
أشباح الصباح
أستيقظت صباحًا فإذا هم من حولي، ثلّة من الأشباح تحيط بي من اليمين واليسار.
- ماذا تريدون يا أولاد العاهرة؟
- لا شيء (لحظات من الصمت) كلّ شيء. ثم طفقوا في ضحك هستيري.
- تريدون كلّ شيء!
- نعم .. أنتَ عوّدتنا على ذلك يا فارسَ القلم، لكنك فقدت سيفك في مكانٍ ما، ونحن نعلم بأن قلمك لا يؤذي أحدًا سواك.
أشباح الظهيرة
- اتركوني وشأني أريد أن أتناول طعامي بهدوء أرجوكم!
- ومن قال بأنّه يمكنك أن تأكل هذه الوجبة لوحدك يا رجل؟
انهالوا على الطعام وأدركت بأنه لن يبقى لي من هذه الوجبة سوى القليل، وسأبقى كالعادة جائعًا. تناولت كوب الشاي وكانت رائحة النعناع تفوح منه، انفتحت شهيتي، كنت في تلك اللحظة قادرٌ على التهام عجل، لكنني اكتفيت بكوب الشاي. وما أن شربت الجرعة الأولى حتى تجمّعت الأشباح ثانية من حولي، كانوا يتوقون لارتشاف الكتلة الساخنة ذات الرائحة النفاذة، وسرعان ما فعلوا ذلك. ثمّ التفّت الأشباحُ من حولي وأخذت تتراقص وتدور دون توقّف. وجدت لحظتها بأن الوقت قد حان لأرتاح قليلا من عناء الظهيرة وحرّ هذا اليوم الصيفيّ الطويل.
أشباح حتى في الأحلام
ما أن وضعت رأسي فوق المخدّة حتى رحت في دوّامة من الأحلام .. كانوا هناك في انتظاري أيضًا. صاح أحد الأشباح:
- هل تظن بأنه من الممكن ان تخلد للراحة دون إذنٍ منّا؟ لن يكون لك هذا يا صديقي، وإيّاك أن تتجرّأ وتقبّل امرأة يا من تدّعي الكتابة والأدب! نحن لك بالمرصاد.
فتحت عينيّ وكان النعاس يعتصرني ويهدّني. جلست راكنًا ظهري إلى طرف السرير. فكّرت في تلك اللحظة بإشعال سيجارة، لكنّي تذكرت بأنّي قد هجرت التدخين منذ زمن طويل للغاية، ضحك الشبح الأكبر بينهم وقال:
- إذا أردت سيجارة فأنا أوّل من سيشعلها لك، دخّن عليها تنجلي يا كاتب! ثم انقلب على ظهره من شدّة الضحك. كان يسخر منّي ومن قلمي بكلّ ما أوتي من عنفوان وقوّة. وكان يعلم بأنّني لا أمتلك الشجاعة لمواجهته لكنّه كان مخطئًا إلى حدّ كبير.
رفعت القلم عاليًا وأغرقته بالحبر ثم وجهته نحو الورق الأبيض أمامي. بدا الخوف والهلع واضحًا على وجوه الأشباح. كانوا يعلمون بأن عودتي للكتابة تعني موتهم وهزيمتهم وبالتالي استقلالي. بدأ الصراخ يرتفع من حولي، وأخيرًا هوى القلم كمطرقة فوق مجموعة الأوراق من حولي. تطايرت الأشباح من حولي فزعة وأعلنت أنا في تلك اللحظة استعادة عالمي المفقود منذ زمن المجاملة والقهر والخنوع.
أستيقظت صباحًا فإذا هم من حولي، ثلّة من الأشباح تحيط بي من اليمين واليسار.
- ماذا تريدون يا أولاد العاهرة؟
- لا شيء (لحظات من الصمت) كلّ شيء. ثم طفقوا في ضحك هستيري.
- تريدون كلّ شيء!
- نعم .. أنتَ عوّدتنا على ذلك يا فارسَ القلم، لكنك فقدت سيفك في مكانٍ ما، ونحن نعلم بأن قلمك لا يؤذي أحدًا سواك.
أشباح الظهيرة
- اتركوني وشأني أريد أن أتناول طعامي بهدوء أرجوكم!
- ومن قال بأنّه يمكنك أن تأكل هذه الوجبة لوحدك يا رجل؟
انهالوا على الطعام وأدركت بأنه لن يبقى لي من هذه الوجبة سوى القليل، وسأبقى كالعادة جائعًا. تناولت كوب الشاي وكانت رائحة النعناع تفوح منه، انفتحت شهيتي، كنت في تلك اللحظة قادرٌ على التهام عجل، لكنني اكتفيت بكوب الشاي. وما أن شربت الجرعة الأولى حتى تجمّعت الأشباح ثانية من حولي، كانوا يتوقون لارتشاف الكتلة الساخنة ذات الرائحة النفاذة، وسرعان ما فعلوا ذلك. ثمّ التفّت الأشباحُ من حولي وأخذت تتراقص وتدور دون توقّف. وجدت لحظتها بأن الوقت قد حان لأرتاح قليلا من عناء الظهيرة وحرّ هذا اليوم الصيفيّ الطويل.
أشباح حتى في الأحلام
ما أن وضعت رأسي فوق المخدّة حتى رحت في دوّامة من الأحلام .. كانوا هناك في انتظاري أيضًا. صاح أحد الأشباح:
- هل تظن بأنه من الممكن ان تخلد للراحة دون إذنٍ منّا؟ لن يكون لك هذا يا صديقي، وإيّاك أن تتجرّأ وتقبّل امرأة يا من تدّعي الكتابة والأدب! نحن لك بالمرصاد.
فتحت عينيّ وكان النعاس يعتصرني ويهدّني. جلست راكنًا ظهري إلى طرف السرير. فكّرت في تلك اللحظة بإشعال سيجارة، لكنّي تذكرت بأنّي قد هجرت التدخين منذ زمن طويل للغاية، ضحك الشبح الأكبر بينهم وقال:
- إذا أردت سيجارة فأنا أوّل من سيشعلها لك، دخّن عليها تنجلي يا كاتب! ثم انقلب على ظهره من شدّة الضحك. كان يسخر منّي ومن قلمي بكلّ ما أوتي من عنفوان وقوّة. وكان يعلم بأنّني لا أمتلك الشجاعة لمواجهته لكنّه كان مخطئًا إلى حدّ كبير.
رفعت القلم عاليًا وأغرقته بالحبر ثم وجهته نحو الورق الأبيض أمامي. بدا الخوف والهلع واضحًا على وجوه الأشباح. كانوا يعلمون بأن عودتي للكتابة تعني موتهم وهزيمتهم وبالتالي استقلالي. بدأ الصراخ يرتفع من حولي، وأخيرًا هوى القلم كمطرقة فوق مجموعة الأوراق من حولي. تطايرت الأشباح من حولي فزعة وأعلنت أنا في تلك اللحظة استعادة عالمي المفقود منذ زمن المجاملة والقهر والخنوع.