شجرة الكاردينيا
في هذا اليوم من حزيران/ يونيه وبتلك الظهيرة الحارقة جالت بيننا نسماتٌ عليلة على ضفاف نيل مبارك الذي لم يعد فيه شيء مبارك سوى المياه الملوثة، فحملتني تلك النسمات على جناحيها المثقلة بالأماني وبسرعة الريح أخذتني وعصفت بي على أعتاب عاصي العاصي حيث عبق الياسمينٍ الشامي وزهر الجوافة وثمرات الكرز المتدلية على أفواه الأطفال قبل الكبار التي يرسمون به أحلامهم وألعابهم التي تشبه قطرات دمائهم الذي غلغل بها حب تلك الأرض المثمرة، وفي هذه البقعة التي يقال أنها " موطني "أقصد وطني الجريح أسرعت حانية الظهر
لكن الرأس مني مرفوع، مضطربة الأنفاس والروح، شهيق حبٍ، وزفير آلام، نبضات قلبٍ عاشقٍ كبلته الأشواق لكن اليدين حرتين، فضمدت جراح الوطن الدامي بما كنت ارتديه على رأسي ويخفف عني حرارة تلك الأيام، وذُرفت رغماً عني دميعات فوق علمه الخافق على طاولتي الذي أُقبله كل صباح سبع مرات وأدعو سبع دعوات وأتمتم حتى يمل الكلام... ويشفق علّي الجريح فيقبلني بقلبه الحاني قبلة المستسمح المعتذر النادم ويمسح على جبيني بقطرات تتراشق من نواعيره.....
فأنتعش وأستشرف المستقبل وأحلم بطفلة، سبحان الخالق فيما أبدع، من كل شيء أتاها فالجمال والدلال والابداع ترسم بخطاها الصغيرة طائرة ورق تحملي أمتعتي و تجعلني الكابتن فيها وتنصب نفسها ذاك المنصب الذي يلِيقُ بوجهها الباسم ولسانها المعسول /مُضيفة/ ، وتجعلني أحلق تارة في حبها وتارات في سماء وطني الذي استملكني واستعبد قلبي وطوى كل جروحي في كتبه القديمة وأخفاها تحت شجرة الكاردينيا ،وما يكون مني إلا أنسى الماضي بين ثنايا الحاضر ....
فاستسلم!!!
وأنوي المصالحة بعد ميلاد حب جديد، نتصافح روحي وجراحه ، بعد أن نسمع نداء الفجر من مأذنة مسجده الأموي وأعلن العودة إلى أحضانه وإلى الأبد إلى الأبد إلى الأبد.
26/6/2010
أيتها المضيفة
كل عام وأنت بألف خير
في هذا اليوم من حزيران/ يونيه وبتلك الظهيرة الحارقة جالت بيننا نسماتٌ عليلة على ضفاف نيل مبارك الذي لم يعد فيه شيء مبارك سوى المياه الملوثة، فحملتني تلك النسمات على جناحيها المثقلة بالأماني وبسرعة الريح أخذتني وعصفت بي على أعتاب عاصي العاصي حيث عبق الياسمينٍ الشامي وزهر الجوافة وثمرات الكرز المتدلية على أفواه الأطفال قبل الكبار التي يرسمون به أحلامهم وألعابهم التي تشبه قطرات دمائهم الذي غلغل بها حب تلك الأرض المثمرة، وفي هذه البقعة التي يقال أنها " موطني "أقصد وطني الجريح أسرعت حانية الظهر
لكن الرأس مني مرفوع، مضطربة الأنفاس والروح، شهيق حبٍ، وزفير آلام، نبضات قلبٍ عاشقٍ كبلته الأشواق لكن اليدين حرتين، فضمدت جراح الوطن الدامي بما كنت ارتديه على رأسي ويخفف عني حرارة تلك الأيام، وذُرفت رغماً عني دميعات فوق علمه الخافق على طاولتي الذي أُقبله كل صباح سبع مرات وأدعو سبع دعوات وأتمتم حتى يمل الكلام... ويشفق علّي الجريح فيقبلني بقلبه الحاني قبلة المستسمح المعتذر النادم ويمسح على جبيني بقطرات تتراشق من نواعيره.....
فأنتعش وأستشرف المستقبل وأحلم بطفلة، سبحان الخالق فيما أبدع، من كل شيء أتاها فالجمال والدلال والابداع ترسم بخطاها الصغيرة طائرة ورق تحملي أمتعتي و تجعلني الكابتن فيها وتنصب نفسها ذاك المنصب الذي يلِيقُ بوجهها الباسم ولسانها المعسول /مُضيفة/ ، وتجعلني أحلق تارة في حبها وتارات في سماء وطني الذي استملكني واستعبد قلبي وطوى كل جروحي في كتبه القديمة وأخفاها تحت شجرة الكاردينيا ،وما يكون مني إلا أنسى الماضي بين ثنايا الحاضر ....
فاستسلم!!!
وأنوي المصالحة بعد ميلاد حب جديد، نتصافح روحي وجراحه ، بعد أن نسمع نداء الفجر من مأذنة مسجده الأموي وأعلن العودة إلى أحضانه وإلى الأبد إلى الأبد إلى الأبد.
26/6/2010
أيتها المضيفة
كل عام وأنت بألف خير