الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خواطر لبنى ياسين الخادشة للحياء

تاريخ النشر : 2010-07-09
كان الرجل الذي ناهز الستين من العمر جالسا على كرسيه باسترخاء ينفث دخان
الشيشة القابعة إلى جواره بهدوء .. ويراقب ذلك الدخان الخارج من فمه وهو يرسم

خطوطا عشوائية .. لا معنى لها .. بينما بدأت الخواطر تمر في رأسه .. بالكسل

نفسه الذي يتملكه وبمرارة غيرت طعم الشيشة التي يدخنها .

كان يتابع زوجته وهى رائحة غادية تمارس أعمالها المنزلية بثوبها الفضفاض الذي يحيط بجسد أتسع محيطه كثيرا بينما ظهرت بعض تجاعيد على وجهها أضافت إليه مسحة من الطيبة والحزن في آن واحد .. كانت تمسح الغبار عن الأثاث بنفس الهدوء المعتاد عندما خطر له فجأة .. أين المرأة التي تزوجتها منذ ثلاثين سنة تلك المرأة الرشيقة الناعمة التي كانت ضحكتها تجلجل في أرجاء المنزل فتزلزل كياني ؟! أين هي ... هل يعقل أن تكون هذه العجل السمينة هي تلك المرأة نفسها ، ما الذي يجبرني على العيش مع هذه المرأة إنها لا تمت إلى الأنوثة بأقل صلة ، كانت هذه الخواطر تدغدغ خاطر الرجل وهو ينفث دخان شيشته ويتأمل امرأته بهذه النظرة التي تترجم أفكاره عندما حانت التفاته من زوجته والتقت نظراتهما وكأنها قرأت ما الذي يدور في خلده فأطرقت بخجل و دونما توقف أكملت على عجل أعمالها المنزلية.

أدار الرجل محطة تلفزيونية ما فإذا بأغنية تصدح بإيقاعها السريع الراقص

وعشرات من الصبايا يتلوين بأجسادهن الرشيقة وغلالات شفافة ضيقة ذات ألوان

براقة تلف أجسادهن الراقصة فتزيد من إثارة تلك الأجساد التي جعلت صاحباتها

وكأنما هن فراشات ملونة .. أو حوريات من حوريات البحر يتمايلن على أنغام أغنية

تمجد الصبا نظر الرجل بأسى .... قال في نفسه هكذا فلتكن النساء أما امرأتي

هذه .. فبالكاد تسمى الآن امرأة بل ربما لا أغالي إذا ما قلت أنها تنتمي إلى

جنس ثالث لا أدرى ما أسمه .. ولربما ليس له أسم.. فهي ليست امرأة .. وليست

رجلا ولا أي شيء على الإطلاق أنها.... لا أدري.... ربما كانت أماً .. أماً

فقط ...... لكنها ليست امرأة بالتأكيد .

في هذه الأثناء كانت ملامح المرأة تتقلص في امتعاض ملحوظ وكأنها بطريقة أو بأخرى تنصت إلى أفكار زوجها فيتملكها الغضب ولكنها مع ذلك تحاول أن تعيد

ملامحها إلى مكانها الطبيعي وهى تكمل عملها بهدوئها المعتاد .

فجأة .. رن الهاتف .. فأندفع الرجل قائما ليرد على الهاتف فإذا به يصرخ صرخة مدوية ويمسك ظهره بكلتا يديه قبل أن يكمل وقوفه تركت المرأة المكنسة وركضت إليه .. كان ظهره قد تيبس في منتصف الطريق بين الجلوس والوقوف .. أخذت المرأة تدلك له عضلات ظهره وهى تقول :

ألم ينصحك الطبيب ألا تقف بسرعة يا رجل .. مالك لقد بلغت الستين ولم تعد ابن عشرين سنة وللعمر حقه ، عضلاتك لا تستجيب لاندفاعك فلماذا تفعل هذا بنفسك كل مرة.

هذه المرة .. أطرق الرجل عينيه إلى الأرض خجلا .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف