أسبوع بأكمله قد مضى، كل ما تذكره تلك الأنثى ذلك الركن من الغرفة ،
زاوية صغيرة تحتضن جسدها الهزيل، جسد التصق به الألم من الرأس حتى أخمص القدمين وأكثر وحل عليه لعنة الظلام
كتلة عذاب هذا الأسبوع ،
محمل بسبتٍ مقيت لينتهي بجمعة يقولون أنها مباركة كالعادة، ولكن في هذا الركن لم تكن سوى جمعة مظلمة
فقد اختلط الحزن بعقارب الساعة التي لم تشعر بأنها قد سارت بشكل صحيح،
قد تكون متوقفة عن السير إلى الأمام .. !! فهذا الأسبوع لا يصلح سوى أن يكون للحداد فقط … ولا اعلم هل يكفي !!
فالحداد ليس حكرا على الأموات ، بل أيضاً للأحياء بالموت!
قررت تلك الأنثى أن تخرج هرباً من هذا الركن الأسود ، من هذا الكابوس .
زيارة استغرقت فترة طويلة لصديقة لها، أحدثت الضجيج والقلق الكبير في قلب الأم.
بينما تتبادل الحديث مع صديقتها، وعلى مقربة من وقع آذان المغرب،
إذ بالهاتف يدق وعلى وقع نغمته الكلاسيكية،
( إنها أمي ) تقولها بصوت خافت أمام صديقتها،
الصديقة: لابد أنها قلقه على تأخرك
استغرق الحديث أكثر من نصف ساعة من ذلك التنبيه من الأم ، ثم حان موعد العودة إلى المنزل ،
العودة إلى تلك الغرفة ، إلى تلك الزاوية الباردة جدا ، إلى ذلك الأسود الذي التصق بها كالوشاح .
وصلت إلى المنزل بعد أن حل الظلام ،
وإذ بالأم تسترق النظر إليها كما لو أنها تحاول القول بعيونها ما الذي يحدث ؟
اقتربت الابنة من الأم قائلة:
لماذا طلبتني على الهاتف؟
الأم: لقد تأخرتٍ
الابنة: وما الذي سيحدث لي ، هل أنا طفلة صغيرة سأضيع بين أزقة الشوارع أم أن هناك من سيخطفني !
الأم : منذ مدة طويلة جداً لم تغادري المنزل أو معبدكٍ ( تقصد الغرفة )، وعندما تخرجين يطول وقت عودتك ، فقلت في نفسي لعل أمرا ما حدث لها.
.
اعلم تماما أن علامات الاستفهام كثيرة أيتها الأم، واعلم انك تشعرين بالأمر حتى وان لم تعلمي ما حدث !!
واعلم أنني قد تجاوزت من العمر عدد أصابع الأيدي والأرجل ، وهذا على حد القول ما يؤهلني بان احمل في جعبتي خيبة لا تتسع لها هذه الدنيا الفانية الضيقة !
صدقاً كم احتاج إلى أن ارجع إلى جوفك ولا اخرج من جديد ، احتاج أن ارتمي في أحضانك بعيدا عن رذاذ الألم الذي اشعر به في كل مكان على هذه الأرض
أمي لا تقلقي …
حتماً سأكون بخير
فقط أحتاج بعضاً من الوقت قد يطول ، لأسترجع اتزاني المتساقط مني !
.
.
شادية سليمان
[email protected]
زاوية صغيرة تحتضن جسدها الهزيل، جسد التصق به الألم من الرأس حتى أخمص القدمين وأكثر وحل عليه لعنة الظلام
كتلة عذاب هذا الأسبوع ،
محمل بسبتٍ مقيت لينتهي بجمعة يقولون أنها مباركة كالعادة، ولكن في هذا الركن لم تكن سوى جمعة مظلمة
فقد اختلط الحزن بعقارب الساعة التي لم تشعر بأنها قد سارت بشكل صحيح،
قد تكون متوقفة عن السير إلى الأمام .. !! فهذا الأسبوع لا يصلح سوى أن يكون للحداد فقط … ولا اعلم هل يكفي !!
فالحداد ليس حكرا على الأموات ، بل أيضاً للأحياء بالموت!
قررت تلك الأنثى أن تخرج هرباً من هذا الركن الأسود ، من هذا الكابوس .
زيارة استغرقت فترة طويلة لصديقة لها، أحدثت الضجيج والقلق الكبير في قلب الأم.
بينما تتبادل الحديث مع صديقتها، وعلى مقربة من وقع آذان المغرب،
إذ بالهاتف يدق وعلى وقع نغمته الكلاسيكية،
( إنها أمي ) تقولها بصوت خافت أمام صديقتها،
الصديقة: لابد أنها قلقه على تأخرك
استغرق الحديث أكثر من نصف ساعة من ذلك التنبيه من الأم ، ثم حان موعد العودة إلى المنزل ،
العودة إلى تلك الغرفة ، إلى تلك الزاوية الباردة جدا ، إلى ذلك الأسود الذي التصق بها كالوشاح .
وصلت إلى المنزل بعد أن حل الظلام ،
وإذ بالأم تسترق النظر إليها كما لو أنها تحاول القول بعيونها ما الذي يحدث ؟
اقتربت الابنة من الأم قائلة:
لماذا طلبتني على الهاتف؟
الأم: لقد تأخرتٍ
الابنة: وما الذي سيحدث لي ، هل أنا طفلة صغيرة سأضيع بين أزقة الشوارع أم أن هناك من سيخطفني !
الأم : منذ مدة طويلة جداً لم تغادري المنزل أو معبدكٍ ( تقصد الغرفة )، وعندما تخرجين يطول وقت عودتك ، فقلت في نفسي لعل أمرا ما حدث لها.
.
اعلم تماما أن علامات الاستفهام كثيرة أيتها الأم، واعلم انك تشعرين بالأمر حتى وان لم تعلمي ما حدث !!
واعلم أنني قد تجاوزت من العمر عدد أصابع الأيدي والأرجل ، وهذا على حد القول ما يؤهلني بان احمل في جعبتي خيبة لا تتسع لها هذه الدنيا الفانية الضيقة !
صدقاً كم احتاج إلى أن ارجع إلى جوفك ولا اخرج من جديد ، احتاج أن ارتمي في أحضانك بعيدا عن رذاذ الألم الذي اشعر به في كل مكان على هذه الأرض
أمي لا تقلقي …
حتماً سأكون بخير
فقط أحتاج بعضاً من الوقت قد يطول ، لأسترجع اتزاني المتساقط مني !
.
.
شادية سليمان
[email protected]