الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية / ممرات الانتظار .. شوق حارق الحلقات 13- 14 -15 بقلم: ازدهار الانصاري

تاريخ النشر : 2010-06-27
-13-

تبتهج كطفلة حين تجده مقبلا عليها بابتسامته الرائعة, وأحضانه المشرعة لاحتوائها.. تعيش معه الأمل والحلم بغد قادم, يحمل الكثير من الحب والحياة.. لهفتها تسبقها اليه.. فيرتبك حبا وشوقا.. يحتوي جنونها بجنون أكبر وأعمق.. تصر على أنه أجمل هدية منحتها لها الحياة.. ويؤكد أنه ما خُلق إلا لها..
تتظافر العذوبة في اللقاء.. تملأ الكون من حولهما بالأمل في غد أجمل.. يعيشان هدوء الشوق وجنونه بألفة رائعة ودفء.. كلاهما يعطي ما يستطيع للأخر, فتزداد هياما به وشوقا اليه،لكنها..! تتعثر في مربكات القدر التي تحاول أن تغلق آفاق الغد.. يستبدلان الحلم بالواقع لكنه واقع مختلف واقع ليس كالحلم..!!
-أعترف لك أن حبك كالدم يسري في عروقي..هو غذاء روحي وارتواء عطشي.. أسكن في حناياك لأنسى الماضي بأيامه المتعبات.. وأتجاوز القهر والألم. لتكون أنت مملكتي التي لا يضاهيها الماس جمالا..
- رائع أنت بحبك حبيبي.. لا أدري متى بدأت أحبك..!
ولا أدري كيف عشقتك..! ولا أين وجدتك..! لا أدري سوى أني أحبك أنت.. أنت حلم عمري الذي ما عدت أعيشه إلا لأجلك.. هل في قلبك مكان للسر إذاً. اقترب أعطني أذنك..همست بسحر:
- أحبك.. أين كنت حبيبي.. أوجعت روحي في انتظارك..؟
- سبق وأخبرتك, لا تنتظري لماذا تؤلميني..؟
- أيهما يؤلمك انتظاري أم وحدتي..؟
- غريبة أنت أبدا لا تفهمين..
- وماذا افهم..؟
- عليك أن تعرفي أن ظروفي ليست كلها مواتية للقاء.. وأني حين أكون قادرا فستجدينني معك..لذا إغلقي باب الانتظار..
كيف أغلقه وأنا أتوقع مجيئك في أية لحظة أنت لم تخبرني أنك لن تأتي..
- واجهتني ظروف منعتني من المجيء والاتصال..
- لو أنك جئت ولم تجدني ألن تغضب..؟
- لن أغضب, ولماذا الغضب يجب تحكيم العقل في مثل هذه الأمور..
- وكيف أحكمه وقد أصابه الهذيان والقلق..
-قلتها لك مئات المرات لا تخنقيني أعطني فسحة هواء لتنفس, لا تكوني كالطوق حول عنقي..
- هل أصبحت الآن طوقا, وكنت قبل هذا مساحات الدفء وعطائه... ما الذي انكسر لعلي استطيع جبره..!!
- لا تهولي الأمور لا شيء تغير فقط أنت لحوحة..
- أها وأصبحت لحوحة أيضا..!
- لا تقفي على الكلمات فأنا لا أقصد وتعرفين كم أحبك..
- نعم أعرف لكنك لم تعد تعرف..!
- أعرف ماذا..؟
قالت: أن الخوف يترصدني ويكاد يفتك بي..
- لخوف ممَ؟
- أن حبك ابتدأ يفتر وشوقك لم يعد كالسابق و..
- كل هذا لأني لم أحضر لقاءنا أمس..!!!!
- لا ليس هكذا.. لكنه الخوف أن أجدك يوما تحلق بعيدا عني, وحينها سأذوي كما الشمعة..
- وإذاً..!
- يرعبني ذلك المشهد ويميتني..
- لا تذكري الموت حتى لو كان لفظا لا تذكريه لك..
-تخاف عليّ..!
- أحبك مجنونتي..

يتبع ..

-------------------------------------------
-14-

يظل ذات التساؤل يطاردها.. متى..؟
آه شيء ما يحترق في الداخل.. لهيب من نار حامية يطلقها القلب شوقا وتوقا ولهفة وسؤال حارق.. متى..؟
تعودت أن تراه كل ليلة.. يمضيان الوقت في حديث مختلف.. كلاهما مختلف والظروف تتشابه في اختلاف غريب.. تعودت أن تحلم به فتنمو في وجدانها جذور جورية حمراء قانية.. بعطر من الياسمين الجبلي.. تعودت أن تراه فيتمثل أمامها شاخصا بابتسامة ساحرة تصهرها في خلاياه فتشرق شمس دافئة تذيب حواف الجليد الذي يتكوّم فوق سنوات عمرها الذاوي, فتصبح أكثر ألقا وتألقا.. أدمنت وجوده معها فهامت في حب مختلف.. تارة تحبه كوليد يحتاج منها الى الرعاية والحنان.. أخرى تشعره سندا وحماية واحتواء وأمان..!!
وتارة أخرى تتبعثر في حناياه فلا يتبقى منها سوى نبضات قلب يعيش الأمل القادم.. ولكن!
يظل يراوح مكانه السؤال متى؟
متى نلتقي حبيبي..!!!. أحسك حبيبي بعيدا على الرغم من قربك.. أحسك مغتربا على الرغم أنك هنا في الوطن..قال:
- آه حبيبتي الاغتراب في الوطن أفظع مما لو كان بعيدا عنه..
- ما بك حبيبي.. لماذا استنشق عبير دموعك بين الكلمات..؟
- إنها دموع يبتل بها الفؤاد كي ترطب جفاف الروح حين تصبح بلا وطن..
- حبيبي ألست أنا وطنك.. ألست سكنك.. لم كل هذا الأسى..؟
هو ليس حزنا.. هو إحباط تولده الظروف القاهرة التي نعيشها.. تخيلي كيف أني لا أستطيع أن أراك.. أتحسسك حقيقة..!
- نعم حبيبي معك حق.. فخيبتنا تزداد عنفا يوما بعد أخر.. ولكن هل بيدنا تغيير القدر..؟
- القدر لا.. لكننا نستطيع في الأقل التظلم والانتفاضة والتمرد والعصيان على جملة الأخطاء التي تسحقنا دون ان تنظر الى قيمة الانسان..
- حاولت التمرد, وأعلنت ثورتي على الظلم فوجدتني حبيبي خارجة بلا أرض تلمني, ولا سماء تحميني, وجدتني حبيبي خارج حدود الأزمنة والأمكنة أجتر خيباتي المتلاحقة..
- لا تحزني يا عشقي الكبير.. لا تتألمي يا حبي الاخير فكلانا في الهم شرق.. ويكفينا أننا معا على الرغم من كل شيء..
- نعم حبيبي نحن معا فاسند ظهري بقوتك وضمني بين أحضانك.. وكن قريبا مني حبيبي..
- نعم أيتها الغالية سأكون أبدا معك فقط كوني بخير
-نعم حبيبي لأجلك سأظل هادئة استنشق عبق أنفاسك.. وأعيش لك.. لك أنت فقط
- أيتها الوطن والسكن أحبك..

يتبع ..

---------------------------------------------
-15-

اشتاقت لسماع صوته.. شعرت بحرقة في روحها تدفعها الى الاتصال.. تصيبها حالة من الاحتراق.. الشوق يشعل براكين انتظارها فتعلن التمرد على الوقت.. تتصل.. يرن الهاتف.. ومع كل رنة يتساقط نبضها أرضا.. لا يرد... تفقد الوعي وتجهش ببكاء أعمى..!!!
خواطر زهقت منها الروح.. تلاعبت بالنفس كيفما شاءت.. حالة من القهر.. لماذا لا يسمع صدى بكائها..؟؟؟؟
معه حق فقد أخلفت موعدها معه لظروف قاهرة.. تظل تصرخ
-لماذا لم تعد ترد علي..؟؟ ألا تعلم أني أموت لو ابتعدت عني.. بربك قل لي.. لماذا
تشعر بدوار يخترق الرأس والقلب.. تتساقط رويدا.. رويدا.. سيارة الإسعاف تصل بعد جهد مخترقة زحام الشوارع لتحمل جثة امرأة مازالت تناضل وتقاوم للبقاء على قيد الحياة..!!!
هناك.. تحت الأجهزة المختلفة سجي جسد منهك متهالك أسرعوا في إمداده بسبل الحياة والقلب يتوقف.. لاشيء محدد في الذهن لا بل هناك صدمة ما وسؤال يلح بعنف..لماذا؟ تتقاطر أشرطة الذكريات.. أذرع ممتدة لالتقاط الروح والاحتفاء بها.. بعض ابتسامات ترسل إشعاعات نور هيا اقتربي أكثر.. وجمهرة دموع تتوسل عدم الرحيل..
يعود القلب للخفقان بحزن.. في خضم تلك الغيبوبة تصدر الروح أنينا متقطعا وتنثال الدموع موجوعة والجسد مسجى فوق السرير..
أصوات غريبة.. أحبة ينظرون الى لحظة الوداع بألم، والعقل ينتظر ذات اللحظة برغبة عارمة للانفلات من سجن الحياة.. تتماهى كل الأشكال والوجوه.. وجه يظهر بين الضلوع, وجه شديد التألم والبكاء يمسك بطرف القلب يهزه كي يتحرك.. القلب رفات أصابه البرد فتجلد.. الرغبة في الحياة أعلنت انسحابها واستسلمت كل الأعضاء.. سقوط من أسفل.. وصعود الى الهاوية هناك عند بوابة الزمن المجهول كل المجاهيل معلومة إلا جسدي كان غريبا وسط الأحبة جسد خلا من بعض أحشائه المريضة والقلب مازال متوقفا..
أصوات تتعالى " بسرعة إبرة إنعاش للقلب.. بسرعة جهاز تنشيط الدورة الدموية الجسد يتجلد العروق يخترقها اليباس " وتظل الدموع وحدها تشير الى وجود بعض حياة.. من هم هؤلاء..؟ لماذا يبكون لا اعرفهم.. دعوني ارحل رفعت رايتي البيضاء واستسلمت دعوني ارحل, ففي الرحيل نهاية للانتظار والشك والقهر والألم.. آه الألم نعم أشد بشاعة من الموت..!
الموت بدء جديد ونقطة في أول السطر.. نبض عقيم يتمسك بالقلب ووجدان تكسرت فيه المشاعر.. إحباط.. صدمات.. أوجاع.. متتاليات لا تنتهي.. إلي بالرحيل لتنتهي الرحلة في آخر المحطات.. يعلن القلب انه مازال مهترئا ينتظر..!! جحود ونكران وقسوة.. محطات.. محطات تصغر وتصغر وتضمحل ليبقى القلب وحده عالقا في نفق مظلم بانتظار الرحيل..! تتناثر عبر الذاكرة المشوشة المتوترة أشباح مرت أمام ناظريها.. دموع وصراخ وانهيارات خلفتها مرارة الاحتلال, ووجع القلب المنهك بتشابه سلم الحياة هناك وهنا وبين بين..!!


يتبع ..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف