الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لاجيء رقم ( 112 ) بقلم:محمود رمضان أبو الهنود

تاريخ النشر : 2010-07-12
قصة قصيرة
لاجيء رقم (112)
الكاتب / محمود رمضان أبو الهنود

زخات المطر تشتد ، خيوط البرق تضيء سماء القرية ، أصوات الرعد أيقظت الصغار من نومهم ، السماء تتلّبد غيوماً أكثر وأكثر،كل شيء على غير عادته في هذه الليلة ، لا شيء يبشّر بقرب انتهاء العاصفة ، على العكس بدأت هزات عنيفة تضرب بيوت الأهالي في قرية (برير)1 بما فيهم منزل أبو عبد الله خيّاط القرية وأحد الأوجه المحبوبة والمقبولة فيها ، الأطفال يصرخون، والنساء يبكين ويحتضِنِ أطفالهم، لا أحد يجرأ على النظر عبر نوافذ المنزل ليعرف ماذا يحدث في الخارج ، الكل ينتظر الطوفان ، الموقف رهيب ، الوجوه شاحبة ، السكون يسيطر على الأجساد ، الأبصار خاشعة، والشفاه تسًبح لله ، الجميع يداهم مرفوعة إلى السماء ،وبعد أوقات عسيرة انقشع الظلام ، وأعلنت العصافير بدء صباح جديد ،ليصحو أبو عبد الله وفي حضنه طفلته الصغيرة ، وأجواء الحرب معلنة في كل مكان ، هدير الطائرات يعلو ، رجال المقاومة يتمترسون بين الأزقة والحارات ،وصيحات البعض ممن كتب له الحظ البقاء حياً تدموا القلب على فقدان الأحباب، ليجد أبو عبد الله نفسه غير الأمس ، المكان غير المكان، أهالي القرية ليس كلهم ، يسير يميناً ليجد منزله أو دكانه ، ويمضي يساراً ليبحث عن ناقته و بستانه ، لايجد شيء سوى جنازات تحضّر ، جرحى مستلقون ، خيام منصوبة في معظم مناطق غزة، بعضها مكتوب على مدخلها معسكر الفالوجا، وأخرى معسكر دير ياسين ، يتنقل بسرعة بين معسكر وآخر باحثاً عن معسكر برير ، يجده بعد طول معاناة، يسارع إلى بوابة المعسكر وعلى كتفيه تستلقي طفلته فاطمة ، يحاول الدخول بسرعة ليبحث عن باقي أسرته في أي خيمة يتآوون، تناديه عند البوابة امرأة ترتدي على رأسها طاقية مختومة بعلامة UN)) ، تسأله بسرعة عن اسمه ومكان بلده الأصلي ، يجيبها باستغراب لتدله بعدها على أسرته مطمئنة إياه على سلامتهم ،تعود الابتسامة لوجهه الضحوك ، يسجد من فرحته شاكراً لله ، تعطيه بعض الأطعمة والمعلبات الجاهزة، وتصدر له بطاقة UN مكتوب عليها رقم 112 ، يسألها باستهجان عن أصل وحقيقة تلك البطاقة، تعجز حتى عيناها عن الإجابة ، تشيط عيناه غضباً صارخاً في وجهها أنا لي أرض وبيّارة، وبيت وأشجار آكل من ثمرها وأرعاها ، أنا لست عالة على أحد، ولا أنتظر منكم الشفقة، ويمسك متمرداً ببطاقته الجديدة مستعداً لتمزيقها، وفجأة يلتقط أحدهم البطاقة من بين أصابع يديه ، فإذا بها زوجته طالبة منه الهدوء والتروي ، منبهة إياه بضرورة المحافظة على تلك البطاقة ليضمن رغيف الخبز والدواء لأولاده ،يمنعه الموقف من تقبيلها تعبيراً عن سلامتها وأسرته ، وتأخذ عيناه بدلاً من ذلك في البكاء الشديد، لتنهمر دموعه ولسان حاله يقول أهكذا أصبح حالنا، لاجئين نحمل بطاقة،بعدما كنا على أرضنا أسياداً، ناظراً لزوجته ووجوه أطفاله ،مردداً بإصرار ، نحن لم نخلق لنكون كذلك ، نحن لن نستسلم لتلك البطاقة.

(برير) : قرية فلسطينية تقع في جنوب فلسطين وهي من قرى قضاء غزة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف