الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مــن عــــلم العــــذراء..الهوى ؟!بقلم : سليم فوزي

تاريخ النشر : 2010-07-06
مــن عــــلم العــــذراء..الهوى ؟!بقلم : سليم فوزي
من علـم العـذراء ... الهــوى ؟!!!
بقلم : سـليم فـوزي

لا زال يذكر تلك ألأيام الممتعة التي قضاها في بيروت برفقة زوجته ، فجمال تلك المدينة وطبيعتها الساحرة ، أطفيا على استجمامهما رونقا خاصا ، كم كانا سعيدين وقد بدا على صحة زوجته تحسنا ملحوظا في مرض ألم بها .
لم تدم سعادتهما طويلا ، كانا على موعد مع القدر ، أثناء عودتهما مستقلين مركبته متجهين في إحدى الشوارع الرئيسية إلي الفندق مقر إقامتهما ، وقد نفذ العدو الإسرائيلي عدوانه الغاشم على لبنان بوحشية ، استهدف المدنين بصفة خاصة بعد أن أخفق في القضاء على المقاومة ، في لحظات قلائل اختفت الشمس في سماء داكنة ، تتراقص فيها الغيوم المنبعثة من دخان القذائف والحرائق وكأنها قطعان هائجة من النيران السوداء ، لقد غاب الجمال عن مدينة الجمال واضطربت زرقة البحر ، سمع دوي الانفجارات في كل مكان ، فبدت كامرأة جميلة هشة اختطفها عملاق خرافي بين ذراعيه وهي ترتعش خوفا وبردا في آن واحد .
اقترب بمركبته من الفندق ، لم يستطع إيقافها أمامه بسبب تجمع أناس كثيرون أمام منزل بجوار الفندق قد تعرض لإصابة مباشرة بقذائف إحدى الطائرات الاسرائليه ، هدم على من فيه ، تحول إلي ركام بعد عيان ، هرعت مركبات الإسعاف لنقل الضحايا ، كان من بين الضحايا رجل عجوز وزوجته ، نقلا دون أن تتمكن ابنتاهما الوحيدة من وداعهما ، كانت بدورها راجعة إلى منزلها فوجئت بهذا الحدث الأليم الذي أودى بحياة سندها (والديها ) ، اتكأت برأسها على بقايا من حطام جدار منزلها ، بكتهم طويلا حتى جفت دموعها ، ما زال قلبها باكيا ، رآها وقد لفت انتباههما نحيبها المسموع ، اقتربا منها لمواساتها بفجيعتها، شعرت بوجودهما بجوارها ,رفعت رأسها ذو الشعر الأحمر الكثيف في اتجاههما بدا الإعياء عليها وقد شاب بياض عينيها الزرقاوات حمرة من أثر البكاء ، كانت في مثل عمر ابنتهما ، مما أثر فيهما هذا المشهد كثيراً ، احتضنتها زوجته بين ذراعيها ،اصطحباها إلي الفندق ، حيث قدما لها العون والمواساة ، ومما زادهم تأثرا بحالها أنها لم تكن لبنانية الأصل ، قدم والدها من المغرب العربي إلي بيروت منذ عشرين عاما ، لا تعلم كثيراً عن عائلة والدها ، تعلقا بها ، بموافقتها اصطحباها عائدين إلي وطنهما أملا أن يساعداها في العثور على عائلتها ثم اللحاق بهم
في وطنهما حيث الحياة الرغدة ومكانة الزوج المرموقة في المدينة ، قد كان مالكا لإحدى الشركات الكبرى ، استطاعا توفير الراحة والحياة الكريمة لها ، كما كانت ابنتهما نعم الصديقة ، إلا أنهما عبثا حاولا العثور على عنوان أقاربها في المغرب العربي ، بفضل إيمانها وسعة ثقافتها وتلك العائلة الكريمة ، تغلبت على محنتها ، بدت ابنة السابعة عشر ربيع، مشرقة فواحة الرائحة كزهرة الياسمين مما أطفت عليهم مزيدا من السعادة .
اشتدت حدة المرض على الزوجة الحنونة ، لم تمهلها نوبات القلب المتتالية كثيرا من العمر ، قضت نحبها بعد عام من عودتهما .خيمت على المنزل أجواء حزينة ، أثرت سلبا على كل فرد منهم ، فالأب شعر بوحدته بعد فقدانه رفيقة دربه ، والابنة أرقها حالة أبيها وحزنها على والدتها ولا سيما أنها ستغادر بيت أبيها وستزف إلي خطيبها بعد شهرين ، أما عن الفتاة فقد فكرت بعقل ناضج رغم تأثير الحدث عليها كثيرا ، ارتأت بان تلعب دورا لإخراج هذه الأسرة الكريمة من محنتها وبصفة خاصة رب الأسرة الذي بدت عليه أعراض الانطواء والاكتئاب النفسي ، لمست في ابنته ترحيبا لفكرتها ، حرصتا علا الاقتراب منه كل مساء للتسامر معه ، وها هو بدا يستجيب ويستمع ويشارك في تحاورهم ، وقد أفضت ابتسامة الفتاة وإطلالة وجهها المشرق فيضا من السرور عليه ، فقد أبدا اهتمامه بها و حرص على التقرب إليها ومعرفة المزيد عنها ، لمس فيها ثقافتها العالية ، وروحها المرحة ، فهي تجيد العديد من اللغات تحفظ من الأدب وفنون الشعوب الكثير ، قوية في عزيمتها ، قد تعالت على حزنها وانطلقت نحو الحياة رغم أنها لا تدري كثيرا عن مستقبلها ، أعجب بعذوبة صوتها ، علم أنها تجيد العزف على العديد من الآلات الموسيقية العصرية ، أهـداها ( جيتارة ) ، سرت بذلك كثرا ، أسمعتهما في أمسية لن ينساها الحان شجية وهي تغني أعذب عبارات الحب ، وهي ترتدي تنوره زرقاء وبلوزة بيضاء خفيفة زادتها فتنة ، كم بدت نضرة جميلة كأنها الفرح وشهية كحبة تفاح جبلي لحظة نضوجه .
منذ تلك الأمسية لم يستطع النوم لما لمس فيها من حيوية ، وانطلاقة نحو الحياة ، يعد الساعات منتظرا لقاءها في المساء وفي خلجاته سؤالا مدويا في قلبه ( من علم العذراء ...الهوى ؟ !!! ) ، تبادلا إعجابهما يبعضهما . فقد سحرته بجمالها ، رغم انه في نهاية العقد الرابع من عمره ، مازال وسيما ، لم يستطع الابتعاد عنها ، تزوجا فكانا أسعد زوجين .
......................................................................
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف