
قراءة في كتاب...
جولة في ملفات السياسة العربية الدرزية للباحث جمال قبلان من بيت جن في الجليل الفلسطيني
عرض وتعليق:د.إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل [email protected]
صدر كتاب جولة في ملفات السياسة العربية الدرزية للباحث جمال قبلان ابن قرية بيت جن في الجليل الفلسطيني بحجم 525 صفحة من القطع الكبير في أيار 2007م، وطبع في مطبعة دار الإسراء في الخليل.
حمل لوحة غلاف تضم مجموعة صور لشخصيات قيادية عربية ودرزية ويهودية والغلاف الأخير صورة الباحث ونبذة عن حياته وتعريف بمحتوى الكتاب،وأهدى الباحث كتابه إلى والده ووالته وزوجته وأبنائه والى أرواح المجاهدين الدروز وخير سلف لخير خلف.
هدف الباحث من دراسته بيان تاريخ الدروز الطويل الحافل بالمكارم والبطولات وأن معاركهم وثوراتهم التي خاضوا غمارها كانوا مدفوعين إليها دفعا في جميع حروبهم ضد العثمانيين وإبراهيم باشا والفرنسيين وجيرانهم المسيحيين والشركس في سوريا ولبنان.
أشار في مقدمته للكتاب أن:"طوائفنا نظيفة أما الطائفية فوسخة،وقبائلنا شريفة أما القبلية فحقيرة، وأقاليمنا جميلة وأما الإقليمية فقبيحة".
وعن الدروز أشار بأنهم فرقة إسماعيلية اتسمت بطبائع الباطنية وأخفوا عقيدتهم عن غيرهم من الفرق الإسلامية ، ونشأوا في العصر الفاطمي ، ويطلق عليهم البعض بالموحدين أو الشيعة العلوية أو الجعفرية أو الإسماعيلية أو القرامطة وأخيرا الدروز وبني معروف ، وارتبط الاسم بمحمد بن إسماعيل الدرزي الداعي إلى تأليه الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي والذي كانت له ميول يهودية مجوسية-صفحة12-، والمعروف باسم نشتكين ورواية أخرى نسبة إلى منصور أنوشتكين الدرزي وهو أحد قادة الحاكم بأمر الله ومنهم من يلعن نشتكين ويمتدح أنو شتكين".
أما لقب الدرزي نسبة إلى العسكرية والسياسية وليست عقائدية وهم عرب أقحاح سواء بالسحنة أو اللغة أو العرق وانحدارهم من بطون وأفخاذ وسلالات عربية ولكنهم اختلطوا بالأكراد والأتراك.
تناول الباحث في الفصل الأول الحديث عن فاطمة الزهراء والخلافة الفاطمية وتأسيس دولة الفاطميين ومؤسسها المهدي إلى الأمر الخفي والطعن في نسبه وأسماء الخلفاء الفاطميين وعن صلاح الدين ومعركة حطين ثم عن نسب عشائر الدروز من بني حمدان إلى الأطرش وقبلان وبني عامر وهندي ونصار وغيرهم من أفخاذ وبطون الدروز ، ثم الحديث عن زهد الدروز وأدبهم والعقال-بضم العين-مشايخ الدين والجهال-غير رجال الدين-ونماذج من القصائد الشعرية للزاهد الدرزي الأمير سيف الدين ومطلعها"تجري الأمور وما للمرء معتبر حتى تحل به في نفسه العبر"
ثم الحديث عن جبل الدروز في العهد العربي الإسلامي وفي عهد إبراهيم باشا والمعارك التي خاضوها وتسلم الدروز حوران وعن دورهم في الثورة العربية الكبرى ومعاركهم مع العثمانيين وإعلان ثورة السلطان باشا الأطرش على الفرنسيين وضم جبل الدروز إلى سوريا ومشايخ الدروز وكيفية استمالتهم إلى الجيش الفرنسي على يد الجنرال غورو الفرنسي وتطوعهم في الجيش الفرنسي وانعقاد المؤتمر الدرزي-صفحة 157-.
كما يشير إلى انقسام الدروز إلى ثلاثة أقسام واتفاقية الدروز والفرنسيين وبنود النظام الأساسي لاستقلال الجبل-15 بند-وحفظها في صندوق الأمير سليم الأطرش، والمجلس النيابي التمثيلي ودك الأمير بشير قلعة سانور من أعمال جبل نابلس بحملته الدرزية وثورة بني معروف على عمر باشا ودور شبلي العريان على الساحة اللبنانية وأهم تسع معارك في البقاع الغربي والنزاعات على ملكية أراضي النبي شعيب بين الدروز والمجلس الإسلامي الأعلى.
وتناول الحديث عن الزهد والتقشف والبدع الدينية وعن الأمير شكيب ارسلان وحفل التأبين ثم الصراعات الحزبية الداخلية في الطائفة الدرزية، وعن دور الشيخ جبر داهش معدي عضو الكنيست الإسرائيلي وعن تأبين سلطان باشا الأطرش في مقام النبي شعيب ومأتم الشيخ أبو حسن عارف حلاوي عام 2003م ، وتحدث عن دور المؤسسات والجمعيات والتعاونيات الدرزية ومنها جمعية إغاثة الفقير الدرزي ونادي الأخوة الدرزي ورابطة الشباب الرامية وجمعية شباب الرامة وعن دور دروز فلسطين في التنظيمات العمالية والمهنية وعن زعماء الدروز وعلاقاتهم بقادة الحرب الصهيونية وعن التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي وتعهد سكان القرى الدرزية بعدم السماح لأية عناصر معادية الدخول إليها-صفحة 436- مقابل بقاء العلم الدرزي فوق المقدسات والمؤسسات الدرزية وإقامة كتيبة من الدروز والشراكسة والبدو وضمها إلى الفرقة التاسعة-صفحة 437-ثم عرض قائمة بالقرى الدرزية التي طمست واندثرت بعد حرب 1948مومنها خربة ميماس وإكليل والحنبلية وكذلك التي تحولت إلى مستوطنات كالمطلة والجرمق والقرى الدرزية الصرف والمختلطة وكذلك المحكمة الدينية الدرزية الرسمية سنة 1963م في حيفا، ثم الحديث عن وفد الإصلاح سنة 1939م.
وأورد الباحث قائمة بثلاثين مرجعا من الكتب العربية وعشرين جريدة ومجلة و24 مقابلة شخصية وأرشيف الثورة في سوريا وأرشيف الكنيست الإسرائيلي والأرشيفات الخاصة بالشيخ جبر معدي وسلمان شحاده ووثائق وصور متعلقة بجبل الدروز وما نشر في الصحف المحلية وبعض من مراسلات الدروز إلى الجانب الإسرائيلي وبالعكس.
بعد هذا العرض الموجز يمكن الإشارة إلى الملاحظات التالية:
1-إعادة النظر في توزيع الصور بما يتناسب مع محتوى المادة.
2- إتباع التسلسل الزمني في عرض المادة مثلا يتحدث عن إقامة المحكمة الدرزية عام 1963م ثم يرجع للحديث عن وفد الإصلاح عام 1939م.
3-إعادة ترتيب فصول الكتاب تبعا للموضوع أو محور محدد .
4-فهرسة وتصنيف الصور والمراسلات في الملاحق.
5-توزيع الكتاب على شكل قرص مدمج على المؤسسات والمهتمين وإنزاله على شبكة الانترنت لتعم الفائدة منه.
هذه الملاحظات لا تقلل من أهمية الكتاب فهو الدراسة الأولى عن تاريخ الدروز بالكلمة والصورة وهي فكرة غير مسبوقة عبر المنشورات العربية في فلسطين وهو الأول من نوعه في العالم العربي على حد علمنا ودراسة بكر-كسر الباء- والى الأمام أخي الباحث لإصدار جديد عن الدروز.
والله يعطيك العافية على الجهد المبارك الذي تبذله وأنت في هذا العمر ولك كل الشكر والعرفان والتقدير على هذا الجهد الدؤوب الذي تحرص فيه على توثيق التاريخ الفلسطيني بالكلمة والصورة لطائفة الدروز والتي يجهل الكثير عنها، والباحث أضاء قنديلا في تاريخ الطائفة الدرزية المميزة .
عرض وتعليق:د.إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل [email protected]
جولة في ملفات السياسة العربية الدرزية للباحث جمال قبلان من بيت جن في الجليل الفلسطيني
عرض وتعليق:د.إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل [email protected]
صدر كتاب جولة في ملفات السياسة العربية الدرزية للباحث جمال قبلان ابن قرية بيت جن في الجليل الفلسطيني بحجم 525 صفحة من القطع الكبير في أيار 2007م، وطبع في مطبعة دار الإسراء في الخليل.
حمل لوحة غلاف تضم مجموعة صور لشخصيات قيادية عربية ودرزية ويهودية والغلاف الأخير صورة الباحث ونبذة عن حياته وتعريف بمحتوى الكتاب،وأهدى الباحث كتابه إلى والده ووالته وزوجته وأبنائه والى أرواح المجاهدين الدروز وخير سلف لخير خلف.
هدف الباحث من دراسته بيان تاريخ الدروز الطويل الحافل بالمكارم والبطولات وأن معاركهم وثوراتهم التي خاضوا غمارها كانوا مدفوعين إليها دفعا في جميع حروبهم ضد العثمانيين وإبراهيم باشا والفرنسيين وجيرانهم المسيحيين والشركس في سوريا ولبنان.
أشار في مقدمته للكتاب أن:"طوائفنا نظيفة أما الطائفية فوسخة،وقبائلنا شريفة أما القبلية فحقيرة، وأقاليمنا جميلة وأما الإقليمية فقبيحة".
وعن الدروز أشار بأنهم فرقة إسماعيلية اتسمت بطبائع الباطنية وأخفوا عقيدتهم عن غيرهم من الفرق الإسلامية ، ونشأوا في العصر الفاطمي ، ويطلق عليهم البعض بالموحدين أو الشيعة العلوية أو الجعفرية أو الإسماعيلية أو القرامطة وأخيرا الدروز وبني معروف ، وارتبط الاسم بمحمد بن إسماعيل الدرزي الداعي إلى تأليه الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي والذي كانت له ميول يهودية مجوسية-صفحة12-، والمعروف باسم نشتكين ورواية أخرى نسبة إلى منصور أنوشتكين الدرزي وهو أحد قادة الحاكم بأمر الله ومنهم من يلعن نشتكين ويمتدح أنو شتكين".
أما لقب الدرزي نسبة إلى العسكرية والسياسية وليست عقائدية وهم عرب أقحاح سواء بالسحنة أو اللغة أو العرق وانحدارهم من بطون وأفخاذ وسلالات عربية ولكنهم اختلطوا بالأكراد والأتراك.
تناول الباحث في الفصل الأول الحديث عن فاطمة الزهراء والخلافة الفاطمية وتأسيس دولة الفاطميين ومؤسسها المهدي إلى الأمر الخفي والطعن في نسبه وأسماء الخلفاء الفاطميين وعن صلاح الدين ومعركة حطين ثم عن نسب عشائر الدروز من بني حمدان إلى الأطرش وقبلان وبني عامر وهندي ونصار وغيرهم من أفخاذ وبطون الدروز ، ثم الحديث عن زهد الدروز وأدبهم والعقال-بضم العين-مشايخ الدين والجهال-غير رجال الدين-ونماذج من القصائد الشعرية للزاهد الدرزي الأمير سيف الدين ومطلعها"تجري الأمور وما للمرء معتبر حتى تحل به في نفسه العبر"
ثم الحديث عن جبل الدروز في العهد العربي الإسلامي وفي عهد إبراهيم باشا والمعارك التي خاضوها وتسلم الدروز حوران وعن دورهم في الثورة العربية الكبرى ومعاركهم مع العثمانيين وإعلان ثورة السلطان باشا الأطرش على الفرنسيين وضم جبل الدروز إلى سوريا ومشايخ الدروز وكيفية استمالتهم إلى الجيش الفرنسي على يد الجنرال غورو الفرنسي وتطوعهم في الجيش الفرنسي وانعقاد المؤتمر الدرزي-صفحة 157-.
كما يشير إلى انقسام الدروز إلى ثلاثة أقسام واتفاقية الدروز والفرنسيين وبنود النظام الأساسي لاستقلال الجبل-15 بند-وحفظها في صندوق الأمير سليم الأطرش، والمجلس النيابي التمثيلي ودك الأمير بشير قلعة سانور من أعمال جبل نابلس بحملته الدرزية وثورة بني معروف على عمر باشا ودور شبلي العريان على الساحة اللبنانية وأهم تسع معارك في البقاع الغربي والنزاعات على ملكية أراضي النبي شعيب بين الدروز والمجلس الإسلامي الأعلى.
وتناول الحديث عن الزهد والتقشف والبدع الدينية وعن الأمير شكيب ارسلان وحفل التأبين ثم الصراعات الحزبية الداخلية في الطائفة الدرزية، وعن دور الشيخ جبر داهش معدي عضو الكنيست الإسرائيلي وعن تأبين سلطان باشا الأطرش في مقام النبي شعيب ومأتم الشيخ أبو حسن عارف حلاوي عام 2003م ، وتحدث عن دور المؤسسات والجمعيات والتعاونيات الدرزية ومنها جمعية إغاثة الفقير الدرزي ونادي الأخوة الدرزي ورابطة الشباب الرامية وجمعية شباب الرامة وعن دور دروز فلسطين في التنظيمات العمالية والمهنية وعن زعماء الدروز وعلاقاتهم بقادة الحرب الصهيونية وعن التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي وتعهد سكان القرى الدرزية بعدم السماح لأية عناصر معادية الدخول إليها-صفحة 436- مقابل بقاء العلم الدرزي فوق المقدسات والمؤسسات الدرزية وإقامة كتيبة من الدروز والشراكسة والبدو وضمها إلى الفرقة التاسعة-صفحة 437-ثم عرض قائمة بالقرى الدرزية التي طمست واندثرت بعد حرب 1948مومنها خربة ميماس وإكليل والحنبلية وكذلك التي تحولت إلى مستوطنات كالمطلة والجرمق والقرى الدرزية الصرف والمختلطة وكذلك المحكمة الدينية الدرزية الرسمية سنة 1963م في حيفا، ثم الحديث عن وفد الإصلاح سنة 1939م.
وأورد الباحث قائمة بثلاثين مرجعا من الكتب العربية وعشرين جريدة ومجلة و24 مقابلة شخصية وأرشيف الثورة في سوريا وأرشيف الكنيست الإسرائيلي والأرشيفات الخاصة بالشيخ جبر معدي وسلمان شحاده ووثائق وصور متعلقة بجبل الدروز وما نشر في الصحف المحلية وبعض من مراسلات الدروز إلى الجانب الإسرائيلي وبالعكس.
بعد هذا العرض الموجز يمكن الإشارة إلى الملاحظات التالية:
1-إعادة النظر في توزيع الصور بما يتناسب مع محتوى المادة.
2- إتباع التسلسل الزمني في عرض المادة مثلا يتحدث عن إقامة المحكمة الدرزية عام 1963م ثم يرجع للحديث عن وفد الإصلاح عام 1939م.
3-إعادة ترتيب فصول الكتاب تبعا للموضوع أو محور محدد .
4-فهرسة وتصنيف الصور والمراسلات في الملاحق.
5-توزيع الكتاب على شكل قرص مدمج على المؤسسات والمهتمين وإنزاله على شبكة الانترنت لتعم الفائدة منه.
هذه الملاحظات لا تقلل من أهمية الكتاب فهو الدراسة الأولى عن تاريخ الدروز بالكلمة والصورة وهي فكرة غير مسبوقة عبر المنشورات العربية في فلسطين وهو الأول من نوعه في العالم العربي على حد علمنا ودراسة بكر-كسر الباء- والى الأمام أخي الباحث لإصدار جديد عن الدروز.
والله يعطيك العافية على الجهد المبارك الذي تبذله وأنت في هذا العمر ولك كل الشكر والعرفان والتقدير على هذا الجهد الدؤوب الذي تحرص فيه على توثيق التاريخ الفلسطيني بالكلمة والصورة لطائفة الدروز والتي يجهل الكثير عنها، والباحث أضاء قنديلا في تاريخ الطائفة الدرزية المميزة .
عرض وتعليق:د.إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل [email protected]