الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رحلة إلى الأعماق 7- رواية من الخيال العلمي بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-07-25
رحلة إلى الأعماق 7- رواية من الخيال العلمي  بقلم:نزار ب. الزين
رحلة إلى الأعماق
رواية في فصول من الخيال العلمي
نزار ب. الزين*
*****
الفصل السابع
بعد أن شاهدوا- و قد عقدت الدهشة ألسنتهم - الموجات الأولى من أشباه البشر المهجرين المنفيين من أقاصي المجرة ، تساءل الدكتور هشام :
- ترى هل تعلم ما إذا كان المنفيون قد تمكنوا من العيش مع الحيوانات العملاقة التي نسميها الدينصورات ؟
أجابه جِمنا :
= قبل عمليات تهجير المنفيين من كواكب مجرة درب اللبان الأخرى ، تلك الموجات التي شهدتها الكرة الأرضية ، قدمت إلى الأرض مركبات من الفضاء البعيد و نظفتها من الحيوانات العملاقة ، أعني سلطت عليها موجات شعاعية خاصة قزمتها ، فما الحرابي و الحرادين و العظايا و الضباء و الإغوانات و الثعابين و الطيور الكاسرة كالنسور و الصقور التي تملأ الأرض حاليا ، إلا أحفاد مقزمة لتلك الدينصورات ، و مع ذلك فقد بقي بعضها في بعض المناطق النائية ردحا آخر من الزمن تشارك الإنسان أو اشباهه العيش في الغابات أو على ضفاف الأنهار و البحيرات ، بل لا زال بعضها موجودا حتى اليوم ، و لكن خشيتها من أسلحة البشر الفتاكة جعلتها تهاجر إلى كهوف في أعماق الأرض أو أعماق بعض البحار و البحيرات ، و هذا ما خلق الأساطير التي تتداولها حكاياتكم التي تسمونها بالخرافية ، كخرافة التنين الذي ينفث نارا ، هو في حقيقته ثعبان عملاق يخرج من فمه بخار كثيف كما يخرج من أفواهكم أيام برد الشتاء فظنوا البخار دخانا ، و طائر الرخ الذي ورد في مسلسل حكايات ألف ليلة و ليلة ، إن هو إلا نسر عملاق ، كان ينقض على أطفال البشر و يختطفهم ليغذي بهم فراخه ، و الكينغ كنغ إن هو إلا غوريلا عملاقة عاشت آلاف السنين في أفريقيا و الأمازون قبل أن تتقزم ، و هكذا ...
يجيبة الدكتور هشام :
- هذا يعني أن لكل أسطورة أساسها من الحقيقة ! أليس كذلك ؟
= صدقت !
أجابه جِمنا ، ثم أضاف قائلا :
= بعد أن اخترع البشر الأسلحة اختفى أشباه البشر ، و من هنا بدأت محنة الإنسانية ، اخترعوا السلاح بداية لاصطياد الحيوانات الضعيفة و استطعامها ، أو للدفاع عن أنفسهم تجاه هجمات الحيوانات المفترسة القوية ، ثم بدؤوا يستخدمونه ضد النينترداليين ، ثم ضد بعضهم بعضا ، فتعلموا تنظيم الغزوات التي طوروها فيما بعد إلى حروب .
فتاريخكم أيها البشر سلسلة من الحروب ارتكبتها أياديكم الآثمة ؛ شاهدوا معي :
انتصبت الشاشة المائية العملاقة و بعد بعض التشوش ظهرت قرية بنيت بيوتها من أغصان الأشجار و أوراقها ، و ثمت أطفال يلعبون في ساحتها ، و نساء يشوين غزالا تم اصطياده مؤخرا ، و رجال يتسامرون في حلقات ، و كلهم رجالا و نساء و أطفالا عراة كما ولدتهم أمهاتهم ؛ و على حين غرة ، ينقض شبان من مكان آخر على القرية من عدة جهات ، يحملون ما يشبه رماحا صنعت من أغصان الأشجار و قدت رؤوسها من الحجارة المنحوتة التي ربطت إليها بخيوط من لحاء الشجر ؛ فيفاجئون أهل القرية الآمنين ، يقتلون الرجال ثم يسوقون النساء و الأطفال كما تساق السائمة .
و في لقطة ثانية ، يظهر جيشان متقابلان في صفين طويلين قادة جند أحد الجيشين يعتمرون خوذا صنعت من جلود الحيوانات و ظهر منها ما يشبه القرون و أحاطوا صدورهم و ظهورهم بدروع جلدية ، و تصحبهم كثرة من الخيول المطهمة ، بينما تميز جند الجيش المقابل بخوذهم المعدنية اللامعة و دروعهم المعدنية .
تجري هنا و هناك على طول المجابهة ، مصارعات زوجية بين جنود من هؤلاء و آخرين من اؤلئك ، ثم يلتحم الجيشان في قتال شرس تتطاير فيه الرؤوس و الأيدي و الأرجل و تجري الدماء في جداول ، و تدوم المعركة طويلا ليبدأ ذوو الخوذ المعدنية بالفرار بعد أن خلفوا وراءهم عشرات القتلى و مئات الجرحى ، ثم يظهر قائد الجيش المنتصر و قد رُفع على الأكتاف ، بينما أخذت جموع ذوي القرون تهتف و تهزج بأهازيج النصر .
يقول جِمنا :
= هذا الذي ترونه فوق الأكتاف هو الإسكندر المقدوني الملقب بذي القرنين ، و الذي غزا بجيشه نصف العالم القديم ، لغاية واحدة هي استعباد الآخرين و نهب ثرواتهم .
و في لقطة ثالثة : يظهر جيشان متقابلان على طول ضفاف نهر طويل متعرج تميز جند أحد الجيشين باثواب خفيفة قصيرة و قطع من القماش تلتف حول رؤوسهم أغلبها أبيض اللون ، و نعال تجعلهم إلى الحفاة أقرب ، يستخدمون الجمال بكثرة إضافة إلى الخيول ؛ و في المقابل كان جند الجيش الآخر مدججين بالسلاح ، يعتمرون الخوذ المعدنية التي تلمع كآلاف الأضواء عاكسة نور الشمس ، و قد تدرعوا أيضا بدروع معدنية ، و ربطت كل مجموعة منهم بالسلاسل ، و هم يستخدمون الخيول و العربات الخفيفة التي يجر كل منها حصان واحد ، و يعتليها جندي واحد مسلح برمح طويل .
و يلتحم الجيشان من ثم في قتال شرس ، تميز بخفة حركة الجنود غير المدرعين ، و بثبات الجنود المجنزرين رغم وقوع عدد كبير منهم بين قتيل و جريح ، و في الأكمات الخلفية للجيش الأبيض ، تظهر نساء يشبهن البدويات العربيات المعاصرات ، يحملن عصيا و أعمدة الخيام ، فيهاجمن بها كل جندي منهم يحاول الفرار ، و يدفعنه للعودة إلى القتال ، بينما تصيح الأخريات منشدات أهازيج تشجيعية ، و تستمر المعركة شرسة حتى غياب الشمس ، عندما يبدأ الآخرون مولين الأدبار .
يسألهم جِمنا :
= هل منكم من خمن اسم المعركة و ما هي هوية المتحاربين ؟
فتصدى للإجابة الدكتور رياض :
- أعتقد أنها معركة اليرموك بين العرب و الروم البيزنطيين .
و في لقطة رابعة :
تظهر قاعة كبيرة مزدانة بالزخارف العربية و ستائر الديباج و مطارح و مساند الموصلي و الأغباني و غطيت نوافذها بستائر من الحرير الطبيعي الملون ، و في القاعة التي اعتقدوا أنها قاعة العرش ، جلس ما بدا أنهم من كبار الحاشية و القادة و الوجهاء ، بينما تصدر القاعة ما يُُظن أنه ملك أو ربما خليفة ، فقد اعتمر قلنسوة من الأغباني توسطتها ماسة كبيرة .
يتقدم منه أحد قواد الجيش ، ظهر ذلك من ارتدائه لعدة القتال ، ليقول له : " مولاي ! جيوش المغول تتقدم و قد اجتازت قبل قليل السور الشرقي للمدينة ، و مدينتنا بغداد سوف تسقط بين لحظة و أخرى " فيجيبه الأمير أو الخليفة : "استرضوه ، أرسلوا له الهدايا و الأموال ، و قولوا له أن يأخذ ما يشاء و لكن فليتركني و قصري !!!! " .
ثم يظهر جند المغول و هم يجتاحون بغداد فيفتكون بكل من يشاهدونه في طرقاتها و حواريها من بشر و حيوان ، ثم يهاجمون قصورها و مدارسها و مساجدها و مكتباتها و وراقيها ، فينهبون ما فيها من ذهب و فضة و نفائس عمرت بها ، فحتى قباب المساجد المذهبة قطعوها و تقاسموها ، ثم ألقوا ما صادفوه من كتب و مجلدات جمعت على مدار خمسة قرون ، في نهر دجلة الذي تحول ماؤه إلى اللون الأسود ، و تراكمت قراطيس جلد الغزال في النهر و التي كانت تستخدم بدل الورق ، حتى أصبحت كجزر متناثرة في وسط و أطراف النهر ، أما أغرب مشهد فكان استخدام المجلدات العلمية في بناء معسكر لهم بدل الطوب ، في أكبر ساحات وسط بغداد .
ثم ، يدخل هولاكو و قواده و ثلة من أعتى جنوده قصر الخليفة ، و بعد أن أرشدهم الخليفة أو الملك – صاغرا - إلى أماكن ثروته الشخصية و ثروة المدينة ، فتكوا به و بقواده و من تجمع حوله من حاشيته ، ثم التفتوا إلى "الحرملك" فأخذوا يفتكون بالنساء و الأطفال ، فذبحوهم ذبح النعاج !.
ثم ، التفت جِمنا إلى مجموعة العلماء قائلا :
إنه آخر الخلفاء العباسيين الملقب بالمستعصم ، و ما شاهدتموه هو سقوط بغداد في أيدي المغول بقيادة هولاكو شقيق ملكهم .
تدمع عيون الدكتور عبد الله و الكتور هشام ، بينما يهز الآخرون رؤوسهم يمنة و يسرة حزنا و أسى ..
يسألهم جِمنا : " هل أنتم على استعداد لمشاهدة المزيد ؟ " ، فيهزون برؤوسهم علامة الموافقة .
تظهر امامهم مدينة بغداد ، كمدينة عصرية عملاقة بمبانيها الحديثة و ساحاتها الملأى بالنصب التذكارية و حدائقها الغناء ، عرفوها من الأعلام العراقية المرفرفة فوق أكبر مبانيها ، و قد امتدت على ضفتي دجلة . الدخان الأسود يتصاعد من محيط المدينة ، و طلقات مدفعية و صاروخية تنطلق في الجو محاولة تفجير الصواريخ الذكية الأمريكية قبل بلوغها أهدافها ، و قد خلت الشوارع من الناس فالتجؤوا إلى أقبية منازلهم ..
ثم يتحول المشهد إلى مطار بغداد و قد امتلأ بالطائرات الأمريكية العملاقة ، عرفوها من شعار النجمة الخماسية المرسوم على أجنحتها و جذوعها ، أخذت تلفظ ما في أجوافها من تجهيزات عسكرية ضخمة ؛ مئات الدبابات و المجنزرات أخذت تحتشد ، و مئات حاملات الجنود ، و مختلف أنواع الشاحنات ، بينما حلقت في الجو عشرات الحوامات و من فوقها عشرات الطائرات الحربية لحمايتها .
ثم يتحول المشهد إلى جهة لا تبعد كثيرا ، حيث انطلقت عشرات الدبابات نافثة دخانها الأسود من عوادمها ، و قد رفعت كل منها العلم العراقي و عليه عبارة الله و أكبر ، و اندفعت متجهة نحو المطار من خلال عدة طرق رئيسية و مسارب ترابية .
و فجأة تلمع فوقها كتلة هائلة من نور شديد السطوع ، تلحقها كتلة ثانية ثم ثالثة ؛ ثم يتكشف المشهد عن دمار رهيب شمل الدبابات و العربات جميعا بلا استثناء ، و ظهر فوق الطرقات ما يشبه ظلالا بشرية ، هي بقايا جنود حاولوا الفرار من مركباتهم فانصهروا مع الإسفلت صهرا ..
و يعلق جِمنا قائلا : " إنه اليورانيم المخضب ! أو ما يسمونه القنابل النووية النظيفة !!!! "
ثم ينتقل المشهد إلى داخل المدينة ، فثمت عشرات من رجال ملثمين يحملون رشيشات خفيفة و مدججين بالقنابل اليدوية ، تنطلق على شكل شراذم في شوارع بغداد ، فيفتك أفرادها بكل من يشاهدونه في طريقهم من بشر و حيوان ، ثم يهاجمون قصور المدينة و مدارسها و جامعاتها و مساجدها و مستشفياتها و مكتباتها و متاحفها ، فينهبون و يحرقون و يقتلون ، بينما كان آخرون يبحثون عن العلماء و أساتذة الجامعات ، مسترشدين بقوائم سجل عليها أسماء و عناوين هؤلاء ، فيقتحمون بيوتهم و يذبحونهم و عائلاتهم ذبح النعاج ..
===================
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف