
تختلط الأمور عليّ في الفترة الأخيرة، ربما تتساءلون عن السبب! وقد يعتبرها البعض حالة صحية أحيانًا.
هذه ليست قصة .. وليست بخاطرة، ولكن محاولة للبحث عن الذات في عتمة الواقع شديد التعقيد من حولنا. كيف يمكن لي أن أستجدي ديمقراطية واعتراف شبه مطلق بكافة حقوقي المدنية والفكرية والسياسية من طرف ثالث أو آخر أو محايد؟ وهل كان من الممكن لي أن أطرح هذا الكمّ من الأسئلة على شواطئ المتوسط وعصا الرقيب تترقب قلمي وتمنعني من التفكير الحرّ، لأننا بتنا نحتضن هذا الرقيب في وعينا الباطني، وقد نحتاج إلى أربعين عامًا من التيه في صحراء النقب أو الربع الخالي أو أي صحراء أخرى حتى نتعافى نهائيًا من مشاعر الخوف والترقب والقهر، وليظهر من صلبنا رجالٌ متحررون من جملة هذه القوانين الوضعية التي قتلت إبداعنا وانطلاقتنا نحو الحرية والصدق في التعامل.
* * *
كنت أجلس في أحد المقاعد الأمامية بانتظار سعادة السفير البلجيكي مارك ميخلسن ليبدأ محاضرته بمناسبة تولي بلجيكيا رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، وبالقرب منه وزير الداخلية تسفيتانوف ووزيرة العدل بوبوفا ونائب وزير الخارجية ملادينوف الذي كان في هذا الوقت باستضافة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وربما كان في ذلك الوقت يضع ورقة بين حجارة حائط المبكى تاركًا فيها أمنيته. ملادينوف يحق له ما لا يحق لغيره من وزراء الخارجية العالميين فهو من المؤيدين لدولة إسرائيل ظالمة أو مظلومة، بالرغم من أن هذا لم يمنعه من زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليؤكد حرص أوروبا على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وبالرغم من أن ليبرمان قال بأنه لا يرى إمكانية إقامة دولة فلسطينية خلال العام 2012. كلّ هذا غير مهم على الإطلاق لأن حائط المبكى يبقى وجهة معظم وزراء خارجية بلغاريا الموالين لإسرائيل ظالمة أو مظلومة على التوالي، وكأن هذا المنصب حكرًا لهم طوال عقود طويلة من الزمن. أمّا حركة حماس فتلك قصة أخرى، فهي بالرغم من فوزها بالانتخابات الفلسطينية إلا أنها انقلبت على الرئيس محمود عباس، وبهذا حرمت من رضا الأوروبيين إلى أجل غير مسمّى.
* * *
هذه ليست مقالة سياسية، لأن السياسة لديّ عادة ما تختلط بالقوافي لتولّد حالة من العنفوان والتمرّد على المشاعر، وقد يؤدي هذا إلى قتل الإبداع أو تقنينه، بمعنى توجيه صفعة للكاتب وإجباره على التوقف عن التحليق، رجاءً زملائي القرّاء لا تتوقفوا عن التحليق عاليًا في فضاءات الأدب والفكر والتحرر والانطلاق نحو الماضي القريب، هناك في فسحة الزمن العاجلة، حيث كان الأمل أقوى وأقرب للشريان التاجي للفؤاد منه الآن، وأتساءل مجدّدًا، هل يمكنكم مساعدتي في نزع الخناجر المدببة من أطراف أصابعي لعلّي أقدر على الكتابة وترك بصمات حرقتي وانفجاري على هذه الصفحات الالكترونية الرافضة للتناثر؟! صفحات مرتبة بغباء وإصرار .. كما القذيفة المبرمجة لاجتياح تاريخ أسرة حتى وإن أدى هذا لقتل قبيلة!
* * *
- سيدة جميلة؟ بل حسناء وتمتلك القرار!
- هل هي ذكية؟ بل حادّة الذكاء، وتتقن العديد من اللغات، وشغلت وما تزال تشغل منصب مفوضة أوروبية في البرلمان الأوروبي.
- هل هي يهودية؟ لا ليس بالضرورة، لكنها ذكية بما يكفي لتتزوج يهوديًا.
- وهل هذا أمرٌ سيء؟ لا .. ليس بالضرورة، كلّ ما هناك أنني أغار منها لأنها محلّ ترحيب دائم فوق كامل التراب ..
- إذن لماذا كلّ هذه الأسئلة وكيف فقدت الذاكرة والقدرة على الانتحار؟
- لا أدري، أتقن أحيانًا طرح الأسئلة كفلسطيني يحاول أن يرضي العالم فيكسر قلمه ويدلق حبره وينزع قميصه ليجد بأنه قذ شقّ من دبر.
سمعتها تقول مازحة بأنها وضعت ورقة في أحد جدران حائط المبنى تتمنى فيها أن تحمل طفلا .. إلخ.
- أنت حسّاس أكثر من اللازم! ماذا تريد؟ ترغب النساء بالولادة، ويفرح أولياء الأمور حين يرون فلذات أكبادهم تملأ الحدائق بالضحك والحياة، هذا أمر طبيعيّ جدّا يا رجل! دعكَ من هذه التحفظات والخزعبلات واهبط لبعض الوقت إلى الأرض حتى تتنفس هواءً ملوثًا ببقايا المخلفات الصناعية وثاني أكسيد الكربون. حاول أن تكون باختصار إنسانًا حضاريًا!
- أريد الوقوف أنا أيضًا أمام حائط المبكى لأضع ورقة أحمّلها كلّ ما أشتهي حتى الأصيل، ولا أريد أن يكشف أحد عن أمنياتي حتى لا أشنق وأحرق مرتين.
هذه ليست قصة .. وليست بخاطرة، ولكن محاولة للبحث عن الذات في عتمة الواقع شديد التعقيد من حولنا. كيف يمكن لي أن أستجدي ديمقراطية واعتراف شبه مطلق بكافة حقوقي المدنية والفكرية والسياسية من طرف ثالث أو آخر أو محايد؟ وهل كان من الممكن لي أن أطرح هذا الكمّ من الأسئلة على شواطئ المتوسط وعصا الرقيب تترقب قلمي وتمنعني من التفكير الحرّ، لأننا بتنا نحتضن هذا الرقيب في وعينا الباطني، وقد نحتاج إلى أربعين عامًا من التيه في صحراء النقب أو الربع الخالي أو أي صحراء أخرى حتى نتعافى نهائيًا من مشاعر الخوف والترقب والقهر، وليظهر من صلبنا رجالٌ متحررون من جملة هذه القوانين الوضعية التي قتلت إبداعنا وانطلاقتنا نحو الحرية والصدق في التعامل.
* * *
كنت أجلس في أحد المقاعد الأمامية بانتظار سعادة السفير البلجيكي مارك ميخلسن ليبدأ محاضرته بمناسبة تولي بلجيكيا رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، وبالقرب منه وزير الداخلية تسفيتانوف ووزيرة العدل بوبوفا ونائب وزير الخارجية ملادينوف الذي كان في هذا الوقت باستضافة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وربما كان في ذلك الوقت يضع ورقة بين حجارة حائط المبكى تاركًا فيها أمنيته. ملادينوف يحق له ما لا يحق لغيره من وزراء الخارجية العالميين فهو من المؤيدين لدولة إسرائيل ظالمة أو مظلومة، بالرغم من أن هذا لم يمنعه من زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليؤكد حرص أوروبا على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وبالرغم من أن ليبرمان قال بأنه لا يرى إمكانية إقامة دولة فلسطينية خلال العام 2012. كلّ هذا غير مهم على الإطلاق لأن حائط المبكى يبقى وجهة معظم وزراء خارجية بلغاريا الموالين لإسرائيل ظالمة أو مظلومة على التوالي، وكأن هذا المنصب حكرًا لهم طوال عقود طويلة من الزمن. أمّا حركة حماس فتلك قصة أخرى، فهي بالرغم من فوزها بالانتخابات الفلسطينية إلا أنها انقلبت على الرئيس محمود عباس، وبهذا حرمت من رضا الأوروبيين إلى أجل غير مسمّى.
* * *
هذه ليست مقالة سياسية، لأن السياسة لديّ عادة ما تختلط بالقوافي لتولّد حالة من العنفوان والتمرّد على المشاعر، وقد يؤدي هذا إلى قتل الإبداع أو تقنينه، بمعنى توجيه صفعة للكاتب وإجباره على التوقف عن التحليق، رجاءً زملائي القرّاء لا تتوقفوا عن التحليق عاليًا في فضاءات الأدب والفكر والتحرر والانطلاق نحو الماضي القريب، هناك في فسحة الزمن العاجلة، حيث كان الأمل أقوى وأقرب للشريان التاجي للفؤاد منه الآن، وأتساءل مجدّدًا، هل يمكنكم مساعدتي في نزع الخناجر المدببة من أطراف أصابعي لعلّي أقدر على الكتابة وترك بصمات حرقتي وانفجاري على هذه الصفحات الالكترونية الرافضة للتناثر؟! صفحات مرتبة بغباء وإصرار .. كما القذيفة المبرمجة لاجتياح تاريخ أسرة حتى وإن أدى هذا لقتل قبيلة!
* * *
- سيدة جميلة؟ بل حسناء وتمتلك القرار!
- هل هي ذكية؟ بل حادّة الذكاء، وتتقن العديد من اللغات، وشغلت وما تزال تشغل منصب مفوضة أوروبية في البرلمان الأوروبي.
- هل هي يهودية؟ لا ليس بالضرورة، لكنها ذكية بما يكفي لتتزوج يهوديًا.
- وهل هذا أمرٌ سيء؟ لا .. ليس بالضرورة، كلّ ما هناك أنني أغار منها لأنها محلّ ترحيب دائم فوق كامل التراب ..
- إذن لماذا كلّ هذه الأسئلة وكيف فقدت الذاكرة والقدرة على الانتحار؟
- لا أدري، أتقن أحيانًا طرح الأسئلة كفلسطيني يحاول أن يرضي العالم فيكسر قلمه ويدلق حبره وينزع قميصه ليجد بأنه قذ شقّ من دبر.
سمعتها تقول مازحة بأنها وضعت ورقة في أحد جدران حائط المبنى تتمنى فيها أن تحمل طفلا .. إلخ.
- أنت حسّاس أكثر من اللازم! ماذا تريد؟ ترغب النساء بالولادة، ويفرح أولياء الأمور حين يرون فلذات أكبادهم تملأ الحدائق بالضحك والحياة، هذا أمر طبيعيّ جدّا يا رجل! دعكَ من هذه التحفظات والخزعبلات واهبط لبعض الوقت إلى الأرض حتى تتنفس هواءً ملوثًا ببقايا المخلفات الصناعية وثاني أكسيد الكربون. حاول أن تكون باختصار إنسانًا حضاريًا!
- أريد الوقوف أنا أيضًا أمام حائط المبكى لأضع ورقة أحمّلها كلّ ما أشتهي حتى الأصيل، ولا أريد أن يكشف أحد عن أمنياتي حتى لا أشنق وأحرق مرتين.