حفيدة نملة سيدنا سليمان
...................................................
في يوم من أيام الله .........الحارة نوعا ما عزمت ألا أنجز شيئا من مهامى اليومية
سميه اعتصام ......أحتجاج ......ملل .....أي شئ تحت أي مسمى لكنى لن أقوم من مكاني
وقفت في شرفتى المطلة على البحر من بعيد أرقب البشر والسيارات وضوء الشمس المفترش لسطح الماء ، أحتلال قصري من المصطافين لرمال الشاطئ أراهم منكوشي الشعر مبللين غارقين فى الرمال حتى أنوفهم ، حافيين الاقدام يحملون أكياس بها ملابسهم الجافة وبعض الطعام ، يبحثون عن مدخل عمارة أي عمارة ليخلعوا عنهم ملابسهم المبللة ويتهيئوا للعودة ، فتبدأ الحرب بينهم وبين البوابين وبين كر وفر حتى مللت هذا المشهد الصيفي المعتاد،
فحولت نظري نحو الأبنية الحديثة التى أحاطت بنا مؤخرا فقد كان الشارع لا يوجد به أعلى من عمارتنا تسعة طوابق وهي كانت الاحدث بنيت فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي كل ما حولها لا يتعدى خمسة طوابق كلها أو جلها نسف من فوق الارض وانتصبت مكانه عمارات شاهقة أقلها سبعة عشر طابقا وراح الطمع كالغول الطابق الذي كان قديما شقة واحدة بقدرة قادر أصبح ثلاثة شقق علب محشورة والفراندة الكبيرة أستبدلت بنوافذ تتدلى من مناشرها غسيل ينقط ويسيل ماؤه فوق بعض لتخرج الأصوات تلعن الغسيل وناشره وكلما حمى الوطيس بسبب غسلة هدئ ليحمي مرة أخرى لغسيل أخر
أختنقت من هذا المشهد الذي يشعرني بأختناق أغسطس ورطوبة الغسيل الذي لا يجف فحولت نظرى نحو السيارات المركونة على الجانبين سيارة تحاول الخروج واخرى تبحث عن مكان
وكل صاحب محل يضع أمامه حجارة كبيرة تعني أن المكان محجوز ليأتي من لا يرضى بما يرضى به العامة ينزل من سيارته ويحمل الحجارة ويطيح بها بعيدا
يخرج صاحب الحجارة وتنشب معركة غالبا مايفوز بها صاحب المحل فله العزوة والمكان وإذا أصر صاحب السيارة على ركن سيارته يعود بعد قليل ليجد إحدى
إطاراته فارغة أو تشكلت على جوانبها لوحة سريالية بمسمار مفترى يقدر ثمن تصليحها
يصيبنى الدوار ولا أستطيع الأستمرار واقفة لا أجد بداً من الجلوس لأضع رأسي فوق يدي وأتأمل سور الشرفة حتى أجدها تحمل طعاما فوق ظهرها يبلغ حجمه حجمها بأربع أو خمس مرات تحاول جاهدة الصعود إلى أعلى تمشي خطوتان وتقف ثم تمشي خطوتان وتقف لتقع على ظهرها فتدور حول نفسها ثم تقترب مرة أخرى من قطعة الخبز وتحملها فوق ظهرها وتحاول ثانية وثالثة ورابعة الصعود إلى أعلى حتى نجحت فى الوصول أخيرا إلى الثقب اعلى الجدار
لتحاول إدخالها إلا أنها كانت أكبر من الثقب
ظلت تحاول إدخالها حتى وقفت فوقها .......ليخرج بعد وقت قليل مجموعة من النمل يتجمعون حول قطعة الخبز أتأملهم كيف سيتصرفون في هذه المعضلة
وبعد دقائق معدودة وجدت كل نملة تحمل قطعة لتدخل إلى ثقب الجدار حتى دخلوا جميعا بطعامهم
هذه النملة حفيدة نملة سليمان عليه السلام الذي أوقف جيوشه حتى تدخل هي وقبيلتها إلى بيوتهم
هي فقط التى أستطاعت أن تنهي أعتصامي لأبدأ يومي من جديد................
بقلم / نهلة فراج
...................................................
في يوم من أيام الله .........الحارة نوعا ما عزمت ألا أنجز شيئا من مهامى اليومية
سميه اعتصام ......أحتجاج ......ملل .....أي شئ تحت أي مسمى لكنى لن أقوم من مكاني
وقفت في شرفتى المطلة على البحر من بعيد أرقب البشر والسيارات وضوء الشمس المفترش لسطح الماء ، أحتلال قصري من المصطافين لرمال الشاطئ أراهم منكوشي الشعر مبللين غارقين فى الرمال حتى أنوفهم ، حافيين الاقدام يحملون أكياس بها ملابسهم الجافة وبعض الطعام ، يبحثون عن مدخل عمارة أي عمارة ليخلعوا عنهم ملابسهم المبللة ويتهيئوا للعودة ، فتبدأ الحرب بينهم وبين البوابين وبين كر وفر حتى مللت هذا المشهد الصيفي المعتاد،
فحولت نظري نحو الأبنية الحديثة التى أحاطت بنا مؤخرا فقد كان الشارع لا يوجد به أعلى من عمارتنا تسعة طوابق وهي كانت الاحدث بنيت فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي كل ما حولها لا يتعدى خمسة طوابق كلها أو جلها نسف من فوق الارض وانتصبت مكانه عمارات شاهقة أقلها سبعة عشر طابقا وراح الطمع كالغول الطابق الذي كان قديما شقة واحدة بقدرة قادر أصبح ثلاثة شقق علب محشورة والفراندة الكبيرة أستبدلت بنوافذ تتدلى من مناشرها غسيل ينقط ويسيل ماؤه فوق بعض لتخرج الأصوات تلعن الغسيل وناشره وكلما حمى الوطيس بسبب غسلة هدئ ليحمي مرة أخرى لغسيل أخر
أختنقت من هذا المشهد الذي يشعرني بأختناق أغسطس ورطوبة الغسيل الذي لا يجف فحولت نظرى نحو السيارات المركونة على الجانبين سيارة تحاول الخروج واخرى تبحث عن مكان
وكل صاحب محل يضع أمامه حجارة كبيرة تعني أن المكان محجوز ليأتي من لا يرضى بما يرضى به العامة ينزل من سيارته ويحمل الحجارة ويطيح بها بعيدا
يخرج صاحب الحجارة وتنشب معركة غالبا مايفوز بها صاحب المحل فله العزوة والمكان وإذا أصر صاحب السيارة على ركن سيارته يعود بعد قليل ليجد إحدى
إطاراته فارغة أو تشكلت على جوانبها لوحة سريالية بمسمار مفترى يقدر ثمن تصليحها
يصيبنى الدوار ولا أستطيع الأستمرار واقفة لا أجد بداً من الجلوس لأضع رأسي فوق يدي وأتأمل سور الشرفة حتى أجدها تحمل طعاما فوق ظهرها يبلغ حجمه حجمها بأربع أو خمس مرات تحاول جاهدة الصعود إلى أعلى تمشي خطوتان وتقف ثم تمشي خطوتان وتقف لتقع على ظهرها فتدور حول نفسها ثم تقترب مرة أخرى من قطعة الخبز وتحملها فوق ظهرها وتحاول ثانية وثالثة ورابعة الصعود إلى أعلى حتى نجحت فى الوصول أخيرا إلى الثقب اعلى الجدار
لتحاول إدخالها إلا أنها كانت أكبر من الثقب
ظلت تحاول إدخالها حتى وقفت فوقها .......ليخرج بعد وقت قليل مجموعة من النمل يتجمعون حول قطعة الخبز أتأملهم كيف سيتصرفون في هذه المعضلة
وبعد دقائق معدودة وجدت كل نملة تحمل قطعة لتدخل إلى ثقب الجدار حتى دخلوا جميعا بطعامهم
هذه النملة حفيدة نملة سليمان عليه السلام الذي أوقف جيوشه حتى تدخل هي وقبيلتها إلى بيوتهم
هي فقط التى أستطاعت أن تنهي أعتصامي لأبدأ يومي من جديد................
بقلم / نهلة فراج