ملاذ أخير ...ملاذ آمن )
مُمَدِداً جسده على السرير متراخياً شاخصاً ببصره تجاه حلقات الدخان المتصاعدة من سيجارته التى يشربها دونما إنتباه إلى رمادها المتساقط على الملاءة يخنفه شعور يجثم على صدره ,نفس الشعور الذى يدركه جيداً ويخافه يشعر كأنه فى خزانة حديدية مغلقة عليه ,خزانة لا تزيد أبعادها عن متر فى متر تطبق على أنفاسه ولا منفذ للخروج أو للتنفس وهو قابعٌ فيها منكمش على نفسه محنى الظهر يدرك جيدا ما هو مقبل عليه ,نفس الأعراض تأتى بضراوة وتضيق الخناق على قلبه وصدره يتمنى لو واتته الشجاعة أن ينفذ ما يفكر فيه: الانتحار !!!.فى المرة السابقة واتته الشجاعة وبدأ فى التنفيذ لولا صراخ زوجته وإنقاذه .بدأ بعدها فى تلقى علاج على يد طبيب شهير كان متعاطفاً معه رغم انشغاله كان يفرغ نفسه للحديث الودى معه أدراكاً أنه مريض من نوعية خاصة , إكتئابه كان نتيجة لإغراقه فى حالة من الحزن لكل الحادث حوله كان أحيانا يتمتع بحالة من الصفاء فيحكى للطبيب عن حماسته القديمة ومشاريعه كان يحكى له عن كم الإحباطات التى أصابته كلما بدأ ى تنفيذ مشروعٍ ما حتى لو كان مشروعاً تطوعيا لمن حوله .أحياناً كانا ينسيان العلاج ويتحدثان عن الشعر والشعراء والأدب والأدباء وجنونهم وكان الطبيب يمازحه قائلا له: أنت فيك من جنون العباقرة .أخذت تلك الفترة من عمره سنة كاملة إستعاد بعدها عافيته ليدخل فى معترك الحياة ثانية ورغم الإحباطات إلا أنه كان يقاوم فى كل مرة فلماذا تستقوى عليه الهواجس بضراوة تلك المرة!!!لمحه أتٍ إليه مخبئاً يديه خلف ظهره يمشى بملابسه الصيفية الرقيقة وسنواته الثلاث مسرعاً نحوه فى الحجرة إقترب منه وهو يبتسم بابتسامة طفولية رائقة.
قال له: أنت ملاذى الأخير أستقوى بكَ لا تتركنى أدخل فى تلك الخزانة ثانية . أخرج الصغير يديه الصغيريتين المخبئتين خلف ظهره وكان بكل كف قطعة من الحلوى ,وضع واحدة من القطعتين فى فم والده والأخرى فى فمه ومَد كفَّيه المفتوحتين العالق بهما بقايا الحلوى فوضع والده كلَ كفٍ كبيرة فى إحدى الكفين الصغيرتين وأطبقَ الكفان الصغيران على الكفين الكبيرين فاحتواهما بل كانا فى سعة الدنيا وبراحها كله
**************
دكتورة: فاطمة الزهراء
مُمَدِداً جسده على السرير متراخياً شاخصاً ببصره تجاه حلقات الدخان المتصاعدة من سيجارته التى يشربها دونما إنتباه إلى رمادها المتساقط على الملاءة يخنفه شعور يجثم على صدره ,نفس الشعور الذى يدركه جيداً ويخافه يشعر كأنه فى خزانة حديدية مغلقة عليه ,خزانة لا تزيد أبعادها عن متر فى متر تطبق على أنفاسه ولا منفذ للخروج أو للتنفس وهو قابعٌ فيها منكمش على نفسه محنى الظهر يدرك جيدا ما هو مقبل عليه ,نفس الأعراض تأتى بضراوة وتضيق الخناق على قلبه وصدره يتمنى لو واتته الشجاعة أن ينفذ ما يفكر فيه: الانتحار !!!.فى المرة السابقة واتته الشجاعة وبدأ فى التنفيذ لولا صراخ زوجته وإنقاذه .بدأ بعدها فى تلقى علاج على يد طبيب شهير كان متعاطفاً معه رغم انشغاله كان يفرغ نفسه للحديث الودى معه أدراكاً أنه مريض من نوعية خاصة , إكتئابه كان نتيجة لإغراقه فى حالة من الحزن لكل الحادث حوله كان أحيانا يتمتع بحالة من الصفاء فيحكى للطبيب عن حماسته القديمة ومشاريعه كان يحكى له عن كم الإحباطات التى أصابته كلما بدأ ى تنفيذ مشروعٍ ما حتى لو كان مشروعاً تطوعيا لمن حوله .أحياناً كانا ينسيان العلاج ويتحدثان عن الشعر والشعراء والأدب والأدباء وجنونهم وكان الطبيب يمازحه قائلا له: أنت فيك من جنون العباقرة .أخذت تلك الفترة من عمره سنة كاملة إستعاد بعدها عافيته ليدخل فى معترك الحياة ثانية ورغم الإحباطات إلا أنه كان يقاوم فى كل مرة فلماذا تستقوى عليه الهواجس بضراوة تلك المرة!!!لمحه أتٍ إليه مخبئاً يديه خلف ظهره يمشى بملابسه الصيفية الرقيقة وسنواته الثلاث مسرعاً نحوه فى الحجرة إقترب منه وهو يبتسم بابتسامة طفولية رائقة.
قال له: أنت ملاذى الأخير أستقوى بكَ لا تتركنى أدخل فى تلك الخزانة ثانية . أخرج الصغير يديه الصغيريتين المخبئتين خلف ظهره وكان بكل كف قطعة من الحلوى ,وضع واحدة من القطعتين فى فم والده والأخرى فى فمه ومَد كفَّيه المفتوحتين العالق بهما بقايا الحلوى فوضع والده كلَ كفٍ كبيرة فى إحدى الكفين الصغيرتين وأطبقَ الكفان الصغيران على الكفين الكبيرين فاحتواهما بل كانا فى سعة الدنيا وبراحها كله
**************
دكتورة: فاطمة الزهراء