... يأكلون من لحمها، وبيضها، و يصنعون من ريشها الوسائد، والفرشات لينعموا بِدفءِ فَصلِ الشتاء... كنت أرى الدواجن تتراكض في البساتين الخضراء، وتصعد على الأشجار و ظُهور السلاسِل الحجرية، وأسطح المنازل بحثاً عن الغذاء يومياً.
وكان من بين هذه الدواجن، ديك يعيش في حارتنا... له ريش جميل زاه... يعلو رأسه عرف كبير داكن الحمرة... عيناه دائماً يقظتان... تراه يتبختر ذهاباً وإيابا ًأمام منزل صاحبه برفقة دجاجاته، لكنه لا يقترب من الشارع الخطر.
في كل موسم، يفقس من بيضِ دجاجاته كتاكيت صغار مختلفة الألوان، منها: الأَحمر، الأَسود، الأَبيض، الأَصفر، المرقط والبعض الآخر لونه يشبه لَون الديك.
ما أجملَها! حينما تراها تزقزق فرحةً... تسير في صفوف منتظمة خلف أمهاتهِا اللاتي يتقدمها الديك.. تأكل تارة وتلعب تارة أخرى... تقلد أُمهاتها في نبش التراب للبحث عنِ الطعام!... وكلما شعرت بالخطر تختبئ تحت جناحات، وريشِ أمهاتها... ما أجمل هذا المنظر كل صباح ومساء!.
كان هذا الديك يتمتع بِشجاعة عجيبة بغير أقرانه... يحمي دجاجاته وصغارها ويحذرها من أي خطر... يهاجم كل من يقترِب منها بمنقاره ومخالبه الحادة... ودائم البحث عن أماكن الطعام الآمنة لَهم؟
هذا الديك له فوائد وصفات حميدة كثيرة، منها: كان يستيقظ في كل فجر يوم جديد ليوقظ أهالي الحارة بصياحه عند الفجر... فمنهم من كان يذهب إلى صلاة الفجر، ومنهم يذهب إلى عمله... كان نشاطه يزداد خصوصاً في شهر رمضان المبارك... فكلما شاهد أنوار المنازل بدأت تضيء يزداد فرحاً وصياحاً... تراه كأنه ينافس مسحراتي شهر رمضان الذي يقرع الطبل ليوقظ الناسِ للتسحر!!
نظراً لشأنه الكبير، أطلَق عليه أَهل الحارة اسماً محبباً " دكدوك الشاطر"، وصار هذا الاسم على لسانِ كل طفل وطفلَة والأهالي... يحكون قصته، وعن تضحياته، وشجاعته، ويقظَته، ويعددون محاسنه ؟؟؟؟
في يومٍ من الأيام الربيعية... كان الجو صافياً في ساعات الصباح... حاولت بعض دجاجاته مع صغارهاْ الكتاكيت أن تذهب إلى البساتين الخضراء المجاورة للمنزل... لقد أغراها منظر أزهار الربيع الملَونة، والحشرات الكثيرة المنشغلَة في جمع غذائها... لتأكل مع صغارها... والغناء مع باقي العصافير في البساتين... والاستمتاع بالحرية في أحضان الطبيعة... لكن عليها قطع الشارع للوصول إلى هناك؟؟؟؟؟
لاحظها الديك وهي تتقدم مع فراخها نحو الشارع الخطر... جُن جنونه... بدأ يصيح عليها، ويقول لها: "لا تقطعي الشارِع... السيارات خطيرة... ارجعي... ارجعي، استمرت دون الأخذ بنصيحة "دكدوك الشاطر" لأن الربيع الأخضر، والأزهار الجميلَة أثارت شهيتها... دخلت الشارع مسرِعةً مع فراخها... شعر"دكدوك" بالخطر... لَحق بها لمنعها وصغارها، ولإعادتها مع فراخها البرئيات... في هذه اللحظَة، جاءت سيارة مسرعة... لم تتوقف... كان سائقها متهوراً... قالت الدجاجة في نفسها: "يا الله!!! ما العمل الآن"؟... لم تعرف الدجاجة كيف تتصرف بسرعة... تاهت ما بين محاولة إنقاذ صغارها أو إنقاذ نفسها!!! بدأت تركض تارة إلى الأمام، وتارة أخرى إلى الخلف وسط الشارع، فداستها السيارة مع فراخها.
شاهد "دكدوك" الجريمة بِأُمِ عينيه... حزن حزناً عميقاً... بكى الدجاجة وصغاره بحرقَة...
هب أطفال الحارة مسرعين إلى الشارع عندما شاهدوا الحادثة... جمعوا أشلاء الدجاجة مع كتاكيتها الصغار ثم وضعوها داخل كرتونة، وشيعوهم في جنازة مهيبة تكريماً لهم.
لقد سمعت الأطفال يُرددون أغنية وهم يحملون الكرتونة، ويقولون:
نَحنُ الأَطفالِ الصِغارْ
ما بِنِقبَل بِاللي صار
جاءَ الشُوفير المَلعونْ
شوفوا ماعانا شو صار
ويا دَكدوكْ إحنا مَعاكْ
والحارةُ كُلُها وَراكْ...
بعد الحادثة، طبعاً، صار "دكوك الشاطر" يذهب بين الفينة والأخرى إلى رصيف الشارع وهو مخفوضِ الرأس قرب مكان الحادثة... يصيح بصوت وبِحزن عميق، ودموعه تنهمر من عينيه.
يوماً بعد يوم بدأ "دكدوك الشاطر" يختفي عنِ الأنظار... انقطع عن صياح الفجر والاستيقاظ مبكراً!؟.
شك الأَطفال والأَهالي في أمر اختفائه... بحثوا عنه بين الزقاق، والأشجار، فوجدوه ميتاً قرب صخرة كان دائماً يعتاد الصعود عليها ويصيح بصوته الجميل عندما تكون معه دجاجته الفقيدة وصغارها وبقية دجاجاته ابتهاجاً بِأسرته، وإشعاراً بِوجوده.
وهكذا بقيت قَصةُ "دكدوك الشاطر" يرويها ويتناقلها الأَطفال جيل بعد جيل، ويقولون: كان لدينا ديك اسمه "دكدوك الشاطر"....

انتهت

ـــــــــــــــــــ

بريد الكتروني: [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف