الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف أرد جميلها بقلم : عصام ابو فرحه

تاريخ النشر : 2010-06-29
كيف أرد جميلها بقلم : عصام ابو فرحه
كيف أرد جميلها
بقلم : عصام ابو فرحه
أجلس إلى جوارها كل يوم , أرقب حركاتها الجميلة , أمتع ناظري بجميل ألوانها , كم من المتعة والسعادة تعطني تلك السمكة الصغيرة التي جلبتها معي من السوق قبل بضعة أسابيع , وكم أتمنى لو أنني أستطيع رد جميلها , ولكن هيهات هيهات , فهذا الوعاء الصغير الذي تسكنه والذي يكبل حريتها ويحد من حركتها , كان حجر عثرة في وجه سعادتها , أشعر بذلك وأدركه رغم محاولتها إخفاء تعاستها , فيا لهذا النبل ما أعظمه ويا لهذا الوفاء ما أبدعه , فهاهي تكفكف دموعها كلما اقتربت منها , وتطلق لرشاقتها العنان , فتنطلق بانسيابية رائعة لترسم بألوانها الزاهية لوحات فائقة الجمال على صفحات ما يحويه هذا الوعاء الصغير من الماء , وكلما أحست بسعادتي وإعجابي زادت من سرعة حركاتها غير مكترثة بارتطامها المتكرر في زجاج الحوض الصغير ,
يا إلهي كيف أكافئها وكيف أرد لها الجميل ؟ سؤال يداهمني كلما استمتعت بجلسة إلى جانب حوضها الصغير , لكن لا جواب ولا سبيل , إلا بعض حبيبات من طعامها ألقي بها فوق صفحة الماء , فتصعد لالتهامها قانعة شاكرة , وأحياناً كنت أخفف عن نفسي وأنكر أنانيتي فأقول : لعلها تنشد بتلك الحركات متعتها وليس إمتاعي , فيأتي النفي سريعاً بمجرد أن أبتعد عن مجال بصرها , وسرعان ما تستقر في قعر الإناء منهكة , فيعود إلي السؤال : كيف أكافئها وكيف أرد لها الجميل ؟
خطرت ببالي بعض الحلول لكنها اصطدمت بالكثير من الحسابات والعراقيل , فحوض أكثر اتساعاً من هذا قد يشعرها بالسعادة , لكنه سيأخذ حيزاً أكبر من غرفة الجلوس الصغيرة أصلاً , أو لربما جلب شريك لها أو شريكة قد يؤنس وحدتها , لكن الحوض لا يكاد يتسع لها وحدها فكيف سيغدو مع وجود الشريك ؟ حلول ظلت دون تنفيذ وظلت الحيرة سيدة الموقف .
اليوم زالت حيرتي فقدت وجدت الحل المناسب وسأرد لها الجميل , نعم سأسعدها كما هي دوماً تسعدني , نظرت إلى نافورة الماء المتوضعة في فناء البيت , فسرحت معها ببصري وفكري , وكأنني أراها للمرة الأولى , حوض ماء كبير مرصع بحجارة قديمة أخذت شكل ولون مجاري المياه الطبيعية أو الأنهار أو ربما أعماق البحار , ومن الأعلى تنهمر المياه بمنظر خلاب يحاكي تدفق المياه من الشلالات , فيكتمل بهاء اللوحة مع أصوات المياه المنصبة في الحوض ,
عدت من شرودي وقد أحسست بسعادة غامرة , يا إلهي كيف لم يخطر ذلك ببالي من قبل ؟ هذا هو بيت السمكة المناسب , كل هذا الوقت وأنا أزج بها في ذلك الإناء الزجاجي الضيق ؟ , كل هذا الوقت وأنا أبحث عن طريقة لأرد لها الجميل ؟ وأمام عيني هذه النافورة ؟؟ أقسم لو أنها خيرت بين بحر وبين هذه النافورة لاختارتها ,
حملت السمكة في حوضها الصغير واتجهت حيث نافورة الماء , ظلت ساكنة تنظر إلي وكأنها ترقب المجهول , فما اعتادت أن أحملها , قلت لها مبتسماً : الحق معك , فمنذ صحبتنا لم أقم بنقلك من مكانك , أخرج وأعود بحريتي وتبقين أنت بالانتظار , آتيك كلما شعرت بالضجر , لأجدك تجودين بكل ما عندك لإسعادي , اليوم أنا من سيسعدك , فلقد انتهى عهد هذا الإناء الضيق بما يحويه من الماء القليل , سآخذك إلى البحر , هو ليس بحراً , ربما هو نهر , أو ربما يشبه النهر , لا أدري , هل تفهمين ما أقول ؟ لا تتعجلي , أقسم أنك ستحسين بالسعادة , لا تتعجلي .
بسعادة غامرة وضعت السمكة في الحوض الكبير وجلست أرقبها , كانت حركاتها تحدث بشكل جلي عن استغراب واضطراب , لكن الأمر لم يطل , وسرعان ما أدركت أنها الآن في عالمها , جالت مسرعة في الحوض وكأنها تستكشف معالمه , هبطت , صعدت , اتجهت يميناً ثم استدارت , لعقت بعض الحجارة , سبحت على صفحة الماء , اقتربت مني , نظرت إلي , ثم انطلقت في حركات رشيقة ساحرة لم أرها من قبل , قلت لنفسي : تلك هي حركاتها الفطرية التي تصنعها لتسعد نفسها لا لتسعدني , ابتعدت قليلا عن الحوض فاستمرت ولم تتوقف كما كانت تفعل في حوضها الزجاجي الضيق , يا لسعادتها ويا لسعادتي ,
لم أستطع أن أغادر المكان , فجلست القرفصاء إلى جوار النافورة , وقد تابعت السمكة حركاتها الرشيقة بين هبوط وصعود , هبوط وصعود , هبوط و........ ,,,,
لم تصعد السمكة هذه المرة , انتظرت , وانتظرت , وقفت , انحنيت , أمعنت النظر , اقتربت من الماء أكثر , لا وجود للسمكة في الحوض , أين هي ؟ أين اختفت وليس هناك أي منفذ ؟
ارتعشت وضربت جبهتي بقبضة يدي حين خطرت ببالي كلمة منفذ , نعم فهنالك منفذ واحد لا غير , هو ذلك الأنبوب المتصل بالمضخة التي تسحب الماء إلى أعلى النافورة ليصب في الحوض من جديد , شخصت ببصري إلى الأعلى حيث المصب , وانتظرت , لكن انتظاري لم يطل , فقد بدأت الأشلاء الملونة بالسقوط من الأعلى لتنتشر فوق صفحة الماء , ولتغطي الحوض بألوان زاهية جميلة لكن دون حياة .
( انتهت )
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف