الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سجن العطار بقلم:محمد شوكت الملط

تاريخ النشر : 2010-06-21
سجن العطار بقلم:محمد شوكت الملط
سجن العطار ( قصة قصيرة )


دمعت عيونهم وأصابتهم الدهشة ، عند رؤيتهم المأساة ،أربع سيارات مصفحةتقل خمسين جنديا وخمسة ضباط من قوات الأمن ،توقفت أمام العمارة بعد منتصفليلة حزينة ،يصعد الجنود السلم مددجين بأسلحتهم ، خطواتهم تزلزل العمارةوالعمارات المجاورة فى الحى ،حركتهم الهمجية أيقظت السكان ، أقلقتمضاجعهم ، وفيهم المرضى وكبار السن والعجزة ،أرعبت الأطفال ، أخافتالنساء، اقتحموا الشقة التى تسكنها إمرأة ترعى أربعة من اليتامى .كبيرهم طالب فى السنة النهائية لإحدى الكليات الجامعية ، وهو المطلوبالقبض عليه ، والإتيان به حيا أو ميتا ، دون أن يعطوا الفرصة لمن فىالداخل أن يفتح ، كسروا باب الشقة ، دخلوا البيت عنوة دون مراعاة لحُرمةأو احترام لآدمية .بعد أكثر من ساعة، أجهزوا على كثير مما تحتويه الشقة ، تكسير ، تحطيم ،اتلاف ،مع السب والشتم والصوت الجهورى يسمعه القاصى والدانى مصحوبابأصوات صراخ متقطع لصبية صغار ، خرج الجنود منتشين مسرورين لأنهم انتصرواوبصحبتهم الشاب مكبلا بالقيود ، تهمته العظمى أنه يسير فى طريق الدعوة ،يعلم أطفال الحى قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، قصص الأبطال ،طاعة الوالدين ، حب الوطن ، العزة ، الكرامة ...........أصيب الجيران بالصدمة ، منهم من أُغمى عليهمن هول الموقف ، ومنهم من سألالله أن ينتقم من هؤلاء الجنود، ومنهم من وجه السباب والشتائم، وكثير منالنساء والصبية والشباب هتفوا ضدهم ، ذهب النوم عنهم تلك الليلة حتى أُذنللفجر ، عند سماع الآذان هُرع الناس إلى المسجد الذى اكتظ بالمصلين، وكانالقنوت ، الشاب الذى يحبه سكان الحى كان موعد امتحانه فى اليوم التالى،أرسل السكان العديد من البرقيات للمسئولين لإستعطافهم ليطلقوا سراحهليؤدى الإمتحان ، الا أن الرفض كان هو الرد عليهم ، دخل الشاب السجن ومعهالعديد من الرجال الأتقياء، هدفهم الذى يعملون من أجله هو اصلاح الأمةوازالة الغمة .فى زنزانته رافقه رجل فى الأربعينيات ، قالوا عنه أنه تاجر صدوق ، فتحالله عليه بالرزق الحلال ،فأصبح من أشهر تجار العطارة فى البلاد ، امتلكالمال الكثير ، فوضعه الله فى يده ولم يجعله فى قلبه ، اقترب العطار منالشاب ، عامله كابن له ، جعله الله سببا فى ثبات الشاب وصبره ، ونزولالسكينة على قلبه ، حدثه عن حياته ، خبراته ، تجاربه ، تجارته ....،أصبحا صديقين وكأنهما قد تعارفا منذ أمد بعيد ، خصص الرجل جزء من الوقتليُفضى للشاب بأسرار تجارة العطارة ،وعن دور عنصرى التجارة - الأمانةوالمهارة - فى الربح الوفير ، فى الدنيا ولآخرة ، وعده بأنه سيكون عوناله ، وسوف يمكنه من فتح محل للعطارة بمدينته ،يكون ملكا خاصا به ، وسيمدهبالبضاعة شريطة أن يلتزم بمبادىء التجارة بعيدا عن العشم أو الغشم .خرج العطار والشاب من السجن ، بعد أن أمضايا فيه عدة أشهر ، ومضتالأيام بحلوها ومرها، كان الشاب قد تحصل على مؤهله الدراسى بتقدير جيد،وفى أمسية جميلة وقف الشاب أمام دكانه الذى أصبح أكبر دكاكين العطارة فىالمدينة ، وقف وبجواره العطار الكبير رفيق السجن فى الماضى ، وهمايستقبلان المهنئين بمناسبة مرور ثلاث سنوات على انشاء الدكان.
كتبها : محمد شوكت الملط
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف