
سبق أن نشرت مقالين حول ادعاء الرافضة الحق في السلطة باسم الدين افتراء على رب العالمين من خلال كتاب : " نظرية السلطة في الفقه الشيعي " لصاحبه توفيق السيف ، واليوم أركز على الفصل الرابع بعنوان : " ولاية الفقيه " من الباب الثاني بعنوان : " تطور نظرية السلطة عند الشيعة " . من المعلوم أنه من معتقدات الرافضة الفاسدة القول بنيابة الفقيه عن الإمام ، وهو اعتقاد يهدف إلى ركوب الدين من أجل الوصول إلى السلطة ، فبعد تهافت فكرة الإمامة وخرافة غياب الإمام لم يجد الرافضة بدا من اختراع ولاية الفقيه النائب عن الإمام الغائب في انتظار أن يعود ، وهو انتظار السذج والعوام والرعاع الذين يستخف عمائم السوء بعقولهم ويمررون عليهم الخرافات من أجل التحكم في رقابهم واستغلال أموالهم . فولاية الفقيه حسب توفيق السيف تنطوي ضمنيا على القول بأن الفقيه له ولاية مستقلة تسمح له بأن يكون صاحب السلطة وليس مجرد شريك فيها ، وأنه ينوب عن الإمام ويتولى مهمته المؤجلة في إقامة دولة الحق التي لا يقيمها إلا الإمام المعصوم حسب زعم الرافضة بينما كل من يتولاها من عباد الله مجرد حاكم جور وطاغوت . وقد سرد علينا صاحب الكتاب تضرعا يتلوه الرافضة في رمضان ومما جاء فيه ما يلي : " اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة إمامنا وكثرة عدونا وشدة الفتن بنا " علما بأن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم لم يفقد وإنما أدى الرسالة كما شاء الله عز وجل ، ولا إمام بعده وإنما هو حكم الشورى كما نصت على ذلك آية الشورى في سورة الشورى ، وأنه لا غيبة وإنما هو الوهم والخرافة ، وأن العداوة التي يزعم الرافضة ضدهم هم الذين يصنعونها ، والفتنة هم من يشعلها . ومع أن توفيق السيف يسرد علينا اختلاف الرافضة في معصومية الفقيه إلا أنه يثبتها بنسبتها إلى بعض عمائمهم الذين يعدون من الثقات عنده وعند الرافضة . ويقر الكاتب أن تعيين الفقيه من طرف الإمام الغائب ليس صريحا أو مباشرا بل يكون بصفات يتصف بها الفقيه ، وهي الصفات التي يريدها الإمام الغائب في نائبه وهي الصفات المنسوبة إلى الإمام القائم وهي : " من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه " فالرافضة أمام خرافة غياب الإمام قصر حبل كذبهم فتنكبوا القول بأن الإمام الغائب قد يرخص للفقهاء الأولياء صراحة ومباشرة فلجؤوا إلى العبث بعقول السذج والعوام فوضعوا صفات للفقيه وزعموا أن من يتصف بها له الحق في النيابة عن الإمام الغائب ، ولكنهم لغبائهم نسوا المتعة والتفخيد وهم يتحدثون عن صفة المخالف لهواه التي هي صفة من صفات النيابة عن الإمام . وعندما يقول لهم غيرهم إن الخلفاء الراشدين الذين خلفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من الأتقياء يطعنون فيهم ويسمونهم جبتا وطاغوتا ، أما جبتهم وطاغوتهم من الفقهاء الأولياء فلا بأس من الحديث عن صفاتهم وهم مجرد حشرات أمام أخلاق خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك يعطون لأنفسهم من الحق في السلطة ما يحرمون منه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بموجب عقيدة فاسدة . ويسوق الكاتب أدلة الرافضة في أحقية الفقهاء الأولياء في السلطة مع أن للرافضة طريقة تدليس غريبة للأحاديث التي يعتمدونها أدلة ، فمن قواعد التدليس عند ما يسمى فقهاء الرافضة ومنهم الكركي : " أن الخبر الضعيف الإسناد إذا انجبر بقبول الأصحاب وعملهم ارتقى إلى مرتبة الصحاح ، وانتظم في سلك الحجج وألحق بالمشهور" فما أسهل صحة رواية الحديث عند الرافضة ، فضعف السند عندهم لا يعني شيئا ويكفي قول الأصحاب لجبره والرقي به إلى مرتبة الصحيح ، واعتماده حجة واشتهاره كما هو شأن حديث غدير خم الذي لا يعتد الرافضة بضعف سنده لاكتفائهم بقول الأصحاب فيه . فأشهر ما يستشهد به الرافضة لتمرير خرافة ولاية الفقيه أن جعفر الصادق سأله أحدهم عن رجلين من الرافضة تنازعا في دين أو ميراث فتحاكما إلى سلطان أو قاض من غير الرافضة فقال له : " من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت ، وما يحكم له فإنما يؤخذ سحتا ، وإن كان حقا ثابتا له لأنه أخذه بحكم الطاغوت وما أمر الله أن يكفر" فلما قيل له : فكيف يصنعان ؟ أجاب حسب الرواية التي في سندها ضعف بشهادة رواة الحديث ومع ذلك تسمى الرواية المقبولة : " ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما ، فإني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد ، والراد علينا كالراد على الله ، وهو على حد الشرك بالله " فهذه هي أقوى حجة ودليل عند الرافضة على أحقية الفقيه بالولاية إذ لا يؤتمن على السلطة إلا من كان رافضيا يروي أحاديث الرافضة ويحل ما أحلوه ويحرم ما حرموه أما ما أحل الله وما حرم فلا يعني بالنسبة إليهم شيئا ، والراد عليهم في حكم الراد على الله تعالى الله عما يصفون . وفي رواية تنسب لأبي عبد الله قوله : " إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تداري في شيء من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق ، اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا وحرامنا فإني قد جعلته عليكم قاضيا ، وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى السلطان الجائر" وهذه ذريعة أخرى يتذرع بها الفقهاء الأولياء للتحكم في رقاب العوام والسذج من المغرر بهم من أتباع عمائم السوء منسوبة إلى أبي عبد الله وفي روايتها ضعف أيضا بشهادتهم ولكن لا بأس بها عندهم لأنها توافق الأهواء الرافضية . ومما ينسب لصاحب الزمان حسب التصنيف الرافضي قوله لأحدهم : " وأما الحوادث الواقعة بينكم فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله " فيكفي أن يروي الرافضي عن صاحب الزمان بغض الطرف عن ضعف الإسناد في الرواية ليكون حجة على الرافضة ، ويكون صاحب الزمان حجة الله . ومما يروى في هذا السياق نسبة لمن يسمى الصدوق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون بعدي ويروون حديثي وسنتي " وبطبيعة الحال ليس هؤلاء الخلفاء الصديق ولا الفاروق ولا ذي النورين ولا معاوية، وإنما هم الأئمة والفقهاء الذين ينوبون عنهم ، أما الخلفاء الراشدين الثلاثة ومعهم معاوية فليسوا من أصحاب رسول الله ولا من رواة حديثه وسنته بل هم الطاغوت والجبت الملاعين حسب ما يعلم عمائم السوء الكذبة سفهاء الرافضة ورعاعهم الذين عطلوا عقولهم وصاروا كالأنعام يساقون سوقها إلى الهاوية . ومما جاء في هذا الكتاب وهو من باب شهد شاهد من أهلها أن المسمى عند الرافضة بكاشف الغطاء يرى أن الله ـ تعالى الله عن وصفه ـ قد جعل للفقيه ولاية مثل ولاية الإمام المعصوم ، فيثبت له في عصر الغيبة ما ثبت للإمام من السلطة الدينية والزمنية والولاية العامة لأمور الناس ، والرياسة المطلقة والزعامة الشاملة . ويذكر الكاتب توفيق السيف أن من الذين قالوا بالولاية الخميني والكلبايكاني وقد اعتمدا معا الروايات السابقة للأحاديث السالفة الذكر من أجل الوصول إلى السلطة ، وقد ذهبا إلى أن ثبوت الولاية للفقيه في كل ما ثبت للنبي والأئمة . هذا كلام يقع بين الصفحات 160 و191 من كتاب نظرية السلطة في الفقه الشيعي وللقراء الكرام العودة إليه للتأكد من صحة ما أقول ، وهو ما لا يرضي الرافضة فيعمدون إلى سبي وشتمي وتدليس المقالات علي من أجل إسكاتي حتى لا تفتضح خرافاتهم أمام الرأي العام في حين يريدون التمويه عليها بادعاء مواجهة العدو الصهيوني ، وهم يقدمون أكبر خدمة لهذا العدو بعقيدة فاسدة تفضل التحالف مع اليهود والصليبيين ضد المسلمين الذين لا يصدقون أكاذيب الرافضة وخزعبلاتهم .