
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة الصمود والمحبة
================
(( سيدتي الجميلة 3))
" الانتقــــــــــــــــام "
- دعه يا سيدي .. فإنه .. زوجي ؟؟!!
لم يستوعب صاحب الـ " بوتيك " الأمر .. اعتقد بأن السمع قد خانه .. أو أنه قد بدأ في الهذيان .. أو أن المرأة تدعي ذلك .. على سبيل التفكة والتندر .. أو لعلها تفعل ذلك .. على سبيل المشاكسة !!! .
وقف الرجل صاحب الـ " بوتيك " حائراً للحظات ليست بالهينة .. فاغراً فاه الدهشة .. وقد تلاشت كل التعبيرات عن وجهه .. تجمد في مكانه كتمثال إغريقي أو فرعوني .. شعر بالدوار .. بالغثيان .. كاد أن يتقيأ .. لكنه تمالك نفسه من هذا وذاك .
رددت السيدة الجميلة العبارة مرة أخرى وكأنها تؤكد له جدية الأمر :
- دعه يا سيدي .. إنه زوجي .. نعم يا سيدي .. إنه زوجي .
هذا يؤكد بأن السمع لم يخنه .. وأنه لا يهذي .. وأن المرأة لا تدعي ذلك .. وليس ما تقوله على سبيل التفكه والتندر أو المشاكسة بالمطلق .
فها هي تكرر العبارة مؤكدة صدق الحقيقة التي يصعب عليه تصديقها بأي حال من الأحوال ..
أفاق الرجل من أفكاره المتزاحمة المتلاطمة في ذهنه على صوتها النديّ وابتسامتها الصافية الرقراقة وهي تتابع :
- ولم العجب يا سيدي ؟؟!! .. فلا تعجب يا سيدي .. ولك أن تضحك عليّ .. أو لتبكي من أجلي .. فكلا الأمرين سيان .. فالضحك أو البكاء لن يغيرا من واقع الأمر شيئاً .. فهذا هو قدري في كل الأحوال .. وأنا أرضى وأقبل بقدري يا سيدي .. شئت ذلك أم أبيت .. فهو قدري في كل الأحوال ..
أعرف بأنه من غير اللائق أن أحدثك بأموري الشخصية والخاصة أكثر من هذا .. ولكن يبدو بأنك قد عجبت لأمري .. من أمري .. ويبدو بأنك تود أن تعرف كيف تمت الأمور .
لتعلم يا سيدي بأن حماتي .. أم زوجي هذا .. هي عمتي .. نعم .. هي شقيقة أبي .. هي امرأة متجبرة .. متكبرة .. متعجرفة .. متسلطة إلى أبعد حد وإلى أقصى درجة يمكن تصورها .
لم تكن عمتي على وفاق مع أبي بالمطلق .. كانت تحاول أن تطمس شخصية أبي دائماً .. وبكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة .. تحاول أن تلغي شخصيته وأن تشطب رجولته .. حاولت أن تكون هي الآمرة الناهية .. وحاولت دوماً أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة لها .. لها وحدها .
ولأنها شقيقته الأكبر سناً .. شقيقته الوحيدة .. كان يحاول دوماً أن يمتص غضبها وعصبيتها بكل الوسائل .. كان يحاول أن يتملقها .. يحاول بكل الطرق الأخرى .. ولكن بدون جدوى ..
في كثير من الأحيان كانت تتهجم عليه بلسانها السليط بالسب والشتم وبأفظع الألفاظ النابية .. وفي أحيان كثيرة كانت تتمادى في الأمر ، فتعتدي عليه بالضرب باليد وبالأدوات الحادة المختلفة المتوفرة في المكان .. يساعدها في ذلك زوجها وأولادها جميعاً .
والدي ؛ لم يرزق بالذكور أو الإناث سواي .. فلقد كنت الابنة الوحيدة .. ففزت بكل الدلال والحب والاهتمام من جانبه .
أصدرت أوامرها لأبي بالموافقة على زواجي من أحد أبنائها .. بدوره أبي لم يكن بوسعه سوى الموافقة صاغراً مكرهاً .. وبدوري .. رفضت ذلك ..لألف سبب وسبب .. فهي تمثل الألف سبب بالكامل .. أما السبب الوحيد فهو أني كنت لا أزال صغيرة .. وأريد أن أكمل تعليمي .. التعليم الثانوي على الأقل .
ثارت ثائرة عمتي .. وأظهرت كل فنون الجنون .. لأني رفضت ذلك .. لأني قلت " لا " .. قامت عمتي بالاعتداء على أبي وعليّ بالضرب المبرح .. وكان من نتيجة ذلك .. أن انتقل والدي إلى رحمة الله ... قهراً وكمداً .
بموت أبي .. انكشف الغطاء عني .. غطاء الحماية ولو بشكل نسبي ..
وكانت أول بادرة من عمتي .. والتي قامت بها على الفور ... وقبل مضيّ وقت طويل على وفاة أبي .. كانت خطوتها الأولى المباشرة .. هي ..
" الانتـــــــقام "
.... يتبع ...
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
غزة الصمود والمحبة
================
(( سيدتي الجميلة 3))
" الانتقــــــــــــــــام "
- دعه يا سيدي .. فإنه .. زوجي ؟؟!!
لم يستوعب صاحب الـ " بوتيك " الأمر .. اعتقد بأن السمع قد خانه .. أو أنه قد بدأ في الهذيان .. أو أن المرأة تدعي ذلك .. على سبيل التفكة والتندر .. أو لعلها تفعل ذلك .. على سبيل المشاكسة !!! .
وقف الرجل صاحب الـ " بوتيك " حائراً للحظات ليست بالهينة .. فاغراً فاه الدهشة .. وقد تلاشت كل التعبيرات عن وجهه .. تجمد في مكانه كتمثال إغريقي أو فرعوني .. شعر بالدوار .. بالغثيان .. كاد أن يتقيأ .. لكنه تمالك نفسه من هذا وذاك .
رددت السيدة الجميلة العبارة مرة أخرى وكأنها تؤكد له جدية الأمر :
- دعه يا سيدي .. إنه زوجي .. نعم يا سيدي .. إنه زوجي .
هذا يؤكد بأن السمع لم يخنه .. وأنه لا يهذي .. وأن المرأة لا تدعي ذلك .. وليس ما تقوله على سبيل التفكه والتندر أو المشاكسة بالمطلق .
فها هي تكرر العبارة مؤكدة صدق الحقيقة التي يصعب عليه تصديقها بأي حال من الأحوال ..
أفاق الرجل من أفكاره المتزاحمة المتلاطمة في ذهنه على صوتها النديّ وابتسامتها الصافية الرقراقة وهي تتابع :
- ولم العجب يا سيدي ؟؟!! .. فلا تعجب يا سيدي .. ولك أن تضحك عليّ .. أو لتبكي من أجلي .. فكلا الأمرين سيان .. فالضحك أو البكاء لن يغيرا من واقع الأمر شيئاً .. فهذا هو قدري في كل الأحوال .. وأنا أرضى وأقبل بقدري يا سيدي .. شئت ذلك أم أبيت .. فهو قدري في كل الأحوال ..
أعرف بأنه من غير اللائق أن أحدثك بأموري الشخصية والخاصة أكثر من هذا .. ولكن يبدو بأنك قد عجبت لأمري .. من أمري .. ويبدو بأنك تود أن تعرف كيف تمت الأمور .
لتعلم يا سيدي بأن حماتي .. أم زوجي هذا .. هي عمتي .. نعم .. هي شقيقة أبي .. هي امرأة متجبرة .. متكبرة .. متعجرفة .. متسلطة إلى أبعد حد وإلى أقصى درجة يمكن تصورها .
لم تكن عمتي على وفاق مع أبي بالمطلق .. كانت تحاول أن تطمس شخصية أبي دائماً .. وبكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة .. تحاول أن تلغي شخصيته وأن تشطب رجولته .. حاولت أن تكون هي الآمرة الناهية .. وحاولت دوماً أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة لها .. لها وحدها .
ولأنها شقيقته الأكبر سناً .. شقيقته الوحيدة .. كان يحاول دوماً أن يمتص غضبها وعصبيتها بكل الوسائل .. كان يحاول أن يتملقها .. يحاول بكل الطرق الأخرى .. ولكن بدون جدوى ..
في كثير من الأحيان كانت تتهجم عليه بلسانها السليط بالسب والشتم وبأفظع الألفاظ النابية .. وفي أحيان كثيرة كانت تتمادى في الأمر ، فتعتدي عليه بالضرب باليد وبالأدوات الحادة المختلفة المتوفرة في المكان .. يساعدها في ذلك زوجها وأولادها جميعاً .
والدي ؛ لم يرزق بالذكور أو الإناث سواي .. فلقد كنت الابنة الوحيدة .. ففزت بكل الدلال والحب والاهتمام من جانبه .
أصدرت أوامرها لأبي بالموافقة على زواجي من أحد أبنائها .. بدوره أبي لم يكن بوسعه سوى الموافقة صاغراً مكرهاً .. وبدوري .. رفضت ذلك ..لألف سبب وسبب .. فهي تمثل الألف سبب بالكامل .. أما السبب الوحيد فهو أني كنت لا أزال صغيرة .. وأريد أن أكمل تعليمي .. التعليم الثانوي على الأقل .
ثارت ثائرة عمتي .. وأظهرت كل فنون الجنون .. لأني رفضت ذلك .. لأني قلت " لا " .. قامت عمتي بالاعتداء على أبي وعليّ بالضرب المبرح .. وكان من نتيجة ذلك .. أن انتقل والدي إلى رحمة الله ... قهراً وكمداً .
بموت أبي .. انكشف الغطاء عني .. غطاء الحماية ولو بشكل نسبي ..
وكانت أول بادرة من عمتي .. والتي قامت بها على الفور ... وقبل مضيّ وقت طويل على وفاة أبي .. كانت خطوتها الأولى المباشرة .. هي ..
" الانتـــــــقام "
.... يتبع ...