بودّي يا قطاع النور بقلم: خيري حمدان

الإهداء
إلى الأدباء المحاصرين في قطاع غزة

بودي لو أنطلق عبر قنوات شبكة العنكبوت العالمية لأصل إليك يا قطاع النور، حتى وإن أصابني التيه المتوقع بدوران وصداع ومقابلة ثلة من المجانين والمصارعين والممثلين والجامعات الوهمية الافتراضية ودلال نساء لا يفتأن يحادثن رجالا عابثين عبر دهاليزك وبوابات الحلزونية الغامضة.

بودي أن أنطلق عبر هذه الشبكة لأصل إلى أصدقاء لا يمتلكون نافذة على العالم سوى كابل الكهرباء الذي أصبح جواز سفر في السجن الكبير الذي أغلق أبوابه عابر لتاريخ أرواحنا وحضورنا في المدى وفضاء الوطن. حصار لا يسمح للورق المتطاير أن يصل إلى القلوب المنفطرة من قسوة الفراق.

لو كان يعلم التيار الكهربائي معنى الانفتاح نحو مرافئ الدنيا وإرسال ما يجود به القلب والقلم عبر الإلكترون لخجل وأحجم عن الانقطاع حتى ولو أغلقوا في وجهه كلّ معابر الطاقة!

لكلّ أولئك الأحبة الذين يسرقون من العتمة بعض الفولتات وترددات التيار الكهربائي ليعتذروا عن تأخرهم بالحضور .. أقول، نحن من يعتذر لقطاع النور القابع في مطلع الدنيا. لكم مني باقات من الزنجبيل والزعتر البرّي والورد الجوري عسى ألا يتأخر التيار في نقلها للقلوب والعقول والأقلام هناك .. في قطاع النور.