كانت الفتاة بالمعرض الفنى والمعرض تحت عنوان (لوحات حياتية) وكان بالمعرض لوحة لفتى وسيم.لمحت الفتاة اللوحة من بعيد فانبهرت بها قبل الإقتراب منها فأسرعت الخطى من اول القاعة إلى الركن القصى حيث الصورة وحولها ضوء خافت باهت كانت مسرعة ً لدرجة ارتطامها بكل من كانوا واقفين فى الطريق للوحة.اقتربت الفتاة من اللوحة ووقفت ذاهلة فى بادىء الأمر سحرتها ابتسامة طيبة لكنها واثقة من الفتى الوسيم المرسوم باللوحة حدقت فيها كثيرا وابتسمت له والغريب أنها لمحت بريق عينى فتى اللوحة وقد تبدى أبهى .حل موعد انتهاء المعرض لهذا اليوم فأشارت للفتى _اللوحة أنها ستأتى غدا فى نفس الموعد .فى نفس الموعد كانت أمام اللوحة وأطالت الوقوف حتى لفتت أنظار بعض المتطفلين الذين التفتوا لها ثم أكملوا سيرهم فى القاعة .هذه المرة لمحت فى عينى الفتى_بريقا لم يكن مريحا ورائعاً كالمرة الأولى لكنها تجاهلت هذا الشعور وركزت كل حواسها فى ابتسامته الرائعة التى سحرتها،إبتسامة جعلتها تعاود الكرة فى الحضور وفى الوقوف بالساعات رغم أن فى كل مرة يتبدى أشياء غريبة باللوحة تتجاهلها ففى كل يوم تتغير الخطوط التى تشكل الابتسامة المريحة والمحببة للنفس تصير فيها شىء مقلق لكنها تطرد هذا الخاطر وتبعده عن تفكيرها اقترب المعرض من الانتهاء فخافت الفتاة على الفتى _ اللوحة فطلبت شراءها وطلب الفنان فى اللوحة مبلغا كبيرا يضاهى كل ما ادخرته فى كل حياتها فدفعته عن طيب خاطر وعندما هَمَّ العامل أن ينزل اللوحة من على الحائط ليغلفها لها صرخت بكل قوتها وطالبت برد نقودها فتلك اللوحة مقلدة فالفتى لم يعد يحمل ابتسامة طيبة ولا آسرة كانت الإبتسامة خبيثة وشريرة