الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كل له رزقه بقلم: محمد ابوفرحه

تاريخ النشر : 2010-06-29
كل له رزقه بقلم: محمد ابوفرحه
بسم الله الرحمن الرحيم

كل له رزقه

إنسان حالة متوسط متزوج يتمنى من الله أن يرزقه بالأولاد. و لكن شاءت أرادت الله ألا ينجب و ضاق به الحال وزادت الحياة من بؤسه و من عذابه ومن رؤية أولاد و بنات أخواته وأصحابه . ولكن هذه إرادة الله .
و كان يذهب كل فتره إلى طبيب هو و زوجته وحاولوا كثيرا و لكن دون فائدة تذكر و فكرت الزوجة وقالت لزوجها : أنا عارفة انك نفسك في الخلفة , أنا سامحة لك بالزواج تزوج يمكن ربنا يرزقك بالولد اللي نفسك فيه . هنا شعر الزوج إن من واجبه أن يقول لها , أتجوز غيرك ؟ !!!! و فكر في كلام زوجته و لكن حبه الشديد لها جعله يقول : مستحيل اعمل كده , أنت الحب الوحيد لي و سوف نحاول و لن نيأس ابدآ و مرت عشر سنوات دون أولاد , ولكن حبهم كان اكبر من كل شيء. لكن الغريزة عند الأب قلت كثيرا عن زوجته و لم يعد لها اهتمام مثل السابق فكل فتره من الزمن حتى يشتاق لها , و أصبح الأمر غير مجدي . ما الهدف من الحب دون إنجاب , دون أولاد يملئون البيت عليهم , لم تشتكي الزوجة ابدآ ولم تتكلم مع زوجها في هذا . وهي تراه أمامها شاردا بنظره إلى السماء يعيش حياة أخرى منفصلة عنها وبعد هذه الفترة الطويلة صار الحب جافا , بعد أن كان البيت يملئه الحب والسعادة . أصبحت الحياة رتبه مملة. و هنا تذهب الزوجة مرة أخرى بعد غياب سنتين عن أخر زيارة . و يخبرها الطبيب انه يوجد طريقة جديدة للإنجاب آلا و هي
( عملية التلقيح الصناعي ) و هنا تخبر الزوج زوجها بأن هناك أمل جديد للإنجاب و كان نزول الخبر عليه كأن لم يكن , لا يوجد اهتمام بالموضوع فأعادة الزوجة الكلام مرة ثانية عليه و بعد أن أعطاها ظهره جذبته من قميصه كي ينظر إليها و هي تكلمه فإذا بالدموع تملئ عينيه , و شعرت الزوجة أن دموعها تنساب هي الأخرى من عينيها لدموعه , فتقول لماذا البكاء , هل من شدة الفرح أم من ماذا ؟ و هنا قال لها ( من خوفي أن يكون الأمل مثل سابقه. سراب يحطم الأمل و السعادة , كم من مرة حاولنا و ضاع الأمل , فتقول الزوجة , عندك حق انه سراب , فينتفض الزوج ماسحا دموعها بباطن يده و يقول سوف نحاول مرة أخرى و لنجرب فلن يكون اليأس قاهرنا فالزمن هو قاهرنا . و فعلا ذهبوا إلى الطبيب وقال لهم تكلفه العملية 7 آلاف جنيه , فتقع الصدمة على مسامعهم فقد باعوا كل شيء في سبيلهم للإنجاب , و لم يبقى لهم شيء . و عادوا و الدموع تملئ عينيهم و يكاد الأمل يخبو مرة أخرى , هل صدقت دموعه أن الأمل انتهي ؟ , هل الشعور بالأمل بعد الضياع اعاد الحزن بقوة اكبر ؟ , نعلم أن الحزن يبدأ كبيرا وينتهي صغيرا ولكن الضغط على الجرح عدة مرات يجدد الأحزان و يزيدها , و تصبح قوة الحزن اكبر و اكبر ويتسع الجرح اكبر, و هذا هو الحزن الذي يزداد مع الزمن و لا يصغر ابدآ , آلا و هو تكرار الأمل وضياعه أكثر من مرة و على مدى الزمن .
و يشاء الله أن يسمع بحالهم أهل البلد و يقوم شيخ جليل من مسجد مجاور بالمرور عليهم و يقول لهم لقد جمعنا نحن أهل البلد مبلغ من بيت الله نعطيه لك لقضاء حاجتك , أعطاك الله الذرية التي تصلح حالك و تؤنس وحدتك و تعينك على حب الله و عدم اليأس ابدآ. يقول الله تعالى
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير ٌ) و هنا يضع في يد الزوج مبلغ المال المطلوب للعملية وأكثر قليلا
و يذهب الزوج و الزوجة إلى الطبيب , و تقوم الزوجة بإجراء العملية . و بعد شهرين تشعر الزوجة بأعراض غريبة بعض الشيء عنها , و تستشير الطبيب وهنا يخبرها بأنها حامل, وعليها ملازمة الفراش . و ما أسعده خبر نزل على الزوج و الزوجة و هنا امسك الزوج بيد زوجته و كأنه يقول لها أخيرا يا حبيبتي , شعرت الزوجة أن في عينيه دمعه مختلفة عن سابقتها , دمعه فرح و أمل , دمعه أبكتها هي أيضا و لكن من السعادة , و هنا اخذ الزوج يعمل كل شيء في البيت من طبخ و من تنظيف للمنزل حتى تستريح هي تماما . و هو يرى بطنها تكبر يوما بعد يوم . و لكن كبر بطنها كان شديدا فخاف عليها فقد مرت ثلاثة اشهر وقد أصبحت في الخامس , فذهبوا إلى الطبيب و هنا كشف عليها الطبيب واخبرها إنها حامل في 5 خمسة أطفال . فللوهلة الأولى صدمت من الخبر , و سمع زوجها الكلام , و اسقط في يده فلم يعرف هل يفرح أم يحزن ؟ اختلفت مشاعره فبعد أن كان يحلم بطفل واحد , يخبره الطبيب انه سوف يرزقه الله بخمسة أطفال , ويعود إلى المنزل ومعه زوجته , أين الابتسامة التي كانت تعلو وجههم , لماذا أصيبوا بالوجوم ؟ هل هي لحظات حتى يفيقوا من هول الصدمة ؟ أم إنها صدمة حقا ؟ إنهم عائلة أصبحت لا تملك المال لإطعام خمسة أولاد , وكسوتهم وتربيتهم ,هنا قالت الزوجة , الحمد لله لقد كنا نتمنى طفل واحد أعطانا الله خمسة .
فقال الزوج , حقا الحمد لله و لكنه قالها و هو يفكر من أين له بالمال الكافي لتربيتهم و مرت اشهر الحمل ثقيلة على الزوج و هو يعلم انه يجب أن يكون اسعد إنسانا و لكنها سعادة مبطنة بالخوف من المستقبل , أصبح في حيرة من أمره و ازدادت الحيرة أكثر وأكثر مع قرب ميعاد الولادة و مرت فتره الحمل بسلام على الزوجة . و أتى يوم الولادة و دخلت الزوجة غرفة العمليات و جاءت الممرضة لتخبره أن زوجته وضعت مولودة أنثى , ثم بعد قليل جاءت وأخبرته انه رزق بمولدة أخرى أنثى أيضا و ثالثة و رابعة وخامسة كلهم إناث و هنا وضح الضيق عليه جدا جدا و بات الحزن يملئ قلبه ويقول لنفسه , كلهم إناث و اخذ يضرب كفا على كف و كأن الحلم أصبح كابوسا مزعجا , فخرج من المستشفى دون أن يرى زوجته أو يطمئن عليها ذهب إلى الشارع يأخذ برهة من الزمن , يفكر فيما حدث له , فبعد عشرة سنوات من عدم الإنجاب , يرزقه الله بخمسة أطفال كلهم إناث , هذه مسئولية كبيرة ألقاها الله على عاتقه , و بعد تفكير شكر الله و حمده و قال : أحمدك يا الهي على ما رزقتني و اشكر فضلك علي وهنا عاد مسرعا إلى المستشفى و فتح باب حجرة زوجته و اطمئن عليها و قال لها أين بناتي؟ , و عندما سمعت الزوجة كلمة بناتي من الزوج حتى رقص قلبها فرحا لفرحته و تبدلت حالتهما تماما فقالت له : بناتك في الحضانة فذهب إليهم وشاهدهم و شاهد أيديهم و أرجلهم الصغار و وجوههم البريئة و شاهد ثمره حلمه التي طالما حلم بهم , و عاد الزوج و الزوجة و البنات إلى المنزل و علم الجميع بهذا الخبر الذي صار حديث أهل البلد كلها وجاءوا كلهم مهنئين لهم و مباركين و جاء الشيخ الجليل ومعه عليه القوم من أكابر البلد مهنئين ومقدمين لهم يد المساعدة فقال الشيخ نعلم جيدا ضيق ذات يدك و أن الله تعالى قال (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) ولها أكثر من معنى أي لا تخافوا على أولادكم من الفقر فالله رازقهم . و أنا يا أخي أقول لك أن احد الأفاضل من البلد قد تبرع بطعام أولادك من اللبن لمدة سنتين و آخر تبرع بكسوتهم إلى سن دخول المدرسة و أخ فاضل تبرع بمبلغ شهري لك ولأسرتك يعينك على تربيتهم التربية الصحيحة و أنا أتبرع بتحفيظ بناتك القران كاملا بإذن الله .
و هنا لم يشعر الزوج بدموعه و هي تنساب على وجنتيه و من خلفه زوجته أيضا و هنا قال الزوج الحمد لله أتى رزقهم من السماء . و اخذ زوجته و صلى لله ركعتين شكر وأثناء السجود تبللت السجادة بدموعهم شكرا لله عز و جل .

الكاتب : محمد ابوفرحه
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف