الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نبوءة شهرزاد 1 بقلم: م. زياد صيدم

تاريخ النشر : 2010-07-11
نبوءة شهرزاد 1  بقلم: م. زياد صيدم
ح1
قصتي الليلة يا شهريار..لم تحدث بعد ! وإنما ستقع أحداثها في المستقبل البعيد..هنا انتفض الملك من فراشه مستغربا قول شهرزاد: وهل تنجمين يا ملكة الديار؟ بادرها متسائلا..
- ليس تنجيما أيها الملك السعيد.. لكنها تختلف عن سالفاتها التي وقعت.. وتناقل أحداثها الناس من العامة والخاصة.. وأصبحت قصصا تروى من سالف العصر والأوان..
- سأسمعك يا شهرزاد بشغف على غير عاده..فلتقص على ما سيكون في عصر بعيد قادم..
سمعا وطاعة يا ملك الزمان.. أجابته بهدوء كعادتها..ثم مسدت علي شعره بحنان.. وبصوتها العذب كهمسات الربيع.. بدأت حكايتها بجملتها المعتادة في كل ليلة: كان يا مكان، في عصر قادم من الأوان.. حيث أراضى بلاد الشام..في منطقة ساحلية تقع في الجنوب الغربي للمسجد الأقصى.. سيختلف سكان تلك الأرض فيما بينهم.. ويتشتت شملهم.. ويفقدون طريقهم، ويسلكون شعاب تنحدر من مناطق بعيدة.. يأتون بعادات وتقاليد غريبة عنهم ..تنخر عقول بعضهم.. فيتناحرون ..ويعملون السيوف على رقاب بعضهم.. ثم يتوجهون لصلاتهم في مساجد زينوها بكلام البشر!..
- أيعقل هذا يا شهرزاد ؟ أيكون الناس قد وصلوا إلى درجة الكفر! وعصيان المساجد، وترك الصلاة.. حتى تستباح دمائهم وتنتهك حقوقهم الإنسانية !
تهز شهريار رأسها بالنفي.. وبدا على محياها عدم الرضي والحسرة.. وبنبرة يكتنفها الحزن تجيب:لا يا ملك الديار.. إنهم يقيمون الصلاة جميعهم..ويصومون رمضان، ويؤتون الزكاة، ويحجون البيت،ويقصدون المساجد في ذاك الزمن.. لكن بعضا ممن أغوتهم الحياة الدنيا وعرضها.. يغسلون أياديهم ويتطهرون من دماء سفكوها بغير حق ..كانت توحد الخالق وتصلى لله..ثم يقصدون بيوت الله غير عابئين.. يكذبون وينافقون كما لم يحدث شيئا ! ولن يقتصر الأمر على هذا !
- وماذا بعد ؟ ماذا سيكون أكثر من هذا إذا ! أكملي بحق السماء يا شهرزاد..
نعم يا ملك الزمان.. كما سيغزو اليهود بلاد المسلمين ..ويقيمون دولة يهود، وسيملكون السماء والأرض.. ويغلقون البحار بعد أن يطردوا سكان بلاد المقدس، ويشتتونهم في أمصار متعددة.. لكن من رحم معاناتهم في مخيمات الفقر والبؤس.. ما يلبثوا أن ينظموا صفوفهم.. تلتأم جراحهم.. يلتم شملهم.. تتوحد كلمتهم.. ويبدءون في شق طريقهم نحو تحرير البلاد.. ويلتفت إليهم العالم الذي ستحكمه قوتان كبيرتان.. ثم تنهار إحداها ..ويصطف المسلمون إلى جانب القوة الطاغية.. لتتحكم في العالم بعدها مملكة يهود.. حينها يغزو عقولهم الوهن، وقلوبهم الضعف، ويلتفتون إلى أنفسهم أكثر من أمتهم.. بفعل فاعل ؟ سيقبع ويحتل أعماق عقولهم، ويلغى تفكيرهم، ويوجهها نحو تدمير قيم التسامح والعدالة، ويلغى ثقافة تحرير البلاد والمقدسات، ويستبدلونها بثقافة حب السلطة والحكم ومتاع الدنيا، وزخرفتها الفانية..وياستمرئون النفاق حتى يصدقوه.. فيتلبسهم الباطل، حتى يغرقوا فيه حد أذنهم..فلا يفقهون بعده شيئا!...
يجتاحه ألم شديد.. يتأوه من وقع الخبر على نفسه.. يعقد ما بين حاجبيه.. يعتصر وسادته بيديه القويتين، حتى تناثر ريشها..فينتفض واقفا .. يتجه إلى شهرزاد متسائلا، والغضب يتطاير من عينيه:
- هل سيحدث هذا في غفلة منهم ؟ أم نتيجة جهل وأمراض غلبت عليهم .. فدمرت عقولهم..وأماتت قلوبهم ؟
تحاول شهريار تخفيف ألامه وحزنه.. فتطالبه بالهدوء والسكينة ..وان يسمح لها بتكميل قصتها.. فيأذن لها في الحال، ويسود اللحظة صمت وسكون ...
وهنا يصيح ديك الصباح.. معلنا بزوغ نهار آخر.. فتصمت شهرزاد عن الكلام المباح.. ويغط شهريار في نومه منهكا، ومثقلا بالتفكير.. بانتظار تكملة الحكاية في الليلة القادمة..
- يتبع –
إلى اللقاء.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف