الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كأسك يا امراة بقلم ابن الشاطيء

تاريخ النشر : 2010-07-04
كأسك يا امراة – بقلم ابن الشاطيء

.. احتسي خمرتي من شفاه كؤوس كثيرة .. ادلقها في جوفي الملتهب صبابة الى وجد التمني .. اكرعها دفعة واحدة ثم اضعها على مناضد النسيان السريع .. و كان شيئا لم يكن ..! و كأن خمرتها المثلجة بالمعاني و القبل لا تزيل ركام الجمر السابح في اوردتي .. فتعود متشهاة ظمأى كما كان عليه الالحاح الاول قبل التصابي بجرعة واحدة .. و لكن كاسك يا " امرأة " له لذة خاصة و طعم حريق لاذع و سفر ابدي لا ينتهي في مسافات العروق العطشى .. اشربه حسوة حسوة و كانني اعزف على وتر السعادة المتراقص في خيالي ..فيتفتق الحلم و تتسع حدقتي العشق و تمتد بسط الصبابة القصوى حتى الذهاب في الاثير اللامتناهي .. شراب كلماتك يقطر نبيذا شافيا .. ترياقا سحريا يجتاح اوصالي و يطهر ما اختبأ في حنايا الروح من احزان بالت عليها الايام الخوالي و تركت ثغر الجروح اللاهثة مفتوحا على مصراعية .. كؤوس كثيرة تمر عليها خمور اللذة بلا شفاء و لا تماثل الى الصحيان .. الا كاسك المترع برحيق امراة برية امتصت مفرداتها من زهرات هذا العمر الندي في خلايا شهد موصوف لداء العشق و مشروب لداء النسيان ..
.. كل المعاني و الحروف تدخل الى ذاتي و تخرج من ذاتي كجرعات هواء مالوف كي يستقيم معها النبض في شكله الاعتيادي .. الا كلماتك ، لانها تجيء على غير عادتها في صحوها و همسها و مشيها و لونها الممزوج بالاقوحان و الاحمر و الليلكي و النرجسي .. كلماتك يا امرأة تجيء كانها لفافة تبغ غريب لم يسبق لرئتي ان نفثته قبل هذا الاوان و لم تمر البتة على حلمات التذوق في فمي .. كلماتك مجبولة بالزعفران و مسقية بماء الورد البلدي و معجونة بحناء امراة هندية ! و مصقولة ببلورات من سكر فضي يستحلب الشهوة قبل اوان الاشتياق و قبل ان تستليقه الروح و تتذوق حلاوته التجربة ..
.. و اذا اشتعلت صبابة الوجد في اضعلي .. يكفيني ان اخذ قليلا من كلماتك و اذيبها في حرارة التشهي و اناء الرغبة المحمومة بالتلظي .. اعتصرها و اقطر من عناقيدها خمرتي الابدية .. عطش انا فاشرب .. ثم مزيدا من العطش فاشرب .. ! حتى تهرب اشباح العزلة القابعة في زوايا امكنتي و تولي الادبار مع مزيدا من الشرب و التعاطي ..
انا حين اهز بجذوع كلماتك المسحورة يتساقط علي رطبا شهيا .. هو قوت يومي و غذاء روحي .. فكل عناصر الوجد و العشق و المطر و الورد المنشى بالطل تتشكل في لحمها العذب ..
كلماتك يا امراة تلتصق بي كظلي .. تشاكلني بخطوها كظبية تتيه في فراغ الروح دلالا و لعبا منقطع التسامي .. كلماتك تمشي بجانبي و تسحب يدي الممدودة على دم القصيد المتشكل في اسلاك رئتي و تتشابك اصابعها مع اصابعي في ضغطة حارة كانها تقبض على حمرة الجمر .. كلماتك فعلا مضفورة بالجمر و لذعها رائع و سخونتها لذيذة اشهى من كستناء موقد شتوي بات يساهر الليل و يسامره .. اخشى على كلماتك ان تشعل في اعماقي مزيدا من الحرائق من الصعب علي اطفاؤها ..
.. كلماتك الظمأى بدات تلاحقني في اقبيتي و تنام في خاصرتي و تسيل كقطرات تنزل من سقاء عشق نقي .. تسبقني الى الفراش و تلتحف احلامي قبل ان يجلبها النعاس .. و تتسربل في اغطية السهاد قبل الدخول الى مشارف الانتظار .. تستحضرني قبل ان استحضرها .. و تدخل الي من شقوق المستحيل و ترتمي بغتة دون استئذان .. تجيء في المساء و في الصباح و مع طلوع الفجر و مع مغيب الشمس و اشراق القمر و حفيف اغصان الشجر وقت السمر ..
.. كلماتك يا امراة تدخل الى فضاءات قلبي كعصافير شوق جاءت من غربة سفر طويل لتقيم في فراغاتها افراحها و اعراسها .. و تعزف الحانها في انسياب موسيقي كانه الجدول الرقراق الداعي في ترنيمته الى النشوة ..
.. يا امراة ارتطمت بي فجأة .. و قبل ان تسقطي في ذبول النسيان التقفتك اصابعي و شدت عليك في حرص شديد و راحت تمسد ملمسك الناعم كانها قطة " شيرازية " غفت بين اضلعي حتى احترت اين اخبئها و رحت اقبلها و احتضنها وادفع بها الى غرف الدفيء الواقعة في اعلى الصدر ..
بربك .. ذكريني : " هل نسيت شيئا اثناء ركضي اليك .. " لا اظن فانا الذاكرة التي لا تنسى و لا تنسى ؟؟!
فهل اعهد اليك يا امرأة ان تحطي رحالك في جمجمتي و تتوضعين في صقيع احزاني .. نعم ساضبط مواعيدك على نبضات قلبي و اطلب منها ان تبوح بالشوق في الوقت المناسب و المكان المناسب ..
فالانتظار لاكثر من مرة واحدة لا يجدي .. و البوح كثيرا في حضرة الاعتراف لا يجدي .. و يبقى الحلم
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف