الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القط النمر بقلم:عصام ابو فرحه

تاريخ النشر : 2010-07-06
القط النمر بقلم:عصام ابو فرحه
القط النمر
بقلم : عصام ابو فرحه
رأيتهما متقابلين هناك قرب جدار قديم , كانا قطين سمينين في ريعان شبابهما , أدركت سريعاً أن معركة حامية الوطيس على وشك أن تندلع , فوقفتهما لا تحمل أية نذر للسلام , لا سيما أن كل منهما يحمل تحت ذيله أعضاء ذكرية لا بأس بها , وذلك يؤكد أن تلك الوقفة لا يمكن أن تكون ذات طابع غزلي قططي , خطر ببالي أن أنهرهما وأفض الاشتباك قبل أن يبدأ , لكن أنانيتي كإنسان دفعتني إلى الانتظار لأمتع نفسي بمشاهدة لقطة فريدة غير مكترث بما ستحمله النتيجة من آلام لأحدهما أو لكليهما .
اقتربا من بعضهما أكثر وأكثر فتلامست الأنوف أو كادت , حتى خلت أنني أسمع قرع طبول الحرب بأذني , حاولت أن أجتهد لمعرفة من سيكون المنتصر . فدققت في معالمهما دون جدوى , فحجمهما متقارب إلى حد كبير , والاستعدادات متكافئة نوعاً ما , تمنيت لو أن أحد الأصدقاء كان معي لنلعب لعبة الرهان على الفائز كما يفعل أهل الفلبين في الرهان على قتال الديوك , ولا فرق إن كانت ديوكاً أم قططاً , ولعدم وجود شريك الرهان قررت أن أراهن نفسي , فاستثرت فراستي وأمعنت التدقيق مرة أخرى , لكن الأحداث تسارعت بغرابة لتبطل جدوى الفراسة , ولتحدث بشكل جلي عن نتيجة تلك المعركة , فهاهو أحد القطط يتراجع إلى الخلف بضع خطوات , وتنكمش رقبته بين كتفيه , ويجلس ساكناً وكأنه قد ابتلع منجلاً , فإ ن هو بقي هكذا لن ينجو من ضربة أمامية قد تسحق أنفه الحساس , وإن استدار للهرب فلن ينجو من ضربة خلفية قد تسحق معالم ذكورته , أما القط الآخر فتحول في رمشة عين إلى نمر شرس , حيث رفع رقبته إلى الأعلى ووقف على رؤوس أصابع يديه , وانتفخ رأسه واستقام شاربه , ووقف شعر جسده حتى تحول إلى ما يشبه الدبابيس الحاده , وكشر عن أنياب كأنها سكاكين مسنونة , ولقد اكتمل المشهد المرعب بصوت خرج منه عالياً غاضباً :
( بخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ ) ,
للحظات قليلة أفزعني الصوت بحدته وقوته وتوقيته المباغت , فعدت قليلاً إلى الوراء بحركة لا إرادية , استعدت توازني بعد ذلك وعاد إلي الهدوء , وحمدت الله على أنني لست طرفاً في تلك المعركة , مسكين هذا القط المتراجع , كيف لم يفقد وعيه أمام تلك الزمجرات , بل أمام ذلك الزئير , أنا لست قطاً ولست طرفاً ولم أستطع الحفاظ على ثباتي , فكيف لهذا المسكين أن يصمد أمام هذا القط النمر ؟
استمر المشهد , صوت القط الثائر يعلو ويعلو ويعلو , أحياناً كان الصوت أشبه بأصوات حيوانات الأدغال , وأحياناً أخرى تزداد حدته ليصبح إلى أصوات الطيور الجارحة أقرب , ويطول أحياناً ويتموج ليبدو وكأنه يصدر كلمات تهديد ووعيد ,
اعتادت أذني سماع زمجرات القط النمر فما عادت تهزني , واعتادت عيني رؤية ملامحه الغاضبة الثائرة فما عادت تأتي بجديد , تحولت بتركيزي إلى القط الآخر لأرقب ملامح خوفه , ولأرصد خطته للانسحاب , ذلك إن لم يمت ضرباً أو فزعاً ,
هدوء هذا القط غريب بل عجيب , لا يتحرك , لا يصدر أي أصوات , ثابت في مكانه , هل قضى جالساً أم أنه فقد الوعي أم ماذا ؟ لا لا , ما زال على قيد الحياة , هاهو يقف , لا بد وأنه قد قرر الهرب ففي ذلك أقل الخسائر ,
قررت أن أساعده عندما يبدأ انسحابه فلقد أشفقت على حاله , وانتظرت أن يستدير ويولي هارباً , حينها سأنهر القط النمر كي لا يلحق به , وكم فوجئت حين خطا القط الهادىء أول خطواته , والتي لم تكن إلى الخلف كما توقعت , بل تقدم بخطوات ثابتة إلى الأمام , لا يأبه بالأصوات والزمجرات الآتية من أمامه , تقدم بثقة وثبات وعاجل القط المزمجر بضربة على وجهه وبأخرى على بطنه وبثالثة على ظهره , تناثر شعره في الهواء , انقلب على ظهره , لم يحاول صد أية ضربة , ولم يحاول الدفاع , لكن صوته بقي كما هو , بل زاد علواً , يتلقى الضربات تلو الضربات ويزمجر , ينقلب على ظهره وعلى بطنه ويزأر كزئير الأسود , حتى عندما استطاع الإفلات , هرب ولا زال يصدر ذات الأصوات , مشيت في طريقي والضحكات تنطلق مني , قلت لنفسي كيف لم تخطر ببالي مقولة أمي : ( يا كثير الحكي يا قليل الفعل ) , واصلت المسير وتركت القط الهادىء ينعم بتناول قطعة لحم أظنها كانت سبباً في تلك المعركة .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف