
بسم الله الرحمن الرحيم
كل له رزقه
إنسان حالة متوسط متزوج يتمنى من الله أن يرزقه بالأولاد. و لكن شاءت أرادت الله ألا ينجب و ضاق به الحال وزادت الحياة من بؤسه و من عذابه ومن رؤية أولاد و بنات أخواته وأصحابه . ولكن هذه إرادة الله .
و كان يذهب كل فتره إلى طبيب هو و زوجته وحاولوا كثيرا و لكن دون فائدة تذكر و فكرت الزوجة وقالت لزوجها : أنا عارفة انك نفسك في الخلفة , أنا سامحة لك بالزواج تزوج يمكن ربنا يرزقك بالولد اللي نفسك فيه . هنا شعر الزوج إن من واجبه أن يقول لها , أتجوز غيرك ؟ !!!! و فكر في كلام زوجته و لكن حبه الشديد لها جعله يقول : مستحيل اعمل كده , أنت الحب الوحيد لي و سوف نحاول و لن نيأس ابدآ و مرت عشر سنوات دون أولاد , ولكن حبهم كان اكبر من كل شيء. لكن الغريزة عند الأب قلت كثيرا عن زوجته و لم يعد لها اهتمام مثل السابق فكل فتره من الزمن حتى يشتاق لها , و أصبح الأمر غير مجدي . ما الهدف من الحب دون إنجاب , دون أولاد يملئون البيت عليهم , لم تشتكي الزوجة ابدآ ولم تتكلم مع زوجها في هذا . وهي تراه أمامها شاردا بنظره إلى السماء يعيش حياة أخرى منفصلة عنها وبعد هذه الفترة الطويلة صار الحب جافا , بعد أن كان البيت يملئه الحب والسعادة . أصبحت الحياة رتبه مملة. و هنا تذهب الزوجة مرة أخرى بعد غياب سنتين عن أخر زيارة . و يخبرها الطبيب انه يوجد طريقة جديدة للإنجاب آلا و هي
( عملية التلقيح الصناعي ) و هنا تخبر الزوج زوجها بأن هناك أمل جديد للإنجاب و كان نزول الخبر عليه كأن لم يكن , لا يوجد اهتمام بالموضوع فأعادة الزوجة الكلام مرة ثانية عليه و بعد أن أعطاها ظهره جذبته من قميصه كي ينظر إليها و هي تكلمه فإذا بالدموع تملئ عينيه , و شعرت الزوجة أن دموعها تنساب هي الأخرى من عينيها لدموعه , فتقول لماذا البكاء , هل من شدة الفرح أم من ماذا ؟ و هنا قال لها ( من خوفي أن يكون الأمل مثل سابقه. سراب يحطم الأمل و السعادة , كم من مرة حاولنا و ضاع الأمل , فتقول الزوجة , عندك حق انه سراب , فينتفض الزوج ماسحا دموعها بباطن يده و يقول سوف نحاول مرة أخرى و لنجرب فلن يكون اليأس قاهرنا فالزمن هو قاهرنا . و فعلا ذهبوا إلى الطبيب وقال لهم تكلفه العملية 7 آلاف جنيه , فتقع الصدمة على مسامعهم فقد باعوا كل شيء في سبيلهم للإنجاب , و لم يبقى لهم شيء . و عادوا و الدموع تملئ عينيهم و يكاد الأمل يخبو مرة أخرى , هل صدقت دموعه أن الأمل انتهي ؟ , هل الشعور بالأمل بعد الضياع اعاد الحزن بقوة اكبر ؟ , نعلم أن الحزن يبدأ كبيرا وينتهي صغيرا ولكن الضغط على الجرح عدة مرات يجدد الأحزان و يزيدها , و تصبح قوة الحزن اكبر و اكبر ويتسع الجرح اكبر, و هذا هو الحزن الذي يزداد مع الزمن و لا يصغر ابدآ , آلا و هو تكرار الأمل وضياعه أكثر من مرة و على مدى الزمن .
و يشاء الله أن يسمع بحالهم أهل البلد و يقوم شيخ جليل من مسجد مجاور بالمرور عليهم و يقول لهم لقد جمعنا نحن أهل البلد مبلغ من بيت الله نعطيه لك لقضاء حاجتك , أعطاك الله الذرية التي تصلح حالك و تؤنس وحدتك و تعينك على حب الله و عدم اليأس ابدآ. يقول الله تعالى
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير ٌ) و هنا يضع في يد الزوج مبلغ المال المطلوب للعملية وأكثر قليلا
و يذهب الزوج و الزوجة إلى الطبيب , و تقوم الزوجة بإجراء العملية . و بعد شهرين تشعر الزوجة بأعراض غريبة بعض الشيء عنها , و تستشير الطبيب وهنا يخبرها بأنها حامل, وعليها ملازمة الفراش . و ما أسعده خبر نزل على الزوج و الزوجة و هنا امسك الزوج بيد زوجته و كأنه يقول لها أخيرا يا حبيبتي , شعرت الزوجة أن في عينيه دمعه مختلفة عن سابقتها , دمعه فرح و أمل , دمعه أبكتها هي أيضا و لكن من السعادة , و هنا اخذ الزوج يعمل كل شيء في البيت من طبخ و من تنظيف للمنزل حتى تستريح هي تماما . و هو يرى بطنها تكبر يوما بعد يوم . و لكن كبر بطنها كان شديدا فخاف عليها فقد مرت ثلاثة اشهر وقد أصبحت في الخامس , فذهبوا إلى الطبيب و هنا كشف عليها الطبيب واخبرها إنها حامل في 5 خمسة أطفال . فللوهلة الأولى صدمت من الخبر , و سمع زوجها الكلام , و اسقط في يده فلم يعرف هل يفرح أم يحزن ؟ اختلفت مشاعره فبعد أن كان يحلم بطفل واحد , يخبره الطبيب انه سوف يرزقه الله بخمسة أطفال , ويعود إلى المنزل ومعه زوجته , أين الابتسامة التي كانت تعلو وجههم , لماذا أصيبوا بالوجوم ؟ هل هي لحظات حتى يفيقوا من هول الصدمة ؟ أم إنها صدمة حقا ؟ إنهم عائلة أصبحت لا تملك المال لإطعام خمسة أولاد , وكسوتهم وتربيتهم ,هنا قالت الزوجة , الحمد لله لقد كنا نتمنى طفل واحد أعطانا الله خمسة .
فقال الزوج , حقا الحمد لله و لكنه قالها و هو يفكر من أين له بالمال الكافي لتربيتهم و مرت اشهر الحمل ثقيلة على الزوج و هو يعلم انه يجب أن يكون اسعد إنسانا و لكنها سعادة مبطنة بالخوف من المستقبل , أصبح في حيرة من أمره و ازدادت الحيرة أكثر وأكثر مع قرب ميعاد الولادة و مرت فتره الحمل بسلام على الزوجة . و أتى يوم الولادة و دخلت الزوجة غرفة العمليات و جاءت الممرضة لتخبره أن زوجته وضعت مولودة أنثى , ثم بعد قليل جاءت وأخبرته انه رزق بمولدة أخرى أنثى أيضا و ثالثة و رابعة وخامسة كلهم إناث و هنا وضح الضيق عليه جدا جدا و بات الحزن يملئ قلبه ويقول لنفسه , كلهم إناث و اخذ يضرب كفا على كف و كأن الحلم أصبح كابوسا مزعجا , فخرج من المستشفى دون أن يرى زوجته أو يطمئن عليها ذهب إلى الشارع يأخذ برهة من الزمن , يفكر فيما حدث له , فبعد عشرة سنوات من عدم الإنجاب , يرزقه الله بخمسة أطفال كلهم إناث , هذه مسئولية كبيرة ألقاها الله على عاتقه , و بعد تفكير شكر الله و حمده و قال : أحمدك يا الهي على ما رزقتني و اشكر فضلك علي وهنا عاد مسرعا إلى المستشفى و فتح باب حجرة زوجته و اطمئن عليها و قال لها أين بناتي؟ , و عندما سمعت الزوجة كلمة بناتي من الزوج حتى رقص قلبها فرحا لفرحته و تبدلت حالتهما تماما فقالت له : بناتك في الحضانة فذهب إليهم وشاهدهم و شاهد أيديهم و أرجلهم الصغار و وجوههم البريئة و شاهد ثمره حلمه التي طالما حلم بهم , و عاد الزوج و الزوجة و البنات إلى المنزل و علم الجميع بهذا الخبر الذي صار حديث أهل البلد كلها وجاءوا كلهم مهنئين لهم و مباركين و جاء الشيخ الجليل ومعه عليه القوم من أكابر البلد مهنئين ومقدمين لهم يد المساعدة فقال الشيخ نعلم جيدا ضيق ذات يدك و أن الله تعالى قال (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) ولها أكثر من معنى أي لا تخافوا على أولادكم من الفقر فالله رازقهم . و أنا يا أخي أقول لك أن احد الأفاضل من البلد قد تبرع بطعام أولادك من اللبن لمدة سنتين و آخر تبرع بكسوتهم إلى سن دخول المدرسة و أخ فاضل تبرع بمبلغ شهري لك ولأسرتك يعينك على تربيتهم التربية الصحيحة و أنا أتبرع بتحفيظ بناتك القران كاملا بإذن الله .
و هنا لم يشعر الزوج بدموعه و هي تنساب على وجنتيه و من خلفه زوجته أيضا و هنا قال الزوج الحمد لله أتى رزقهم من السماء . و اخذ زوجته و صلى لله ركعتين شكر وأثناء السجود تبللت السجادة بدموعهم شكرا لله عز و جل .
الكاتب : محمد ابوفرحه
[email protected]
كل له رزقه
إنسان حالة متوسط متزوج يتمنى من الله أن يرزقه بالأولاد. و لكن شاءت أرادت الله ألا ينجب و ضاق به الحال وزادت الحياة من بؤسه و من عذابه ومن رؤية أولاد و بنات أخواته وأصحابه . ولكن هذه إرادة الله .
و كان يذهب كل فتره إلى طبيب هو و زوجته وحاولوا كثيرا و لكن دون فائدة تذكر و فكرت الزوجة وقالت لزوجها : أنا عارفة انك نفسك في الخلفة , أنا سامحة لك بالزواج تزوج يمكن ربنا يرزقك بالولد اللي نفسك فيه . هنا شعر الزوج إن من واجبه أن يقول لها , أتجوز غيرك ؟ !!!! و فكر في كلام زوجته و لكن حبه الشديد لها جعله يقول : مستحيل اعمل كده , أنت الحب الوحيد لي و سوف نحاول و لن نيأس ابدآ و مرت عشر سنوات دون أولاد , ولكن حبهم كان اكبر من كل شيء. لكن الغريزة عند الأب قلت كثيرا عن زوجته و لم يعد لها اهتمام مثل السابق فكل فتره من الزمن حتى يشتاق لها , و أصبح الأمر غير مجدي . ما الهدف من الحب دون إنجاب , دون أولاد يملئون البيت عليهم , لم تشتكي الزوجة ابدآ ولم تتكلم مع زوجها في هذا . وهي تراه أمامها شاردا بنظره إلى السماء يعيش حياة أخرى منفصلة عنها وبعد هذه الفترة الطويلة صار الحب جافا , بعد أن كان البيت يملئه الحب والسعادة . أصبحت الحياة رتبه مملة. و هنا تذهب الزوجة مرة أخرى بعد غياب سنتين عن أخر زيارة . و يخبرها الطبيب انه يوجد طريقة جديدة للإنجاب آلا و هي
( عملية التلقيح الصناعي ) و هنا تخبر الزوج زوجها بأن هناك أمل جديد للإنجاب و كان نزول الخبر عليه كأن لم يكن , لا يوجد اهتمام بالموضوع فأعادة الزوجة الكلام مرة ثانية عليه و بعد أن أعطاها ظهره جذبته من قميصه كي ينظر إليها و هي تكلمه فإذا بالدموع تملئ عينيه , و شعرت الزوجة أن دموعها تنساب هي الأخرى من عينيها لدموعه , فتقول لماذا البكاء , هل من شدة الفرح أم من ماذا ؟ و هنا قال لها ( من خوفي أن يكون الأمل مثل سابقه. سراب يحطم الأمل و السعادة , كم من مرة حاولنا و ضاع الأمل , فتقول الزوجة , عندك حق انه سراب , فينتفض الزوج ماسحا دموعها بباطن يده و يقول سوف نحاول مرة أخرى و لنجرب فلن يكون اليأس قاهرنا فالزمن هو قاهرنا . و فعلا ذهبوا إلى الطبيب وقال لهم تكلفه العملية 7 آلاف جنيه , فتقع الصدمة على مسامعهم فقد باعوا كل شيء في سبيلهم للإنجاب , و لم يبقى لهم شيء . و عادوا و الدموع تملئ عينيهم و يكاد الأمل يخبو مرة أخرى , هل صدقت دموعه أن الأمل انتهي ؟ , هل الشعور بالأمل بعد الضياع اعاد الحزن بقوة اكبر ؟ , نعلم أن الحزن يبدأ كبيرا وينتهي صغيرا ولكن الضغط على الجرح عدة مرات يجدد الأحزان و يزيدها , و تصبح قوة الحزن اكبر و اكبر ويتسع الجرح اكبر, و هذا هو الحزن الذي يزداد مع الزمن و لا يصغر ابدآ , آلا و هو تكرار الأمل وضياعه أكثر من مرة و على مدى الزمن .
و يشاء الله أن يسمع بحالهم أهل البلد و يقوم شيخ جليل من مسجد مجاور بالمرور عليهم و يقول لهم لقد جمعنا نحن أهل البلد مبلغ من بيت الله نعطيه لك لقضاء حاجتك , أعطاك الله الذرية التي تصلح حالك و تؤنس وحدتك و تعينك على حب الله و عدم اليأس ابدآ. يقول الله تعالى
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير ٌ) و هنا يضع في يد الزوج مبلغ المال المطلوب للعملية وأكثر قليلا
و يذهب الزوج و الزوجة إلى الطبيب , و تقوم الزوجة بإجراء العملية . و بعد شهرين تشعر الزوجة بأعراض غريبة بعض الشيء عنها , و تستشير الطبيب وهنا يخبرها بأنها حامل, وعليها ملازمة الفراش . و ما أسعده خبر نزل على الزوج و الزوجة و هنا امسك الزوج بيد زوجته و كأنه يقول لها أخيرا يا حبيبتي , شعرت الزوجة أن في عينيه دمعه مختلفة عن سابقتها , دمعه فرح و أمل , دمعه أبكتها هي أيضا و لكن من السعادة , و هنا اخذ الزوج يعمل كل شيء في البيت من طبخ و من تنظيف للمنزل حتى تستريح هي تماما . و هو يرى بطنها تكبر يوما بعد يوم . و لكن كبر بطنها كان شديدا فخاف عليها فقد مرت ثلاثة اشهر وقد أصبحت في الخامس , فذهبوا إلى الطبيب و هنا كشف عليها الطبيب واخبرها إنها حامل في 5 خمسة أطفال . فللوهلة الأولى صدمت من الخبر , و سمع زوجها الكلام , و اسقط في يده فلم يعرف هل يفرح أم يحزن ؟ اختلفت مشاعره فبعد أن كان يحلم بطفل واحد , يخبره الطبيب انه سوف يرزقه الله بخمسة أطفال , ويعود إلى المنزل ومعه زوجته , أين الابتسامة التي كانت تعلو وجههم , لماذا أصيبوا بالوجوم ؟ هل هي لحظات حتى يفيقوا من هول الصدمة ؟ أم إنها صدمة حقا ؟ إنهم عائلة أصبحت لا تملك المال لإطعام خمسة أولاد , وكسوتهم وتربيتهم ,هنا قالت الزوجة , الحمد لله لقد كنا نتمنى طفل واحد أعطانا الله خمسة .
فقال الزوج , حقا الحمد لله و لكنه قالها و هو يفكر من أين له بالمال الكافي لتربيتهم و مرت اشهر الحمل ثقيلة على الزوج و هو يعلم انه يجب أن يكون اسعد إنسانا و لكنها سعادة مبطنة بالخوف من المستقبل , أصبح في حيرة من أمره و ازدادت الحيرة أكثر وأكثر مع قرب ميعاد الولادة و مرت فتره الحمل بسلام على الزوجة . و أتى يوم الولادة و دخلت الزوجة غرفة العمليات و جاءت الممرضة لتخبره أن زوجته وضعت مولودة أنثى , ثم بعد قليل جاءت وأخبرته انه رزق بمولدة أخرى أنثى أيضا و ثالثة و رابعة وخامسة كلهم إناث و هنا وضح الضيق عليه جدا جدا و بات الحزن يملئ قلبه ويقول لنفسه , كلهم إناث و اخذ يضرب كفا على كف و كأن الحلم أصبح كابوسا مزعجا , فخرج من المستشفى دون أن يرى زوجته أو يطمئن عليها ذهب إلى الشارع يأخذ برهة من الزمن , يفكر فيما حدث له , فبعد عشرة سنوات من عدم الإنجاب , يرزقه الله بخمسة أطفال كلهم إناث , هذه مسئولية كبيرة ألقاها الله على عاتقه , و بعد تفكير شكر الله و حمده و قال : أحمدك يا الهي على ما رزقتني و اشكر فضلك علي وهنا عاد مسرعا إلى المستشفى و فتح باب حجرة زوجته و اطمئن عليها و قال لها أين بناتي؟ , و عندما سمعت الزوجة كلمة بناتي من الزوج حتى رقص قلبها فرحا لفرحته و تبدلت حالتهما تماما فقالت له : بناتك في الحضانة فذهب إليهم وشاهدهم و شاهد أيديهم و أرجلهم الصغار و وجوههم البريئة و شاهد ثمره حلمه التي طالما حلم بهم , و عاد الزوج و الزوجة و البنات إلى المنزل و علم الجميع بهذا الخبر الذي صار حديث أهل البلد كلها وجاءوا كلهم مهنئين لهم و مباركين و جاء الشيخ الجليل ومعه عليه القوم من أكابر البلد مهنئين ومقدمين لهم يد المساعدة فقال الشيخ نعلم جيدا ضيق ذات يدك و أن الله تعالى قال (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) ولها أكثر من معنى أي لا تخافوا على أولادكم من الفقر فالله رازقهم . و أنا يا أخي أقول لك أن احد الأفاضل من البلد قد تبرع بطعام أولادك من اللبن لمدة سنتين و آخر تبرع بكسوتهم إلى سن دخول المدرسة و أخ فاضل تبرع بمبلغ شهري لك ولأسرتك يعينك على تربيتهم التربية الصحيحة و أنا أتبرع بتحفيظ بناتك القران كاملا بإذن الله .
و هنا لم يشعر الزوج بدموعه و هي تنساب على وجنتيه و من خلفه زوجته أيضا و هنا قال الزوج الحمد لله أتى رزقهم من السماء . و اخذ زوجته و صلى لله ركعتين شكر وأثناء السجود تبللت السجادة بدموعهم شكرا لله عز و جل .
الكاتب : محمد ابوفرحه
[email protected]