تربت سوسن في بيت يسوده الهدوء والذوق والأناقة بيت يعمه الحب والعطف سوسن فتاه ارق من نسمات العبير مدللة جميله أوامرها مجابه كل طلب لها يأتي بدون اي اعتذارات فهي فتاه مهذبه أنيقة في مظهرها ترفعت عن أي مشاكل تواجهها وتتباهى بجمالها عادة للجميع وبعينها السوداء الواسعة كعيون المهاه وتتخايل بفمها الصغير ووجهها المشرق كالقمر وبضحكاتها الرنانة وبدمها الخفيف وبجسدها الملفوف فتنظر لنفسها ولم ترى أي فتاه في سنها بجمالها الجميع ينظر اليها ويبدى إعجابه كل شاب من الشباب الملتفين حولها كل منهم بكلمة إعجاب من يتغزل بشعرها ومن يتغزل بفمها وغير ذلك من مفاتنها . ولكن حتى الآن لم تلتمس الحب من تجاه آخر ولم تواجه قصة من قصص الحب والغرام من قبل فالجميع يقدم لها الإعجاب والحب والولاء والتوسلات ولكنها تتمنع ولا تستطيع اخذ أي قرار لكن هناك مودى " محمد " ذاك تدليله كما يناديه المقربين إليه كان معها بالكلية ومعها منذ أيام الطفولة بابتدائي وانفصلا في المرحلة الإعدادية والثانوية والتقى معها بالجامعة . كان دائما يلاحقها بنظراته القاتلة التي كانت كأنها سهم أطلق بقلبها لكنها كانت تحاول دائما الهروب منه رغم ذلك كانت دائما تريد رؤياه حتى ولم يلاحظ ظلا هكذا حتى أن انتهيا من الدراسة الجامعية وانقطعت صلتها بجميع أصدقائها إلا مودى هو الوحيد الذي كان دائما يحاول التقرب منها وإبداء الإعجاب بها ويلاحقها عادة بالنظرات القاتلة التي تبدو الإعجاب الصريح . نظرات جريئة اعتادتها من الجميع ولا تبالي بها إلا هو فلماذا هذا الشعور الذي ينتابها عند رؤيا أو سماع صوته بالتليفون . استفسارات تدور في نفس سوسن تخشى منها فهي تخاف الحب فلماذا ذلك الخاطر الذي يراودها ويؤرق عليها نومها بل حياتها وأخيرا بعد محاولات كثيرة لمودى للتقرب منها ومقابلات جانبيه للانفراد بها للاعتراف بالحب الذي يعذب قلبه ويحرقه كالجمر اعترف لها بحبه وطلب يدها وصارحها بأنه يهواها منذ الطفولة وها هي ما زالت في التفكير الذي يؤرق حياتها لماذا لا اعترف له بالحب ؟ اهو كبرياء أم خوف من القادم فما هو القادم والمستقبل الذي أخشاه فانا مدللة ولا يرفض لي طلب فلماذا الخوف ؟ هذا ما يدور بتفكير سوسن وأخيرا اهتدت لطريقها ستتصل به تلفونيا وستصارحه بحبها ... وبالفعل اتصلت به واعترفت له واتفق على الزواج لذلك انتهت المهمة بالنسبة لهما والباقي مهمة الوالدين فماذا العمل هل سيأتي فجاه للمنزل لمقابلة الوالدين أم ستصارحها بالحب القوى الذي يجمع بينهما وأخيرا توصلت أن من الأفضل أن تعرض على أمها الأمر أولا ثم والدها وهذا ما حدث بالفعل عرضت على أمها الآمر وسعدت الأم جدا بذلك لان ابنتها أخيرا صارت بسن الزواج والحب وقالت لها أنا أرى من الأفضل أن تعرض الأمر على والدك ليسعد بك وأنتي تعلمي مدى ديمقراطيته ومدى حبه لك فذهبت إليه فنادت أبى أين أنت أريد التحدث إليك وحشتني كم من وقت طويل لم أتحدث إليك فيه دائما مشغول مشغول وأخيرا وأخيرا وجدتك فقال لها أنا يا حبيبتي الذي أخيرا وجدتك حبيبتي هذه الكلمة رنت بأذن سوسن فدائما ما يقولها حبيبتي أو معشوقتي لم يقل لها في أي يوم من أيام عمرها سوى هذه الكلمة لو يقل ابنتي دائما ما يقول لك الكلمة التي تحب دائما أن تسمعها من مودى اكثر مما تهوى سماعها من والدها هذا ما يدور رأسها الجميل في حين يسألها والدها هيا يا جميلتي الصغيرة أيضا لم يقل ابنتي الجميلة .... لاحظت تلك الكلمات سوسن من قبل ولكن لم تدهشها بالقدر الكافي لأنها معتادة على ذلك لكنها ردت مسرعة قبل ملاحظة الوالدين عليها الصمت والتفكير الطويل نعم يا أبى . نعم يا أبى ... والدي قال نعم يا سيدت الجميلات . تكلمي ولا تخشى شيء ما طلبك يا جميلتي . تريدين مال ـ فستان ـ حذاء . قالت لا قال أنتي طماعة كل هذا قالت لا قال ما الذي تريدينه تكلمي .. فبدأت تتكلم .. والدي !!!! أنت تعلم إنني حصلت على بكالوريوس العلوم كما أنت عارف أن المعجبين من حولي كثيرين ومطاردتهم تزداد ...وهى تقول ذلك بدأ يظهر على الأب تغيير بوجهه ولكنه لم يدرى احد ما هو السبب في ذلك ولكنه حاول الصمت والسماع لآخر الكلام أبى منذ طفولتي مع مودى أنت تعرفه جدا وكان معي بالجامعة وارتاح الله نفسيا وهو كذلك بالنسبة لي وهو يريد مقابلتك ليجلس معك بعض الوقت . أقول له يحضر متى ؟ الوالد يضغط على أعصابه فجاءه يقف من مقعده وقال ماذا تقوليه ماذا بك أيها الفتاه الصغيرة كيف استطعت عرض موضوع كهذا على أنت مازلتي صغيرة على هذا الموضوع بل صغيره جدا أولا أريد منكي سماع كلام في هذا الموضوع بعد ذلك حزنت سوسن حزنا شديدا للأول مرة في حياتها كلام والدها لم ينفذ لها طلبها ويواجها وجها كهذا الوجه وجه الغضب لماذا غضب الوالد هكذا وسقطت على الأرض مغشيا عليها فجرى عليها الأب وحملها على غرفتها وأسرعت الأم بإحضار عطر لتفيق ولكن الوالد انتهز فرصة أن الأم خارج الغرفة وقبلها قبلات مليئة بالحرارة والبكاء المرير وبصوت عالي حضرت الأم مسرعة ورأته بهذا الوضع تغير وجهها ولكنها علمت أن مشاعر الأبوة هي التي تحركه لم يكن شي أخر و لم تدرى لماذا هو فعل ذلك بسوسن ولماذا هذه القسوة الغير معتادة لكنها اتجهت إلى سرير سوسن حتى أن أفاقت وخرج الوالد يجلس بغرفته مغلق عليه بابه وقالت لها الأم لا تغضبي ستتزوجي من من تحبين ما دمت على قيد الحياة ولم يستطيع إنسان على وجه الأرض يقف أمام سعادتك فرحت سوسن وقبلت أمها كثيرا ومكثت تدعوا لها بدوام الصحة والعافية .. ثم انتهت هذا اليوم الشاق وسوسن هناك تساؤلات تدور برأسها حتى أن أتي الغد وعرضت الأم على الأب هذا الموضوع مره أخرى قائلة سوسن لم تعد صغيره بل أنها بلغت من العمر خمسة وعشرين عاما وانتهت من دراستها بكلية للعلوم وطبيعي البنت للزواج بعد انتهائها من دراستها وسوسن تحب مودى وهو يحبها لماذا هذا العنف لن تصل لغرضك في يوم من الأيام . صار الوالد وصرخ ونشب صراع ومشاحنة شديدة وكلام غير مفهوم أمام سوسن وهى لم تفهم هذا الكلام وما معناه انه لغز و لكنها لا تبالي به المهم عندها أن تحصل الوالدة على الموافقة بالنسبة لموضوعها . لكنه للأسف صرعان ما سقطت الأم على الأرض وانتهت المشاحنة برفع الضغط على الأم وسبب لها جلطه مخيه فظلت بفراش المرض لفترة طويلة تقدر بخمس سنين حتى أن فارقت الحياة لهذا السبب البسيط .سنين كانت فيها سوسن من أتعس بنات حواء لمرض أمها وعدم مفاتحة الأب في أي شيء يخصها و بعد وفاة الأم الصدر الحاني الرقيق عليها وبعد مرور السنين وقضاء سوسن مع والدها بلغتا من العمر ما يقارب من ثلاثين عام واتى لها عريس وهو مودى الذي طال انتظاره لحبه الشديد لها فهو كما هو انتظرها لأنه لم تتصور قط أن تكون زوجته غير سوسن فبدأت محاوله فتح الموضوع مع الأب لم تعد الآن صغيره في السن كما قال من قبل وبعد ذلك سيفوتها القطار فبدأت تعرض عليه الموضوع بهدوء ولكن في تلك المرة تحدثت معه بكل براءة وكل حب وود وأخذها بين زراعيه حبيبتي أرجو نسيان هذا الموضوع مطلقا تريدين ان تتركي حبيبك وحده . فردت عليه لا يا أبى سنجلس سويا فقال لها لا يا حبيبتي لن اتركك وقبلها قبله أخرى أقوى من كل مرة يقبلها فيها قالت في نفسها أبى طوال عمره لم يقبلني قبلة الأب ولكن يقبلني الآن قبلة المحب العاشق الولهان فتلك المرة اغرب من كل مرة أنها مشحونة بالعطف وخاصة بعد وفاه الأم واصراره على النوم بجانبي في أخر الليل ولم تسمع لوالدها كلام وترى شفاهه تتحرك ولم تسمع لها ولا صدى ولم تفيق إلا على قوله سوسن ارحميني.. ارحميني.. أرجوك أنا احبك احبك... لم أكن بوالدك ،أنا زوج خالتك ،فاقت مما كانت فيه، وقالت له نعم نعم ...،قال لها الم تسمعيني ،أنا زوج خالتك ،والتي ماتت منذ سبع سنين خالتك ، ووالديك توفى في حادث بعد ولادتك مباشرة بشهرين ،وعشت معنا ،واحتار قلبنا بأي طعام ندركك، خالتك لم تنجب أطفال فوجدنا انه لم يكن عندنا حل إلا إتيان مرضعة ، وبالفعل ... وتربيت بيننا فأنت لست ابنتي ...لا.. في الحقيقة ولا من الرضاع، فانا احبك طوال حياتي... ولم أحب غيرك فأنت منذ ولادتك وأنا أراك ورده جميله تتفتح أمام عيناي ولم استطيع قطفها وصرت حتى الآن فكيف تريدين إن تهربي منى أن تتركيني هل تعلمين أنني أكثر من مرة فكرت في طلاق خالتك لأتزوجك ولكن احترمت العشرة وها هي ماتت فلا استطيع تركك قالت لا ومن حتى صرخات عاليه ولم تصدق ما تسمعه حتى الآن ومكثت تفكر لست أدرى اهو أبى حقا أم لا وان كان هكذا هل يجوز الزواج منى فهو الذي رباني وان كان هكذا فهل يجوز الزواج منه فماذا افعل هل ارضي بالواقع فأتزوجه أم أتزوج مودى واهنيء معه بالسعادة وأنسى ما راباني طول حياتي فليته أبى حقا فهل هو آبى حقا أم .....؟