إرهاصات... بقلم: باسمة صواف
لحظات مضطربة تسكنها في غمرة عملها الشاق، تتساءل للحظات أخرى: هل نسيت المرأة الفلسطينية نفسها عند عتبات الذكورية؛ تقوم بأعمال شاقة في البيت، والعمل؟!!
سمعت في التلفاز أن المرأة الكويتية تصرف ألفي ريال سنوياً ما بين المزينين، ومصففي الشعر، وخبراء التخسيس.. تذكرت نفسها، تحسست شعرها، الذي بدا باهتاً، وبشرتها التي تجتاحها خطوط متسللة حول العينين.
تقول إحدى طالباتها: شاهدتْ أمي دعاية في التلفاز عن كريم للبشرة، يجعل المرأة أصغر من سنها بعشر سنوات، وحينما عزمَتْ على شرائه، تذكرت أن أخي الصغير يحتاج إلى علبة حليب، و"بامبرز".
وأخرى: أمي تهتم بنفسها كثيراً، دائماً تذهب إلى نادٍ رياضي، وتحاول أن تكون "غنوجاً" مثل هيفاء وهبي أمام والدي، ولكنها للحظات تنسى نفسها، وينتشر صراخها في البيت، فتتخذ قرارات بدل أبي.
أعجبني نص كتبه قاص فلسطيني "زياد خداش" في جريدة الأيام "سوبر ماركت الوجوه"، اقترحت على زوجي أن نشتري وجهين، لنبدو أصغر سناً، أو شفاهاً جديدة، لكنه رفض بقوة، خاف أن أكشف ماضيه، نظر إليّ بعينين ماكرتين: ما رأيك أن تشتري أنت شفاهاً جديدة؟!!
همست لي إحدى جاراتي: لم يعد زوجي يقبلني بعد أن خلعت جميع أسناني، ووضعت أسناناً مستعارة.
وقالت أخرى: تكدس الصابون في البيت، يحب زوجي رائحة الجسد الطبيعية، خاصة عرق الإبط، ولكني أحب الاستحمام كل يوم، لم يعد في إمكاني تحمل رائحته النتنة، حملت إبريقاً من الماء والصابون، ودلقته عليه وهو نائم، قام فزعاً، وهو يشتم..
سألني زوجي: ما رأيك أن أتزوج جارتنا المطلقة حتى تساعدك في أعمال المنزل؟!!
قلت لزوجي: هل قرأت رواية "زيتون الشوارع"، لإبراهيم نصرالله، أجابني: ومن لم يقرأها!!
- ألم تلاحظ شبهاً بيني وبين "الست زينب"؟ نظر إليّ مستهجناً، أشاج بوجهه، وأكمل جريدة يقرؤها..
تساءلت: لمَ يرى زميل لي أنني أشبه "الست زينب"؟! ولكن لو عاشت "الست زينب" في هذا الوقت، هل كانت ستشتري وجهاً جديداً من "سوبر ماركت الوجوه"؟!!!!!!!
رام الله/فلسطين
لحظات مضطربة تسكنها في غمرة عملها الشاق، تتساءل للحظات أخرى: هل نسيت المرأة الفلسطينية نفسها عند عتبات الذكورية؛ تقوم بأعمال شاقة في البيت، والعمل؟!!
سمعت في التلفاز أن المرأة الكويتية تصرف ألفي ريال سنوياً ما بين المزينين، ومصففي الشعر، وخبراء التخسيس.. تذكرت نفسها، تحسست شعرها، الذي بدا باهتاً، وبشرتها التي تجتاحها خطوط متسللة حول العينين.
تقول إحدى طالباتها: شاهدتْ أمي دعاية في التلفاز عن كريم للبشرة، يجعل المرأة أصغر من سنها بعشر سنوات، وحينما عزمَتْ على شرائه، تذكرت أن أخي الصغير يحتاج إلى علبة حليب، و"بامبرز".
وأخرى: أمي تهتم بنفسها كثيراً، دائماً تذهب إلى نادٍ رياضي، وتحاول أن تكون "غنوجاً" مثل هيفاء وهبي أمام والدي، ولكنها للحظات تنسى نفسها، وينتشر صراخها في البيت، فتتخذ قرارات بدل أبي.
أعجبني نص كتبه قاص فلسطيني "زياد خداش" في جريدة الأيام "سوبر ماركت الوجوه"، اقترحت على زوجي أن نشتري وجهين، لنبدو أصغر سناً، أو شفاهاً جديدة، لكنه رفض بقوة، خاف أن أكشف ماضيه، نظر إليّ بعينين ماكرتين: ما رأيك أن تشتري أنت شفاهاً جديدة؟!!
همست لي إحدى جاراتي: لم يعد زوجي يقبلني بعد أن خلعت جميع أسناني، ووضعت أسناناً مستعارة.
وقالت أخرى: تكدس الصابون في البيت، يحب زوجي رائحة الجسد الطبيعية، خاصة عرق الإبط، ولكني أحب الاستحمام كل يوم، لم يعد في إمكاني تحمل رائحته النتنة، حملت إبريقاً من الماء والصابون، ودلقته عليه وهو نائم، قام فزعاً، وهو يشتم..
سألني زوجي: ما رأيك أن أتزوج جارتنا المطلقة حتى تساعدك في أعمال المنزل؟!!
قلت لزوجي: هل قرأت رواية "زيتون الشوارع"، لإبراهيم نصرالله، أجابني: ومن لم يقرأها!!
- ألم تلاحظ شبهاً بيني وبين "الست زينب"؟ نظر إليّ مستهجناً، أشاج بوجهه، وأكمل جريدة يقرؤها..
تساءلت: لمَ يرى زميل لي أنني أشبه "الست زينب"؟! ولكن لو عاشت "الست زينب" في هذا الوقت، هل كانت ستشتري وجهاً جديداً من "سوبر ماركت الوجوه"؟!!!!!!!
رام الله/فلسطين