الأخبار
انتحار جندي إسرائيلي حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماكينة بقلم:د فاطمة الزهراء بخيت

تاريخ النشر : 2010-07-11
يُطْبق الوسادة فوق رأسه علَّ البكاء المختلط بصراخها يخفت فيخلد قليلا للنوم بضع ساعاتٍ إلا أن صوت المرأة يزداد حده
-ياحسرة قلبى على بختى الولد سيضيع منى وأنت نائم لا هم لك غير النوم,ياحسرتى على عمرى وعلى سوء إختيارى يا سبعى ,أنعم وأكرم به من إختيار ها أنا تزوجت المتعلم صاحب الشهادة الأستاذ راح و الأستاذ جاء وما النتيجة ! ولدى الذى خرجت به من الدنيا يموت بين يدى .
يحاول أن يُطْبق الوسادة ويضغطها أكثر كى تمنع عنه الصوت بلا فائدة يتمنى لو تواتيه الشجاعة فيخنقها ويستريح
-ها أنا صحيت ماذا بيدى أن أفعله؟ليس معى مليما واحدا بجيبى إستدنت من كل الناس حتى أصبحوا يتباعدون عنى كلما رأونى خوفا من طلبى لقروض أخرى لا ادفعها ,ماذنبى أنا! أوالم أكن عندما تزوجتينى أفضل الرجال وأحسنهم كما كنتِ تدعين؟ أوالم أكن أنا المتعلم الأستاذ الذى كنتِ تتمنينه وفضلتيه على البهوات الجزار والفاكهى والسمسارالذين كانوا يتقدمون لكِ؟الآن صرتُ الأن مصيبتك؟ ماذنبى أنا ما الذى فعلته؟
-أيها الخامل الهامل منذ أن أغلقوا المخروبة شركتك وأنت قاعد لا عمل لك كل يوم أوقظك بالعافية كى تحاول أن تبحث عن عمل فتتأفف وتقول لى : ألا يوجد ما يكفيكِ؟خذى من المتبقى من مكافأة نهاية الخدمة حتى تنتهى وها هى انتهت ما تبقى منها مليم واحد فلمن أشكو ياربى وأنا الغريبة الوحيدة فى بلد لا يعرفنى أحد فيها!!!
- هاأنتِ قلتِ: أغلقوا المخروبة يعنى لم أغلقها أنا ..سياسة عامة ياستى ..خصخصة عامة ..كنت مُحاسبا ملء العين والبصر أرأس ألفى عامل وأنتِ تريديننى الآن أن أعمل كاتب حسابات عند فران أو سوبر ماركت !!!!
-لا تعمل شيئا أنا المفروض أن أعمل أنا خادمة فى بيت أحدهم كى أعالج ولدى هذا هو مآلى بعد هذا العمر أنا بنت الناس الطيبين
لن تعملى ولا يحزنون أمس كما اخبرتك عندما ذهبت للبنك لصرف المعاش أخبرنى الموظف أنى أستطيع أن أحضر يوم الأحد بعد غدٍ للحصول عليه ورغم أنه مبلغ ضئيل لكن سيفى بالغرض إلى أن تُفرج بعمل يليق وقال لى أنى لو كنتُ فى عجلة من امرى أستطيع أن اصرفه عن طريق ماكينة الصرف يوم السبت إن لم أصبر حتى يفتح البنك أبوابه أتركينى فقط بضع ساعات أنامها وغدا بإذن الله سوف تنحل الأمور
_سأنتظر لغد على الله أن تنخفض الحرارة عن الولد بالكمادات حتى الصباح ربى يسترها
تترقرق عيناها بالدموع وتربت هلى كتفه
-أعذرنى يا غالى لكن تعب الولد يجننى أنت تعلم كم تعبنا من أجل العلاج لإنجابه ولا امل جديد عندى فى طفل آخر هكذا قالوا لى
_إن شاء لله خير...خير
أخير ينقشع الليل ويقوم من سريره رغم أنه لم ينم ويرتدى ملابسه على عجالة ويتذكر أن مابين الضاحية التى يقطنها والبنك مسافة خمس كيلومترات وهو لا يملك ما يستطيع أن يركب به لا مواصلة خاصة ولا عامة فيقرر أن يمشيها .
-هاهو الان وبعد مسار طويل وصل البنك واخرج من جيبه البطاقة ووضعها فى الماكينة ظهر له على الشاشة :أدخل الرقم السرى . أدخل الرقم السرى ظهر له بعدها : أكتب ما تريد سحبه من الرصيد .فكتب مبلغ الراتب الموجود فى حسابه .سمع صوت صفير متقطع وبعدها ظهر على الماكينة: عفوا هناك عطل بالماكينة استشاط غضبا وحاول مرة ومرة ومرة وألف وفى كل مرة تبدو له نفس الجملة اللعينة (هناك عطل بالماكينة) لم يتمالك نفسه إلتفت حوله فوجد قالبا من الطوب فأمسكه وبكل غيظه وأخذ يضرب فى الماكينة وهو يهذى : أخرجى أموالى حالا ..أخرجى أموالى أيتها السارقة ...أيتها الفاجرة ..أخرجى أموالى ..ولدى يموت وأنت تحملين فى أحشائك شقائى وتعبى ...كيف تسرقينه هكذا دون حساب أخرجى أموالى وإلا سأقتلك ....تجمع حراس البنك والمارة على صراخه وأمسكوا به وهو يصرخ..أيها الملاعين كدأبكم تتركون السارق وتمسكون المسروق .. هذا هو المعتاد ولا جديد ...إمسكواها هى السارقة لا أنا

[email protected]
د فاطمة الزهراء بخيت
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف