
بوجه ينضح خجلا من حمل كاذب لمشاريع سلام سرابية اللون والطعم انطلقت بأحلامي إلى غزة هاشم , غرة الصمود ومنبت شقائق النعمان لأقبل أهلها وارضها. ما هي إلا إغفاءة متعثرة بين الصحو والنوم حتى جاءني طفل لوحت الشمس وجهه بسمرة العز, واعتلى جبينه غبار الوطن وكأنه قادم من المستحيل إلى واقع لفه برداء القسوة والصرامة .حيًاني بما تبقى في جعبته من ابتسام يكاد ينقرض من ارض النضال . انتصبت واقفا أمامه مستشعرا قزماتي أمام طول هامته وبادلته بما حياني, سبقني إلى القول: ما الذي رمى بك هنا بعد طول غياب؟ قلت: ربما هو الشوق, ربما اعتذار, ربما لالتقيك. بالمناسبة ما اسمك؟ محمد . وكم عمرك؟ تسع سنوات. ابن من أنت؟ ابن شهيد. هل لك أخوة؟ اثنان في الاسر. وأمك؟ ترفع رأسها بشجرة العائلة وثمارها. ما الذي تحمل بيدك ؟ حجر.منذ متى ؟ ولدت وكان بيدي, لم اتركه يوما او يتركني., انه سلاحي . نظر إلي نظرة حادة تثقب ما تعجز عن فعله أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل, وسأل: وأنت أين سلاحك ؟ تلعثمت وعلقت الكلمات في الحلق وقلت بصوت مبحوح مجروح تركته خارج الحدود. نعم اعرف الآن عمن أنت ورفاقك تدافعون. قلت ليس بالضبط . نعم , هي كذلك أفلا تخجلون. قلت بني ألا تلعبون؟ قال بلى فالحجر في اليد وفي القلب وفي أعماق العيون. لن افسد عليك نومك الذي تعودت عليه من سنين وسنين عد إليه واحلم بخارج الحدود. نادى صاحبا له وانطلقا مسرعين إلى حيث الحجارة يلقون .وما هي إلا دقائق والله اعلم حتى علمت باستشهاد محمد .
تواريت وراء غلاف النوم خشية اكتشاف هزيمتي وتكديسها فوق أخواتها التي جمعتها من عقود. لم أتمالك نفسي وشعرت بأنني حبة قمح دخلت حجر الرحى لتنصهر خجلا . صحت بأعلى صوتي:يا أطفال غزة وفرسانها إني اعتذر فقد قتلنا طفولتكم واسمحوا لي أن اقبل جباهكم وبطون اقدامكم . من أجسادكم عصرتم شرابكم ومن صخر الأرض خبزكم , فانتم منكم وفيكم واندحر الحصار بصمودكم . تجمعت غبار الصوان في أرحام أمهاتكم حتى صارت من الجينات وتحولت أحجارا في اياديكم . من هذا الرحم سنغزل إكليل الغار لنضعه على قبة الصخرة معلنين انتصاركم وهزيمتنا. يا أطفال غزة وانتن يا أمهات غزة إني اعتذر واسمحوا لي إن اقبل جباهكم وبطون اقدامكم.
من الاشيف الحي
تواريت وراء غلاف النوم خشية اكتشاف هزيمتي وتكديسها فوق أخواتها التي جمعتها من عقود. لم أتمالك نفسي وشعرت بأنني حبة قمح دخلت حجر الرحى لتنصهر خجلا . صحت بأعلى صوتي:يا أطفال غزة وفرسانها إني اعتذر فقد قتلنا طفولتكم واسمحوا لي أن اقبل جباهكم وبطون اقدامكم . من أجسادكم عصرتم شرابكم ومن صخر الأرض خبزكم , فانتم منكم وفيكم واندحر الحصار بصمودكم . تجمعت غبار الصوان في أرحام أمهاتكم حتى صارت من الجينات وتحولت أحجارا في اياديكم . من هذا الرحم سنغزل إكليل الغار لنضعه على قبة الصخرة معلنين انتصاركم وهزيمتنا. يا أطفال غزة وانتن يا أمهات غزة إني اعتذر واسمحوا لي إن اقبل جباهكم وبطون اقدامكم.
من الاشيف الحي