الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طموح فرات بقلم:مازن فاروق عبود

تاريخ النشر : 2010-06-29
27/7/2005 طموح فرات مازن فاروق عبود

كانت الأوضاع في الشارع ما تفتأ أن تسوء بين الفينة والأخرى , ثم تنحدر الى أسوأ بسبب الأفكار المتضاربة والأفعال البعيدة عن رغبات السواد الأعظم , ولم يكن هناك من بصيص أمل في حل قريب , ولكن كان يبقى هناك دائما الأمل في حل ما على المستوى البعيد .
ففي فجر يومٍ جميل , وفي أرض العراق كانت النسائم الشمالية الباردة تهب بصورة متقطعة على الأشجار والمنازل الآمنة , تحرك أتربتها تدغدغها وتلامسها , ولم يكن هنالك من صوت إلا صوت حفيف الأشجار التي تنفض عنها تعب السنين المتلاحقة والأزمنة الغابرة , وزقزقة العصافير تعزف لحنها المعهود , وهديل الحمام ترنوا بلغة متقطعة , تعطي بهاءا" ورونقا" للمكان كأنه لوحة من أرض الجنان ,
ووسط هذا كله كان الناس ينامون في بيوتهم آمنين , تفصلهم الحيطان والأسيجة المختلفة عن بعضهم بنظام عرفيُ منتظم , وبسبب النسيم المنعش اللطيف , بالإضافة الى نوم مبكر سبق هذا الفجر الرائع , نهضت السيدة فرات من نومها مرتاحة جدا" , وفتحت نافذة غرفة نومها المطلة على حديقة بيتها , ومتعت نظرها في هذه اللوحة أمامها , ثم أحضرت إبريق ماء وأخذت تسقي الأوعية المزروعة المنتظمة التي يفوح منها عطر الورد المزروع فيها والتي تملاء شرفتها .
وأخذت روح فرات تحس بالبهجة والسعادة التي ملئتها , جراء صفاء ذهنها في تلك اللحظة , التي أتتها هبة من الرحمن , ونظرت للأشجار لدقائق بعيونها الجميلة التي تشبه عيون المها , فأحست بالنسائم الجميلة تداعب وجهها ذو القسمات المتناسقة , وتقدح ذكاءها المهمل بفعل مصاعب الحياة وروتينها وأخرجها من عالمها المحدود المشدود بحبال التعب الى أرض الوهم التي طالما حاولت التخلص منه نحو فضاء أوسع وجاءتها فكرةً جميلة , تبلورت من طموحها الواسع وعصارة تفكيرها بالحال الأفضل , واكتشفت أنها بفكرتها هذه يمكن أن تحقق طموحها المنشود .
ثم جاءتها بعد عدة اشهر الفرصة التي كانت تسعى لها لتحقيق هذا الطموح , إذ خلال تحول المجتمع العراقي الحديث بعد انهيار الدكتاتورية وتحول طريقة تفكيره من المباديء العسكرية الجافة وإلزامية التفكير من قبل جميع أفراد المجتمع بشكل ومضمون وهدف واحد , الى طريق المجتمع المدني المعاصر والذي أعطى الجميع الحق باختلاف الرأي والتفكير والأهداف نحو مستقبل أبهى متنوع القوى .
وكانت الفرصة قد سنحت عندما سهل أحد الأصدقاء المخلصين الاتصال بإحدى منظمات المجتمع المدني والتي أعلنت عن إعطاءها منحة مالية لمن لديه فكرة مشروع جيد , على أن يكون في خدمة وتثقيف المجتمع وذو مردود مادي جيد .
فكان أن قدمت فرات أوراقها وأسست مدرسة صغيرة للموسيقى والباليه وتعلم مباديء اللغات الحية , وبتلاحق نجاح فرات وبفضل الإقبال الكبير من قبل الأطفال على الدراسة في هذه المدرسة النادرة , وبعد عدة سنين أصبحت فرات من أعلام الثقافة المدنية وجمعت ثروة من القلوب المحبة بالإضافة الى الثراء المادي .
وتطور حال المدرسة من مكان صغير وإمكانيات محدودة الى بناية فارهة ذات عدة قاعات بالإضافة الى حدائق وملاعب ومسرح واسع .
وبفضل شخصية فرات الجذابة فأن أصدقاءها من كلا الجنسين كانوا يزدادون , وكانوا يمدونها بالنصائح الأخوية والدعم والذين طورا بالنتيجة مستوى المدرسة نحو الأفضل , وفي احد الأيام وفي يوم عيد ميلاد فرات أصطف الأطفال على غير العادة بترتيب عفوي , وحالما دخلت فرات الى باحة المدرسة الأنيقة حتى بدأ الأطفال بهتاف نشيد جميل يحيي فرات , مما بعث بالسعادة الى قلب فرات , وأخذت تقبلهم طفلا" طفلا" وتعانقهم بحنان كأنهم فلذة كبدها , وقالت :-
-(أحبكم من كل قلبي يا أجمل شيء في حياتي , أنتم أولادي ) .
ومن يومها أصبح الأطفال يسمونها ماما فرات .
وعندما رجعت الى بيتها , لاحظت الشجرة الميتة المزروعة في حديقتها قد أخضرت من جديد بأوراق خضراء فاتحة , نتيجة ماء المطر , وبفعل فيض العاطفة الجياشة من نفسها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف